الموسوعة القرآني
فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ
تفسير ـ أسباب نزول ـ أحكام ـ إعراب ـ تحليل لغة ـ قراءات
اختيار وتأليف:
الشاعر عبد القادر الأسود
الجزءُ الثامنَ عَشَرَ ـ المُجَلَّدُ الخامسُ وَالثلاثونَ
سُورَةُ المؤمنونَ، الآية: 75
وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَابِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75)
قولُهُ ـ تعالى شأْنُهُ: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَابِهِمْ مِنْ ضُرٍّ} وَلَوْ: الواوُ: للعَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ قَوْلِهِ في الآيةِ: 64، السَابِقَةِ مِنْ هَذِهِ السُّورةِ المُبَارَكَةِ: {حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ}. وَمَا بَيْنَ هاتَيْنِ الجُمْلَتَيْنِ الكَريمتيْنِ فَاعْتِرَاضٌ عَلَيْهِمْ، وَتَنْدِيمٌ لَهُمْ، وَقَطْعٌ لِمَعَاذِيرِهِمْ، وكلُّ ذَلِكَ مَصْحوبٌ بِاسْتِدْلَالٍ وبَيَانٍ، أَيْ: لَوْ أَنَّ الهَل ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى، اسْتَجَابَ لِجُؤَارَهُمْ عِنْدَ نُزُولِ الْعَذَابِ بِهِمْ، وَكَشَفَ عَنْهُمُ ما حَلَّ بِهْمْ مِنْ عَذَابٍ، لَعَادُوا إِلَى مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الْغَمْرَةِ، وَالْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ، لِأَنَّهَا أَصْبَحتْ دَيْدَنَهُمْ، وَصَارَتْ سَجِيَّةً لَهُمْ، فَلَا يَنْفَكُّونَ عَنْهَا، وَلَا تَتَخَلَّفُ عَنْهُمْ، ولذلكَ فإنَّهُم لَيْسُوا أَهْلًا لِأَنْ يُسْمعَ جُؤارُهُم، وتُلبّى اسْتَغَاثَاتُهم. فَهَوَ كما قالَ ـ تَعَالَى، في الآيةِ: 15، مِنْ سُورةِ الدُّخانِ: {إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ} فلو أَنَّهُ ـ سُبحانَهَ، كشَفَ العَذابَ عَنْهُمْ لعادوا إلى ما كانوا عَلَيْهِ، وكَمَا قَالَ فيهِم مِنْ سُورَةِ التَّوبةِ: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ}، الآيَتَانِ: (75 وَ 76)، وَهُمْ كَأَسْلَافِهِمُ الَّذينَ قَالَ فَيهِم: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} الآيةَ: 65، سُورَةِ العَنْكَبُوتِ.
وَ "لَوْ" هُنَا دَاخِلَةٌ عَلَى الْفِعْلِ الْمَاضِي الْمُرَادِ مِنْهُ الحاضِرُ وَالِاسْتِقْبَالُ بِقَرِينَةِ الْمَقَامِ، إِذِ الْمَقَامُ هُنَا الْإِنْذَارُ وَالتَّيْئِيسُ مِنَ الْإِغَاثَةِ عِنْدَ نُزُولِ الْعَذَابِ الْمَوْعُودِ بِهِم، وَلَيْسَ مَقَامَ اعْتِذَارٍ مِنَ اللهِ إِلَيْهِمْ عَنْ عَدَمِ اسْتِجَابَتِهِ لَجُؤارِهم ودُعائِهِمْ، أَوْ الاعتِذارِ عَنْ إِمْسَاكِ رَحْمَتِهِ عَنْهُمْ، فإنَّ ذلكَ غيرُ مُنَاسِبٍ لِمَقَامِ الْوَعِيدِ وَالتَّهْدِيدِ، وهوَ ظاهِرٌ بَيِّنٌ.
وَأَمَّا مَجِيءُ الْفِعْلَيْنِ "رَحِمْنَا"، وَ "كَشَفْنَا" بِصِيغَةِ الْمَاضِي، فَإِنَّ ذَلِكَ لِمُرَاعَاةِ مَا شَاعَ فِي الْكَلَامِ مِنْ مُقَارَنَةِ (لَوْ) لِصِيغَةِ الْحَاضِرِ، لِأَنَّ أَصْلَهَا أَنْ تَدُلَّ عَلَى الِامْتِنَاعِ فِي الْمَاضِي، وَلِذَلِكَ كَانَ الْأَصْلُ ألَّا يُجْزَمَ الْفِعْلِ بَعْدَهَا.
قولُهُ: {لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} اللَّجاجُ: مَعْنَاهُ التَّمادِي فِي عِنَادِهِمْ والاسْتِمْرارِ في تَعَاطِي الفِعْلِ المَزْجُورِ عَنْهُ. وَمِنْهُ اللَّجَّةُ ـ بالفَتْحِ، الذِّي يُقَالُ لِتَرَدُّدِ الصَّوْتِ، كَمَا جاءَ في قَوْلِ الرَّاجِزِ أَبي النَّجْمِ الْعِجْلِيِّ، وَاسْمُهُ الفَضْلُ بْنُ قُدَامَةَ:
تَدَافَعَ الشَّيْبُ وَلَمْ تَقَتَّلِ ................ فِي لَجَّةٍ أَمْسِكْ فُلَانًا عَنْ فُلِ
يَصِفُ الشَّاعِرُ إِبِلًا عِطَاشًا وَرَدَتْ حَوْضًا, فيُشَبِّهُ ازْدِحَامَهَا عَلَى الْمَاءِ بِتَدَافُعِ شُيُوخٍ شِيبٍ، وَقد جَعَلَهُمْ شُيُوخًا, لِأَنَّ الشَّبَابَ في العادَةِ يكونَ عندَهُمْ شَيْئٌ مِنَ التَّسَرُّعُ، بَلِ التَّهَوُّرِ أَحْيَانًا. وَقولُهُ: (لَمْ تَقَتَّلْ) هُوَ مِنَ الْقِتَالِ, والْأَصْلُ أَنْ يُقالَ: (تَقْتَتِلُ), أَيْ: وَلَمْ يَبْلُغُوا الْقِتَالَ, إِنَّمَا كَانَ بَيْنَهُمْ تَدَافُعٌ, يَقُولُ: فَهَذِهِ الْإِبِلُ اسْتَقَلَّتْ بِشُرْبِ الْمَاءِ مِنْ شِدَّةِ عَطَشِهَا, فَسَمِعْتُ لَهَا أَصْوَاتًا تُشْبِهُ أَصْوَاتِ شُيُوخٍ تَقُولُ: أَمْسِكْ فُلَانًا عَنْ فُلانٍ.
وَاللُّجَّةُ أَيْضًا: اخْتِلَاطُ الصَّوْتِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا اسْتَلْجَجَ أَحَدُكُمْ بِالْيَمِينِ فِي أَهْلِهِ فَإِنَّهُ آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللهِ مِنْ الْكَفَّارَةِ الَّتِي أُمِرَ بِهَا)). أَخْرجَهُ الأَئِمَّةُ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ في مُصَنَّفِهِ: (برقم: 16036)، وأَحْمَدٍ في مُسْنَدِهِ: (15/457). والبُخَارِيُّ في صَحيِحِهِ: (بِرَقَمِ: 6625)، وَمُسْلِمٌ في الصَّحيح: (برقم: 1655)، وابْنُ ماجَهْ: (برقم: 2114)، وَالحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِهِ: (4/302) وَصَحَّحَهُ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ. وغيرُهُمْ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُ. فَإنَّهُ مِنَ اللَّجَاجِ, الَّذي هُوَ تَكْرِيرُ الْيَمِينِ, وَتَوْكِيدُهَا, وَالْإِقَامَةُ عَلَيْهَا, كَمَا قَالَ حُجَيَّةُ بْنُ مُضَرِّبٍ:
لَجَجْنَا وَلَجَّتْ هَذِهِ فِي التَّجَنُّبِ ............ بِشَدِّ اللِّثَامِ دُونَنَا وَالتَّنَقُّبِ
والبَيْتُ مِنْ أُرْجُوزَةٍ لَهُ شَهِيرَةٍ طَوِيلَةٍ، وَصَفَ فِيهَا أَشْيَاءَ كَثِيرَةً، يقولُ في أَوَّلِهَا:
الْحَمْدُ للهِ الْعَلِيِّ الأَجْلَلِ ............. الْوَاسِعِ الْفضْلِ الوَهُوبِ المُجِزِلِ
وَلُجَّةُ البَحْرِ تَرَدُّدُ أَمْوَاجِهِ، وَلُجَّةُ اللَّيْلِ تَرَدُّدُ ظَلامِهِ. واللَّجْلَجَةُ تَرَدُّدُ الكَلَامِ، وَهُوَ تَكْريرُ لَجَّ. وَيُقَالُ: لَجَّ وأَلَجَّ. وَمنهُ قَولُ ذُي الرُّمَّةِ:
كأَنَّنَا وَالقِنَانَ القَوْدَ يَحْمِلُنَا ............. مَوْجُ الفُراتِ إِذَا الْتَجَّ الدَّيَامِيمُ
وَالْتَجَّ الشَّرَابُ: صَار لَهُ كَاللُّجِّ. والْمُلْتَجَّةُ: الأَرْضُ الشَّديدَةُ الخُضْرَةِ الْتَفَّتْ أَو لَمْ تَلْتَفَّ، أَرْضٌ بَقْلُها مُلْتَجٌّ. وَيُقَال: عَيْنٌ مُلْتجّةٌ، أَي: شديدَةُ السَّوَادِ، يثولونَ: إِنَّ فلانًا لَشَديدُ الْتِجَاجِ الْعَيْنِ، وذلكَ إِذَا اشْتَدَّ سوادُها. ويُقَال: الحقُّ أبلَجُ، والباطلُ لَجْلَجٌ. وَاللَّجْلَجُ: المُختَلِطُ الَّذِي لَيْسَ بِمُسْتَقِيمٍ، وَالأَبْلَجُ: الْمُضِيءُ المُسْتَقِيمُ. واللَّجْلاَجُ: الَّذِي سَجِيَّةُ لِسَانِهِ ثِقَلُ الْكَلَام وَنَقْصُهُ. واللَّجْلَجَةُ ـ أَيْضًا: أَنْ يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ بِلِسَانٍ غَيرِ بَيِّنٍ. وَرُبَّما لَجْلَجَ الرجُلُ اللُّقْمَةَ فِي الْفَمِ مِنْ غَيْرِ مَضْغٍ. قَالَ زُهَيْرُ بْنُ أبي سُلْمَى:
يُلَجْلِجُ مُضْغَةً فِيهَا أنِيضٌ ............. أَصَلَّتْ فَهِيَ تَحْتَ الكَشْحِ داءُ
وَ "في طُغْيَانِهِ" أَيْ: في تَمَاديهِمْ في الباطِلِ وَإِصرْارِهِمْ عَلَيْهِ، وَالطُّغيانُ: تجاوزُ الحدِّ في الضَّلالِ.
وَ"يَعْمَهُونَ" يَتَخَبَّطُونَ وَيَتَرَدَّدونَ مِنْ شِدَّةِ حِيرتِهِمْ، فَـ "العَمَهُ": يَعْنِي التَّحَيُّرَ في الأمْرِ وَالتَّرَدُّدَ فيهِ. يُقَالُ: قَدْ عَمِهَ فلانٌ ـ بِكَسْرِ الميمِ، فَهُوَ عَمِهٌ وَعَامِهٌ، والجَمْعُ عُمَّهٌ. ومنهُ قَوُلُ رُؤْبَةَ بْنِ العجَّاجِ:
ومَهْمَهٍ أَطْرَافُهُ فِي مَهْمَهِ ................ أَعْمَى الهُدَى بِالْجَاهِلِينَ العُمَّهِ
وأَرْضٌ عَمْهَاءٌ: لَا يوجَدُ فيها أَعْلامٌ يُسْتَدَلُّ ويُسْتَرْشَدُ بِهَا. تَقولُ: ذهَبَتْ إبِلُهُ العُمَّهَى، أَوِ العُمَّيْهَى: إِذَا خرجَتْ فَأَضَاعَهَا، وَلَمْ يَدْرِ أَيْنَ هِيَ ولا في أَيِّ اتِّجاهٍ ذَهَبَتْ.
قولُهُ تعالى: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ} الوَاوُ: اسْتِئْنافيَّةٌ، و "لَوْ" حَرْفُ شَرْطٍ غَيْرُ جازمٍ. "رَحِمْنَاهُمْ" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رَفُعٍ مُتَحَرِّكٍ هوَ "نَا" ضميرُ المُعَظِّمِ نفسَهُ ـ سُبحانَهُ، مُتَّصِلٌ بهِ، مبنِيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ بالفاعِلِيَّةِ، وَ "هُم" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ على المَفعوليَّةِ، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ شَرْطُ "لَوْ"، لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابَ.
قولُهُ: {وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ} الواوُ: للعَطْفِ، و "كَشَفْنا" مِثْلُ "رحمنا" معطوفٌ عليْهِ ولهُ مِثْلُ إِعْرَابِهِ. و "مَا" مَوْصُولَةٌ مبنِيَّةٌ على السُّكونِ في مَحَلِ النَّصبِ على المَفعوليَّةِ. و "بِهِمْ" الباءُ: حَرْفُ جَرٍّ مُتَعلِّقٌ بِصِلَةٍ لِـ "مَا"؛ أَيْ: مَانَزَلَ بِهِمْ مِنْ القَحْطِ وَالْجَدْبِ. و "هُمْ" ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بحرْفِ الجَرِّ. و "مِنْ" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بحالٍ مِنْ "مَا" الْمَوْصُولَةِ، و " و "ضُرٍّ" مَجْرُورٌ بحرفِ الجَرِّ، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هذِهِ مَعْطوفَةٌ عَلى جُمْلةِ "رَحِمْنَاهُمْ" عَلَى كَوْنِها شَرْطَ "لَوْ"، لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابَ.
قولُهُ: {لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ} اللَّامُ: رَابِطَةٌ لِجَوَابِ "لَوْ" الشَّرْطِيَّةِ. و "لَجُوا" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِ لاتِّصالِهِ بِواوِ الجَمَاعَةِ، وَوَاوُ الجَمَاعَةِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، والأَلِفُ فارقةٌ. وَقَدْ تَوَالَى فِي "للجُّوا" لَامَانِ، وَفِيهِ تَضْعِيفٌ لِقَوْلِ مَنْ قالَ: إِنَّ جَوَابَ "لَوْ" إِذَا نُفِيَ بِـ "لَمْ" وَنَحْوِهَا مِمَّا صُدِّرِ فِيهِ حَرْفُ النَّفْيِ بِلَامٍ، إِنَّهُ لَا يَجُوزُ دُخُولُ اللَّامِ لَوْ أَنَّكَ قُلْتَ: "لَوْ قَامَ زَيْدٌ لَلَمْ يَقُمْ عَمْرٌو"، لَمْ يَجُزْ قَالَ: لِئَلَّا يَتَوَالَى لَامَانِ. وَهَذَا مَوْجُودٌ فِي الإِيجابِ كَهَذِهِ الآيَةِ الكَريمةِ، وَلَمْ يَمْنَعْ، وَإِلَّا فَمَا الْفَرْقُ بَيْنَ النَّفْيِ والإِثْبَاتِ فِي ذَلِكَ. وَ "فِي" حرفُ جَرٍّ متعلق بِـ "لَجُوا"، و "طُغْيَانِهِمْ" مجرورٌ بحرْفِ الجَرِّ، أَوْ يتَعَلَّقُ بِـ "يَعْمَهُونَ"، وهوَ مُضافٌ، و "هِمْ" ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ. والْجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ جَوَابُ "لو" الشَّرْطِيَّةِ، لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ، وَجُمْلَةُ "لو" الشَّرْطِيَّةِ منِفعلِ شَرطِها وجوابها جُمْلةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
قَوْلُهُ: {يَعْمَهُونَ} فِعْلٌ مُضَارِعٌ، مَرْفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الَّناصِبِ والجازِمِ، وَعَلامَةُ رَفعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ في آخِرِهِ لأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَوَاوُ الجَمَاعَةِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ. وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى الحَالِ مِنْ فاعِلِ "لَجُّوا" فَلَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.