روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 115

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 115 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 115 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 115   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 115 I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 01, 2021 8:41 pm

أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ
(115)
قولُهُ ـ تعالى شأْنُهُ: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} أَفَحَسِبْتمْ: حَسِبْتُمْ ـ هُنَا: ظَنَنْتُمْ، مِنَ الْحُسْبَانِ الذي هُوَ الظَّنُّ. و "عَبَثًا": لَعِبًا، مِنَ العبثِ الَّذي هُوَ اللَّعِبُ، فَقَدْ جاءَ في "تَهْذيب اللُّغَةِ" لِلْأَزْهَرِيِّ: (2/332): العَبَثُ فِي اللُّغَةِ: اللَّعِبُ. يُقَالُ: عَبَثَ يَعْبَثُ عَبَثًا فَهُوَ عَابِثٌ: لَاعِبٌ بِمَا لَا يَعْنِيهِ، وَلَيْسَ مِنْ بَالِهِ. ويُقَالُ: عَبَثَ يَعْبَثُ عَبَثًا إِذَا خَلَطَ عَمَلَهُ بِلَعِبٍ. وَأَصْلُهُ الخَلْطُ، فهوَ مِنْ قَوْلِهم: عَبَثَ الأَقِطَ: إذا خَلَطَهُ. وَالعَبِيْثُ: اسمُ طَعَامٍ مَخْلُوطٍ بِشَيْءٍ، ومِنْهُ يُقالُ لِتَمْرٍ وَسَويْقٍ وسَمْنٍ مُخْتَلِطٍ بعضُهُ ببعضٍ: العَوْبَثَانِيُّ. وَعَلَيْهِ فَالمَعْنَى: أَظَنَنْتُمْ أَنَّما خَلَقنَاكُمْ لَهْوًا مِنَّا وَلَعِبًا، بِغَيْرِ هَدَفٍ وَلَا غَايَةٍ، فَمَا مِنْ أَمْرٍ نُريدُهُ مِنْ خَلْقِكُمْ، وَلَا حِكْمَةٍ نَقْتَضِيهَا في ذَلِكُمْ، وَلَا عَلَيْكُمْ مِنْ رَقِيبٍ، وَلَا ناظِرٍ، ولا حَسيبٍ، فَأَنْتُمْ مَتْرُكونَ في هَذِهِ الدُنْيَا لِيَفْعَلُ كُلٌّ مِنْكُمْ مَا يَشَاءُ، دُونَ أَنْ يُسْألَ أَوْ يُحَاسَبَ، فَيُثَابَ أَوْ يُعاقَبَ.
وَقِيلَ المَعْنَى: أَظَنَنْتُمُ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ لِلَّهْوِ واللَّعِبِ وَالطَّعَامِ والشَّرَابِ، وَالنِّكاحِ التَكَاثُرِ، وَحَسْب، دُونَ أَنْ يَكُونَ لَكُمْ وَظِيفَةٌ في الحياةِ أَوْ هَدَفٌ، أَوْ مُبَرِّرٌ لِلْوُجودِ، وَدُونَ أَنْ يَكونَ لِحَيَاتِكُمْ مَعْنًى. فَتَقْضُونَ سِنِيَّ حَيَاتِكُمْ تِلْكَ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ، وَتَتَنَاكَحُونَ وَتَتَكاثَرُونَ، كَمَا تَفْعَلُ البَهَائِمُ، وتَلْهونَ وَتَلْعَبُونَ وَتَعْبَثُونَ، كَمَا يَحْلُو لَكُمْ، ثُمَّ تَمُوتُونَ وَيَلُفُّكُمُ الفَنَاءُ، وَيَنْتَهِي كُلُّ شَيْءٍ هَكَذَا، دونَ غايةٍ أوْ هَدَفٍ.
كَلَّا: نَحْنُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ لأنَّهُ سيَكونُ ضَرْبًا مِنَ العبَثِ مِنَّا، وَحَاشَانَا أَنْ نلهوَ وَنَعْبَثَ. وَأَنتمْ عَلَيْنَا أَكْرمُ مِنْ أَنْ نُسَوِّيكُمْ بالبَهَائِمْ، فَلَقَدْ كَرَّمْنَاكُمْ فَجَعَلْنا لَكُمْ عَقْلًا تُمَيِّزونَ الأَشْياءَ بِهِ وتفاضِلونَ فيما بَيْنَهَا، وَجَعَلْنَا لَكمْ إِرَادَةً وقدْرَرةً، وَأَعْطَيْنَاكُمْ حُرِّيَّةَ الاخْتِيارِ، وَمَنْ كانَ حُرًّا في اخْتِيَارِهِ، فَهُوَ كُفؤٌ لِتَحَمُّلِ المَسْؤُولِيَّةِ، وَجَديرٌ بِأَنْ يُحَاسَبَ، فَيُثَابَ عَلَى اخْتِيارِهِ أَوْ يُعاقَبَ.      
وَقَدْ وَرَدَ الإِنْكَارِ لِمِثْلُ هَذَا الظَّنِّ الْمَذْكُورِ في هَذِهِ الآيَةِ الكَريمةِ، مُوَضَّحًا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ الكَريمِ، كَقَوْلِهِ ـ تَعَالَى، في الآيَةِ: 27، مِنْ سُورةِ (ص): {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ}، وَكَقَوْلِهِ مِنْ سُورةِ الدُّخانِ: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} الآيتانِ: (38 و 39)، وَقَوْلِهِ مِنْ سُورَةِ القِيَامَةِ: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} الآياتِ: (36 ـ 39). فَقَوْلُهُ هُنَا: "سُدًى"، أَيْ: مُهْمَلًا، لَا يُحَاسَبُ وَلَا يُجَازَى.
قوْلُهُ: {وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} وَظَنَنْتُمْ أَيْضًا أَنكمْ إِذَا مِتُّمُ وبَلِيَتْ أَجْسَادُكُمْ، وتَفَرَّقَتْ ذرَّاتُكم، انْتَهَى الأَمْرُ، فَلَا بَعْثَ ولا حياةَ، وَلَا حِسَابَ، وَلَا ثَوَابَ، ولا عقابَ، وَلِذَلِكَ فَقَدْ أَنْكَرْتُم البَعْثَ وَالنُّشُورَ، للحِسَابِ والجَزَاءِ.
وَقَدْ جاءَتِ الأحاديثُ والآثارُ فِي عَظَمَةِ هَذِهِ الآيَةِ الكَريمةِ وَمَا بعْدَها، فَقد رَوَى ابْنُ السِّنِّيِّ، وَابْنُ مَنْدَهْ، أَبُو نُعَيِمٍ فِي "مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ"، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدَرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحَارِثِ التيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سَرِيَّةٍ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَقُولَ إِذَا نَحْنُ أَمْسَيْنَا وَأَصْبَحْنَا: "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ"، قَالَ: فَقَرَأْنَاهَا فَغَنِمْنَا وَسَلِمْنَا. "مَعْرِفَةُ الصَّحابةِ" لأَبي نُعَيْمٍ: (بِرَقم: 726) قالَ السُّيوطِيُّ في الدُّرِّ المَنثور: (6/122): بِسَنَدٍ حَسَنٍ.
وأَخْرَجَ أَبو نُعَيْمٍ في "حِلْيَةُ الأَوْلِيَاءِ وَطَبَقَاتُ الأَصْفِيَاءِ: (1/7)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنَّهُ قَرَأَ فِي أُذُنِ مُبْتَلًى فَأَفَاقَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا قَرَأْتَ فِي أُذُنِهِ؟)). قَالَ: قَرَأْتُ: "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا" حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ. فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: ((لَوْ أَنَّ رَجُلًا مُوقِنًا قَرَأَهَا عَلَى جَبَلٍ لَزَالَ)). تَفْسيرُ البَغَوِيِّ: (5/432). وَابْنُ السِّنِّيِّ فَي "عَمَلُ اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ" لَهُ: (صَ: 298). وَالطَبَرَانِيُّ في "الدُّعاءِ": (3/176). وَأخْرجَهُ أَيْضًا: الحَكيمُ التِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى، وَابْنُ أَبي حاتِمٍ، وابن مِرْدُوَيْهِ.
قولُهُ تَعَالى: {أَفَحَسِبْتُمْ} الهَمْزَةُ: لِلِاسْتِفْهَامِ الإِنْكارِيِّ التَّوْبِيخِيِّ، دَاخِلَةٌ عَلى مَحْذُوفٍ. وَالفاءُ للعَطْفِ عَلَى ذَلِكَ المَحْذُوفِ، وَالتَّقْديرُ: أَغَفِلْتُمْ وَظَنَنَتُمْ مِنْ فَرْطِ غَفْلَتِكم أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ..، وَالْجُمْلَةُ المَحْذُوفَةُ هَذِهِ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ. وَ "حَسِبْتُمْ" فِعْلٌ ماضٍ مِنْ أفعالِ الظَّنِّ، مَبْنِيٌّ عَلى السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رفعٍ مُتَحَرِّكٍ هوَ تَاءُ الفاعلِ، وهي ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ بالفاعِلِيَّةِ، والميمُ: علامةُ الجمعِ المُذَكَّرِ، والجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ مَعْطُوفَةٌ عَلى تِلْكَ الجُمْلِةِ المَحْذوفَةِ على كونِها مُسْتَأْنَفَةً لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قوْلُهُ: {أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} أَنَّ: حَرْفٌ ناصِبٌ، ناسِخٌ، مُشَبَّهٌ
بالفعلِ، للتَّوْكِيدِ، لَكِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ بِسَبَبِ دُخُولِ "ما" الكَافَّةِ عَلَيْهِ. و "مَا" كَافَّةٌ لِمَا قَبْلها عَنِ العَمَلِ فِيمَا بَعْدَهَا، وهيَ مَكْفوفةٌ أَيْضًا. و "خَلَقْنَاكُمْ" فِعْلٌ ماضٍ، مَبْنِيٌّ عَلى السُّكونِ لِاتِّصالِهِ بِضَمِيرِ رَفْعٍ مُتَحَرِّكٍ هوَ "نَا" المُعَظِّمِ نفسَهُ ـ سُبْحانَهُ، وهو ضَميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ بالفاعِلِيَّةِ، وكافُ الخِطابِ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالمِيمُ: عَلَامَةُ الجَمْعِ المُذَكَّرِ. وَ "عَبَثًا" مَنْصُوبٌ عَلَى الحَالِ مِنْ ضميرِ الفاعِلِ في "خَلَقْنَاكُمْ" أَيْ: حَالَةَ كَوْنِنَا "عَابِثِينَ"، فَيَجُوزُ إِعْرَابُهُ حَالًا، لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ مُنْكَرٌ، وَيجوزُ أنْ يكونَ مَنْصُوبًا عَلَى المَصْدَرِيَّةِ؛ أَيْ: خَلْقًا عَبَثًا، أَوْ مَنْصُوبًا عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ لِأَجْلِهِ؛ أَيْ: إِنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ لِأَجْلِ الْعَبَثِ لَا لِحِكْمَةٍ اقْتَضَتْ خَلْقَنَا إِيَّاكُمْ، وَأَعْرَبَهُ بَعْضُهُمْ مَفْعُولًا مُطْلَقًا، وَلَيْسَ بِظَاهِرٍ. قَالَ الْقُرْطُبِيُّ عَبَثًا: أَيْ مُهْمَلِينَ، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ فِي تَأْويلِ مَصْدَرٍ، سَادٍّ مَسَدَّ مَفْعُولَيْ "حَسِبَ" لأنَّهُ مِنْ أفعالِ الظَّنِّ ـ كما تقدَّمَ، فيتعدَّى لمَفعولينِ اثنينِ؛ أَيْ: أَغَفِلْتُمْ وَظَنَنْتُمْ حَلْقَنَا إِيَّاكُمْ عَبَثًا.
قولُهُ: {وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا} الواوُ: للعَطْفِ، وَ "أَنَّ" حَرْفٌ نَاصِبٌ، ناسِخٌ، مُشَبَّهٌ بالفِعْلِ، للتوكيدِ، وَكافُ الخِطابِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ اسْمُ "أنَّ"، وخبَرُها جملةُ "تُرْجَعونَ" والميمُ: للجمعِ المُذَكَّرِ. و "إِلَيْنَا" إلى: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "تُرْجَعُونَ"، و "نَا" المُعَظِّمِ نفسَهُ ـ سُبْحانَهُ، ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مبنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بحرفِ الجَرِّ. والجُمْلةُ مِنْ "أَنَّ" واسْمِها وخبرِهَا في مَحَلِّ النَّصْبِ عَطْفًا عَلَى جُمْلَةِ "أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ" عَلَى كَوْنِهَا فِي تَأْويلِ مَصْدَرٍ سَادٍّ مَسَدَّ مَفْعُولَيْ "حَسِبَ"؛ أَيْ: وَعَدَمَ رُجُوعِكِمْ إِلَيْنَا. فَيكونُ الحُسْبانُ مُنْسَحِبًا عَلَيْهِ، ويجوزُ أَنْ تَكُونَ مَعْطُوفَةً عَلَى "عَبَثًا" إِذَا أُعْرِبَ مَفْعُولًا مِنْ أَجْلِهِ ـ كما تقدَّمَ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ في كَشَّافِهِ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكونَ مَعْطُوفًا عَلَى "عَبَثًا" أَيْ: لِلْعَبَثِ وَلِتَرْكِكِمْ غَيْرَ مَرْجوعِينَ.
قولُهُ: {لَا تُرْجَعُونَ} لا: نافيةٌ، وَ "تُرْجَعُونَ" فعلٌ مُضارعٌ مُغَيَّرُ الصِّيغَةِ (مَبْنِيٌّ للمَجْهُولِ)، مَرْفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ والجازِمِ، وعلامةُ رفعِهِ ثَبَاتُ النُّونِ فِي آخِرِهِ لِأَنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسَةِ، وواوُ الجماعَةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ بالنِّيابةِ عَنْ فاعِلِهِ، وَيَكونُ الفعلُ "رَجَعَ" لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا. وَقِيلَ: لَا يَكُونُ إِلَّا مُتَعَدِّيًا والْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ. وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ خَبَرُ "أَنَّ"، فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ. وَقَدْ قُدَّمَ الحارُّ والمَجْرورُ "إِلَيْنَا" عَلَى "تُرْجَعُون" مُراعاةً للفَوَاصِلِ.
قَرَأَ العامَّةُ: {لا تُرْجَعُونَ} بِضَمِّ التَّاءِ على البناءِ للمَفعولِ. وَقَرَأَ حَمْزَةُ، وَالكِسَائِيُّ بِفَتْحِهَا على البِناءِ للفاعِلِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 115
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 7
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 23
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 39
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 55
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ المؤمنون الآية: 72

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: