روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 78 (2)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 78 (2) Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 78 (2) Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 78 (2)   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 78 (2) I_icon_minitimeالأحد مايو 09, 2021 10:36 am

قولُهُ تَعَالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ} الواوُ حرفُ عَطْفٍ، وَ "جَاهِدُوا" فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حذْفِ النُّونِ مِنْ آخِرِهِ لأَنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ، وواوُ الجَماعَةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الرفعِ بالفاعِلِيَّةِ، والأَلِفُ للتَّفْريقِ، وَلَا بُدَّ مِنْ تَقْديرِ مَفْعُولٍ لَهُ؛ وَالتَّقْديرُ: جَاهِدُوا فِي اللهِ وَمِنْ أَجْلِهِ أَعْدَاءَكُمْ. وَ "فِي" حرفُ جَرٍّ لِلسَّبَبِيَّةِ، مُتَعَلِّقٌ بـ "جَاهِدُوا". وَلَفْظُ الجَلَالَةِ "اللهِ" اسْمٌ مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ. وَ "حَقَّ" مَنْصُوبٌ عَلَى المَصْدَرِيَّةِ مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ، وَقَالَ العُكْبُريُّ أَبُو البَقَاءِ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكونَ نَعْتًا لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ، أَيْ: جِهَادًا حَقَّ جِهَادِهِ. وَفي قولِهِ هذا نَظَرٌ مِنْ حَيْثُ إِنَّ هَذَا مَعْرِفَةٌ فَكَيْفَ يُجْعَلُ صِفَةً لِنَكِرَةِ؟ قَالَ أَبو القاسِمِ الزَّمَخْشَرِيُّ: فَإِنْ قُلْتَ: مَا وَجْهُ هَذِهِ الإِضَافَةِ، وَكانَ القِيَاسُ حَقَّ الجِهَادِ فِيهِ، أَوْ حَقَّ جِهَادِكُمْ فِيهِ. كَمَا قَالَ: {وَجَاهِدُوا فِي اللهِ}؟ قُلْتُ: الإِضافَةُ تَكونُ بِأَدْنَى مُلَابَسَةٍ وَاخْتِصَاصٍ، فَلَمَّا كَانَ الجِهَادُ مُخْتَصًّا بِاللهِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ مَفْعُولٌ مِنْ أَجْلِهِ وَلِوَجْهِهِ، صَحَّتْ إِضافتُهُ إِلَيْهِ. وَيَجُوزُ أَنْ يُتَّسَعَ في الظَّرْفِ كَقَوْلِ شاعِرٍ مِنْ بني عامِرٍ:
ويومٍ شَهِدْناهُ سُلَيْمًا وَعَامِرًا ........... قَلِيلٌ سِوَى الطَّعْنِ النَّهَالِ نَوَافِلُهْ
يَعْنِي بالظَّرْفِ الجَارَّ وَالمَجْرُورَ، كَأَنَّهُ كَانَ الأَصْلُ: حَقَّ جِهَادٍ فِيهِ، فَحَذَفَ حَرْفَ الجَرِّ، وَأُضِيفَ المَصْدَرُ للضَّميرِ، وَهُوَ مِنْ بَابِ "هُوَ حَقُّ عَالِمٍ وَجِدُّ عَاِلمٍ" أَيْ: عَالِمٌّ حَقًا وَعَالِمٌ جِدًّا. وهُوَ مُضافٌ، وَ "جِهَادِهِ" مَجْرورٌ بالإضافةِ ومُضافٌ أَيْضًا، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ. والجملةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ قَوْلِهِ مِنَ الآيةِ التي قَبْلَها: {ارْكَعُوا} على كونِها جوابَ النِّداءِ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإِعْرابِ.
قولُهُ: {هُوَ} هُوَ: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبنيٌّ على الفتْحِ في محلِّ الرَّفعِ بالابْتِداءِ. وجُملةُ "اجْتَباكم" خبَرُهُ وهَذِهِ الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ على الحالِ مِنِ اسْمِ الجَلَالَةِ.
قولُهُ: {اجْتَبَاكُمْ} فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْحِ المُقدَّرِ عَلَى آخِرِهِ لتعَذُّرِ ظهوره عَلَى الأَلِفِ، وفَاعِلُهُ مُسْتَتِرٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يعودُ إِلَى اللهِ ـ تعالى، وكافُ الخطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ النَّصْبِ مَفْعُولٌ بِهِ، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ خَبَرُ المُبْتَدَأِ.
قولُهُ: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} الوَاوُ: عاطِفَةٌ. و "ما" نافِيَةٌ. و "جَعَلَ" فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلى الفَتْحِ، وَفَاعِلُهُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هوَ) يَعُودُ إِلَى اللهِ ـ تَعَالَى، وَ "عَلَيْكُمْ" عَلَى: حَرْفُ جَرٍّ مُتَعلِّقٌ بِالمَفْعُولِ الثانِي لِـ "جَعَلَ"، وكافُ الخِطابِ: ضميرٌ مُتَصلٌ بهِ في محلِّ الجَرِّ بِحَرْفِ الجَرِّ، والمِيمُ: عَلامَةُ جَمْعِ المُذَكَّرِ. وَ "فِي" حَرْفُ جَرٍّ مُتَعلِّقٌ بِـ "جَعَلَ" أوْ بِحَالٍ مِنَ "مِنْ حَرَجٍ" عَلى أَنَّهُ صِفَةٌ لِنَكِرَةٍ قُدِّمَتْ عَلَيْهَا، أَوْ بِحَالٍ مِنَ ضَميرِ المجرورِ فِي "عَلَيْكُمْ"، و "الدينِ" مجرورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ. و "مِنْ" حرفُ جَرٍّ زَائِدٍ، وَ "حَرَجٍ" مجرورٌ بها لفظًا، منصوبٌ محلًا عَلى كَوْنِهِ مَفْعُولًا بِهِ أَوَّلَ لِـ "جَعَلَ". وَالجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ عَطْفًا عَلَى جُمْلةِ قولِهِ "اجْتَبَاكُمْ".
قولُهُ: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} مِلَّةَ: مَنْصُوبٌ عَلَى المَفْعُولِيَّةِ المُطْلَقَةِ، بِفِعْلٍ مَحْذوفٍ مَعْلُومٍ مِنْ مَضْمُونِ مَا تَقَدَّمَ، لَكِنَّهُ عَلى حَذْفِ مُضَافٍ، والتَّقْديرُ: وَسَّعَ دِينَكُمْ تَوْسِعَةَ مِلَّةِ أَبيكمْ، ثُمَّ حُذِفَ المُضَافُ، وَأُقِيمَ المُضَافُ إِلَيْهِ مُقَامَهُ، فَانْتَصَبَ انْتِصَابَهُ. والجُمْلَةُ المَحْذُوفَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ. وَهوَ مُضافٌ، وَ "أَبِيكُمْ" مجرورٌ بالإضافةِ إلَيْهِ وعلامةُ جَرِّهِ الياءُ لأنَّهُ مِنَ الأسْماءِ الخَمْسَةِ، وَهوُ مُضافٌ أَيْضًا، وكافُ الخطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِ الجَرِّ بالإضافةِ إلَيْهِ، والميمُ للجَمْعِ المُذكَّرِ. وَ "إِبْرَاهِيمَ" مَجْرورٌ عَلَى البَدَلِ مِنْ "أَبِيكُمْ"، أَوْ عَلَى أَنَّهُ بَيَانٌ لَهُ، وعلامةُ جَرِّهِ الفتحةُ بدَلًا مِنَ الكَسْرةِ لأَنَّهُ ممنوعٌ مِنَ الصَّرفِ بالعَلَمِيَّةِ والعُجمةِ. وَيَجوزُ أَنْ يكونَ مَنْصُوبًا على الاختصاصِ بِـ "أَعْنِي". وَقَالَ أَبُو القاسِمِ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَيَجُوزُ نَصْبُهَا عَلى الاخْتِصاصِ؛ أَيْ: أَخُصُّ بِالدِّينِ مِلَّةَ أَبيكُمْ، أَوْ بِتَقْديرِ فِعْلٍ مُضْمَرٍ، تَقْديرُهُ: اتَّبِعُوا مِلَّةَ أَبِيكُمْ. وَثمَّةَ أَوْجُهٌ أُخْرَى، لَا تَخْرُجُ عَنْ هَذِهِ الأَوْجُهِ، فَقَدْ قالَ الحُوفيُّ بِأَنَّهَا مَنْصُوبةٌ بـ "اتَّبِعُوا" مُضْمَرًا، وَتَبِعَهُ في ذلكَ أَبُو البَقَاءِ العُكْبُريُّ.
وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: هُوَ مَنْصُوبٌ بـ "جَعَلَهَا" مُقَدَّرًا. وَقَالَ الفرَّاءُ: هُوَ نَصْبٌ عَلَى حَذْفِ كَافِ الجَرِّ أَيْ كَمِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ. وَقَالَ أَبُو البَقَاءِ قَريبًا مِنْ هذا أَيْضًا. وقِيلَ: التَّقْديرُ: "مِثْلَ مِلَّةِ"؛ لِأَنَّ المَعْنَى: سَهَّلَ عَلَيْكُمُ الدِّينَ مِثْلَ مِلَّةِ أَبِيكم، فَحُذِفَ المُضَافُ، وَأُقِيمُ المُضَافُ إِلَيْهِ مُقَامَهُ.
قولُهُ: {هُوَ} ضَميرٌ مُنْفِصِلٌ، مَبْنِيٌّ على الفتْحِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ بالابتِداءِ، وخبرُهُ جملةُ  "سَمَّاكُمْ" بعدَهُ، وهذِهِ الجُمْلةُ الاسْميَّةُ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ على الحَالِ مِنْ "إِبْرَاهِيمَ"، وَيُحْتَمَلُ كَوْنُ "هُوَ" ضَميرًا يَعُودُ عَلَى اللهِ ـ تَعَالى، وَكَذَا ضميرُ الفاعِلِ في "سَمَّاكُمُ" فَتَكونُ الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ حِينَئِذٍ حَالًا مِنْ فَاعِلِ، "وَسِعَ" المَحْذُوفِ، أَوْ مِنْ فَاعِلِ "جَعَلَ".
قَولُهُ: {سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا} سَمَّاكُمُ: فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفتْحِ المُقدَّرِ على آخِرِهِ لِتَعَذُّرِ ظُهُورِهِ عَلَى الأَلِفِ، وفَاعِلُهُ مُسْتَتِرٌ فِيهِ جَوَازًا تَقْديرُهُ (هُوَ) يَعُودُ إِلَى اللهِ ـ تَعَالَى، يَدُلُّ لَهُ قِرَاءَةُ "أُبَيِّ بْنِ كَعبٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُ: "اللهُ سَمَّاكُمْ" بِصَريحِ اسْمِ الجَلَالَةِ، أَيْ: سَمَّاكُمْ فِي الكُتُبِ السَّالِفَةِ، وَفِي هَذَا القُرْآنِ الكَريمِ أَيْضًا. وَيَجُوزُ أَنْ يَعُودَ عَلَى "إِبْراهيمَ" ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، فإِنَّهُ أَقْرَبُ مَذْكُورٍ، إِلَّا أَنَّ ابْنَ عَطِيَّةَ قَالَ: وَفِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ يَعْنِي قَوْلَهُ ـ تَعَالَى: "وفي هَذَا" ضَعْفُ قَوْلِ مَنْ قَالَ: الضَّمِيرُ لِـ "إِبراهيم". وَلَا يَتَوَجَّهُ إِلَّا بِتَقْديرِ مَحْذُوفٍ مِنَ الكَلَامِ مُسْتَأْنَفٍ.
وَمَعْنَى قولِهِ: "ضَعْفُ قَوْلِ مَنْ قَالَ بِذَلِكَ" أَنَّ قَوْلَهُ: "وَفِي هَذَا" عَطْفٌ عَلَى "مِنْ قَبْلُ"، و "هَذَا" إِشَارَةٌ إِلَى القُرْآنِ المُشَارِ إِلَيْهِ، إِنَّمَا نَزَلَ بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ بِمُدَدٍ طِوَالٍ؛ فَلِذَلِكَ ضَعُفَ قَوْلُهُ.
وَقَوْلُهُ: "إِلَّا بِتَقْديرِ مَحْذوفٍ"، الذي يَنْبَغِي أَنْ يُقَدَّرَ: وَسُمِّيْتُمْ فِي هَذَا القُرْآنِ المُسْلِمِينَ.
وقدْ قَالَ أَبُو البَقَاءِ العُكْبُرِيُّ: قِيلَ الضَّمِيرُ لِإِبْرَاهيمَ، فَعَلَى هَذَا الوَجْهِ يَكونُ قَوْلُهُ: "وَفِي هَذَا" أَيْ: وَفِي هَذَا القُرْآنِ سَبَبُ تَسْمِيَتِهِم.
وَكافُ الخِطَابِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ مَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ، وَ "الْمُسْلِمِينَ" مَفْعُولُهُ الثَّاني مَنْصُوبٌ بِهِ، وعلامةُ نَصْبِهِ الياءُ لأَنَّهُ جَمْعُ المُذَكَّرِ السَّالِمُ. و "مِنْ" حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "سَمَّاكُمُ"؛ و "قَبْلُ" اسْمٌ ظَرْفيٌّ مَبنيٌّ عَلَى الضَّمِّ في مَحَلِّ الجَرِّ بِحَرْفِ الجَرِّ لأَنَّهُ مَقطوعٌ عنِ الإضافةِ، والتقديرُ: مِنْ قَبْلِ هَذَا الكِتَابِ. والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ على كونِها خَبَرَ المُبْتَدَأِ "هوَ". و "وَفِي" الوَاوُ: حَرْفُ عَطْفٍ. وَ "فِي" حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "سَمَّاكُمُ" لأَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى "مِنْ قَبْلُ"، أَيْ: وَفِي هَذَا الكِتَابِ، وَ "هذا" الهاءُ: للتَّنْبيهِ، و "ذا" اسْمُ إِشارةٍ مبنيٌّ عَلى السُّكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بحرفِ الجَرِّ.
قولُهُ: {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ} اللَّامُ: هيَ لامُ "كي" حَرْفُ جَرٍّ وَتَعْلِيلٍ مُتَعَلِّقٌ بـ "سَمَّاكم". وَقِيلَ هيَ اللَّامُ العاقِبَةُ؛ لِأَنَّ التَّعْلِيلَ هُنَا غَيْرُ ظَاهِرٍ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ لَا مَانِعَ مِنْ ذلكَ، فإِنَّ تَسْمِيَةَ "اللهِ" ـ تَعالى، أَوْ "إِبْرَاهِيمَ" لَهُمْ، فِيهَا حُكْمٌ بإِسْلَامِهِمْ وَعَدَالَتِهِمْ، وَهُوَ سَبَبٌ لِقَبُولِ شَهَادَةِ الرَّسُولِ ـ صلَّى اللهُ عَليْهِ وسَلَّمَ، الداخِلِ فِيهِمْ دُخُولًا أَوَّلِيًّا، وَقَبُولِ شَهَادَتِهِمْ عَلَى الأُمَمِ. وَ "يَكُونَ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ ناقصٌ مَنْصُوبٌ بـ "أَنْ" مُضْمَرَةً بَعْدَ لَامِ "كَيْ". وَ "الرَّسُولُ" ـ صلَّى اللهُ علَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْمُهَا مرفوعٌ بِهَا. وَ "شَهِيدًا" خَبَرُهَا مَنْصوبٌ بِهَا. و "عَلَيْكُمْ" عَلى: حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "شَهِيدًا"، وَكافُ الخِطابِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بِحَرْفِ الجَرِّ، والميمُ: عَلَامَةُ جَمْعِ المُذَكَّرِ. وَالجُمْلَةُ صِلَةُ "أَنْ" المُضْمَرَةِ، و "أَنْ" مَعَ صِلَتِهَا فِي تَأْويلِ مَصْدَرٍ مَجْرُورٍ بِاللَّامِ الجارَّةِ، والتَّقْديرُ: لِكَوْنِ الرَّسُولِ شَهِيدًا عَلَيْكُمِ.
قوْلُهُ: {وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} الواوُ: للعَطْفِ، وَ "تَكُونُوا" فعلٌ مُضارعٌ ناقِصٌ مَنْصوبٌ بِـ "أَنْ" المُضْمَرةِ عَطْفًا عَلَى "لِيَكُونَ"، وَعَلامَةُ نَصْبِهِ حَذِفُ النُّونِ مِنْ آخِرِهِ لأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ عَلَى كَوْنِهِ اسْمَ "تَكُونُوا"، والأَلِفُ للتَّفْريقِ. وَ "شُهَدَاءَ" خَبَرُهُ منصوبٌ بِهِ، و "عَلَى" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "شُهَدَاءَ"، وَ " النَّاسِ" مجرورٌ بِحِرْفِ الجَرِّ، وَالجُمْلةُ مَعْطوفَةٌ عَلَى جملةِ "لِيَكُونَ الرَّسُولُ".
قوْلُهُ: {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} الفاءُ: هيَ الفَصِيحَةُ؛ أَفْصَحَتْ عَنْ جَوَابِ شَرْطٍ، والتَّقْديرُ: إِذَا عَرَفْتُمْ أَنَّ اللهَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمينَ، وَأَرَدتُّمْ بَيَانَ مَا هُوَ اللَّازِمُ لَكُمْ، فَأَقُولُ لَكُمْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ. و "أَقِيمُوا" فِعْلُ أَمْرٍ مبنيٌّ على حَذِفِ النُّونِ لأَنَّهُ مِنَ الأَفعالِ الخَمْسَةِ، وواوُ الجَماعَةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، والأَلِفُ للتَّفْريقِ. و "الصَّلَاةَ" مَفْعُولُهُ منصوبٌ بِهِ. وَالجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَقُولٌ لِجَوَابِ "إِذْا" المُقَدَّرَةِ. وَجُمْلَةُ "إذا" المُقَدَّرَةِ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {وَآتُوا الزَّكَاةَ} الوَاوُ: للعَطْفِ، و "آتُوا" فعلُ أَمْرٍ مبنيٌّ عَلَى حذْفِ حرفِ العلةِ مِنْ آخِرِهِ، وواوُ الجَماعَةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، والأَلِفُ للتَّفْريقِ. و "الزَّكَاةَ" مَفْعُولُهُ مَنْصُوبٌ بِهِ، والجملةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جملةِ "أَقِيمُوا" عَلَى كَوْنِها فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَقُولٌ لِجَوَابِ "إِذْا" المُقَدَّرَةِ.
قولُهُ: {وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ} الوَاوُ: للعطْفِ. و "اعْتَصِمُوا" مثلُ "أَقيموا"  مَعْطُوفٌ عَليْهِ ولَهُ مِثْلُ إِعْرابِهِ. و "بِاللهِ" الباءُ: حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "اعْتَصِمُوا"، ولَفْظُ الجلالةِ "اللهِ" اسمٌ مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ، والجُمْلَةُ معطوفةٌ عَلَى جملةِ "أَقِيمُوا" أَيْضًا فهي في مَحَلِّ النَّصْبِ.
قَوْلُهُ: {هُوَ مَوْلَاكُمْ} هُوَ: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبنيٌّ على الفَتْحِ فِي  مَحَلِّ الرَّفعِ بالابْتداءِ. وَ "مَوْلَاكُمْ" خَبَرُهُ مَرْفوعٌ، وعلامةُ رَفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ على آخِرِهِ، لتعَذَّرِ ظهورِها على الألِفِ، وَهَذِهِ الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِتَعْلِيلِ مَا قَبْلَهَا لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعْرابِ.
قولُهُ: {فَنِعْمَ الْمَوْلَى} الفاءُ للاسْتِئْنَافِ. و "نِعْمَ" فِعْلٌ مَاضٍ جامِدٌ لإِنْشَاءِ المَدْحِ. و "الْمَوْلَى" فِاعِلُهُ مرفوعٌ بِهِ، وعلامةُ رَفْعِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ على آخِرِهِ، لتعَذَّرِ ظهورِها عَلَى الأَلِفِ، وَالمَخْصُوصُ بِالْمَدْحِ مَحْذُوفٌ، والتَّقْديرُ: "هُوَ"، أَيْ: المَوْلَي ـ سُبْحانَهُ وتَعَالَى. وَقَدْ حَسَّنَ حَذْفَ المَخْصُوصِ بالمَدْحِ وُقُوعُ الثَّاني رَأْسَ آيَةٍ وَفَاصِلَةٍ. وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
قوْلُهُ: {وَنِعْمَ النَّصِيرُ} الوَاوُ: للعَطْفِ، و "نِعْمَ النَّصيرُ" مِثْلُ "نِعْمَ المولى" مَعْطُوفَةٌ عَلَيْها وَلَهَا مِثْلُ إِعْرَابِها.
وآخرُ دَعْوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمِينَ الذي تَمَّتِ الصالحاتُ بفضِلِهِ، فقد تمَّ هَذا الجِزءُ مِنَ الموسوعَةِ القرآنيَّةِ (فيْضُ العَليمِ مِنْ معاني الذِّكْرِ الحكيم) صباحَ السّابعِ والعشرينَ مِنْ رمضانَ، عامَ: 1442 لهجرةِ خاتمِ المُرْسَلِينَ سيِّدِنا محمَّدٍ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وعَلَيْهِمْ أجمعينَ، وَعَلَى آلِهِمْ وأصْحابهِم وتابِعيهم إلى يَومِ الدَّينِ، وسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا كثيرًا كَثِيرًا، ويليهِ بعونِ اللهِ الجِزءُ الثامِنَ عَشَرَ.
زحلةَ: 9/5/ 2021م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 78 (2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 5 (1)
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 21
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 36 (1)
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 51
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ الحج، الآية: 67

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: