روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 130

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 130 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 130 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 130   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 130 I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 02, 2020 10:26 pm

فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى
(130)
قولُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} أَمَرٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ ـ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ، بِالصَّبْرِ عَلَى أَذَى المُشْرِكينَ وَاحْتِمَالِ مَا يَصْدُرُ عَنْهُم مِنْ سُوءِ أَخْلَاقِهِمْ، وقبيحِ قَوْلِهِمْ، فَقَدْ كَانُوا يَقُولُونَ أَشْيَاءَ مُسيئَةً لَهُ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، كوصْفِهِمْ إِيَّاهُ بالكَذِبِ اللهِ تَعَالَى تارةً وَالافْتِراءِ عَلَيْهِ، وأَخُرَى بالجُنُونِ، أَوْ يَقُلونَ هُوَ شَاعِرٌ، ويُعلِّمُهُ كاهنٌ، إلى آخِرِ ما هنالك مِنْ ألفاظٍ مسيئةٍ. فَأَمَرَهُ تَعَالَى بِالصَّبْرِ عَلَى ما يَقُولونَ وَأَمَرَهُ بتَسبِيحِ اللهِ تَعَالى  وحَمْدِهِ.
قولُهُ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} هذِهِ الجُملةُ هِيَ فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ عَلَى الْحَالِ مِنَ الضَّميرِ في "فَاصْبِرْ" العائدِ إِلَيْهِ ـ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، أَيْ وَأَنْتَ حَامِدٌ لِرَبِّكَ ـ جَلَّ جَلالُهُ، شاكرٌ لفَضْلِهِ. وَالْبَاءُ فِي قَوْلِهِ "بِحَمْدِ رَبِّكَ" لِلْمُلَابَسَةِ، أَيْ: مُلَابَسَةِ الْفَاعِلِ لِفِعْلِهِ، والمَعْنَى: سَبِّحْ رَبَّكَ في هَذِهِ الأَوْقاتِ المُبيَّنةِ أَعْلاهُ حَامِدًا لِهُ، فَمَوْقِعُ الْمَجْرُورِ مَوْقِعُ الْحَالِ.
وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذا الأَمَرَ بِالتَّسْبِيحِ مَقْرُونًا بِالْحَمْدِ، مُرادٌ بِهِ اللَّفْظُ، أَيْ: قُلْ سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ.
ويَجوزُ أَنْ يكونَ المُرادَ بهِ الْمَعْنَى، أَيْ التَّنْزِيهُ لَهُ تَعَالَى واعْتِقادُ الكَمَالِ المُطْلَقِ لَهُ فِي كُلِّ صِفاتِهِ وأَفْعَالِهِ وَأَسْمَائِهِ، وَالتَّبْرِئَةِ مِنَ صِفَاتِ النَّقْصِ وَالسُّوءِ، مَعَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ بِالْجَمِيلِ وَالتَّنْزِيهِ وَالْإِجْلَالِ. أَيْ: اشْغَلَ بِتسبيحِ اللهِ وتَنْزِيهِهِ فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ التَّي خصَّها بالذِّكْر ـ سُبْحانَهُ وَتَعَالَى.
وْقدْ يَكونُ ذِكْرُ هَذِهِ الأَوْقاتِ مِنَ الْمَجَازُ، فَيَكُونُ الْمُرَادُ الصَّلَاةَ، فَـ "قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ": يَعْنِي صَلَاةَ الصُّبْحِ، وَ "قَبْلَ غُرُوبِهَا": يعني صَلَاةَ الْعَصْرِ، وَ "مِنْ آناءِ اللَّيْلِ": يَعْنِي صَلاتيْ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، وَالمُرادُ بِـ "أَطْرافَ النَّهارِ" صلاةُ الظُّهْرِ.
وَقَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: وَيَحْتَمِلُ اللَّفْظُ أَنْ يُرَادَ قَوْلُ: (سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ) مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الصُّبْحِ إِلَى رَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَقَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، لِقَولِهِ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلَامُ: ((مَنْ سَبَّحَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ سَبْعِينَ تَسْبِيحَةً غَرَبَتْ بِذُنُوبِهِ)). وفي روايةٍ: ((غُفٍرَ لَهُ سائرُ عَمَلِهِ)). أَخْرَجَهُ الدَيْلَمِيُّ: (3/523، برقم: 5634)، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيْمِ بنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ القُشَيْرِي البَصْرِيِّ، عَنْ جَدِّهِ مُعاويةَ بْنِ حَيْدَةَ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، عنْ سيِّدِنا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: "وَقَبْلَ غُرُوبِها" يَعْنِي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، لِأَنَّهُمَا وَاقِعَتَانِ فِي النِّصْفِ الْأَخِيرِ مِنَ النَّهَارِ، بَيْنَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَغُرُوبِهَا، وَتَعَمُّدُ "آناءِ اللَّيْلِ وَأَطْرافَ النَّهارِ مُخْتَصًّا لَهَا بِصَلَاتِكَ، وَذَلِكَ أَنَّ أَفْضَلَ الذِّكْرِ مَا كَانَ بِاللَّيْلِ لِاجْتِمَاعِ الْقَلْبِ وَهُدُوءِ الرِّجْلِ وَالْخُلُوِّ بِالرَّبِّ. قَالَ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ الزُّمَر: {أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ} الْآيَة: 9، وَقَالَ مِنْ سُورَةِ المُزَّمِّلِ: {إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ} الآيةَ: 6. وَلِأَنَّ اللَّيْلَ وَقْتُ السُّكُونِ وَالرَّاحَةِ فَإِذَا صُرِفَ إِلَى الْعِبَادَةِ كَانَتْ عَلَى النَّفْسِ أَشَدَّ وَأَشَقَّ وَلِلْبَدَنِ أَتْعَبَ وَأَنْصَبَ، فَكَانَتْ أَدْخَلَ فِي مَعْنَى التَّكْلِيفِ وَأَفْضَلَ عِنْدَ اللهِ وَقَدْ تَنَاوَلَ التَّسْبِيحُ فِي آناءِ اللَّيْلِ صَلاةَ العَتْمَةَ وَفي أَطْرافَ النَّهارِ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ وَصَلَاةَ الْفَجْرِ عَلَى التَّكْرَارِ إِرَادَةَ الِاخْتِصَاصِ كَمَا اخْتَصَّتْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مِنْ سُورةِ البقرةِ: {حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى} الآيةَ: 238، عِنْدَ بَعْضِ الْمُفَسِّرِينَ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالى: "وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا" قَالَ: كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ.
وَأَخْرَجَ الأئمَّةُ: أَحْمَدُ، وَالْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَةَ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَابْنُ حِبَّان، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، عَنْ جَريرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّكُم سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ، لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فافْعَلُوا)). ثُمَّ قَرَأَ ـ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا".
وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ في تفسيرِهِ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَعَبْدُ ابْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُما، فِي قَوْلِهِ ـ جَلَّ وَعَلَا: "وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا". قَالَ: هِيَ الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ" قَالَ: هِيَ صَلَاة الْفَجْرَ، "وَقَبْلَ غُرُوبِهَا" قَالَ: صَلَاةُ الْعَصْرِ، "وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ" قَالَ: صَلَاةُ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، "وَأَطْرافَ النَّهَارِ" قَالَ: صَلَاةُ الظُّهْرِ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، عَن عِمَارَةَ بْنِ رُومِيَّةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ((لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا)).
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، عَنْ جَريرِ بْنِ عبدِ اللهِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالى: "وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا" قَالَ: "قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ" صَلَاةُ الصُّبْحِ، "وَقَبْلَ غُرُوبِهَا" صَلَاةُ الْعَصْرِ.
وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ عَنْ فُضَالَةَ بْنِ وَهْبٍ اللَّيْثِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ: ((حَافِظْ عَلَى العَصْرَيْنِ)). قُلْتُ: وَمَا العَصْرَانِ؟. قَالَ: ((صَلَاةُ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا)).
وَوَجْهُ الِاهْتِمَامِ بِآنَاءِ اللَّيْلِ أَنَّ اللَّيْلَ وَقْتٌ تَمِيلُ فِيهِ النُّفُوسُ إِلَى الدَّعَةِ فَيُخْشَى أَنْ تَتَسَاهَلَ فِي أَدَاءِ الصَّلَاةِ فِيهِ.
قولُهُ: {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ} آنَاءِ اللَّيْلِ: جَمْعُ "أَنَاء" بِالْفَتْحِ والمَدِّ، أَوْ "إِنَى" بالكَسْرِ وَالقَصْرِ، أَيْ وَمِنْ سَاعَاتِ اللَّيْلِ. وَقِيلَ الـ "إِنَى": النَّهَارُ كُلُّهُ، وَالجَمْعُ آنَاءٌ. وَ "أَنَى" الشَّيْءُ، يَأْني أُنِيًّا: إِذَا تَأَخَّرَ عَنْ وَقْتِهِ، وَأَنَى يَأْنِي، وَيَأْنَى أَنْيًا، فهوَ أَنِيٌّ: إِذَا رَفَقَ، والأَنْيُ، وَالإِنْيُ: الوَهْنُ أَوِ السَّاعَةُ مِنَ اللَّيْلِ. وقالَ أبو إسْحاقٍ الزَّجَّاجُ: "آنَاءُ اللَّيْلِ" ساعاتُهُ، وَاحِدُهَا "إِنْيٌ" مِثْلُ: "نِحْيٍ" وَ "أَنْحَاءٍ"، أَوْ مِنْ "إِنًى" مِثْلُ: "مِعًى" و "أَمْعاء".
قولُهُ: {فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} فَسَبِّحْ: فعلُ أَمْرٍ أُدْخِلَتِ عَلَيْهِ الفاءُ لِأَنَّهُ لَمَّا قُدِّمَ الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ بقولِهِ: "مِنْ آناءِ" عَلَى التَّسْبيحِ لِلِاهْتِمَامِ بِهِ، شَابَهَ تَقْدِيمَ أَسْمَاءِ الشَّرْطِ الْمُفِيدَةِ مَعْنَى الزَّمَانِ، فَعُومِلَ هَذا الْفِعْلُ مُعَامَلَةَ جَوَابِ الشَّرْطِ، كَمَا هوَ في قَوْلُهُ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ الْإِسْرَاءِ: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يبعَثَكَ رَبُّكَ مقامًا محمودًا} الآيةَ: 79. وَكَما في قَوْلِهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِمَنْ جاءَ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الجِهَادِ، فَقَالَ لَهُ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: ((أَحَيٌّ وَالِدَكَ"؟. قَالَ: نَعَم. قَالَ: ((فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ)). أَخرجَهُ الأَئمَّةُ ـ رحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى: أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ: (6544)، وَالبُخَارِي في صَحِيحِهِ: (برقم: 3004)، ومُسْلِمٌ في صحيحِهِ: (2549)، والتِّرْمِذِيُّ: (برقم: 1766)، والنَّسائِيُّ: (برقم: 3103)، وابْنُ حِبَّان في صَحيحِهِ: (برقم: 318)، وغيرُهُمْ، مِنْ حديثِ عبدِ اللهِ ابْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما.
وَقَالَ اللهُ ـ تَعَالَى هُنَا في هَذِهِ الآيةِ الكَريمَةِ: "وَأَطْرافَ النَّهَارِ"، وَهُمَا طَرَفانِ، وَقَالَ فِي الآيةِ: 114، مِنْ سُورةِ هُودٍ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ}، فَقيلَ: هُوَ مِنْ وَضْعِ الجَمْعِ مَوْضِعَ التَّثْنِيَةِ، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى حَقيقَتِهِ. والمُرَادُ بِالأَطْرافِ: السَّاعاتُ. وكُلُّ جُزْأَيْنِ أُضِيفَا إِلَى كِلَيْهِمَا لَفْظًا أَوْ تَقْديرًا، وَكَانَا مُفْرَدَيْنِ مِنْ صَاحِبَيْهِمَا جازَ فِيهِمَا ثَلاثَةُ أَوْجُهٍ: نَحْوُ قولِكَ: قَطَعْتُ رُؤُوسَ الكَبْشَيْنِ، وَرَأْسَ الكَبْشَيْنِ، وَرَأْسَيِ الكَبْشَين. وَالأَحْسَنُ: الجَمْعُ، وَيَلِيهِ الإِفْرَادُ، وَيَلِيهِ التَّثْنِيةُ ـ عِنْدَ بعضِهِم، وعندَ آخَرينَ: الأَحْسَنُ الجَمْعُ، ثُمَّ التَّثْنِيَةُ، ثُمَّ الإِفْرَادُ، وَمِثُلُ هَذَا في كلامِ العَربِ كَثِيرٌ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ خُطامٍ المُجاشِعِيِّ:
ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرَّتَيْنِ .................. ظَهْرَاهُمَا مِثْلُ ظُهُورِ التِّرْسَيْنِ
فقد جَاءَتِ التَّثْنِيَةُ عَلَى الْأَصْلِ، وَالْجَمْعُ لَا مِنَ اللَّبْسِ، إِذِ النَّهَارُ لَيْسَ لَهُ إِلَّا طَرَفَانِ. وَقِيلَ: هُوَ عَلَى حَقِيقَةِ الْجَمْعِ، فالْفَجْرُ هُوَ الطَّرَفُ الْأَوَّلُ، وَالظُّهْرُ وَالْعَصْرُ هُمَا مِنَ الطَّرَفِ الثَّانِي، وَالطَّرَفُ الثَّالِثُ هما الْمَغْرِبُ وَالْعَشَاءُ.
وَقِيلَ: للنَّهَارُ لَهُ أَرْبَعَةُ أَطْرَافٍ: الأَوَّلُ: عِنْدِ طُلُوعِ الشَّمْسِ. وَالثاني: عِنْدَ غُرُوبِهَا. وَالثالثُ: عِنْدَ زَوَالِها. وَالرَّابعُ: عِنْدَ وُقُوفِهَا لِلزَّوَالِ.
وَقِيلَ: الظُّهْرُ فِي آخِرِ طَرَفِ النَّهَارِ الْأَوَّلِ، وَأَوَّلُ طَرَفِ النَّهَارِ الْآخِرِ، فَهِيَ فِي طَرَفَيْنِ مِنْهُ، وَالطَّرَفُ الثَّالِثُ غُرُوبُ الشَّمْسِ، وَهُوَ وَقْتُ صلاةِ الْمَغْرِبِ. وَقِيلَ: يُجْعَلُ النَّهَارَ لِلْجِنْسِ فَلِكُلِّ يَوْمٍ طَرَفٌ، فَيَتَكَرَّرُ بِتَكَرُّرِهِ. وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالْأَطْرَافِ هُوَ السَّاعَاتُ، لِأَنَّ طَرَفَ كُلِّ شَّيْءِ هُوَ آخِرُهُ، واللهُ أَعْلَمُ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافِ النَّهَارِ" قَالَ: بَعْدَ الصُّبْحِ، وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ.
قولُهُ: {لَعَلَّكَ تَرْضَى} لَعَلَّ: مِنَ اللهِ تَعَالى وَاجِبَةُ التَّحَقُّقِ هُنَا، ولَيْسَتْ للتَّرَجِّي، وَلَا لِلتَّوْقُّعِ. فَهذا وَعْدٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى لِرَسُولِهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِجَزيلِ الثَّوابِ، وَعَظِيمِ الأَجْرِ عَلَى هَذِهِ الْأَعْمَالِ الَّتِي كَلَّفَهُ القِيامَ بِهَا، أَجْرًا يكفيهِ، وَثَوَابًا يُرْضِيهِ، وَقدْ أَبْرَزَ ذَلِكَ فِي صُورَةِ الرَّجَاءِ وَالطَّمَعِ وَلَيسَ عَلَى سَبيلِ الجَزْمِ والْقَطْعِ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: لَعَلَّ فِي ذَلِكَ الْمِقْدَارِ الْوَاجِبِ مِنَ الصَّلَوَاتِ مَا تَرْضَى بِهِ نَفْسُكَ دُونَ زِيَادَةٍ فِي الْوَاجِبِ، وذلكَ مِنَ الرِّفْقِ بِكَ وَبِأُمَّتِكَ. وَيُبَيِّنُ هُذا المعنى قَوْلُهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ)).
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ زَيْدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "لَعَلَّكَ تَرْضَى" قَالَ: الثَّوَابَ فِيمَا يَزيدُكَ اللهُ عَلَى ذَلِكَ.
يُسَلِّي اللهُ تَعَالَى بهَذِهِ الآيةِ الكريمةِ رَسُولَه الكَريمَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فَيَقُولُ لَهُ: اصْبِرْ عَلَى تَكْذِيبِ هَؤَلاَء ِالمُكَذِّبِينَ، وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بَعْدَ صَلاَةِ الفِجْرِ، وَبَعْدَ صَلاَةِ العَصْرِ، وَفِي فَتَرَاتِ اللَّيْلِ، فَالتَّسْبِيحُ اتِّصَالٌ بِاللهِ تَعَالَى، وَالنَّفْسُ الَّتِي تَتَّصِلُ بِاللهِ تَطْمَئِنُّ وَتَرْضَى. فَالرِّضَا ثَمَرَةُ التَّسْبِيحِ وَالعِبَادَةِ، وَهُوَ وَحْدَهُ جَزَاءٌ حَاضِرٌ يَنْبُعُ مِنْ دَاخِلِ النَّفْسِ.
قَوْلُهُ ـ تَعَالَى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا} الفَاءُ: رَابِطَةٌ لِجَوَابِ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ، و "اصْبِرْ" فِعْلُ أَمْرٍ مبنيٌّ عَلَى السُّكونِ، وَفاعِلُهُ: ضَميرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ (أنتَ) يَعُودُ عَلَى سيِّدِنا مُحَمَّدٍ ـ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. و "عَلَى" حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقُ بِـ "اصْبِرْ"، وَ "مَا" اسْمٌ مَوْصُولٌ بِمَعْنَى "الذي" مَبْنِيٌّ عَلى السُّكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بحرفِ الجَرِّ. والجُمْلَةُ الفعلِيَّةُ هَذِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولِ مَقُولٌ لِجَوابِ "إِذَا" مُقَدَّرَةً، وَجُمْلَةُ "إِذَا" المُقَدَّرَةِ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قوْلُهُ: {يَقُولُونَ} فعلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وعلامةُ رَفْعِهِ ثباتُ النُّونِ في آخِرِهِ لأنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسَةِ. والجُمْلَةُ صِلَةٌ لِـ "مَا" المَوْصولةِ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ، والعائدُ مَحْذوفٌ، والتَّقْديرُ: عَلَى مَا يَقُولُونَهُ.
قولُهُ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} الوَاوُ: عاطِفةٌ، و "سَبِّحْ" فِعْلُ أَمْرٍ مبنيٌّ عَلَى السُّكونِ، وَفاعِلُهُ: ضَميرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ (أنتَ) يَعُودُ عَلَى سيِّدِنا مُحَمَّدٍ ـ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ. و "بِحَمْدِ" الباءُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذوفِ حَالٍ مِنْ فَاعِلِ "سَبِّحْ"؛ أَيْ: حَالَةَ كَوْنِكَ مُتَلَبِّسًا. و "حَمْدِ" مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ مُضافٌ. وَ "رَبِّكَ" اسمٌ مَجْرُورٌ بالإضافةِ إِلَيْهِ وهوَ مُضافٌ أَيْضًا، وكافُ الخطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ. و "قَبْلَ" مَنْصُوبٌ على الظَّرْفِيَّةِ الزَّمانِيَّةِ مُتَعَلِّقٌ بِـ "سَبِّحْ" وهوَ مُضافٌ، وَ "طُلُوعِ" مَجْرورٌ بالإضافَةِ إِلَيْهِ، وهوَ مُضافٌ، و "الشَّمْسِ" مجرورٌ بالإضافةِ إِلَيْهِ. و "وَقَبْلَ" الواوُ: حَرْفُ عَطْفٍ، وَ "قَبْلَ" مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ الزَّمانِيَّةِ مُتَعَلِّقٌ بِـ "سَبِّحْ" عَطْفًا على "قبلَ" الأَوَّل، وَهُوَ مُضافٌ، وَ "غُرُوبِهَا" مجرورٌ بالإضافةِ إليْهِ، وهوَ مُضافٌ أَيْضًا، و "ها" ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إلَيْهِ، وَجُملةُ "وَسَبِّحْ" الفِعْلِيَّةِ هَذِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولِ عَطْفًا عَلَى جمْلَةِ قولِهِ "اصْبِرْ".
قولُهُ:{وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} الوَاوُ: حرفٌ للعطْفِ، و "مِنْ" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "سَبَّحْ" المَذْكُورِ بَعْدَهُ، وَ "آنَاءِ" مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ، مُضافٌ، و "اللَّيْلِ" مجرورٌ بالإضافةِ إلَيْهِ. و "فَسَبِّحْ" الفاء: رابِطَةٌ لِجَوَابِ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ كَسَابِقَتِها، أَوْ عَاطِفَةٌ عَلَى مُقَدَّرٍ، أَوْ زَائِدَةٌ للتَّزْيينِ، و "سَبِّحْ" تقدَّمَ إِعْرابُهُ آنِفًا، وَالجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ "سَبْحْ" الأُولَى. و "وَأَطْرَافَ" الواوُ: حَرْفُ عَطْفٍ و "أَطْرَافَ" مَعْطُوفٌ عَلَى مَحَلِّ "وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ" المَنْصُوبِ بِـ "سَبِّحْ" المَقْرُونِ بِـ "الفاءِ" الزَّائِدَةِ؛ أَيْ: صَلِّ في أَطْرافِ النَّهَارِ، أَوْ أَنَّهُ عَطْفٌ عَلَى "قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ"، وهوَ مُضافٌ، وَ "النَّهَارِ" مجرورٌ بالإضافةِ إلَيْهِ.
قَوْلُهُ: {لَعَلَّكَ تَرْضَى} لَعَلَّكَ: "لَعَلَّ" حَرْفٌ ناصِبٌ، ناسِخٌ، مُشَبَّهٌ بالفِعْلِ للتَرَجي، وَكافُ الخطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ النَّصِبِ، اسْمُها. وَ "تَرْضَى" فعلٌ مُضارعٌ مَرفوعٌ لتَجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازمِ، وعلامةُ رفعِهِ ضَمَّةٌ مُقدَّرةٌ على آخِرِهِ لِتَعَذُّرِ ظُهُورِهَا على الأَلِفِ، وفاعِلُهُ ضميرٌ مُسْتترٌ فيِهِ وُجُوبًا تقديرُهُ (أنتَ) يعودُ على سيِّدِنا محمَّدِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ في مَحَلِّ الرَّفعِ خَبَرُ "لعلَّ"، وَمُتَعَلِّقُ "تَرْضَى" مَحْذوفٌ مَفْهُومٌ مِنَ السِّيَاقِ؛ والتقديرُ: لعلَّكَ تَرْضَى بِمَا تُعْطَاهُ مِنَ الثَّوابِ، وَجُمْلَةُ "لَعَلَّ" فِي مَحَلِّ النَّصْبِ على الحالِ مِنْ فَاعِلِ "سَبِّحْ"؛ أَيْ: صَلِّ حَالَ كَوْنِكَ رَاجِيًا في أَنَّ اللهَ ـ جَلَّ جلالُهُ يُرْضِيكَ بِمَا يُعْطِيكَ إيَّاهُ مِنَ الثَّوابِ.
قَرَأَ الْجُمْهُورُ: وَأَطْرافَ بِنَصْبِ الْفَاءِ وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ. وَقِيلَ: مَعْطُوفٌ عَلَى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ. وَقَرَأَ الْحَسَنُ، وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ: "وَأَطْرافِ" بِخَفْضِ الْفَاءِ عَطْفًا عَلَى "آنَاءِ".
قَرَأَ الجُمهورُ: {لعلَّكَ تَرْضَى} مَبْنِيًّا للفَاعِلِ، كَقَوْلِهِ تعالى مِنْ سُورَةِ الضُّحَى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} الآيةَ: 5. وَقَرَأَ أَبُو حَيْوَةَ، وَطَلْحَةُ، وَالْكِسَائِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ، وَأَبَانُ وَعِصْمَةُ، وَأَبُو عُمَارَةَ عَنْ حَفْصٍ، وَأَبُو زَيْدٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْأَصْبَهَانِيُّ، "تُرْضَى" ـ بِضَمِّ التَّاءِ، أَيْ يُرْضِيكَ رَبُّكَ، وَهُوَ مُحْتَمِلٌ للمَعْنَيَيْنِ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ قَرَأَ "لَعَلَّكَ تُرْضَى" بِرَفْعِ التَّاءِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 130
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 128
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 14 (1)
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 29
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 45
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 61

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: