بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ
(18)
قولُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ} أَيْ: بَلْ نَعْمِدُ إِلَى بَاطِلِكُمْ فَنَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَيْهِ كَرَاهِيَةً لَهُ. فَإنَّ اللهَ ـ سُبْحانَهُ، يُبْطِلُ الْبَاطِلَ بِالْحَقِّ بِأَنْ يُبَيِّنَ لِلنَّاسِ بُطْلَانَهُ عَلَى لِسَانِ المُرْسَلِينَ مِنْ عبادِهِ، وَيُوجِدَ فِي عُقُولهمْ إِدْراكًا يُمَيِّزونَ بِهِ بَيْنَ الحَقِّ والباطِلِ وَالصَّلَاحِ وَالْفَسَادِ، كَمَا يُسَلِّطَ بَعْضَ عِبَادِهِ المُحِقِّينَ عَلَى الْمُبْطِلِينَ مِنْ خَلْقِهِ لِاسْتِئْصَالِ الْبْاطِلِ وَمَحْوِهِ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ الصَّنْعانيُّ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالى: "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ" قَالَ: الْقُرْآنِ "عَلَى الْبَاطِلِ" قَالَ: اللَّبْسِ.
وَالْقَذْفُ، الرَّمْيُ بالحِجَارةِ أَوِ السَّهْمِ أَوْ غَيْرِهِ، وَيُقَالُ: القذْفُ بالحجارةِ، والحَذْفُ بالعَصَا، وَرَأَيْتُ القَوْمَ بينَ قاذِفٍ وحاذِفٍ، وَيُرَخَّمُونَ فَيَقُولُونَ: قَاذٍ وحاذٍ. وَيُسْتَعَارُ لِرَمْيِ المُحصناتِ بالسُّوءِ، فَقَذْفُ المُحْصَنَةِ مِنَ النِّساءِ رَمْيُها بِهِ، وحَقيقةُ القذْفِ رَمْيُ جِسْمٍ عَلَى جِسْمٍ. وَيُسْتَعارُ لِمَا يُبْطِلُ الشَّيْءَ وَيُزيلُ الباطِلَ كَمَا هُنَا لِأَنَّهُ مِثْلُ رَمْيِ الْجِسْمِ الْمُبْطَلِ بِشَيْءٍ يُتْلِفَهُ وَيُشَتِّتَهُ، وَيَأْتِي عَلَيْهِ.
قولُهُ: {فَيَدْمَغُهُ} يَدْمَغَهُ: أَيْ يُصِيبُ دِمَاغَهُ، وهو مِنْ قَوْلهِمْ دَمَغْتُ الرَّجُلَ، أَيْ: ضَرَبْتُهُ فِي دِمَاغِهِ، وَدَمَغَهُ دَمْغًا: شَجَّهُ حَتَّى بَلَغَتِ الشَّجَّةُ دِماغَهُ؛ كَقَوْلِهِمْ: رَأَسَهُ، إِذا ضَرَبَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَكَذَا: كَبَدَهُ، إِذَا أَصابَ كَبِدَهُ، وَبَطَنَهُ، ورَجَلَهُ وهَكَذا. والدِّماغُ هُوَ حَشْوُ الرَّأْسِ، و يُجْمَعُ عَلَى أَدْمِغَةٍ، وَدُمُغٍ. وَالدَّمْغُ أَيضًا: كَسْرُ الْجِسْمِ الصَّلْبِ الْأَجْوَفِ، وَهُوَ هُنَا تَرْشِيحٌ لِاسْتِعَارَةِ الْقَذْفِ وَذَلِكَ لِإِيرَادِ مَا يُبْطِلُ، وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ أَيْضًا حَيْثُ اسْتُعِيرَ الدَّمْغُ لِمَحْقِ الْبَاطِلِ وَإِزَالَتِهِ، كَمَا يُزِيلُ الْقَذْفُ الْجِسْمَ الْمَقْذُوفَ، فَالِاسْتِعَارَتَانِ هُمَا مِنِ اسْتِعَارَةِ الْمَحْسُوسِ لِلْمَعْقُولِ.
قولُهُ: {فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} يَدُلُّ حَرْفُ الْمُفَاجَأَةِ "إِذَا" عَلَى سُرْعَةِ مَحْقِ الْحَقِّ الْبَاطِلَ عِنْدَ وُرُودِهِ، لِأَنَّ لِلْحَقِّ صَوْلَةً، فَهُوَ سَرِيعُ الْمَفْعُولِ إِذَا وَرَدَ وَوَضُحَ. و "زاهِقٌ" هالكٌ، فقدَ أَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيُّ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "فَإِذا هُوَ زَاهِقٌ" أَيْ: هَالِكٌ. والزَّاهقُ أَيْضًا: الْمُنْفَلِتُ مِنْ مَوْضِعِهِ، يقالُ: زَهَقَ يَزْهِقُ زُهُوقًا مِنْ بابِ "ضَرَبَ"، وَزَهِقَ يَزْهَقُ مِنْ بابِ "سَمِعَ"، وَالْمَصْدَرُ الزُّهُوقُ. وَزَهَقَتْ نَفْسُهُ تَزْهَقُ زُهُوقًا، أَيْ خَرَجَتْ. قاَلَ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ التَّوْبَة: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} الآيةَ: 55، التحرير وَقَالَ مِنْ سُورةِ الإِسْراءِ: {إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقًا} الآيةَ: 81. وقدْ جاءَ في الحَديثِ عَنْ أَبِي الْفُرَافِصَةِ، كَانَ عِنْدَ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَمَرَ مُنَادِيَهُ: (أَنَّ النَّحْرَ فِي اللَّبَّةِ، وَالْحَلْقِ لِمَنْ نَدَّ، وَأَقِرُّوا الْأَنْفُسَ حَتَّى تَزْهَقَ). رَوَاهُ سُفيانُ الثَّوْرِيُّ فِي جامِعِهِ كَمَا ذكَرَ ابْنُ كثيرٍ في تَفْسيرِهَ: (3/22)، وَذكَرَهَ أَيضًا في مُسْنَدِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ: (1/335)، وأخْرِجَهُ البَيْهَقِيُّ فِي "السُّنَنِ الكُبْرَى": (9/278). وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ في "المُصَنَّفِ": (4/495)، وابْنُ أَبي شَيْبَةَ فِي "المُصَنَّفِ": (5/292 ـ 293).
وَزَهَقَ أَيْضًا: اكْتَنَزَ، وَسَمِنَ، وَالزَّاهِقُ مِنَ الدَّوابِّ: السَّمِينُ المُمِخُّ، قَالَ زُهيرُ بْنُ أَبي سُلْمَى:
القائِدُ الخَيْلَ مَنْكُوبًا دَوَابِرُهَا ......... مِنْهَا الشَّنُونُ وَمِنْهَا الزَّاهِقُ الزَّهِمُ
قوْلُهُ: {وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} أَيْ: وَلَكمْ الوَيْلُ يَا مَعْشَرَ الكُفَّارِ مِنْ كَذِبِكُمْ وَوَصْفِكُمُ اللهَ مَوْلاكُمْ بِمَا لَا يَجُوزُ في حَقِّهِ ـ تَبَارَكَ وتَعَالَى. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما: يُريدُ (بالوَيْلِ) وَادِيًا فِي جَهَنَّمَ. وَأَخْرَجَ هَنَّادُ فِي (الزُّهْدِ)، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حاتمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، قالَ: وَيْلٌ سَيْلٌ مِنْ صَديدٍ فَي أَصْلِ جَهَنَّمَ.
وَ "تَصِفونَ" تَنْسِبُونَ إِلَى رَبِّكمْ ما لا يَلِيقُ بذاتِهِ العَلِيَّةِ مِنَ الصِّفاتِ. قَالَ مُجاهِدٌ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "مِمَّا تَصِفُونَ" مِمَّا تَكْذِبُونَ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى مِنْ سورةِ الأَنْعامِ: {سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ} الآيةَ: 139. وقالَ أَبُو إِسْحَاقٍ الزَّجَّاجُ: أَي: مِمَّا تَكْذِبونَ فِي وَصْفِكُمُ اللهَ بِأَنَّ لَهُ وَلَدًا. "مَعَانِي القُرْآنِ وإعرابُهُ" لهُ: (3/387). وَقَالَ الحَسَنُ البَصْريُّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فِي هَذِهِ الآيَةِ: هِيَ وَاللهِ لِكُلِّ وَصْفٍ كَذِبٍ إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ. رَوَاهُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ فِي "مُصَنَّفِهِ": (13/ 506 ـ 507)، وَأَخْرجَهُ أَيْضًا: عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي (الْبَعْثُ والنُّشورُ). وكُلُّ مَنْ وَصَفَ مَوْلانا ـ تباركتْ أَسْماؤُهُ، بِمَا لَا يَلِيقُ كَذِبًا عَلَى اللهِ سَوَاءً أَكانَ فِي صِفَاتِهِ أمْ في أَحْكامِهِ، فَهُوَ مِشْمُولٌ بِهَذِهِ الآيَةِ الكريمةِ المُباركةِ، واللهُ أَعْلَمُ.
قولُهُ تَعَالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ} بَلْ: حَرْف إِضْرَابٍ وَإِبْطَالٍ وَارْتِقَاءٍ. و "نَقْذِفُ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وَفاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ (نحنُ) يَعُودُ عَلَى اللهِ تَعَالَى. و "بِالْحَقِّ" الباءُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "نَقْذِفُ"، و "الحَقِّ" مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ، وَ "عَلَى" حرفُ جَرٍّ مُتَعلِّقٌ بِحالٍ مِنَ "الحَقِّ" أَيْ: حَالَ كَوْنِهِ مُسْتَعْلِيًا عَلَى الباطِلِ، و "الْبَاطِلِ" مَجْرُورٌ بحرفِ الجَرِّ، وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.
قَوْلُهُ: {فَيَدْمَغُهُ} الفاءُ: حرفٌ للعَطْفِ. و "يَدْمَغُهُ" فِعْلٌ مُضارعٌ مَرْفوعٌ لتَجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وَفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلَى الحَقِّ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ بالمَفْعُولِيَّةِ، وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ مَعْطُوفَةٌ عَلى جُمْلَةِ "نَقْذِفُ" عَلَى كونِها مُسْتَأْنَفَةً لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} فَإِذَا: الفاءُ: عَاطِفَةٌ أَيْضًا. و "إِذَا" الفُجَائِيَّةُ. و "هُوَ" ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبنيٌّ على الفتْحِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالابْتِداءِ، و "زَاهِقٌ" خَبَرُهُ مَرْفوعٌ، وَهذِهِ الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ "يَدْمَغُهُ" عَلَى كونِها معطوفةً عَلَى جُمْلَةٍ مُسْتَأْنَفَةٍ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعرابِ. وَهُوَ
عَطْفُ جُمْلَةٍ اسْمِيَّةٍ عَلَى جملةٍ فِعْلِيَّةٍ.
قولُهُ: {وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا} الواوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ. و "لَكُمْ" اللامُ حرفُ جَرٍّ مُتَعلِّقٌ بِخَبَرٍ مُقَدَّمٍ، وكافُ الخطابِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إلَيْهِ، والميمُ علامةُ الجَمعِ المُذَكَّرِ. و "الْوَيْلُ" مَؤفوعٌ بالابْتِداءِ مُؤَخَّرٌ، و "مِمَّا" مِنْ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِالاسْتِقْرَارِ الذي تَعَلَّقَ بِهِ الخَبَرُ، أَيْ اسْتَقَرَّ لَكُمُ الوَيْلُ مِنْ كُلِّ مَا "تَصِفُونَ"، وَ "مِنْ" تَعْلِيلِيَّةٌ. وَهَذَا الوَجْهُ وَجِيهٌ، وَيَجوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِمَحْذوفٍ، ويجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بِحَالٍ مِنَ الوَيْلِ، وَقَدْ قَدَّرَهُ أَبو البقاءِ العُكْبُريُّ: الوَيْلُ وَاقِعًا مِمَّا تَصِفونَ. وَ "ما" مَوْصُولَةٌ، أَوْ نَكِرَةٌ مَوصوفةٌ، أَوْ مَصْدَريَّةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى السُّكونِ في محلِّ الجَرَّ بحرفِ الجَرِّ، وَهَذِهِ الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ جُمْلَةٌ مَسْتَأْنَفَةٌ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
قَوْلُهُ: {تَصِفُونَ} فِعْلٌ مُضارعٌ مَرْفُوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ والجازِمِ، وَعَلامَةُ رَفْعِهِ ثَبَاتُ النُّونِ في آخِرِهِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعالِ الخَمْسَةِ، وَوَاوُ الجَمَاعَةِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنيٌّ عَلى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ إِمَّا صِلَةُ لِـ "مَا" المَوْصُولَةِ، فَلَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ، وَالعَائِدُ أَوْ الرابطُ مَحْذُوفٌ، وَالتَّقْديرُ: تَصِفُونَهُ، أَوْ هِيَ صِفَةٌ لَهَا في مَحَلِّ الجَرِّ إِنْ كانتْ نَكِرَةً مَوْصُوفَةً، أَوِ هِيَ صِلَةُ "مَا" المَصْدَرِيَّةِ فَلَا عَائِدَ لَهَا عِنْدَ الجُمْهُورِ.
قرَأَ العامَّةُ: {فَيَدْمَغُهُ} بِرَفْعِ الغَيْنِ عَلَى أَنَّهُ نَسَقٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ.
وَقَرَأَ عِيسَى بْنُ عُمَرَ بِنَصْبِهَا. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَهُوَ فَي ضَعْفِ قولِ الشَّاعِرُ المُغيرَةُ بْنُ حنينٍ الحَنْظَلِيِّ:
سأَتْركُ مَنْزلي لِبَني تَمِيمٍ ..................... وأَلْحَقُ بِالحِجازِ فَأَسْتَريحَا
وقرِئَ شاذًّا "فيَدْمُغُه" بِضَمِّ المِيمِ، وَهِيَ مُحْتَمِلَةٌ لِأَنْ يَكونَ في المُضارِعِ لُغَتَانِ: "يَفْعَلُ" و "يَفْعُل"، وَأَنْ يَكونَ الأَصْلُ الفَتْحَ، والضَّمَّةُ للإِتْباعِ في حَرْفِ الحَلْقِ.