الموسوعة القرآنية
فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ
تفسير ـ أسباب نزول ـ أحكام ـ إعراب ـ تحليل لغة ـ قراءات
اختيار وتأليف:
الشاعر عبد القادر الأسود
الجزءُ الثامنَ عَشَرَ ـ المُجَلَّدُ الخامسُ وَالثلاثونَ
سُورَةُ المؤمنونَ، الآية: 99
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99)
قولُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ} بَعْدَ أَنْ ذُكِرَ اللهُ ـ تَعَالَى، فيمَا تَقَدَّمَ عَذَابَ المُشْركينَ في الدُّنْيَا انْتَقَلَ إِلَى وَصْفِ مَا يَلْقَوْنَهُ مِنَ الْعَذَابِ عِنْدَ انْتِقالِهِمْ مِنْهَا فَإِنَّهم يَكونونَ غَارِقِينَ فِي الغَفْلَةِ عَنْ رَبِّهِمْ، والانْشِغَالِ بِمَلَاذِّ دُنْيَاهُمْ، وَعَدَمِ التَّنَبُّهِ إلى مَصيرِهِم، والاستعدادِ إِلَى يَومِ رحيلِهِم عَنْها، وقُدومِهِمْ عَلى مَولاهُمْ الحَقِّ، فَتَراهُمْ مُنْهَمِكِينَ فيها، مُنْغَمِسِينَ في شَهَواتِها، عَاكفينَ على أَشْغَالِهَا، سادرينَ مَعَ أَهْوَائهم.
ثُمَّ يَفاجِئُهُمُ المَوْتُ عَلى حِينِ غِرَّةٍ مُنْهُمْ، وَهُمْ سادرونَ غافلونَ لا هُوْنَ. فيَنْتَبِهونَ مِنْ غفلتِهم، ويَصْحُونَ مِنْ سُباتِهِم، حينَ لا تَنْفَعُهُمْ صحوةٌ، فيندمونَ ولاتَ حينَ مَنْدَمٍ.
فقدَ أَخْرَجَ ابْنُ أَبي الدُّنْيَا فِي "ذِكْرُ الْمَوْتِ"، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: إِذَا وُضِعَ الْكَافِرُ فِي قَبْرِهِ ورأَى مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، قَالَ: "رَبِّ ارْجِعُونِ" حَتَّى أَتُوبَ وَأَعْمَلَ صَالِحًا, فَيُقَالُ لَهُ: قَدْ عُمِّرْتَ مَا كُنْتَ مُعَمَّرًا. فيَضيقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ، فَهُوَ كَالْمَنْهُوشِ، يَنَامُ وَيَفْزَعُ، تَهْوي إِلَيْهِ هَوَامُ الأَرْضِ، حَيَّاتُهَا وَعَقَارِبُهَا. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ ـ رَضيَ اللهُ عنْهُ، فِي قَوْلِهِ ـ تَعَالى: "قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ"، قَالَ: هَذَا حِينَ يُعَايِنُ قَبْلَ أَنْ يَذُوقَ الْمَوْتَ.
قولُهُ: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} قالَ: "ارجعون"، وَهُوَ يَسْأَلُ اللهَ وَحْدَهُ الرَّجْعَةَ، وَلَمْ يَقُلْ ارْجِعْنِي، وَذَلِكَ عَلى عَادَةِ العَرَبِ في مُخَاطَبَةِ الفَرْدِ بِلَفْظِ الجَمْعِ عَلَى وَجْهِ التَّعْظِيمِ، كَمَا قالَ ـ تَعَالَى عَنْ نَفْسِهِ: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الآيةَ: 9، مِنْ سُورَةِ الحِجْر، وكما قالَ ـ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ سورةِ ق: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ} الآيَةَ: 43، وَهُوَ وَحْدَهُ يُحْيِي ويُميتُ، وإلَيْهِ وَحْدَهُ المَصيرُ، وَمْثْلُ هَذَا كَثِيرٌ في القَرْآنِ الكريمِ، وَفِي كَلَامِ العَرَبِ أَيْضًا، وانظُرْ: "مَعَانِي القَرْآنِ وإِعرابُهُ" لأبي إسحاقٍ الزَّجَّاجِ: (4/21 ـ 22)، و "مَعَانِي القُرْآنِ وإِعْرابُهُ" للفرَّاءِ: (ص: 241 ـ 242).
وَقَدْ جَوَّدَ السَّمِينُ الحَلَبِيُّ هَذَا الوَجْهَ واسْتَحْسَنَهُ فقالَ: فِي قَوْلِهِ: "ارْجِعُونِ" ـ بِخِطَابِ الجَمْعِ، ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ، أَجْوَدُها: أَنَّهُ عَلَى سَبِيلِ التَّعْظيمِ كَقَوْلِ الشَّاعِرِ العَرْجِيِّ، وهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ:
فإنْ شِئْتِ حَرَّمْتُ النساءَ سِواكمُ ... وإِنْ شِئْتِ لَمْ أَطْعَمْ نُقُاخًا وَلَا بَرْدَا
والنُّقاخُ هوَ الماءُ الباردُ العذْبُ لِأَنَّهُ يَنْقَخُ الفُؤَادَ بِبَرْدِهِ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَقْطَعُ سَوْرَةَ العَطَشِ. وَالْبَرْدُ: هو النَّوْمُ، وسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ الجسْمَ تَبْرُدُ فِيهِ حَرَارَتُهُ وَهِيَ لُغَةُ هُذَيْلٍ. والبيتُ مِن قصيدةٍ يُخَاطِبُ بِهِ لَيْلَى بِنْتَ أَبي مُرَّةَ بْنِ عُرْوَةَ ابْنِ مَسْعُودٍ. وَقَالَ حسَّانُ بْنُ ثابتٍ الأنْصاريُّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
أَلَا فَارْحَمُونِي يَا إِلَهَ مُحَمَّدٍ ............ فَإِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلًا فَأَنْتَ لَهُ أَهْلُ
وَقِيلَ: هوَ خِطابٌ للمَلَائِكَةِ الَّذين يَأْتونَ لقَبْضِ رُوحِهِ، وكان الخِطَابِ لِحَضْرَةِ اللهِ ابْتِدَاءً لِأَنَّهُمْ اسْتَغَاثُوا بِهِ أَوَّلًا ثُمَّ تُوُجِّهَ بالخِطَابِ إِلَى المَلَائِكَةِ طَلَبًا لِلرُّجُوعَ إِلَى الدُّنْيَا، لِتلافي التقصيرِ وَتَدارُكِ مَا فَاتَ.
وقدِ اخْتَارَ أَبو العَبَّاسِ المُبَرِّدُ هَذَا الوَجْهَ، فَقَالَ: "ارْجِعُونِ" خِطَابٌ للمَلَائِكَةِ بَعْدَ أَنْ قَالَ: "رَبِّ"، مُسْتَغِيثًا. وَمِثْلُ هَذَا يَكْثُرُ فِي الكَلَامِ عَنِ العَرَبِ، أَنْ يُخَاطِبُوا أَحَدًا ثُمَّ يُصْرَفُ الخِطابُ إِلَى غَيْرِهِ، لِأَنَّ المَعْنَى مُشْتَمِلٌ عَلَى ذَلِكَ. وأَنْشَدَ عليْهِ بيتَ الأَحْوَصِ:
يا دَارُ غَيَّرَهَا البِلَى تَغْيِيرا ............. وَسَفَتْ عَلَيْهَا الرِّيحُ بَعْدَكَ مُورا
فَقد دَعَا الدَّارَ، ثُمَّ أَخْبَرَ عَنْهَا، ثُمَّ خَاطَبَ صَاحِبَهَا. وكَذَلِكَ قَوْلُ النابِغَةِ مِنْ قَصِيدَتِهِ المُعلَّقَةِ المَشْهُورَةِ الَّتي مَدَحَ فِيهَا المَلِكَ النُّعْمَانَ بْنَ المُنْذِرِ، واعتَذَرَ لهُ فيها مِنْ وِشَايَةٍ بَلَغَتْهُ عَنْهُ:
يَا دَارَ مَيَّةَ بِالْعَلْيَاءِ فَالسَّنَدِ ............ أَقْوَتْ وَطَالَ عَلَيْهَا سَالِفُ الأَبَدِ
فَقدْ نَادَى الدَّارَ أَوَّلًا ثُمَّ خَبَّرَ عَنْهَا.
وقالَ أَبُو البَقَاءِ العُكْبُريُّ: يَجُوزُ أَنَّ يَدُلَّ عَلى تَكْريرِ الفِعْلِ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: ارْجِعُونِ ارْجِعونِ ارْجِعونِ.. وَهُوَ يُشْبِهُ مَا قَالُوهُ فِي قَوْلِهِ ـ تَعَالَى، مِنْ سورةِ (ق): {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ} الآيَةَ: 24، أَيْ أَنَّهُ بِمَعْنَى: أَلْقِ أَلْقِ. زقد ثُنِّيَ الفِعْلُ لِلدَّلَالَةِ عَلَى ذَلِكَ، وَأَنْشَدَوا علَيْهِ قوْلَ امْرِئِ القيْسِ:
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرى حَبيبٍ وَمَنْزِلِ ... بِسِقْطِ اللِّوى بينَ الدَّخولِ فَحَومَلِ
يُريدُ: قِفْ، قِفْ ..
قولُهُ تَعَالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ} حَرْفُ ابْتِداءٍ لِدُخُولِهَا عَلَى الجُمْلَةِ الَّتي تَبْدأُ بِهَا، وَهِيَ حَرْفُ غَايَةٍ أَيْضًا لِكَونِهَا غَايَةً لِمَحْذُوفٍ. وَقِيلَ: بِأَنَّها غايةٌ لِقَوْلِهِ: {بِمَا يَصِفًونَ} الآيةَ: 96، السَّابقة. وقيلَ: بِأَنَّها غَايَةٌ لِقولِهِ {وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} الآيةَ: 90، السَّابقة. وَبَيَّنَ هَذَيْنِ الوَجْهَيْنِ قَوْلُ الزَّمَخْشَرِيِّ: :حَتَّى" تَتَعَلَّقُ بِـ {يَصِفُونَ} الآيةَ: 91، السَّابقةِ، أَيْ: لَا يَزَالُونَ عَلى سُوءِ الذِّكْرِ إِلَى هَذَا الوَقْتِ، وَالآيَةُ فاصِلَةٌ بَيْنَهُمَا وذلكَ عَلى وَجْهِ الاعْتِراضِ والتَأْكِيدِ. أَوْ عَلى قولِهِ مِنَ الآيَةِ: 90: {وإِنَّهُمِ لَكَاذِبُونَ}.
قالَ السَّمينُ الحَلَبِيُّ: قَوْلُهُ: أَوْ عَلَى قولِهِ: "كذا" كَلَامٌ مَحْمُولٌ عَلَى المَعْنَى إِذِ التَّقْديرُ "حَتَّى" مُعَلَّقَةٌ عَلَى "يَصِفُون" أَوْ عَلَى قَوْلِهِ: "لَكاذِبون". وَفِي الجُمْلَةِ فَهي عِبَارَةٌ مُشْكِلَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ في "الوَجيرِ": "حَتَّى" فِي هَذِهِ المَوَاضِعِ حَرْفُ ابْتِدَاءٍ. وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكونَ غايَةً مُجَرَّدَةً بِتَقْديرِ كَلَامٍ مَحْذُوفٍ. وَالأَوَّلُ أَبْيَنُ؛ لِأَنَّ مَا بَعْدَهَا هُوَ المَعْنِيُّ بِهِ المَقْصُودُ ذِكْرُهُ.
قالَ الشَّيْخُ أبو حيَّانَ في "المُحيط": فَتَوَهَّمَ ابْنُ عَطِيَّةَ أَنَّ "حَتَّى"
إِذَا كَانَتْ حَرْفَ ابْتِدَاءٍ لَا تَكونُ غَايَةً، وَهِيَ وَإِنْ كَانَتْ حَرْفَ ابْتِدَاءٍ، فَالْغَايَةُ مَعْنًى لَا يُفارِقُهَا، وَلَمْ يُبَيِّنِ الكَلامَ المَحْذُوفَ المُقَدَّرَ.
وقالَ أَبُو البَقَاءِ العُكْبُريُّ في "البيانُ في إعرابِ القرآنِ": "حَتَّى" غَايَةٌ فِي مَعْنَى العَطْفِ.
وقالَ أَبوحيَّانَ: وَالّذي يَظْهَرُ لِي أَنَّ قَبْلَهَا جُمْلَةً مَحْذَوفةً تَكونُ "حَتَّى" غَايَةً لَهَا، يَدُلُّ عَلَيْها مَا قَبْلها. والتَّقْديرُ: فَلَا أَكُونُ كَالْكُفَّارِ الذينَ تَهْمِزُهُمُ الشَّيَاطِينُ، وَيَحْضُرونَهُمْ، حَتَّى إِذَا جَاَء. وَنَظِيرُ حَذْفِهَا قولُ الفَرَزدقِ يَهْجُو كُلَيْبَ بْنَ يَرْبُوعَ رَهْطَ جَريرٍ:
فيا عَجَبا حتى كُلَيْبٌ تَسُبُّني ............ كَأَنَّ أبَاهَا نَهْشَلٌ أوْ مُجَاشِعُ
أَيْ: أَيَسُبُّني النَّاسُ كُلُّهُمْ حَتَّى كُلَيْبٌ. فقدْ جَعَلَهُمْ مِنَ الضَّعَةِ بِحَيْثُ لَا يُتَسَامونَ إلى سِبابِ مِثْلِهِ لِشَرَفِهِ. وَنَهْشَلٌ وَمُجَاشِعٌ همْ رَهْطُ الفَرَزْدَقِ. إِلَّا أَنَّهُ فِي البَيْتِ دَلَّ عَلَيْها مَا بَعْدَهَا بِخِلَافِ الآيَةِ الكريمَةِ.
و "إذا" ظَرْفٌ لِمَا يُسْتَقْبَلُ مِنَ الزَّمَانِ مُتَضمِّنٌ معنى الشَّرطِ، خافضٌ لِشَرْطِهِ مُتَعَلِّقٌ بجوابِهِ. و "جَاءَ" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْحِ و "أَحَدَهُمُ" مَفْعُولُهُ مَنْصوبٌ بِهِ، مُضافٌ، والهاءُ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ، والميمُ: علامةُ الجَمْعِ المُذكَّرِ. و "الْمَوْتُ" فَاعِلُهُ مَرْفوعٌ بِهِ. وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ فِي مَحَلِّ الجرِّ بِإِضَافَةِ "إِذَا" إِلَيْهَا، عَلَى كَوْنِهَا فِعْلَ شَرْطٍ لَهَا. وَجُمْلَةُ "إِذَا" منْ فعلِ شرطِها وجوابِها فِي مَحَلِّ الجَرِّ بِـ "حَتَّى" الوَاقِعَةِ غَايَةً لِمَحْذوفٍ، والتقديرُ: وَيَسْتَمِرُّ كُفَّارُ مَكَّةَ عَلَى التَّكْذيبِ، أَوْ عَلَى الوَصْفِ الْمَذْكُورِ إِلَى قَوْلِ أَحَدِهِمْ: "رَبِّ ارْجِعُونِ" وَقْتَ مَجِيءِ المَوْتِ إِيَّاهُ، وَالْجُمْلَةُ المَحْذُوفَةُ هَذِهِ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {قَالَ} فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وفَاعِلُهُ مُسْتترٌ فيهِ جوازً تقديرُهُ (هوَ) يعودُ على "أَحَدَهُمُ"، والجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ جوابُـ "إذا"، لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرابِ.
قولُهُ: {رَبِّ} مَنْصوبٌ عَلَى النِّداءِ، وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ فَتْحَةٌ مُقدَّرَةٌ عَلَى مَا قَبْلِ ياءِ المُتَكَلِّمِ المَحْذوفةِ تَخْفيفًا، لِانْشِغالِ المَحَلِّ بِالْحَرَكةِ المُنَاسِبةِ لِلياءِ، وَهوَ مُضَافٌ، وَيَاءُ المُتَكَلِّمِ المَحذوفَةُ للتَّخْفيفِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ، وُجُمْلَةُ النِّدَاءِ هَذِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ، مَقُولُ القوْلِ لِـ "قُلْ".
قولُهُ: {ارْجِعُونِ} فِعْلُ طلبٍ مَبنيٌّ عَلى حَذْفُ النُّونِ مِنْ آخرِهِ لأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَوَاوُ الجَمَاعَةِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بِالْفاعِلِيَّةِ، وَالنُّونُ هَذِهِ للوِقايَةِ، وَيَاءُ المُتَكَلِّمِ المَحْذُوفَةُ اجْتِزاءً عَنْهَا بِكَسْرَةِ نُونِ الوِقَايَةِ لِرِعَايَةِ الفَاصِلَةِ، فِي مَحَلِّ النَّصْبِ على المَفعوليَّةِ، وَالْجُمْلَةُ الفعلِيَّةُ هَذِهِ محلِّ النَّصْبِ مقولُ القولِ لـ "قالَ".