ِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ
(6)
قوْلُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} في الآيةِ السَّابقةِ أَثْنى اللهُ ـ تَعَالَى، عَلَى المُؤْمِنِينَ بأَنَّهُمْ يَحْفَظونَ فروجَهُمْ، أَيْ: يُمْسِكونَها ولا يَضَعونها في حَرَامٍ، وَفِي هَذَا الثَّنَاءِ عَلى هَذِهِ الصِّفةِ الكَريمَةِ حَضٌّ لِغَيْرِ المُتَّصِفينَ بِهَا أَنْ يَقْتَدُوا بهم لِيَكُونُوا مُفْلِحِينَ مثلَهُمْ، وهوَ أُسْلوبٌ رفيعٌ بَدِيعٌ مِنْ أَساليبِ الذِّكْرِ الحَكِيمِ في الحَضِّ عَلَى التَّحَلِّي بالصِّفاتِ الكَريمَةِ وَالْحَضِّ عَلى مَكَارمِ الأَخلاقِ.
وهُنا استثْنى اللهُ ـ تَعَالى، الزَّوجَةَ والأَمَةَ فلا بَأْسَ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَطَأَهُمَا، وَهُوَ غَيرُ مَلُومٍ عَلَى ذَلِكَ، وَيَدُلُّ هَذَا عَلَى أَنَّ عَدَمَ حِفْظِ الَّجُلِ عَلَى مَنْ سِوَاهُنَّ يُوجِبُ اللَّوْمَ الشَّرْعِيَّ علَيْهِ لِيَحْذَرَ ذَلِكَ الْمُؤْمِنُونَ.
وَلَمْ تُذْكَرِ المَرأَةُ هُنَا ـ وَإِنْ كانَ ذَلِكَ مُحَرَّمًا عَلَيْهَا أَيْضًا، مِنْ بابٍ الأَوْلى، لِأَنَّ التَّعَفُّفَ، مِنْ طَبِيعَةِ الْمَرْأَةِ. وما هُوَ حرامٌ على الرَّجُلِ مِنْ ذلكَ فهوَ حَرامٌ عَلَيْهَا، أيضًا. واللهُ أعلمُ.
وَالْفَاءُ فِي: "فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ" هي للتَّفْرِيعِ عَلَى مَفْهُومِ الِاسْتِثْنَاءِ الَّذِي هُوَ فِي قُوَّةِ الشَّرْطِ، فَأَشْبَهَ التَّفْرِيعُ عَلَيْهِ جَوَابَ الشَّرْطِ. وَقدْ حُمِّلَ حَرْفُ الجرِّ "عَلَى" ـ هُنَا، مَعْنَى "مِنْ"، كَمَا قَالَ الفَرَّاءُ في "مَعَانِي القُرْآنِ وإِعْرابُهُ" لَهُ: (2/231)، قالَ: مَعْنَاهُ إِلَّا مِنْ أَزْوَاجِهِمْ. وَعَليْهِ فَـ "عَلَى" هنا بِمَعْنَى: "مِنْ". وُحُرُوفُ الصِّفَاتِ التي هي حروفُ الجَرِّ والإضافةِ مُتَعَاقِبَةٌ يأْتي بعضُها في معنى بعضٍ. قالَهُ عددٌ مِنَ عُلَماءِ اللُّغةِ العربيةِ وفقهاؤها. وَانْظُرْ إِنْ شِئْتَ: "مُغْني اللَّبيب" لابْنِ هِشَامْ: (1/129 ـ 130)، وَ "هَمْعُ الهَوَامِعِ" للسُّيُوطِيِّ: (2/35). وَمَا كَتَبَهُ ابْنُ جِنِّي في "الخَصَائِصِ": (2/306 ـ 315).
وَقَالَ أَبو إِسْحاقٍ الزَّجَّاجُ في "مَعَانِي القُرْآنِ وإعْرابُهُ" لُهُ: (4/6): دَخَلَتْ "عَلَى" هَهُنَا لِأَنَّ المَعْنَى: أَنَّهُمْ يُلامُونَ في إِطْلَاقِ مَا حُظِرَ عَلَيْهِمْ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ فَإِنَّهُمْ لَا يُلَامُونَ، وَالمَعْنَى: أَنَّهُمْ يُلَامُونَ عَلَى سِوَى أَزْوَاجِهِمْ وَمُلْكِ أَيْمَانِهِمْ. وَعَليْهِ فَـ "عَلَى" مِنْ صِلَةِ اللَّوْمِ المُضْمَرِ، دَلَّ عَلى ذلكَ ذِكْرُهُ فِي آخِرِ الآيَةِ بقوْلِهِ: "فإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ".
وَقِيلَ: المَعْنَى أَنَّهُمْ لَا يُلَامُونَ مِنْ جِهَةِ وَطْءِ زَوْجَاتِهِم أَوْ إِمَائِهِم وَمُلْكِ يَمِينِهِم ـ وَإِنِ اسْتَحَقَّوا اللَّوْمَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، إِذَا كَانَ وَطْؤُهُم فِي إِحْدَى هَذِهِ الحَالَاتِ.
وَقالَ مُجَاهِدٌ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُ: يَحْفَظُ الرَّجُلُ فَرْجَهُ إِلَّا مِنِ امْرَأَتِهِ أَوْ أَمَتِهِ، فَإِنَّهُ لَا يُلَامُ عَلَى ذَلِكَ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، والسِّدِّيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُما، مِثْلَ ذَلِكَ.
بَلْ هُوَ عَمَلٌ صالحٌ مُثَابٌ عَلَيْهِ إِنْ صَلُحِتِ النِّيَّةُ فيهِ، كَمَا جاءَ فيما أَخرجَ الأَئمَّةُ في الصَّحيح مِنْ حديثِ أَبِي ذَرٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ. فَقَالَ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ: ((أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟. إِنَّهُ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ)). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟. فَقَالَ أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي الْحَرَامِ أَلَيْسَ كَانَ يَكُونُ عَلَيْهِ وِزْرٌ؟ ـ أَوِ الْوِزْرُ. قَالُوا: بَلَى. قَالَ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ، يَكُونُ لَهُ الْأَجْرُ)). أَخْرَجَهُ الإمامُ أَحَمَدُ في مَسْنَدِهِ: (5/167(21805)، والنَّصُّ لَهَ. والبُخاريُّ في "الأدب المُفْرَد" (227). وَمُسْلِمٌ في صحيحِهِ: (3/82 (2292). وَ "ابْنُ حِبَّانَ" في صحيحه: (838 و 4167). وغيرُهم.
وَقَالَ مُقَاتِلُ بْنُ سُليمانَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، في تَفْسيرِهِ: (2/29 أ): يَعْنِي حَلَائِلَهُمْ والوَلَائدِ، فَإِنَّهُمْ لَا يُلَامُونَ عَلَى الحَلَالِ.
وقِيلَ أَيْضًا: إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ مَخْصُوصَةٌ بالحَالَةِ الَّتي يَصِحُّ فِيهَا وَطْءُ الزَّوْجَاتِ والإمَاءِ، وَهِيَ أَنْ لَّا تَكونَ المُرادُ الوَطْءُ بها حائِضًا أَوْ نُفَسَاءَ، وَلَا مُظاهَرًا عَنْهَا، وأَلَّا تَكونَ الأَمَّةُ مُتَزَوِّجَةً مِنْ غيرِ سَيِّدِها، وَلَا فِي عِدَّةِ زَوْجٍ كانَ لَهَا.
هَذَا وَلَمْ يَذْكُرِ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، هَهُنَا هَذِهِ الأَحْوَالَ الَّتِي يَحْرُمُ فيها وَطْءُ الأزواجِ لِلْعِلْمِ بِهَا.
قولُهُ تَعَالى: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ} إِلَّا: أَدَاةُ اسْتِثْنَاءٍ مُفَرَّغٍ. و "عَلَى" حَرْفُ جَرٍّ بِمَعْنَى "مِنْ"، مُتَعَلِّقٌ بِالخبرِ "حافِظون" مِنَ الآيَةِ الَّتي قَبْلَهَا، وَذَلِكَ عَلَى التَّضْمِينِ، والمَعْنى: مُمْسِكِينَ فُرُوجَهُمْ. وَكِلَاهُمَا يَتَعَدَّى بِـ "عَلى". كما قالَ ـ تَعَالَى، مِنْ سُورَةِ الأَحْزَاب: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} الآيةَ: 37.
وَيَجوزُ: أَنْ تكونَ "عَلَى" هُنَا بِمَعْنَى "مِنْ" كَما هيَ في قَوْلِهِ ـ تعالى، مِنْ سورةِ الأَنْبِيَاءِ: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ} الآيةَ: 77، وَقَدْ تَقَدَّمَ بيانُهُ في مَبْحَثِ التَّفْسيرِ.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الحَالِ. أَيْ: إلَّا وَالِينَ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ، أَوْ قَوَّامينَ عَلَيْهِنَّ. وهوَ مِنْ قولِكَ: كَانَ فَلَانٌ عَلى فُلَانَةٍ فَمَاتَ عَنْهَا، فَخَلَفَ عَلَيْهَا فُلَانٌ. وَنَظِيرُهُ: كانَ زِيادٌ عَلَى البَصْرَةِ، أَيْ: وَالِيًا عَلَيْهَا. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: ثَلاثةٌ تَحْتَ فُلانٍ، وَمِنْ ثَمَّ سُمِّيَتْ المَرْأَةُ فِرَاشًا.
وَقَالَ أَيْضٍا: يَجُوزُ أَنَّهُ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ قولُهُ: "غَيْرُ مَلُومِينَ"، كَأَنَّهُ قَيلَ: يُلامُونَ إلَّا عَلى أَزْوَاجِهِمْ أَيْ: يُلَامُونَ عَلَى كُلِّ مُبَاشِرٍ إِلَّا عَلى مَا أُطْلِقَ لَهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ عَلَيْهِ.
قال السَّمينُ: وَإِنَّما لَمْ يَجْعَلْهُ مُتَعَلِّقًا بِـ "مَلُومِينَ" لِوَجْهَيْنِ. أَحَدُهُمَا: أَنَّ مَا بَعْدَ "إِنَّ" لَا يَعْمَلُ فِيمَا قَبْلَهَا.
والثاني: أَنَّ المُضافَ إِلَيْهِ لَا يَعْمَلُ فِيمَا قَبْلَ المُضَافِ، وَلِفَسَادِ المَعْنَى أَيْضًا.
وقالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يُجْعَلَ صِلَةً لِـ {حَافِظِينَ}. مِنْ قَوْلِكَ: احْفَظْ عَلَيَّ عِنَانَ فَرَسِي، عَلَى تَضْمِينِهِ مَعْنَى النَّفْيِ، كَمَا ضُمِّنَ قَوْلُهُمْ: نَشَدْتُك باللهِ إِلَّا فَعَلْتَ مَعْنَى مَا طَلَبْتُ مِنْكَ إِلَّا فِعْلَك. يَعْنِي: أَنَّ صُورَتَهُ إِثْبَاتٌ وَمَعْنَاهُ نَفْيٌ. فقالَ الشَّيْخُ أبو حيَّانَ: وَهَذِهِ وُجُوهٌ مُتَكَلَّفَةٌ ظَاهِرٌ فِيهَا العُجْمَةُ. قال السَّمينُ: وَأَيُّ عُجْمَةٍ في ذَلِكَ؟ عَلَى أَنَّ الشَّيْخَ جَعَلَهَا مُتَعَلِّقَةً بِـ {حافِظونَ} عَلَى مَا ذَكَرَهُ مِنَ التَّضْمينِ. وَهَذَا لَا يَصِحُّ لَهُ إِلَّا بِأَنْ يَرْتَكِبَ وَجْهًا مِنْهَا: وَهُوَ التَّأْويلُ بِالنَّفْيِ كَ "نَشَدْتُكَ اللهَ" لِأَنَّهُ اسْتِثْنَاءٌ مُفَرَّغٌ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا بَعْدَ نَفْيٍ أَوْ مَا فِي مَعْنَاهُ.
وقالَ أَبُو البَقَاءِ العُكْبُرِيُّ: هو في مَوْضعِ نَصْبٍ بِـ {حافِظُون} عَلَى المَعْنَى؛ لِأَنَّ المَعْنَى: صَانُوهَا عَنْ كُلِّ فَرْجٍ إِلَّا عَنْ فُرُوجِ أَزْوَاجِهِمْ.
قال السَّمينُ: وَفِيهِ شَيْئَانِ، أَحَدُهُمَا: تَضْمِينُ {حافِظونَ} مَعْنَى صَانُوا، وَتَضْمِينُ "على" مَعْنَى "عَنْ".
وَ "أَزْواجِهِمْ" مجرورٌ بحرْفِ الجَرِّ، مُضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بحرفِ الجَرِّ، والميمُ لتذْكيرِ الجمعِ.
قولُهُ: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} أَوْ: حَرْفُ عَطْفٍ وتنويعٍ. و "مَا" اسْمٌ مَوْصُولٌ بِمَعْنَى "اللَّاتي" مَبْنِيٌ على السُّكونِ فِي مَحَلَّ الجَرَّ بِحَرْفِ الجَرِّ "عَلَى"، عَطْفًا عَلَى "أَزْوَاجِهِمْ"، وَعَبَّرَ عَنْهُنَّ بِـ "مَا" دُونَ "مِنْ"، وَإِنْ كانَ المَقَامُ لِـ "مِنْ"، لِنَقْصِهِنَّ بِالْأُنُوثَةِ. وَفِي وُقُوعِهَا عَلى العُقَلَاءِ معَ أَنَّها لغيرِ العاقِلِ، وَجْهَانِ، أَحَدُهُمَا: أَنَّهَا وَاقِعَةٌ عَلَى الأَنْوَاعِ، فَهِيَ كَقَوْلِهِ ـ تَعَالى، مِنْ سُورَةِ النِّساءِ: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ} الآيةُ: 3، أَيْ: أَنْوَاعَ. وَالثاني: قَالَهُ الزَّمَخْشَرِيُ: أُريدَ مِنْ جِنْسِ العُقَلَاءِ مَا يَجْرِي مُجْرَى غَيْرِ العُقَلاءِ، وَهُمُ الإِناثُ. قَالَ الشَّيْخُ أَبو حَيَّانَ الأنْدَلُسِيِّ: وَقَوْلُهُ: (وَهُمْ) لَيْسَ بِجَيِّدٍ؛ لِأَنَّ لَفْظَ "هُمْ" مُخْتَصٌّ بِالذُّكورِ، فَكانَ يَنْبِغِي أَنْ يَقُولَ: (وهو) عَلَى لَفْظِ "مَا". أَوْ "وَهُنَّ" عَلَى مَعْنَى "مَا".
قالَ السَّمينُ: وَالْجَوَابُ عَنْهُ: أَنَّ الضَّمِيرَ عائدٌ عَلَى العُقَلَاءِ، فَقَوْلُهُ: "وَهُمْ" أَيْ: وَالعُقَلَاءُ الإِناثُ.
وَ "مَلَكَتْ" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، والتَّاءُ السَّاكنَةُ لتأْنيثِ الفاعِلِ باعتبارِهِ جَمْعًا. و "أَيْمَانُهُمْ" فاعِلُهُ مرفوعٌ بِهِ، وَهُوَ مُضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإِضَافَةِ إِلَيْهِ، والميمُ: لِتَذْكيرِ الجَمْعِ. وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الاسْمِ المَوْصُولِ "ما"، لا محلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ، والعائدُ مَحْذُوفٌ، والتقديرُ: وَمَا مَلَكَتْهُ أَيْمَانُهُمْ.
قولُهُ: {فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} الفاءُ: تَعْلِيلِيَّةٌ، مَسُوقَةٌ لِتَعْلِيلِ الاسْتِثْنَاءِ. "إِنَّهُمْ" إنَّ: حرفٌ ناصِبٌ، ناسخٌ، مُشَبَّهٌ بالفعلِ للتوكيدِ. والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ اسْمُهُ، والميمُ علامةُ الجمعِ المُذكَّرِ. و "غَيْرُ" خَبَرُ "إنَّ" مَرْفوعٌ بِها، وهوَ مُضافٌ. وَ "مَلُومِينَ" مجرورٌ بالإضافةِ إليهِ، وعلامةُ جَرِّهِ الياءُ: لأَنَّهُ جمعُ المُذكَّرِ السَّالمُ. وَالجُمْلَةُ مِنْ "إِنَّ" واسْمِهَا وَخَبَرِهَا، فِي مَحَلِّ الجَرِّ بِلَامِ التَّعْلِيلِ المُقَدَّرَةِ، المَدْلولِ عَلَيْهَا بِالْفَاءِ التَّعْلِيلِيَّةِ.