روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 57

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 57 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 57 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 57   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 57 I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 17, 2020 6:42 am

فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ
(58)
قولُهُ ـ تَعالى شَأْنُهُ: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا} لَقَدِ انْتَقَلَ سيِّدُنا إِبْرَاهِيمُ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَامُ، مِنْ تَغْيِيرِ الْمُنْكَرِ بِلِسانِهِ إِلَى تَغْيِيرِهِ بِيَدِهِ، "فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا" أَيْ: جَعَلَهُمْ قِطَعًا مُحَطَّمةً مُقطَّعَةً مُتَنَاثرةً.
و "جُذاذًا": مِنَ الجَذِّ، وَهُوَ القَطْعُ، وَكَسْرُ الجِسْمِ الصُّلْبِ، تَقُولُ: جَذَذْتُ الْشَّيْءَ إِذا كَسَرْتَهُ وَقَطَعْتَهُ. وَالْجُذَاذُ ـ بالضَمِّ، وَهُوَ الأَفْصَحُ، والجِذَاذُ ـ بالكَسْرِ: هُوَ مَا كُسِرَ مِنَ الشَّيْءِ، أَوْ قُطِّعَ، وَعَلَيْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ جَريرِ بْنِ عَطِيَّةَ:
بَنُو المُهَلَّبِ جَذَّ اللهُ دَابِرَهُمْ ........... أَمْسَوْا رَمادًا فَلَا أَصْلٌ وَلَا طَرَفُ
فَقَوْلُهُ: جَذَّ اللهُ دَابِرَهم، مَعْنَاهُ: قَطَعَ اللهُ دابرَهُم.
وَقَالَ قُطْرُب وهوَ أَبُو عَليٍّ مُحَمَّدُ بْنُ المُسْتَنيرِ: هِيَ فِي لُغَاتِهَا كُلِّهَا مَصْدَرٌ فَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ.
وَالظَّاهِرُ أَنَّ المَضْمُومَ أَيْ: "الجُذاذ" اسْمٌ للشَّيْءِ المُكَسَّرِ، بِمَعْنَى: المُكَسَّرِ والمُحَطَّمِ والمَفَتَّتِ، كالحُطَامِ، والرُّفاتِ، والفُتَاتِ.
وَقَالَ اليَزيدِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ، يَحْيَى بِنُ المُبَارَكِ بْنِ المُغِيرَةِ العَدَوِيِّ، أحدُ كِبَارِ عُلَماءِ العَرَبِيَّةِ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ: المَضْمُومُ جَمْعُ جُذاذَةٍ ـ بِالضَّمِّ، نَحْوَ: "زُجَاجٍ"، في "زُجَاجَةٍ"، والمَكْسُورُ جَمْعُ "جَذيذ"، نَحْوَ: "كِرامٍ" فِي "كريم".
وَقالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ الفَهْمِيّ: الجُذَاذُ: قِطَعُ مَا كُسِرَ، الواحِدَةُ جُذاذَةٌ. والجَذَاذُ بالفتْحِ: فَصْلُ الشَّيْءِ عَنِ الشَّيْءِ، كالجَذَاذَةِ بالهاءِ. الجُذَاذ بالضمِّ: حِجَارَةُ الذَّهَبِ لأَنها تُكَسَّر وتُسْحَلُ، وَقِطَعُ الفِضَّةِ الصِّغَارُ. والجُذَاذَاتُ: هيَ القُرَاضَاتُ، وَجُذَاذاتُ الفِضَّةِ: قِطَعُها.
وقَالَ بَعْضُهُم: المَفْتُوحُ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى المَفْعُولِ، أَيْ: مَجْذوذينَ. وَعليْهِ فيَجُوزُ أَنْ يَكونَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ، أَيْ: ذَوَاتَ جُذاذٍ. وَقِيلَ: المَضْمُومُ جَمْعُ جُذَاذَةٍ بِالضَّمِّ، وَالمَكْسورُ جَمْعُ جِذَاذَةٍ بالكَسْرِ، والمَفْتُوحُ (الجَذُّ) هوُ المَصْدَرُ.
قولُهُ: {إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ} لَقَدْ كَسَّرَ إبْراهِيمُ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، جميعَ الأصْنامِ الَّتِي أكانَتْ في المَعْبَدِ وَتَرَكَ الكبيرَ منها لمْ يكسِرْهُ لأَمْرٍ أَرَادَهُ، وَحِكْمَةٍ سَنَرَاهَا في الآيَةِ التي بعدَها، وهيَ أَنْ يَجْعَلَ قومَهُ يقرُّونَ بأنْفُسِهِمْ أَنَّ هذِهِ الأَصْنَامُ لا تَسْمَعُ ولا تَتَكَلَّمُ، ولا تَسْتَطِيعُ دفعَ الضُّرِّ عَنْ نفسِها، فكَيْفَ تَدْفعُهُ عَنْهمْ، وهوَ السَّبَبُ الذي يحملُهمْ على عبادتها.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودْ ـ رضِيَ اللهُ ـ تَعَالَى، عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ قَوْمُ إِبْرَاهِيمَ إِلَى عِيدِهِمْ مَرُّوا عَلَيْهِ، فَقَالُوا: يَا إِبْرَاهِيمُ أَلَا تَخْرُجُ مَعَنَا قَالَ: إِنِّي سَقِيمٌ، وَقَدْ كَانَ بالْأَمْسِ قَالَ: {وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرينَ} فَسَمِعَهُ نَاسٌ مِنْهُمْ، فَلَمَّا خَرجُوا انْطَلَقَ إِلَى أَهْلِهِ، فَأَخَذَ طَعَامًا ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِم، فَقَالَ: {أَلَا تَأْكُلُونَ فَكَسَرَهَا إِلَّا كَبِيرَهُمْ، ثمَّ رَبَطَ فِي يَدِهِ الَّذِي كَسَرَ بِهِ آلِهَتَهُمْ، فَلَمَّا رَجَعَ الْقَوْمُ مِنْ عِيدِهِمْ، دَخَلُوا فَإِذَا هُمْ بِآلِهتِهمْ قَدْ كُسَّرَتْ، وَإِذا كَبِيرُهمْ فِي يَدِهِ الَّذِي كُسِّرَ بِهِ الْأَصْنَامُ، قَالُوا: مَنْ فَعَل هَذَا بآلِهَتِنَا؟ فَقَالَ الَّذينَ سمعُوا إِبْرَاهِيمَ حينَ قَالَ: {وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ. فَجَادَلَهُمْ عِنْدَ ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَعبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رضِيَ اللهُ عنْهُ، فِي قَوْلِهِ ـ تَعَالى: {وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ}، قَالَ: قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ حِينَ اسْتَتْبَعَهُ قوْمُهُ إِلَى عِيدِهِمْ فَأَبَى وَقَالَ: إِنِّي سَقِيمٌ. فَسَمِعَ مِنْهُ وَعِيدَهُ أَصْنَامَهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمُ اسْتَأْخَرَ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ: {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ}، وَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ الفَأْسَ الَّتِي أَهْلَكَ بِهَا أَصْنَامَهُمْ مُسْنَدَةً إِلَى صَدْرِ كَبِيرِهمْ الَّذِي تُرِكَ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ ـ رضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ أَبَا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ كَانَ يعْمَلُ هَذِهِ الْأَصْنَامَ، ثُمَّ يَشُكُّها فِي حَبْلٍ، وَيَحْمِلُ إِبْرَاهِيمُ عَلَى عُنُقِهِ، وَيَدْفَعُ إِلَيْهِ الْمَشْكُوكَ يَدُورُ يَبِيعُهَا، فجَاءَ رَجُلٌ يَشْتَرِي، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: مَا تَصْنَعُ بِهَذَا حِينَ تَشْتَريهِ؟ قَالَ الرَّجُلُ: أَسْجُدُ لَهُ. قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم: أَنْتَ شَيْخٌ، تَسْجُدُ لهَذَا الصَّغِيرِ؟ إِنَّمَا يَنْبَغِي للصَّغِيرِ أَنْ يَسْجُدَ لِلكَبيرِ. فَعِنْدَهَا قَالُوا: {سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ، يُقَالُ لَهُ: إِبْرَاهِيمُ}.
قوْلُهُ: {لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ} أَيْ: لَعَلَّ قومَهُ إِذا رَجَعُوا، ورَأَوْا أصنامهُمْ قدْ صارتْ جُذاذًا يَرْجِعُونَ إلى كبيرِ الأَصْنامِ هَذَا فيسْأَلونَهُ، ليعرِفوا منْهُ ما حَدَثَ لأَصْنامِهِمْ، ومَنِ الذي فعلَ بها ذلكَ، وهوَ ما سوفَ يُوَجِّهُهُم إِلَيْهِ حينَها، لِيُوقِظَهُمْ مِنَ الوهْمِ الذي هُمْ فيهِ، ولِيَجعلهُمْ يُقِيمونَ الحُجَّةَ على أَنْفُسِهِمْ بأَنفسِهِم، كما سَنَرَى في التالي مِنَ الآياتِ الكريماتِ المُبارَكاتِ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ ـ رضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ ـ تَعَالَى: {وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بعدَ أنْ تولُّوا مُدْبِرينَ}، قَالَ: تَرَى أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ لَا يَسْمَعُونَ. وَ "فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا"، قَالَ: قِطَعًا. وَ "إِلَّا كَبِيرًا لَهُم" يَقُولُ: إِلَّا كَبِيرَ آلِهَتِهِمْ وَأَنْفَسَهَا وَأَعْظَمَهَا فِي أَنْفُسِهِمْ. وَ "لَعَلَّهُم إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ" قَالَ: كَايَدَهُمْ بِذَلِكَ لَعَلَّهُم يَتَذَكَرونَ، أَوْ لعَلَّهُمْ يُبْصِرُونَ الحَقِيقَةَ.
قوْلُهُ تَعَالَى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ} الفاءُ: هِيَ الفَصِيحَةُ؛ أَفْصَحَتْ عَنِ جَوَابِ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ بِـ: إِذَا عَرَفْتَ مَا قَالَ إِبْراهيمُ لَهُمْ، وَأَرَدْتَ بَيَانَ مَا فَعَلَهُ بِالأَصْنَامِ، فَأَقُولُ لَكَ: جَعَلَ إِبْراهيمُ الأَصْنَامَ جُذَاذًا. وَ "جَعَلَ" فِعْلٌ مَاضٍ، مَبْنِيٌّ على الفَتْحِ، وَفاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ فِيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلى سيِّدِنا إِبْراهِيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ. والهاءُ: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَفْعُولُهُ الأَوَّلُ. وَ "جُذَاذًا" مَفْعولُهُ الثاني مَنْصوبٌ بِهِ. وَ "إِلَّا" أَدَاةُ اسْتِثْنَاءٍ. وَ "كَبِيرًا" مَنْصُوبٌ عَلَى الاسْتِثْنَاءِ مِنْ ضَمِيرِ المفُعولِ بِهِ فِي قولِهِ: "جَعَلَهُمْ"، و "إلَّا" أَداةُ اسْتِثْنَاءٍ، و "كبيرًا" مَنْصُوبٌ على الاسْتِثناءِ مِنْ ضَميرِ المَنْصُوبِ عَلَى المَفْعُولِيَّةِ فِي قَوْلِهِ: "فَجَعَلَهَمْ"، أَيْ: لَمْ يَكْسِرْهُ، بَلْ تَرَكَهُ لِغَايَةٍ في نَفْسِهِ. وَ "لهم" اللامُ حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِصِفَةٍ لِـ "كبيرًا"، ويجوزُ أَنْ يَعُودَ هَذا الضَّميرُ عَلَى الأَصْنَامِ، فيكونُ أَتَى بِـ "هُمْ" وَهُوَ ضَميرُ العُقَلاءِ مَعَامَلَةً لِلْأَصْنَامِ مُعَامَلَةَ العُقَلَاءِ، حَيْثُ اعْتَقَدُوا فِيهَا ذَلِكَ.كما يجوزُ أَنْ يَعُودَ عَلَى العُقَلاءِ أَيْ: عَلَى قومِهِ، والهاءُ: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بِحَرْفِ الجَرِّ، والمِيمُ عَلامَةُ الجَمْعِ المُذكَّرِ. والجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ مَقُولٌ لِجَوابِ "إِذَا" المُقَدَّرَةِ، وَجُمْلَةُ "إذا" المُقَدَّرَةِ، مُسْتَأْنَفَةٌ اسْتِئْنافًا بَيَانِيًا لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ} لَعَلَّهُمْ: حَرْفٌ نَاصِبٌ، ناسِخٌ، مُشَبَّهٌ بالفِعْلِ، للتَّرَجِّي، وَالهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ اسْمُهُ، والميمُ للجَمعِ المُذكَّرِ. و "إِلَيْهِ" حرْفُ جرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِالخَبَرِ "يَرْجِعُونَ"، وَالهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بحرْفِ الجَرِّ. وَيَجُوزُ أَنْ يَعُودَ الضميرُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ ـ عليْهِ السَّلامُ، أَيْ: يَرْجِعُونَ إِلَى مَقَالَتِهِ حِينَ يُظْهِرُ لَهُمُ الحَقُّ، وَيَجُوزُ أَنْ يَعودَ عَلَى "كَبِيرًا"، وَبِكُلٍ قِيلَ. وَ "يَرْجِعُونَ" فِعْلٌ مُضارعٌ مَرْفُوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ والجازِمِ، وَعَلامَةُ رَفْعِهِ ثَبَاتُ النُّونِ في آخِرِهِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعالِ الخَمْسَةِ، وَوَاوُ الجَمَاعَةِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنيٌّ عَلى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ فاعِلُهُ. والجُمْلَةُ الفعلِيَّةُ هَذِهِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ عَلَى كونِها خَبَرًا لِـ "لَعَلَّ"، وُجُمْلَةُ "لَعَلَّ" مِنِ اسْمِها وخبرِها، فِي مَحَلِّ الجَرِّ بِلَامِ التَّعْلِيلِ المُقَدَّرَةِ، مَسُوقَةٌ لِتَعْلِيلِ الاسْتِثْنَاءِ.
قَرَأَ العامَّةُ: {جُذاذًا} بِضَمِّ الجِيمِ. وقرَأَ الكِسَائيُّ بِكَسْرِهَا، وقرأَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو نُهَيْكٍ وَأَبُو السَّمَّالِ ـ رَضِيَ اللهُ عنهم جميعًا، بِفَتْحِهَا.  وَقَرَأَ يَحْيَى ابْنُ وَثَّابٍ: "جُذُذًا" بِضَمَّتَيْنِ دُونَ أَلِفٍ بَيْنَ الذَّالَيْنِ، وَهُوَ جَمْعُ "جَذِيذٍ" كَ "قَلِيبٍ" و "قُلُبٍ". وَقُرِئَ بِضَمِّ الجَيمِ وَفتْحِ الذَّالِ، وفي هذِهِ القراءةِ وَجْهَانِ، أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ أَصْلُهَا ضَمَّتَيْنِ، وَإِنَّمَا خُفِّفَ بإِبْدالِ الضَّمَّةِ فَتْحَةً نَحْوَ جَمْعِ: "سَريرٍ" عَلَى "سُرَرٍ"، وَ "ذَليلٍ" على "ذُلَلٍ"، وَهِيَ لُغَةٌ لِبَنِي كَلْب.
والثاني: أَنَّهُ جَمْعُ "جُذَّةٍ" نَحْوَ: "فُتَتٍ" فِي "فُتَّةٍ"، وَ "دُرَرٍ" في "دُرَّةٍ"، واللهُ أَعْلمُ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 57
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 4
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 20
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 36
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 52
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (الأنبياء) الآية: 68

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: