روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، :الآية: 15

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، :الآية: 15 Jb12915568671



فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، :الآية: 15 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، :الآية: 15   فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، :الآية: 15 I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 07, 2012 2:36 pm

قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ
اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ
بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
(15)


قولُه
تعالى: {
قُلْ
أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ
}
تقريرٌ وتثبيتٌ لِما فُهِمَ مما قبلُ مِن أنَّ ثوابَ اللهِ تعالى خيرٌ مِن مَلَذَّاتِ
الدنيا وبيانٌ لفضيلةِ أهل التقوى على أرباب الدنيا، فهؤلاء لهم مُتابَعةُ المُنى
وموافقةُ الهوى وأولئك لهم الدرجات العُلى. قيل إنَّ مُنْتَهَى الِاسْتِفْهَامِ
عِنْدَ قَوْلِهِ: "
مِنْ ذلِكُمْ وقيل: منتهاه" عِنْدَ
رَبِّهِمْ"، وهي تَسْلِيَةً عَنِ الدُّنْيَا وَتَقْوِيَةً لِنُفُوسِ
تَارِكِيهَا. وَفِي قَوْلِهِ تعالى: "
وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ" وعد ووعيد. والخطاب للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ؛
يكلِّفُه جَلَّ شأنُه أنْ يوجِّهَ إليهم ذلك السؤالَ لِيُنَبِّهَهم إلى عظيمِ شأنِ
ما ادَّخَرَهُ لهم سبحانَه من نعيم مقيم إن أحسنوا، فالاستفهام للتنبيه، وقد حوى
من طرق التنبيه ثلاثة: أولها: التعبير بـ (أَؤُنَبِّئُكُم)؛ لأنَّ الإِنْباءُ
معناه الخَبرُ العَظيمُ الخَطيرُ الشأنِ، وثانيها: التعبيرُ بـ "
ذَلِكُمْ" بالإشارة للبعيدِ دَلالةً على عظيمِ شأنِ ما سَيُخبرُهم
به، وبالتعبير بـ "
كم"
كأنَّه يدعوهم جميعًا ليستمعوا إلى ما سيُخبِرُهم به، وثالثُها: التعبير بـ "
خير" الدالّةِ على الأفضليَّةِ، وأنَّ نعيمَ الجنَّةِ
خيْرٌ لَا شرَّ فيه قَطُّ، وأنَّ نعيمَ الدنيا لَا يَخلو من شرًّ.



وبعد
أن كان الاستفهام الذي سيق للتنبيه كان الجواب هو: {
لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ
رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَار خَالِدِينَ فِيهَا
وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَة ورِضْوَانٌ منَ اللَّهِ
)
هذه مِتَعُ الآخرة، وهي أعلى مقامًا، وأعظم مكانًا من نعيم الدنيا، وهي أربعة:



أولها:
{جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}، وفي هذه الجنات ما لَا عينٌ رأتْ
ولا أُذُنٌ سَمِعت، ولا خَطَرَ على قلبِ بشرٍ.



وثانيها:
الخلود، وهو نعمة وحده، فكل ما في الدنيا عَرَضٌ زائلٌ يَعروه الفناءُ، وما في
الآخرةِ دائمُ البقاءِ.



وثالثها:
{
وَأَزْوَاجٌ مطَهَّرَةٌ} لَا دَنَسَ فيها، ولا ما يَشينُهُنَّ أو يوجد الريب،
فلا مُعَكِّرَ مِن شرٍّ أو ما يُشبِهه.



ورابعها:
وهو أعظمُها بل أعظمُ ما في الوجود، وهوِ (وَرِضْوَانٌ منَ اللَّهِ} أي رضا عظيم
من خالق الخلق، ومبدع الكون ومنشئ الوجود، فالرِّضْوَانُ مَصْدَرٌ مِنَ الرِّضَا،
وَهُوَ أَنَّهُ إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى
لَهُمْ: "تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ"؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا
وأي شيءٍ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا؟ فَيَقُولُ: "رِضَايَ فَلَا أَسْخَطُ
عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبْدًا" خَرَّجَهُ مُسْلِمٌ.



قوله
تعالى: {
قُلْ
أَؤُنَبِّئُكُمْ
} قرأ
نافعٌ وابنُ كثيرٍ وأبو عَمْرٍو بتحقيقِ الأولى وتسهيلِ الثانية بينَ بينَ، على ما
عُرِفَ من قواعدِهم في أوَّلِ البَقرة، والباقون بالتخفيف فيهما. ومَدَّ بين هاتيْن
الهمزتين بلا خلافٍ قالون عن نافع، وأبو عَمْرٍو وهشامٌ عن بان عامر بخلافٍ عنهما،
والباقون بغير مدٍّ، وهم على أُصولِهم مِن تحقيقٍ وتسهيلٍ، وورشٌ على أصلِه مِن
نَقْلِ حركةِ الهمزةِ إلى لام "
قل".


ولأنه
لا بُدَّ مِنْ ذِكْرِ اختلافِ القرّاءِ في هذه اللفظةِ وشِبْهِها وتحريرِ مَذاهِبِهم
فإنَّه مَوْضِعٌ عَسِرُ الضَبْطِ أقول بعونِ الله تعالى: الواردُ من ذلك القرآن
الكريم ثلاثةُ مواضعَ: أعني همزتيْن أُولاهما مفتوحةٌ والثانيةُ مضمومة من كلمةٍ
واحدة، الأولُ هذا الموضعُ، والثاني في "ص": {أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذكر
مِن بَيْنِنَا} ص: 8، الثالث في القمر: {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ} القمر: 25.
والقُرَّاء فيها على خمسِ مراتبَ، إحداها : مَرتبةُ قالون، وهي تسهيلُ الثانيةِ بيْنَ
بيْن، وإدخالُ ألفٍ بين الهمزتين بلا خلافٍ كذا رواه عن نافع. الثانية: مَرتبةُ وَرْشٍ
وابنِ كثيرٍ، وهي تسهيلُ الثانية أيضاً بيْنَ بيْنَ مِن غيرِ إدخال ألفٍ بيْن
الهمزتين بلا خلافٍ كذا رَوى وَرْشٌ عن نافع. الثالثة: مرتبةُ الكُوفيين وابنِ
ذكوان عن ابنِ عامرٍ وهي تحقيق الثانية من غيرِ إدخالِ ألفٍ بلا خلاف، كذا روى ابنُ
ذَكوانٍ عن ابنِ عامرٍ. الرابعةُ: مَرتبةُ هشامٍ، وهي أنَّه رُويَ عن ثلاثةِ أَوْجُهٍ:
الأولُ التحقيقُ وعدمُ إدخالِ ألفٍ بيْن الهمزتيْن في ثلاثِ السور. الوجه الثاني:
التحقيقُ وإدخال ألفٍ بينهما في ثلاث السور. والوجه الثالث: التفرقةُ بين السورِ
الثلاث، وهو أنَّه يُحَقِّق ويَقْصُرُ في هذه السورةِ، ويُسَهِّلُ ويَمُدُّ في
السورتيْن الأُخْرَيَين. الخامسة: مرتبةُ أبي عَمْرٍو وهي تسهيلُ الثانيةِ مع
إدخالِ الألفِ وعدمِه. واجْتَزَأْتُ عن تعليلِ التَّخفيفِ والمَدِّ والقَصْرِ
واعزاً كلَّ واحدٍ منها إلى لُغةِ مَنْ تكلَّم به بما قَدَمْتُه في أوَّلِ البَقَرةِ،
وللهِ الحَمْدُ.



وقُرىء:
"أَوُنَبِّئكم" بواوٍ خالِصَةٍ بعدَ الهمزةِ لانضِمامِها، وليس ذلك
بالوجهِ. وفي قولِه "
أؤنبئكم"
التفاتٌ من الغَيْبَةِ في قوله: "للناس" إلى الخطاب تشريفاً لهم.



قوله:
{
بِخَيْرٍ} متعلقٌ بالفعل، وهذا الفعلُ لَمَّا لم يُضَمَّنْ معنى "أَعْلم"
تعدَّى لاثنين، الأولُ تعدَّى إليه بنفسه وإلى الثاني بالحرف، ولو ضُمِّن معناها
لتعدَّى إلى ثلاثة.



و{من ذلكم} متعلِّقٌ بخير؛ لأنَّه على بابِه من كونِه أَفْعَلَ
تفضيلٍ، والإِشارةُ بذلكم إلى ما تقدَّم من ذكرِ الشهوات، وتقدَّم تسويغُ الإِشارة
بالمفرد إلى الجمع. ولا يجوزُ أن تكونَ "
خير"
ليست للتفضيل، ويكونُ المرادُ به خيراً من الخيور، وتكون "
مِنْ" صفةً لقولِه: "خير".
وعليه "
مِنْ" في موضِع نصبٍ بـ "خير" تقديرُه: بما يَفْضُل ذلك، ولا يَجوزُ أَنْ تكونَ
صفةً لـ "
خير
لأنَّ ذلك يُوجِبُ أنْ تكونَ الجنَّةُ وما فيها مِمَّا رَغِبوا فيه بعضاً لِما زَهِدوا
فيه مِن الأموال ونحوِها.



قوله: {لِلَّذِينَ اتقوا} يجوزُ فيه أربعةُ أوجهٍ، أحدُها: أنَّه
متعلِقٌ ب
ـ "خير
ويكونُ الكلامُ قد تَمَّ هنا ويرتفعُ "
جنات" على خبرِ مُبتدأٍ محذوفٍ تقديرُه: هو
جنَّاتٌ، أي: ذلك الذي هو خيرٌ مِمَّا تقدَّم جناتٌ، والجملةُ بيانٌ وتفسيرٌ
للخيريَّة، ومثلُه: {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذلكم} ثم قال: {النار
وَعَدَهَا الله الذين كَفَرُواْ} الحج: 73، ويؤيدُ ذلك قراءةُ "جنَّات"
بكسرِ التاءِ على أنَّها بدلٌ مِن "بخيرٍ" فهي بيانٌ للخير. والثاني: أنَّ
الجارَّ خبرٌ مقدَّمٌ، و"
جنَّات" مبتدأٌ مؤخَّرٌ، أو يكونُ "جنَّاتٌ"
فاعلاً بالجارِّ قبلَه، وإنْ لم يعتمدْ عند مَنْ يرى ذلك. وعلى هذين التقديرين
فالكلامُ تَمَّ عند قولِه: "
من ذلكم"، ثمَّ ابتدأ بهذه الجُملةِ وهي أيضاً
مبيِّنةٌ ومفسِّرةٌ للخيريَّةِ.



وأمَّا الوجهان الآخران فذَكَرَهما مكيٌّ معَ جَرِّ "جنات"، يَعني أنَّه لم يُجِزِ الوجهيْن، إلّا
إذا جَرَرْتَ "
جنات" بدلاً مِنْ بـ "خير". الوجهُ الأوّل: أنَّه متعلِّقٌ بـ
"
أؤنبئكم". الوجه الثاني: أنَّه صفةٌ لـ "خير". ولا بُدَّ مِن إيرادِ نَصِّهِ فإنَّ
فيه إشكالاً.



قال رَحِمَهُ اللهُ: بعد أنْ ذَكَرَ أنَّ "للذين" خبرٌ مقدَّمٌ و"جناتٌ" مبتدأٌ ويجوزُ الخفضُ في "جنَّات" على البدلِ من "بـ "خير" على أنْ تَجْعَلَ اللامَ في "للذين" متعلقةً بـ "أؤنبئكم"، أو تجعلَها صفةً لـ "خير"، ولو جَعَلْتَ اللامَ متعلقةً
بمحذوفٍ قامَتْ مقامَه لم يَجُزْ خَفْضُ "
جنات"؛ لأنَّ حروفَ الجرِّ والظروفَ إذا
تعلَّقت بمحذوفٍ، وقامَتْ مقامَه صار فيها ضميرٌ مقدَّرٌ مرفوعٌ، واحتاجت إلى
ابتداءٍ يَعودُ إليه ذلك الضميرُ كقولك: "لزيدٍ مالٌ، وفي الدار رجلٌ، وخلفَك
عَمْروٌ" فلا بُدَّ من رفع "
جنات" إذا تعلَّقتْ اللامُ بمحذوفٍ، ولو
تعلَّقتْ بمحذوفٍ على أَنْ لا ضَميرَ فيها لرفَعْتَ "
جنات" بفعلِها، وهو مذهبُ الأخفشِ في رفعهِ
ما بعدَ الظروفِ وحروفِ الخفض بالاستقرار، وإنَّما يَحْسُن ذلك عند حُذّاقِ النَّحْوِيين
إذا كانت الظروفُ أو حروفُ الخفضِ صِفةً لما قبلها، فحينئذٍ يتمكَّن ويَحْسُن
رَفْعُ الاسْمِ بالاستقرارِ، وقد شَرَحْنا لك وبَيَّنَّاه في أمثلةٍ، وكذلك إذا
كانت أحوالاً مِمّا قبلها. فقد جَوَّزَ تعلُّقَ هذه اللام بـ "
أَونبِّئُكم" أو بمحذوفٍ على أنَّها صِفةٌ لـ
"
خير" بشرطِ أنْ تُجَرَّ "جنات"، على البدلِ من بـ "خير"، وظاهرُه أنَّه لا يَجوزُ ذلك مع
رفعِ "
جنات"
وعَلَّلَ ذلك بأنَّ حروفَ الجَرِّ تُعَلَّقُ بمحذوفٍ وتُحَمَّلُ الضميرَ، فوجَب أن
يؤتى لَه بمبتدأٍ وهو "
جنات"، وهذا الذي قالَه مِن هذه الحَيثيَّةِ لا يلزَمُ،
إذ لِقائلٍ أن يَقولَ: أُجوِّزُ تعليقَ اللامِ بما ذكرْتُ من الوجهيْن معَ رفعِ "
جنّات" على أنَّها خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ، لا
على الابتِداءِ حتّى يَلزَمَ ما ذكرْتُ.



ولكنْ
الوجهانِ ضعيفان من جهةٍ أخرى: وهو أنَّ المعنى ليس واضحاً على ما ذكر، مع أنَّ
جَعْلَه أنَّ اللامَ صفةٌ لـ "
خير" أقوى
مِنْ جَعْلِها متعلِّقةً بـ "
أؤنبئكم"
إذ لا معنى له. وقوله: "في الظروف وحروفِ الجرِّ أنّها عند الحُذَّاق إنَّما
ترفع الفاعل إذا كانت صفاتٍ وقوله: وكذلك إذ كُنَّ أحوالاً، فيه قصورٌ؛ لأنَّ هذا
الحكمَ مستقرٌ لها في مواضعَ، منها الموضعان اللذان ذكرهما. ثالثهما: أنْ يقَعا
صلةً. رابعها: أنْ يقعا خبراً لمبتدأ. خامِسُها: أنْ يَعتَمِدا على نفيٍ. سادسها:
أنْ يعتمدا على استفهامٍ، وقد تقدَّم تحريرُ هذا، وإنَّما أَعَدْتُه لبُعْدِ
عَهْدِهِ.



قوله:
{
عِندَ رَبِّهِمْ} فيه أربعةُ أوجه، أحدُها: أنَّه في محلِّ نصبٍ على
الحالِ من "
جنّات"
لأنَّه في الأصلِ صفةٌ لها، فلمَّا قُدِّمَ نُصِبَ حالاً. الثاني: أنَّه متعلِّقٌ
بما تَعَلَّق به "
للذين"
مِنَ الاسْتِقرارِ إذا جعلناه خَبَراً أو رافِعاً لِـ "
جنّات" بالفاعليَّةِ، أمَّا إذا علَّقْتَه بـ "خيرٍ" أو بـ "أؤنبئكم"
فلا، لِعدمِ تضمُّنه الاستقرارَ. الثالث: أنْ يكونَ معمولاً لِتَجري، وهذا لا
يساعِدُ عليه المعنى. الرابع: أنَّه متعلِّقٌ بـ "
خير"، كما تعلَّق به "للذين" على قولٍ تقدَّم. ويَضْعُفُ أنْ يَكونَ الكلامُ
قد تَمَّ عند قولِه "
للذين اتقوا"
ثمَّ يُبْتدأ بقولِه: {عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ} على الابتداء والخبرِ، وتكون الجُمْلَةُ
مُبَيِّنَةً ومفسِّرةً للخيريَّةِ كما تقدَّمَ في غيرِها.



وقَرَأَ
يَعقوبُ "
جنات"
بكسرِ التاءِ، وفيها ثلاثةُ أَوْجُهٍ، أحدُها: أنَّها بدلٌ من لفظِ "
خير" فتكونُ مَجرورةً، وهي بيانٌ لَه كَما تقدَّم.
والثاني أنَّها بدلٌ مِن محلِّ بـ "
خير"
ومَحَلُّه النَّصْبُ، وهو في المعنى كالأوَّلِ. الثالث: أنَّه مَنصوبٌ بإضمارِ "أَعْني"،
وهو نظيرُ الوجهِ الصائرِ إلى رفعِهِ على خبرِ



ابتداءٍ
مُضْمَرٍ.



قوله:
{
تَجْرِي} صِفَةٌ لـ "جنّات
فهو في مَحَلِّ رفعٍ أو نَصْبٍ أو جَرٍّ على حَسَبِ القراءتيْن والتخاريجِ فيهما.
و{
مِن تَحْتِهَا} متعلِّقٌ بـ "تجري
وجَوَّزَ فيه أبو البقاء أنْ يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنَّه حالٌ مِنَ الأنهارِ، قال:
"أي: تَجْرِي الأنهارُ كائنةً تحتها"، وهذا يُشْبِهُ تهيئةَ العاملِ للعَمَلِ
في شيءٍ وقَطْعَه عنه.



قولُه:
{
خَالِدِينَ} حالٌ مقدَّرَةٌ، وصاحبُها الضميرُ المُسْتَكِنُّ في "للذين" والعاملُ فيها حينئذٍ الاستقرارُ المقدَّرُ. وقال
أبو البقاء: إنْ شِئْتَ من الهاء في "
تحتها".
وهذا الذي ذكره إنما يتمشَّى على مذهبِ الكُوفيين، وذلك أنَّ جَعْلَها حالاً من "
ها" في "تحتها"
يؤدِّي إلى جريان الصفةِ على غيرَ مَنْ هي له في المعنى، لأنَّ الخلودَ من أوصافِ
الداخلين في الجنةِ لا مِنْ أوصافِ الجنَّةِ، ولذلك جَمَعَ هذه الحال جَمْعَ
العقلاء، فكان ينبغي أن يُؤتى بضميرٍ مرفوعٍ بارزٍ، هو الذي كان مستتِراً في الصفةِ،
نحو: "زيدٌ هندٌ ضاربها هو"، والكوفيون يقولون: إنْ أُمِنَ اللَّبْسُ كهذا
لم يجبْ بُروزُ الضميرِ، وإلاَّ يجبْ، والبَصريّون لا يُفَرِّقون، وتقدَّم البحثُ
في ذلك.



قولُه: {وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ
وَرِضْوَانٌ
} مَنْ رَفَعَ
"
جنات" كما هو المشهورُ كان عَطْفُ "أزواج" و"رضوان" سهلاً. ومَنْ كَسَرَ التاءَ فيَجبُ
حينئذٍ على قراءتِه أنْ يكونَ مَرفوعاً على أنَّه مبتدأٌ خبرُه مضمرٌ، تقديرُه:
ولهم "
أزواجٌ"


ولهم
"
رضوان"، وفي "رضوان" لغتان: ضَمُّ الراءِ وهي لغةُ تميم،
والكسرُ وهي لغةُ الحجاز، وبها قَرَأ العامَّة إلّا أبا بَكرٍ عن عاصِمٍ فإنَّه قَرَأَ
بِلُغةِ تميمٍ في جميعِ القرآنِ، إلّا في الثانيةِ مِنْ سورةِ المائدة، وهي: {مَنِ
اتبع رِضْوَانَهُ} الآية: 16 فبعضُهم نَقَل عنه الجزَمَ بكَسْرِها، وبعضُهم نقل
عنه الخلافَ فيها خاصة.



وهل هما بمعنًى واحدٍ أو بينهما فرقٌ؟ قولان، أحدُهما:
أنَّهما مصدران بمعنى واحدٍ لرَضي يَرْضَى. والثاني: أنَّ المكسورَ اسْمٌ ومنه:
رِضْوان خازنُ الجَنَّةِ صلى الله على نبيِّنا وعلى أنبيائه وملائكتِه، والمضمومُ
هو المصدر. و"
مِن الله" صفةٌ لـ "رضوان".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، :الآية: 15
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران:الآية: 1
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، الآية: 28
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، :الآية: 2
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، الآية: 29
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، :الآية: 20

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: