روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 69

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 69 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 69 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 69   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 69 I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 28, 2020 2:04 am

قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ
(69)
قوْلُهُ ـ تَعالى شَأْنُهُ: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} قِيلَ القائلُ هوَ جِبْريلُ ـ عَلَيْهِ السَّلامِ، بأَمْرٍ مِنَ اللهِ ـ تَعَالَى، فقدْ أَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنِ السُّدِّيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "قُلْنَا يَا نَارُ" قَالَ: كَانَ جِبْرِيلُ هُوَ الَّذِي قَالَهَا. وَثَمَّةَ جُمْلةٌ مُقدَّرةٌ هُنَا، يَقْتَضِيهَا السِّيَاقُ، والتَّقْديرُ: فَلَمَّا أَلْقَوْهُ فِي النَّارِ، قُلْنَا: "يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ". فَكانَتْ مُعْجِزَةً لِإِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ. فَلَمْ يَتَأَثَّرْ بِهَا غَيْرُ الوِثاقَ الذي أَوْثَقُوهُ بِهِ قَبْلِ أَنْ يُلْقُوهُ فِي النَّارِ، حَيْثُ أَحْرَقَتِ النارُ هَذَا الوِثَاقَ، ذَكَرُهُ كَعْبٌ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، في مَا أَخْرَجَهُ عنْهُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، أَنَّهُ قَالَ: مَا أَحْرَقَتِ النَّارُ مِنْ إِبْرَاهِيم إِلَّا وِثَاقَهُ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاق وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: مَا انْتَفَعَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ بِنَارٍ، وَلَا أَحْرَقَتِ النَّارُ يَوْمئِذٍ شَيْئًا إِلَّا وِثاقَ إِبْرَاهِيمَ. 
وقدْ عَمَّ هَذا الأَمْرُ كُلَّ نارٍ فِي الأَرْضِ، حَتَّى انطَفَأَتْ. فَقَدْ وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: لَمَّا أُلْقِيَ إِبْرَاهِيم خَلِيلُ الرَّحْمَنِ فِي النَّارِ قَالَ الْمَلَكُ خَازِنُ الْمَطَرِ: يَا رَبُّ إِنَّ خَلِيلَكَ إِبْرَاهِيمُ .. ، رَجَا أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ فَيُرْسِلَ الْمَطَرَ، فَكَانَ أَمْرُ اللهِ أَسْرَعَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ: "يَا نَارُ كوني بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ" فَلَمْ يَبْقَ فِي الأَرْضِ نَارٌ إِلَّا طُفِئَتْ. لِمَا أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمُا، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا جُمِعَ لِإِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، مَا جُمِعَ، وَأُلْقِي فِي النَّارِ، جَعَلَ خَازِنُ الْمَطَر يَقُولُ: مَتَى أُومَرُ بالمَطَرِ فَأُرْسِلُهُ؟. فَكَانَ أَمْرُ اللهِ أَسْرَعَ، قَالَ اللهُ: "كُوني بَرْدًا وَسَلَامًا" فَلَمْ يَبْقَ فِي الأَرْضِ نَارٌ إِلَّا طُفِئَتْ.
وَأَخْرَجَ الْفِرْيَابِيُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُما، قَالَ: لَوْ لَمْ يُتْبِع بَرْدَهَا "سَلامًا" لَمَاتَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ بَرْدِهَا، فَلَمْ يَبْقَ فِي الأَرْضِ يَوْمئِذٍ نَار إِلَّا طُفِئَتْ ظَنَّتْ أَنَّهَا هِيَ تُعْنَى.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنْ شَمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: لَمَّا أَرَادوا أَنْ يُلْقُوا إِبْرَاهِيمَ فِي النَّارِ، نَادَى الْمَلَكُ الَّذِي يُرْسِلُ الْمَطَر: رَبِّ خَلِيلُكَ .. ، رَجَا أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ فَيُرْسِلَ الْمَطَرَ، فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: "يَا نَارُ كوني بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ" فَلمْ يَبْقَ فِي الأَرْضِ يَوْمئِذٍ نَارٌ إِلَّا بَرَدَتْ.
حَتَّى إِنَّ دَوَّابَّ الأَرْضِ كُلِّها شَارَكَتْ بإِطْفَاءِ هَذِهِ النَّارِ. فَقد أَخْرَجَ لإمامُ أَحْمدُ فِي الزُّهْدِ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يُلْقُوا إِبْرَاهِيمَ فِي النَّارِ جَاءَتْ عَامَّةُ الخَلِيقَةِ، فَقَالَتْ: يَا رَبُّ، خَلِيلُكَ يُلْقَى فِي النَّارِ، فأْذَنْ لَنَا نُطْفِئْ عَنْهُ. قَالَ: هُوَ خَلِيلِي لَيْسَ لِي فِي الأَرْضِ خَلِيلٌ غَيْرُهُ وَأَنَا إِلَهُهُ، لَيْسَ لَهُ إِلَهٌ غَيْرِي، فَإِنْ اسْتَغَاثَكُمْ فَأَغِيثُوهُ، وَإِلَّا فَدَعُوهُ. قَالَ: وَجَاءَ مَلَكُ الْقَطْرِ، قَالَ: يَا رَبُّ، خَلِيلُكَ يُلْقَى فِي النَّارِ فأْذَنْ لِي أَنْ أُطْفِئَ عَنْهُ بالقَطْرِ. قَالَ: هُوَ خَلِيلِي لَيْسَ لِي فِي الأَرْضِ خَلِيلٌ غَيْرُهُ وَأَنَا إِلَهُهُ لَيْسَ لَهُ إِلَهٌ غَيْرِي فَإِنِ اسْتَعَانَ بِكَ فَأَعِنْهُ وَإِلَّا فَدَعْهُ. قَالَ: فَلَمَّا أُلْقِيَ فِي النَّارِ دَعَا بِدُعَاءٍ نَسِيَهُ أَبُو هِلَالٍ (هو رَاوي الحديثِ)، فَقَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ: "يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ". قَالَ: فَبَرَدَتِ النَّارُ فِي الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فَمَا أَنْضَجَتْ يَوْمئِذٍ كُرَاعًا.
أَمَّا دُعاءُ سَيِّدِنا إبراهيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، الذي نسيَهُ "أَبُو هلالٍ"، رَاوي الحديثِ السَّابقِ فقد ذَكَرَه غيرُهُ، إِذْ أَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَابْن مِرْدُوَيْهِ، وَالخَطيبُ البَغْداديُّ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَمَّا أُلْقِيَ إِبْرَاهِيم فِي النَّارِ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ فِي السَّمَاءِ وَاحِدٌ، وَأَنَا فِي الأَرْضِ وَاحِدٌ أَعْبُدُكَ)).
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، عَنِ ابْنِ عَمْرٍو ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُما، أَنَّهُ قَالَ: أَوَّلُ كَلِمَةٍ قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ: "حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ".
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَهُوَ يُوثَقُ لِيُلْقَى فِي النَّارِ، قَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ أَلَكَ حَاجَةٌ؟ قَالَ: أَمَّا إِلَيْكَ فَلَا.
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ عَنْ أَرْقَمْ بْنِ شُرَحْبيل ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: حِينَ جَعَلُوا يُوَثِّقُونَهُ. لِيُلْقُوهُ فِي النَّارِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، لَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الْمُلْكُ لَا شَريكَ لَكَ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ أَبُو مُطَرِّفٍ الخُزَاعِيِّ الكُوْفِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ ـ علَيْهِ السَّلامُ، لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يُلْقُوهُ فِي النَّارِ جَعَلُوا يَجْمَعُونَ لَهُ الْحَطَبَ فَجَعَلَتِ الْمَرْأَة الْعَجُوزُ تَحْمِلُ عَلَى ظَهْرِهَا فَيُقَال لَهَا: أَيْنَ تُريدينَ؟ فَتَقولُ: أَذْهَبُ إِلَى هَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَنَا.
فَلَمَّا ذُهِبَ بِهِ لِيُطْرَحَ فِي النَّارِ قَالَ: {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} الآيةَ: 99، مِنْ سورةِ الصَّافَّاتِ، فَلَمَّا طُرِحَ فِي النَّارِ قَالَ: "حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ". فَقَالَ اللهُ تَعَالَى: "يَا نَارُ كُوني بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ" فَقَالَ أَبُو لُوطٍ ـ وَكَانَ عَمَّهُ، إِنَّ النَّارَ لَمْ تُحْرِقْهُ مِنْ أَجْلِ قَرَابَتِهِ مِنِّي. فَأَرْسَلَ اللهُ عُنُقًا مِنَ النَّارِ فَأَحْرَقَتْهُ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ مِنَ النَّارِ يَعْرَقُ لَمْ تُحْرِقِ النَّارُ إِلَّا وثَاقَه،ُ فَأَخَذُوا شَيْخًا مِنْهُم فَجَعَلُوهُ عَلى نَارٍ كَذَلِكَ فَاحْتَرَقَ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حاتمٍ أَيْضًا عَنْ عَطِيَّةَ ـ رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا أُلْقِيَ إِبْرَاهِيمُ فِي النَّارِ، قَعَدَ فِيهَا، فَأَرْسَلُوا إِلَى مَلِكِهِمْ فَجَاءَ يَنْظُرُ مُتَعَجِّبا. فَطَارَتْ مِنْها شَرَارَةٌ، فَوَقَعَتْ عَلى إِبْهَامِ رِجْلِهِ، فَاشْتَعَلَ كَمَا تَشْتَعِلُ الصُّوفَةُ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ أَيْضًا عَنْ أَبي الْعَالِيَة فِي قَوْلِهِ تَعَالى: "قُلْنَا يَا نَارُ كوني بَرْدًا وَسَلَامًا" قَالَ: السَّلَامُ لَا يُؤْذِيهِ بَرْدُهَا وَلَوْلَا أَنَّهُ قَالَ: "وَسَلَاما" لَكَانَ الْبرْدُ أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنَ الْحَرِّ.
وكانَ ممَّنْ شاركَ في إِطفاءِ النَّارِ التي قُذِفَ فيها إبراهيمُ الضِّفدَعُ، ومِمَّنْ شَارَكَ في إِضْرامِ تِلْكَ النَّارِ الوَزَغُ، قَالَ قَتَادَة ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَمْ تَأْتِ دَابَّة يَوْمئِذٍ إِلَّا أَطْفَأَتْ عَنْهُ النَّارَ إِلَّا الوَزَغِ. وَلِذَلِكَ وَرَدَ عنِ النبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، أَنَّهُ أَمَرَ بقتْلِ الوَزَغِ وتكريمِ الضِّفدَعَ، جاءَ ذلكَ في مَا أَخْرَجَ الأَئِمَّةُ: أَحْمَدُ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ أُمِّ المُؤْمنينَ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ الصِّدِّيقَةِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، لَمْ تَكُنْ فِي الأَرْضِ دَابَّة إِلَّا تُطْفِئُ عَنْهُ النَّارَ، غَيْرَ الوَزَغِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ)). فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِ). أَخْرَجَهُ الأئمَّةُ: أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ: (6/83، برَقم: 24578)، وَابْنُ مَاجَهْ: (2/1076، برقم 3231)، قَال الإمامُ البُوصِيرِيُّ: (3/239): هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ. وأَخْرجَهُ أَيْضًا ابْنُ حِبَّانَ في صحيحِهِ: (12/447، بِرقم: 5631)، وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا: ابْنُ أَبي شَيْبَةَ: (4/260، برقم: 19898)، وَأَبُو يَعْلَى: (7/317، برقم 4357).
وأَخْرجَ الإمامُ أَحْمَدٌ أَيْضًا ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ نَافِعٌ قَالَ: حَدَّثَتْنِي سَائِبَةُ مَوْلَاةٌ لِلْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ المُؤمنينَ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَرَأَيْتُ فِي بَيْتِهَا رُمْحًا مَوْضُوعًا قُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا تَصْنَعُونَ بِهَذَا الرُّمْحِ؟. قَالَتْ: هَذَا لِهَذِهِ الْأَوْزَاغِ نَقْتُلُهُنَّ بِهِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَنَا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ، حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، لَمْ تَكُنْ فِي الْأَرْضِ دَابَّةٌ إِلَّا تُطْفِئُ النَّارَ عَنْهُ غَيْرَ الْوَزَغِ كَانَ يَنْفُخُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِقَتْلِهِ. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ: (6/83). وَابْنُ مَاجَةَ: (3231)، وغيرُهُما.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي مُصَنَّفِهِ، عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عنْهُ، عَنْ بَعْضِهِمْ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: كَانَتِ الضِّفْدَعُ تُطْفِئُ النَّارَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَتِ الوَزَغُ تَنْفُخُ عَلَيْهِ، وَنَهَى عَنْ قَتْلِ هَذَا، وَأَمَرَ بِقَتْلِ هَذَا.
وَأَخْرَجَ ابْنُ مِرْدُوَيْهِ عَنِ أُمِّ شُرَيْكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْها، أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَرَ بِقَتْلِ الأَوْزَاغِ، وَقَالَ: ((كَانَتْ تَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ أَيْضًا عَنْ أَنَسِ بْنِ مالكٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا تَسُبُّوا الضِّفْدَعَ، فَإِنَّ صَوْتَهُ تَسْبِيحٌ وَتَقْديسٌ وَتَكْبيرٌ، إِنَّ الْبَهَائِمَ اسْتَأْذَنَتْ رَبَّهَا فِي أَنْ تُطْفِئَ النَّارَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فَأَذِنَ للضَّفَادِعِ فَتَرَاكَبَتْ عَلَيْهِ، فَأَبْدَلَهَا اللهُ بَحَرِّ النَّارِ بَرْدَ المَاءِ)). والوَزَغَةُ مُحَرَّكَةً: سامُّ أَبْرَصَ، وَهِيَ دُوَيْبَّةٌ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِخِفَّتِهَا وَسُرْعَةِ حَرَكَتِهَا تُجْمَعُ عَلى: وَزَغٍ، وأَوْزَاغٍ، وَوِزْغانٍ.   
إِذًا فَقَدْ وَجَّهَ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى، إِلَى النَّارِ تَعَلُّقَ الْإِرَادَةِ بِسَلْبِ قُوَّةِ الْإِحْرَاقِ فيهَا، فَقولُهُ: "بَرْدًا" أَيْ: ذَاتَ بَرْدٍ. أَيْ: أَمَرَ اللهُ النارَ أَنْ تَكُونَ بَرْدًا وَسَلَامًا. وَهَذَا إِنْ كَانَ الْكَلَامُ عَلَى الْحَقِيقَةِ، أَمَّا إِنْ كَانَ الْكَلَامُ عَلَى وَجْهِ التَّشْبِيهِ الْبَلِيغِ، فَقَدْ أَزَالَ اللهُ ـ تَعَالى، عَنْ مِزَاجِ نَبِيِّهِ إِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، التَّأَثُّرَ بِحَرَارَةِ النَّارِ، والمَعْنَى: أَيَّتُها النَّارُ كُونِي كَالبَرْدٍ فِي عَدَمِ الإِحْراقِ بِحَرارَتِكِ، هَذا الْذي أُلْقَيَ فِيكِ.
وكَوْنُهَا "سَلَامًا" هُوَ حَقِيقَةٌ لَا شكَّ فيها ولا ريبَ، وَقَدْ جَاءَ قولُهُ: "سَلامًا" بَعْدَ قَوْلِهِ: "بَرْدًا" بِمَثَابَةِ الِاحْتِرَاسِ، لِأَنَّ الْبَرْدَ ضارٌّ مُؤْذٍ إِذا اسْتَمَرَّ مُدَّةً طَويلَةً، ولِذَلِكَ فَقَدْ عَقَّبَ ـ سُبْحانَهُ وَتَعَالَى، بِذِكْرِ السَّلَامِ، بعدَ ذِكْرِ البَرْدِ ـ حتَّى لا يَتَأَذَّى خَلِيلُهُ بالبردِ، فقدْ يَكُونُ البردُ أَشَدَّ عَذبًا مٍنَ الحَرِّ، وجهنَّمُ التي توعَّدَ اللهُ بها المشركينَ فيها اللونينِ مِنَ العَذابِ، فَقَالوا إِنَّما يُعَذِّبُ اللهُ الجَانَّ بِبَرْدِ جَهَنَّمَ لأَنها مَخْلوقاتِ ذَاتِ طَبيعَةٍ نارِيَّةٍ. وَلِذَلَكَ أَتْبَعَ اللهُ أَمرهُ النَّارَ أَنْ تكونَ "بَرْدًا" بقولِهِ: "وَسَلَامًا" عِنَايَةً مِنْهُ بخليلِهِ إِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ. فَقد أَخْرَجَ الْفِرْيَابِيُّ، وَابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ أميرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أبي طالبٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا"، قَالَ: لَوْلَا أَنَّهُ قَالَ: "وَسَلَامًا" لَقَتَلَهُ بَرْدُهَا.
وَأَخْرَجَ عَنْهُ أَيْضًا ـ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ، الْفِرْيَابِيُّ، وَابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَابْنُ جَريرٍ، أَنَّهُ قالَ: لَمَّا قَالَ تَعَالى: "قُلْنَا يَا نَار كُوني بَرْدًا": بَرَدَتْ عَلَيْهِ حَتَّى كَادَتْ تُؤْذِيهِ، فقالَ: "وَسَلَامًا" حَتَّى لَا تُؤْذِيهِ.
وَقالَ عَبْدُ اللهُ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، في الآيَةِ قالَ: "لَوْ لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ لَأَهْلَكَتْهُ بِبَرْدِهَا". أَخْرَجَهُ عَنْهُ الْفرْيَابِيُّ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ.
وَقالُوا: إِنَّمَا قالَ اللهُ ـ تَبَاركَتْ أَسْماؤُهُ "يا نَارُ كونِي بَرْدًا"، ثُمَّ قَالَ: "سَلامًا"، وَلَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى "بَرْدًا" إِظْهَارًا لِعَجِيبِ صُنْعِ الْقُدْرَةِ الإِلَهِيَّةِ، إِذْ صَيَّرَ النَّارَ بَرْدًا عَلى إِبْراهِيمَ يَتَنَازَعُهُ وَسَلامًا. وَهَذا أَشَدُّ مُبَالَغَةً فِي حُصُولِ نَفْعِهِمَا لَهُ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ.
أَمَّا مُدَّةُ مُكوثِ خَليلِ الرَّحْمَنِ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، في النَّارِ فَقَدِ اخْتَلَفَ فِيهَا العُلَماءُ فَقالَ التَّابِعِيُّ أَبو عَمْرِو الْمِنْهَالُ بْنْ عَمْرٍو الأسَديُّ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ: أُخْبِرْتُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ فَكَانَ فِيهَا إِمَّا خَمْسِينَ، وَإِمَّا أَرْبَعِينَ، قَالَ (أَيْ إبراهيمُ ) ـ عَلَيْهِ السَّلامُ: (مَا كُنْتُ أَيَّامًا وَلَيَالِيَ قَطُّ أَطْيَبَ عَيْشًا إِذْ كُنْتُ فِيهَا، وَدِدْتُ أَنَّ عَيْشِي وَحَيَاتِي كُلَّهَا مِثْلَ عَيْشِي إِذْ كُنْتُ فِيهَا)، أَخْرَجَهُ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ عَن شُعَيْبٍ الجِبائيِّ قَالَ: أُلْقِي إِبْرَاهِيمُ فِي النَّارِ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وَذُبِحَ إِسْحَقُ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ.
وَقَدْ أَوْضَحَ هَذَا الحَديثُ أَيْضًا كَيْفَ ترجَمَتِ النَّارُ أَمْرَ رَبِّها "وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ". وَهوَ ما أَكَّدَتْهُ أَحاديثُ أُخْرى كَقَوْلِ الضَّحَّاكِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فيمَا أَخْرَجَهُ عَنْهُ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ: يَذْكُرُونَ أَنَّ جِبْرِيلَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، كَانَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ فِي النَّارِ يَمْسَحُ عَنْهُ الْعَرَقَ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ أَحْسَنَ شَيْءٍ قَالَهُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ لَمَّا رَفَعَ عَنْهُ الطَّبَقَ وَهُوَ فِي النَّارِ، وَجَدَهُ يَرْشَحُ جَبينُهُ، فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: نِعْمَ الرَّبُّ رَبُّكَ يَا إِبْراهِيمُ.
قوْلُهُ تَعالى: {قُلْنَا} فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رَفْعِ مُتَحَرِّكٍ هو "نَا" المُعظِّمِ نَفْسَهُ ـ سُبْحانَهُ، و "نَا" التَّعظِيمِ هَذِهِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، والجُمْلَةُ الفعْلِيَّةُ هَذِهِ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {يَا نَارُ} يا: أَداةٌ لِنِداءِ البعيدِ، و "نارُ" مُنَادَى نَكِرَةٌ مَقْصُودَةٌ، مبنيٌّ على الضَمِّ في محلِّ النَّصْبِ على النِّداءِ، وَجُمْلَةُ النِّداءِ هَذِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ مَقُولَ القَوْلِ لِـ "قُلْنَا".
قولُهُ: {كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} كُوْنِي: فِعلُ أَمْرٍ ناقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ مِنْ آخِرِهِ لأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، والنَّونُ للوقايةِ، ويَاءُ المُتَكلِّمِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ اسْمُ "كان". و "بَرْدًا"، خَبَرُها مَنْصوبٌ بِها. و "وَسَلَامًا" الواوُ: حرفُ عَطْفٍ، و "سلامًا" مَعْطوفٌ عَلَى "بردًا" منصوبٌ مِثْلُهُ، وَجُمْلَةُ "كُونِي" جَوَابُ النِّداءِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرابِ. و "عَلَى" حرفُ جرِّ متعلِّقٌ بِصِفةٍ لـ "سَلَامًا"، و "إِبْرَاهِيمَ" مجرورٌ بحرفِ الجَرِ، وعلامةُ جَرِّهِ الفتحةُ نيابةً عَنِ الكَسْرةِ
   قوْلُهُ تَعالى: {قُلْنَا} فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رَفْعِ مُتَحَرِّكٍ هو "نَا" المُعظِّمِ نَفْسَهُ ـ سُبْحانَهُ، و "نَا" التَّعظِيمِ هَذِهِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، والجُمْلَةُ الفعْلِيَّةُ هَذِهِ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {يَا نَارُ} يا: أَداةٌ لِنِداءِ البعيدِ، و "نارُ" مُنَادَى نَكِرَةٌ مَقْصُودَةٌ، مبنيٌّ على الضَمِّ في محلِّ النَّصْبِ على النِّداءِ، وَجُمْلَةُ النِّداءِ هَذِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ مَقُولَ القَوْلِ لِـ "قُلْنَا".
قولُهُ: {كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} كُوْنِي: فِعلُ أَمْرٍ ناقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ النُّونِ مِنْ آخِرِهِ لأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، والنَّونُ للوقايةِ، ويَاءُ المُتَكلِّمِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ اسْمُ "كان". و "بَرْدًا"، خَبَرُها مَنْصوبٌ بِها. و "وَسَلَامًا" الواوُ: حرفُ عَطْفٍ، و "سلامًا" مَعْطوفٌ عَلَى "بردًا" مَنْصوبٌ مِثْلُهُ. وَجَوَّزَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَنْتَصِبَ عَلَى المَصَدرِ المَقْصُودِ بِهِ التَّحِيَّةُ فِي عُرْفًا. وَرُدَّ هَذَا بِأَنَّهُ لَوْ قُصِدَ ذَلِكَ لَكَانَ الرَّفْعُ فِيهِ أَوْلَى، نَحْوَ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ: {سَلاَمٌ} الآيةَ: 69، مِنْ سُورةِ هُودٍ. وهِذِا غِيْرُ لازمٍ؛ لِأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَأْتِيَ القُرْآنُ عَلَى الفَصِيحِ وَالأَفْصَحِ. وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ جَاءَ مَنْصُوبًا، والمَقْصُودُ بِهِ التَّحِيَّةُ، نَحْوَ قَوْلِ المَلَائِكَةِ: "قَالُواْ سَلاَمًا" الآيةَ: 69، مِنْ سورةِ هودٍ. و "عَلَى" حرفُ جرِّ متعلِّقٌ بِـ "سَلَامًا"، إنْ قُصِدِ بِهِ التَّحِيَّةُ، ويجوزُ أنْ يَتَعَلَّقَ بِمَحْذوفِ صِفةٍ لـ "سَلَامًا". وَعَلَى هذا فيُحْتمل أَنْ يكونَ قَدْ حَذَفَ صِفَةَ الأَوَّلِ لِدَلَالَةِ صِفةِ الثاني عَلَيْهِ، والتقديرُ: كُوني بَرْدًا عَلَيْهِ وَسَلامًا عَلَيْهِ. وَ "إِبْرَاهِيمَ" مجرورٌ بحرفِ الجَرِ، وعَلامةُ جَرِّهِ الفَتْحَةُ نِيَابَةً عَنِ الكَسْرَةِ لأَنَّهُ ممنوعٌ مِنَ الصَّرفِ بالعَلَمِيَّةِ والعُجْمةِ. وَجُمْلَةُ "كُونِي" جَوَابُ النِّداءِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرابِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 69
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 13
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 29
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 46
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 61
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 77

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: