عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم من معاني الذكر الحكيم ، سورة آل عمران، :الآية: 5 الجمعة نوفمبر 02, 2012 11:26 am | |
| إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ
(5) لا يتنفَّسُ عبدٌ نَفَسًا إلّا واللهُ ـ سبحانَه وتعالى ـ مُحْصِيه، ولا تحصل في السماء والأرض ذرة لا وهو سبحانه مُحْدِثهُ ومُبْدِيه ، ولا يكون أحد بوصف ولا نعت إلا هو متوليه .هذا على العموم ، فأمَّا على الخصوص : فلا رَفَعَ أحدٌ إليه حاجةً إلا وهو قاضيها ، ولا رجع أحدٌ إليه في نازلة إلا وهو كافيها .استئنافٌ لبَيانِ سَعَةِ علمِه ـ سبحانَه ـ وإحاطتِه بجميعِ ما في العالَم الذي مِن جُملتِه إيمانُ مَنْ آمَنَ وكُفرُ مَن كَفَرَ إثْرَ بيانِ كمالِ قُدرتِه وعظيمِ عزَّتِه، وهذه الجملةُ الساميَةُ تُفيدُ تَمامَ إِحاطَةِ اللهِ تعالى في عِلمِهِ، فهو سبحانَه وتعالى يَتجلَّى لَه كلُّ شيءٍ، ولو كان خافيًا عن الناسِ أو مِن شأنِه الخفاءُ؛ ولذلكَ جاءَ التعبيرُ عن العِلْم الكامِلِ، بِبيانِ نفيِ الخَفاءِ عليْه ـ سبحانَه ـ ؛ وذلك لأنَّ العالِم المحيطَ قد يَخفى عليه شيءٌ، لكنَّ عِلمَ اللهِ غيرُ ذلك، فهو عِلْمٌ لَا خَفاءِ معَهُ في شيْءٍ مطلَقًا؛ وإذا كان اللهُ ـ سبحانه وتعالى ـ عليمًا بكلِّ شيءٍ لَا يَخْفى عليْه شيءٌ فهو يَعلَمُ القلوبَ وما تُخفيه، وما تُكِنُّه السّرائرُ، وما تُكِنُّه الضمائرُ، فهو يَعلمُ البواعِثَ على الكُفْرِ، وأنَّها ليستْ نَقصًا في الدليلِ، ولكنَّها مآرِبُ الدُّنيا، والعَصَبِيَّةُ الجِنْسِيَّةُ والمَذهَبِيَّةُ، فليس الذين يُنكِرون ما جاء بِهِ محمَّدٌ مُخلصين في إنكارِهم، بلْ هي لَجاجةُ العِنادِ. وذَكرَ ـ سبحانه ـ السماءَ والأرضَ للإشارةِ إلى أنَّ عِلمَه قد وَسِعَ كلَّ شيءٍ؛ وسِعَ السماواتِ والأرضَ، وليس الإنسانُ وما تُحدِّثُه به نفسُه إلّا شيئًا صغيرًا في هذا المَلكوتِ العظيمِ، وذلك العالَمُ بأرضِه وسمائِهِ. وأَكَّدَ نفيَ الخفاءِ بتَكرارِ "لا" في قوله تعالى: {وَلا فِي السَّمَاءِ} فَذِكرُها ثانيًا تأكيدٌ لأنَّه لا يَخفى عليه شيءٌ.قوله تعالى: {فِي الأرضِ} يَجوزُ أنْ يَتعلَّقَ بـ "يَخْفَى" وأَنْ يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنَّه صفةٌ لِشيءٍ. | |
|