روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، :الآية: 8

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، :الآية: 8 Jb12915568671



فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، :الآية: 8 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، :الآية: 8   فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، :الآية: 8 I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 04, 2012 2:08 pm

رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا
وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ
(Cool


قوله
تعالى: {
رَبَّنَا
لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا
} فِي
الْكَلَامِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ يَقُولُونَ. وَهَذَا حِكَايَةٌ عَنِ الرَّاسِخِينَ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى قُلْ يَا مُحَمَّدُ، وَيُقَالُ: إِزَاغَةُ
القلب فساد وَمَيْلٌ عَنِ الدِّينِ، أَفَكَانُوا يَخَافُونَ وَقَدْ هُدُوا أَنْ
يَنْقُلَهُمُ اللَّهُ إِلَى الْفَسَادِ؟ فَالْجَوَابُ أَنْ يَكُونُوا سَأَلُوا
إِذْ هَدَاهُمُ اللَّهُ أَلَّا يَبْتَلِيَهُمْ بِمَا يَثْقُلُ عَلَيْهِمْ مِنَ
الْأَعْمَالِ فَيَعْجِزُوا عَنْهُ، نَحْوَ: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ
أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ} قَالَ ابْنُ
كَيْسَانَ: سَأَلُوا أَلَّا يَزِيغُوا فَيُزِيغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ، نَحْوَ: {فَلَمَّا
زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} أَيْ ثَبِّتْنَا عَلَى هِدَايَتِكَ إِذْ
هَدَيْتَنَا وَأَلَّا نَزِيغَ فَنَسْتَحِقَّ أَنْ تُزِيغَ قُلُوبَنَا. وَقِيلَ:
هُوَ مُنْقَطِعٌ مِمَّا قَبْلُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا ذَكَرَ أَهْلَ
الزَّيْغِ عَقَّبَ ذَلِكَ بِأَنْ عَلَّمَ عِبَادَهُ الدُّعَاءَ إِلَيْهِ فِي
أَلَّا يَكُونُوا مِنَ الطَّائِفَةِ الذميمة التي ذُكرت وهي أهلُ الزَّيْغِ. وفي
كلام الصحابة رضي الله تعالى عنهم أيضاً ما يدلُّ على ذلك فقد أخرج ابنُ سعدٍ أنَّ
أبا هُريْرةَ كان يقول أي ربِّ لا أَزْنِيَنَّ أيْ ربِّ لا أَسْرُقَنَّ أيْ رَبِّ
لا أَكْفُرَنَّ قيل له: أوَ تخافُ؟ قال: آمنتُ بِمُحرِّفِ القلوبِ ثلاثاً، وأخرج
الحكيم الترمذي عن أبي الدرداءِ قال: (كان عبد الله بن رواحة إذا لَقيَني قال: اجْلسْ
يا عُويْمر فلنؤمنْ ساعةً فنَجلِس فنَذكُر اللهَ تعالى على ما يَشاء ثم قال: يا عُويمر
هذه مجالسُ الإيمان إنَّ مَثَلَ الإيمانِ ومَثَلك كَمثلِ قَميصك بينا أنَا قد نزعتُه
إذْ لبستَه وبينا أنتَ قد لبستَه إذْ نزعتَه يا عُويمر لَلْقَلْبُ أسرعُ تقلُّباً
من القِدْرِ إذا استجمَعَتْ غَلَياناً). وعن أبي أيوبٍ الأَنصاريِّ: (ليأتيَنَّ
على الرَجُلِ أَحايينُ وما في جِلْدِه مَوْضِعُ إبرَةٍ مِن النِّفاقِ، ولَيأتيَنَّ
عليه أَحايينُ وما في جلده موضع إبرة من إيمان) 2. وَفِي الْمُوَطَّأِ عَنْ أَبِي
عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ أَنَّهُ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي
خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ـ رضي اللهُ عنه ـ فَصَلَّيْتُ وَرَاءَهُ
الْمَغْرِبَ، فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِأُمِّ الْقُرْآنِ
وَسُورَةٍ مِنْ قِصَارِ الْمُفَصَّلِ، ثُمَّ قَامَ فِي الثَّالِثَةِ، فَدَنَوْتُ
مِنْهُ حَتَّى إِنَّ ثِيَابِي لَتَكَادُ تَمَسُّ ثِيَابَهُ، فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ
بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَهَذِهِ الْآيَةِ: "
رَبَّنا لَا تُزِغْ قُلُوبَنا" الْآيَةَ. قَالَ الْعُلَمَاءُ: قِرَاءَتُهُ
بِهَذِهِ الْآيَةِ ضَرْبٌ مِنَ الْقُنُوتِ وَالدُّعَاءِ لِمَا كَانَ فِيهِ مِنْ
أَمْرِ أَهْلِ الرِّدَّةِ. وَالْقُنُوتُ جَائِزٌ فِي الْمَغْرِبِ عِنْدَ جَمَاعَةٍ
مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَفِي كُلِّ صَلَاةٍ أَيْضًا إِذَا دَهَمَ الْمُسْلِمِينَ
أَمْرٌ عَظِيمٌ يُفْزِعُهُمْ وَيَخَافُونَ مِنْهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ. وَرَوَى
التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: قُلْتُ لِأُمِّ
سَلَمَةَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ ـ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إِذَا كَانَ عِنْدَكِ؟ قَالَتْ: كَانَ
أَكْثَرُ دُعَائِهِ: ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)).
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَكْثَرَ دُعَاءَكَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ
ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكِ! قَالَ: ((يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّهُ لَيْسَ
آدَمِيٌّ إِلَّا وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ فَمَنْ
شَاءَ أَقَامَ وَمَنْ شَاءَ أَزَاغَ)). فَتَلَا مُعَاذٌ: "
رَبَّنا لَا تُزِغْ قُلُوبَنا
بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا
".
قَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَهَذِهِ الْآيَةُ حُجَّةٌ عَلَى الْمُعْتَزِلَةِ فِي
قَوْلِهِمْ: إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ الْعِبَادَ. وَلَوْ لَمْ تَكُنِ
الْإِزَاغَةُ مِنْ قِبَلِهِ لَمَا جَازَ أَنْ يُدْعَى فِي دَفْعِ مَا لَا يَجُوزُ
عَلَيْهِ فِعْلُهُ.



وادّعى
بعضُهم أنَّ هذا بالنسبة إلى الإيمان غيرِ الكاملِ وما رَجَعَ مَنْ رَجَعَ إلَّا مِن
الطريق، وأمَّا بعدَ حصول الإيمان الكاملِ والتصديقِ الجازِمِ والعِلْمِ الثابتِ
المُطابِقِ فلا يُتَصَوَّرُ رَجْعَةٌ وكُفْرٌ أصلاً لِئَلّا يَلزمَ انقلابُ العِلْمِ
جهلاً وهو مُحالٌ. والتزم تأويل جميع ما يدل على ذلك، ولا يَخفى أنَّ هذا القولَ
ممّا يَكادُ يَجُرُّ إلى الأَمْنِ مِن مَكرِ اللهِ تعالى والتزامِ تأويلِ النُّصوصِ
لِشُبْهةٍ اختلجت في الصُّدر هي أوهنُ من بيتِ العَنكبوت في التحقيقِ ممّا لا يُقدِم
عليه من له أدنى مُسْكَةٍ كما لا يخفى فتدبر.



وَقَرَأَ
أَبُو وَاقِدٍ الْجَرَّاحُ: "
لَا تُزِغْ قُلُوبَنا"
بِإِسْنَادِ الْفِعْلِ إِلَى الْقُلُوبِ، وَهَذِهِ رَغْبَةٌ إِلَى اللَّهِ
تَعَالَى. وَمَعْنَى الْآيَةِ عَلَى الْقِرَاءَتَيْنِ أَلَّا يَكُونَ مِنْكَ
خَلْقُ الزَّيْغِ فِيهَا فتزيغ.



فكأن
قول الراسخين في العلم: إنَّ كلَّ مُحكَم وكلَّ مُتشابهٍ هو مِن عندِ الله، والمُحكمُ
نعمَلُ به، والمُتشابهُ نؤمنُ بِه، فهذه هي الهِدايةُ؛ ثم يَكونُ الدُّعاءُ بالثَباتِ
على هذه الهداية فيُحتَمَلُ أنْ يَكونَ هذا من تمامِ مَقالَة الراسخين، ويُحتَمَلُ
أنْ يَكون على معنى التعليم أي قولوا: رَبَّنا لا تُزِغْ قلوبَنا عن نَهجِ الحقِّ
إلى اتِّباعِ المُتشابِهِ بتأويلٍ لا تَرْتضيه بعد إذ هديتَنا إلى مَعالِم الحقِّ
مِن التفويضِ في المُتشابِه أو الإيمانِ بالقِسْميْنِ، أو التأويلِ الصحيح، ويُؤوَّلُ
المَعنى إلى لا تُضلَّنا بعد الهِدايةِ لأنَّ زيغَ القلوبِ في مُقابلةِ الهدايةِ،
ومُقابَلَة الهِدايَةِ الإضلالُ، وصِحَّةُ نِسبَةِ ذلك إلى اللهِ تعالى على مَذهبِ
أهلِ السُنَّةِ في أفعالِ العِبادِ ظاهرةٌ.



قولُه تعالى: {لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا} العامَّةُ على ضَمِّ حرفِ المضارعة من:
أزاغ يُزيغ. و"
قلوبَنا" مفعول به. وقرأ أبو بكر وابنُ فايد والجراحُ "لا
تَزِغ قلوبُنا" بفتح التاء ورفع "
قلوبنا"، وقرأه بعضُهم كذلك إلَّا أنَّه
بالياءِ من تحت، وعلى القراءتيْن فالقلوبُ فاعلٌ بالفِعلِ المَنْهِيِّ عنه،
والتذكيرُ والتأنيثُ باعتبارِ تأنيثِ الجَمْعِ وتذكيرِه، والنهيُ في اللفظ للقلوب،
وفي المعنى دعاءٌ لله تعالى، أي: لا تُزِغْ قلوبَنا فَتَزيغَ، فهو من باب "لا
أُرَيَنَّك هَهنا" وقولِ النابغة الذبياني:



لا أَعْرِفَنْ
رَبْرَباً حُوراً مَدامِعُها ... . . . . . . ......كأَنَّهُنَّ نِعَاجٌ حَوْلَ
دُوَّارِ



قولُه: {بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} بعد: منصوبٌ بـ "لا تُزِغْ" و"إذ" هنا خَرَجَتْ عن الظرفيةِ للإِضافةِ
إليها، وقد تقدَّم أنَّ تصرُّفَها قليلَ، وإذا خرجت عن الظرفية فلا يتغَّيرُ
حكمُها مِن لُزومِ إضافتِها إلى الجُملةِ بعدَها كما لم يَتَغيَّرْ غيرُها مِن الظُّروف
في هذا الحُكْمِ، أَلا تَرى إلى قولِه: {هذا يَوْمُ يَنفَعُ} المائدة: 119 و{يَوْمَ
لاَ تَمْلِكُ} الانفطار: 19 في قراءة مَن رفع "يوم" في الموضعين، وقول مُويال
بن جهم المِذحجيّ:



أَلَمْ تَعْلَمِي،
يَا عَمْرَكِ اللَّهُ، أَنَّنِي ............ كَرِيمٌ، على حِينِ الكِرامُ قَلِيلُ



وقول
لبيد:



على حِينِ مَنْ
تَلْبَثْ عليه ذَنُوبُه ............ يَجِدْ فَقْدَها وفي المَقَامِ تَدَابُر



وقول النابغة:


على حينِ عاتَبْتُ
المشيبَ على الصِّبا ... وقلتُ ألمَّا تَصْحُ والشيبُ وازع



وقول جميل:


ألا ليت أيامَ
الصفاءِ جديدُ ..................... ودهراً تَوَلَّى يا بثين يعودُ



كيف خرجَتْ هذه الظروفُ من النَّصبِ إلى الرفعِ والجرِّ
والنصبِ بـ "ليت" ومع ذلك هي مضافةٌ للجملِ التي بعدها.



قوله: {وَهَبْ} الهِبَةُ: العَطِيَّةُ، حُذِفَتْ فاؤها
لِما تقدَّم في "عِدة" ونحوِها، كان حقُّ عينِ المُضارِعِ فيها كَسْرَ
العينِ منه، إلَّا أنَّ ذلك مَنَعه كونُ العينِ حرفَ حلق، فالكَسْرةُ مُقدَّرةٌ.
فلِذلك اعتُبِرت تلك الكَسْرةُ المُقدَّرةُ، فحُذِفَت لها الواو، وهذا نحو: يَضَع
ويَسَع لِكونِ اللّامِ حرفَ حلقٍ. ويكون "
هَبْ" فعلَ أمرٍ بمعنى ظُنَّ، فيتعدَّى
لمفعولين كقولِ ابن همام السلولي:



فَقُلْتُ أجِرْنِي أبا خالِدٍ ..........................
وإلاَّ فَهَبْنِي امْرَأً هالِكا



وحينئذٍ لا تتصرَّفُ. ويقال أيضاً: "وَهَبَني اللهُ
فداكَ" أي: جَعَلَني، ولا تتصرَّفُ أيضاً عن الماضي بهذا المعهنى.



قوله: {مِن لَدُنْكَ} متعلِّقٌ بـ "هَبْ"، ولَدُنْ: ظرف وهي لأولِ غايةِ زمانٍ
أو مكان أو غيرهما من الذوات نحو: مِنْ لَدُن زيد، فليست مرادفةً لـ "عند"
بل قد تكون بمعناها، وبعضُهم يقيِّدها بظرف المكان، وتُضاف لصريح الزمان، قال:



تَنْتَهِضُ
الرِّعْدة في ظُهَيْري ................... من لَدُنِ الظُّهْرِ إلى العُصَيْرِ



ولا تُقْطَعُ عن الإِضافةَ بحالٍ، وأكثرُ ما تضافُ إلى
المفرداتِ، وقد تُضَافُ إلى "أن" وصلتِها لأنّهما بتأويلِ مفردٍ قال:



وُلِيْتَ فلم
تَقْطَعْ لدُنْ أَنْ وَليْتَنَا ........... قرابةَ ذي قُرْبى ولا حَقَّ مُسْلِمِ



أي: لدنْ وِلايَتِك إيانا، وقد تُضَاف إلى الجملةِ
الاسمية كقولِه:



تَذَكَّرُ نُعْماه
لَدُنْ أنتَ يافعٌ ............ إلى أنتَ ذو فَوْدَيْنِ أبيضَ كالنَّسْرِ



وقد تُضاف للفعلية كقوله:


لَزِمْنا لَدُنْ سالَمْتُمونا
وفاقَكم .............. فلا يكُ منكمْ للخِلافِ جُنوحُ



وقال
آخر:



صريعُ غوانٍ رَاقَهُنَّ ورُقْنَه ...........
لدُنْ شَبَّ حتى شابَ سودَ الذوائبِ



وفيها
لغتان: الإِعرابُ وهي لُغةُ قيسٍ. وبها قرأ أبو بكر عن عاصم: "مِنْ لَدُنهِ"
بجر النون، وقوله:



تنتَهِضُ الرِّعْدَةُ فِي ظُهَيْرِي .................. مِن
لَدُنِ الظُّهْرِ إلَى الْعُصَيْر



ولا
تخلوا مِنْ "مِنْ" غالبًا، قاله ابنُ جِنّي. ومِنْ غيرِ الغالِبِ ما
تقدَّم من قولِه "لَدُنْ أَنت يافع" "لَدُنْ سالمتمونا". وإنْ
وقع بعدها لفظُ "غدوة" خاصةً جازَ نصبُها ورفعُها، فالنصبُ على خبرِ كان
أو التمييزِ، والرفعُ على إضمار "كان"
التامّةِ، ولولا هذا التقديرُ لَزم إفرادِ "لَدُنْ" عن الإِضافة، وقد
تقدَّم أنّه لا يجوزُ، فَمِنْ نَصْبِ "غدوة" قولُه:



وما زالَ مُهْرِي مَزْجَرَ الكَلْبِ
منهم ......... لَدُنْ غدوةً حتى دَنَتْ لغروبِ



واللغةُ
المشهورةُ بناؤُها، وسببُه شَبَهُها بالحَرْف في لزومِ استعمالٍ واحد، وامتناعَ
الإِخبار بها بخلافِ عند ولدى، فإنَّهما لا يَلْزَمان استعمالاً واحداً، إذ يكونان
فَضْلةً وعُمْدةً وغايةً وغيرَ غاية بخلاف "لَدُن". وقال بعضهم: عِلَّةُ
بنائِها كونُها دالةً على الملاصَقَةِ صفةً ومختصةً بها بخلافِ "عند"
فإنّها لا تَدُلُّ على الملاصقةِ، فصارَ فيها مَعنًى لا يَدُلُّ عليه الظرفُ، بل
هو من قبيلِ ما يَدُلُّ عليه الحرفُ، فكأنها مُضَمَّنةٌ معنى حرفٍ، كانَ مِنْ
حقِّه أنْ يُوضَعَ لذلك فَلم يُوْضَعْ، كما قالوا في اسم الإِشارة.



واللغتان
المذكورتان من الإِعراب والبناء مختصتان بـ "لدن" المفتوحةِ اللامِ
المضمومةِ الدالِ، الواقعِ آخرَها نونٌ، وأمَّا بقيةُ لغاتها على ما سنذكره فإنها
مبنيةٌ عند جميع العرب. وفيها عشرُ لغات: الأولى وهي المشهورة، ولدَن ولدِن بفتح
الدال وكسرِها، ولَدْن ولُدْن بفتح اللام، وضمّها مع سكونِ الدال وكسرِ النون،
ولُدْنَ بالضم والسكون وفتح النون، ولَدْ ولُدْ بفتح اللام وضمها مع سكون الدال،
ولَدُ بفتح اللام وضمِّ الدال ولَتْ بإبدالِ الدالِ تاءً ساكنةً، ومتى أُضيفت
المحذوفةُ النونِ إلى ضميرٍ وَجَبَ رَدُّ النونِ.



قولُه:
{
أَنْتَ الوهاب} يُحْتمل أن تكونَ مبتدأً وأَنْ تكونَ ضميرَ الفصلِ وأن
تكون تأكيداً لاسمِ "إنَّ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، :الآية: 8
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران:الآية: 1
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، الآية: 28
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، :الآية: 2
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، الآية: 29
» فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، :الآية: 20

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: