وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا
(115)
قوْلُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ} هِيَ الْمَرَّةُ السَّادِسَةُ الَّتي يَتَناوَلُ فِيهَا القُرْآنُ الكَريمُ قِصَّةَ سَيِّدِنا آدَمَ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَلَقَدْ ذُكِرَتْ قَبْلَ ذَلِكَ خَمْسَ مَرَّاتٍ: المَرَّةُ الأُولَى كانَتْ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ، ثُمَّ فِي سُورَةِ الْحِجْرِ، ثُمَّ فِي سُورةِ الإِسْراءِ، والخَامِسَةُ كانَتْ فِي سُورَةِ الكَهْفِ، وهَذِهِ هِيَ المَرَّةُ السَّادِسَةُ التي تَرِدُ فِيها هَذِهِ القِصَّةُ، وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ كانَتْ تَخْتَلِفُ الصِيَاغَةُ، وَيَتَنَوَّعُ الأُسْلوبُ، وَكَأَنَّها قِصَّةٌ جَديدَةٌ مُخْتلفَةٌ عَنْ غَيْرِهَا، وَهَذا جَانِبٌ مِنْ إِعْجازِ القرآنِ الكَريمِ، الَّذي تَحَدَّى بِهِ فُصَحَاءَ العَرَبِ وَبُلَغاءَهُمْ، وَهُمْ أُمَّةُ الفَصَاحَةِ والبَلاغَةِ، وأُمَراءُ البَيَانِ مِنْ بَيْنِ أُمَمِ الأَرْضِ عَلى مَرِّ الزَّمانِ، ولُغَتُهُمْ هِيَ العَرَبِيَّةُ لُغَةُ القُرْآنِ.
وَالمُرادُ بِقَوْلِهِ "وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ" أَيْ: أَمَرْنَا، وَوَصَّيْنَا، وَوَعَظْنَا، وبَيَّنَا وَقُلْنَا كُلَّ شَيْءٍ ونَهَيْنَاهُ أَنْ لَا يَأْكُلَ مِنَ الشَّجَرَةِ وَلَا يَقْرَبَهَا، فقالَ مِنْ سُورَةِ البقرةِ: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِين} الآية: 35، وقالَ مِنْ سُورَةِ الأَعْرافِ: {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} الآية: 19، وَحْذَرَ اللهُ تعالى آدَمَ وذُرِّيَّتَهُ مِنَ الشَّيْطَانَ وَعَدَاوَتِهُ لَهُمْ فَقالَ مِنْ سُورَةِ البقرةِ: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } الآيةَ: 208، وقالَ مِنْ سُورَةِ الأَنْعَامِ: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين} الآية: 142، وقالَ مِنْ سُورةَ فاطِر: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} الآيةَ: 6، وقالَ مِنْ سورةِ يَس: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين} الآيةَ: 60، وعِبَادَةُ الشيطانِ طاعَتُهُ وقالَ مِنْ سورة الزُّخْرُف: {وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} الآيتانِ: (61 و 62) إلى آخِرِ ما هُنالكَ مِنْ آيَاتٍ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعيدٍ فِي تَفْسِيرِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: "وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ" قَالَ: أَنْ لَا يَقْرَبَ الشَّجَرَةَ. وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ "نَسِيَ" ونسيتْ ذُرِّتُهُ كلَّ تَلِكَ العهودِ والتَّوْصِيَاتِ والتَّحْذيرَاتِ، فَإِنَّ طَاعَةَ بَنِي آدَمَ لِلشَّيْطَانِ، ونِسْيَانَهُمْ أَمْرَ عَدَاوَتِهِ لَهُمْ، وَعَدَمَ حَذَرِهِمْ مَكْرَهُ بِهِمْ، وَخِداعَهِ لهُم، وَسَمَاعَهِمْ وَسَاوِسَهُ، أَمْرٌ قَدِيمٌ فيهِمْ، فَإِنَّ أَباهُمْ آدَمَ مِنْ قَبْلِهِمْ عَهِدَ اللهُ لَهُ بِأَنْ يَحْذَرَ الشَّيطانَ وَوَسَاوِسَهُ، أَيْ مِنْ قَبْلِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ صَرَّفْنَا لَهُمُ الْوَعِيدَ وَبَالَغْنَا فِي تَنْبِيهِهِ حَيْثُ قُلْنَا: {يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} الآيةَ: 117، مِنْ هذِهِ السُّورةِ الكريمةِ، ثُمَّ إِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ نَسِيَ وَتَرَكَ ذَلِكَ الْعَهْدَ، فَإنَّ أَمْرَ الْبَشَرِ فِي تَرْكِ التَّحَفُّظِ مِنَ الشَّيْطَانِ والحذَرِ مِنْهُ أَمْرٌ قَدِيمٌ، وليسَ شَيْئًا طَارِئًا. ونِسْيانُهُ هَذا مِنْ جُمْلَةِ أَسْبابِ تَسْميَنِهِ إِنْسانًا، فَقَدْ أَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ الصَّنعانيُّ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ الطَّبَرِيُّ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي معجَمِهِ الصَّغِيرِ، وَابْنُ مَنْدَهْ فِي التَّوْحِيدِ، وَالْحَاكِمُ في مُسْتَدْرَكِهِ، وَصَححَّهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ الْإِنْسَانُ: لِأَنَّهُ عُهِدَ إِلَيْهِ فَنَسِيَ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "فَنَسِيَ" قَالَ: فَتَرَكَ.
قوْلُهُ: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} فِي الصَّبْرِ عَلَى الطَّاعَةِ، وعَنْ إِتْيَانِ شَهَواتِ النَّفْسِ واتِّباعِ سَبِيلِها، لأَنَّها هِي البَابُ الذي يَلِجُ مِنْهُ الشَّيْطَانُ ويَنْفُذُ لِيُوَسْوِسَ إِلَى الإنْسانِ، فإِنَّهُ دَخَلَ إِلَى نَفْسِ أَبِينَا آدَمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، مِنْ حُبِّ التَّمَلُّكِ وَشَهْوَةِ الخلودِ وَالبَقَاءِ. قالَ تَعَالى مُوضِّحًا كيفيَّةَ نَفَاذِ إِبْليسَ إلى نَفْسِ أَبِينَا آدَمَ وأُمِّنا حَوَّاءَ ـ عَلَيْهِما السَّلامُ: {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} الآيةَ: 20، مِنْ سُورةِ الأَعْرَافِ، وبِهِ وَسْوَسَ إِلِى أَبِينَا آدَمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ: {قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى} الآيةَ: 120ـ مِنْ هَذِهِ السُّورةِ المُباركةِ. لِذلِكَ كانَتْ مجاهَدَةُ النَّفسِ مِنْ أَعظَمِ العَمَلِ حَتَّى عَدَّها النَّبِيُّ ـ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الجِهَادَ الأَكْبَرَ، فَعَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصاريِّ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، قالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَوْمٌ غُزَاةٌ، فَقَالَ: ((قَدِمْتُمْ خَيْرَ مَقْدَمٍ، قَدِمْتُمْ مِنَ الجِهَادِ الأَصْغَرِ إِلَى الجِهَادِ الأَكْبَرِ، مُجَاهَدَةِ العَبْدِ هَوَاهُ)) أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيُّ، (كَنْزُ العُمَّالِ): (11779)، وَالبَيْهَقِيُّ في كِتَابِ (الزُّهْدِ الكَبيرِ): (2/165، برقم: 373)، وأَخْرَجَهُ الخَطِيبُ البَغْدَاديُّ في تاريخِ بَغْدادَ.
وبِهِ تمَسَّكَ أَكَابِرُ عُلماءِ هَذِهِ الأُمَّةِ وصلحائها، وَعَلَيْهِ سارَوا في تَوَجُّهِهِم إِلَى رَبِّهم حتَّى قالَ قائلُهُم: نَمُوتُ وما تزالُ سُيوفُنا تقطُرُ دَمًا مِنْ مجاهدةِ نفوسِنا. وَالْعَزْمُ: هُوَ الْجَزْمُ بِالْفِعْلِ، وَعَدَمُ التَّرَدُّدِ فِيهِ، وَمُغَالَبَةُ مَا يَدْعُو إِلَيْهِ الْخَاطِرُ مِنَ الِانْكِفَافِ عَنْهُ لِعُسْرِ عَمَلِهِ أَوْ إِيثَارِ ضِدِّهِ عَلَيْهِ.
وَأَخْرَجَ سَعيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: لَو أَن أَحْلَامَ بَنِي آدَمَ جُمِعَتْ مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ آدَمُ إِلَى أَنْ تَقومَ السَّاعَةُ فَوُضِعَتْ فِي كفَّةٍ، وَحلْمُ آدَمَ فِي كفَّةٍ لَرَجَحَ حلْمُهُ بِأَحْلامِهِمْ. ثُمَّ قَالَ اللهُ: "وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا" قَالَ: حِفْظًا.
وَأَخْرَجَ أَبُو الشَّيْخِ فِي (العَظَمَةِ) عَنِ الْحَسَنِ البَصْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ عَقْلُ آدَمَ مِثْلَ عَقْلِ جَمِيعِ وَلَدَهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: "فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا".
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ مَنْدَهْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "وَلمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} قَالَ: حِفْظًا.
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا" يَقُولُ: لَمْ نَجْعَل لَّهُ عَزْمًا.
قولُهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ} الواوُ: اسْتِئْنافِيَّةٌ، وَاللامُ: مُوَطِّئَةٌ للْقَسَمِ، و "قَدْ" حَرْفٌ للتَّحْقيقِ. و "عَهِدْنَا" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلى السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رفعٍ مُتَحَرِّكٍ هوَ "نا" المُعَظِّمِ نَفْسَهَ ـ سُبحانَهُ، و "نا" التَّعظمِ هَذِهِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الرَّفْعِ بالفاعِلِيَّةِ. و "إِلَى" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "عَهِدْنَا"، و "آدَمَ" مجرورٌ بحرفِ الجرِّ، وعلامةُ جَرِّهِ الفَتْحَةُ عِوَضًا عَنِ الكَسْرةِ لأنَّهُ ممنوعٌ مِنَ الصَّرفِ بالعَلميَّةِ والعُجْمةِ. و "مِنْ" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "عَهِدْنَا" أَيْضًا، أَوْ بِحالٍ مِنْ "آدَمَ"، وَ "قَبْلُ" مَجْرورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِأَنَّهُ مَقْطوعٌ عَنِ الإِضافَةِ، وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ جَوَابُ القَسَمِ لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعْرابِ، وَجُمْلَةُ القَسَمِ مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِتَقْريرِ مَسَاوِئِ النِّسْيَانِ، الذي هُوَ صِنْوُ الجَهْلِ، وَقَرينُهُ، وَلِذَلِكَ يَجِبُ التَّحَوُّطُ عَنْهُ، وَالدُّعاءُ دَائمًا، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} مِنَ الآيَةِ الَّتي قَبْلَها.
قولُهُ: {فَنَسِيَ} الفاءُ: حَرْفٌ للعَطْفِ، و "نَسِيَ" فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ
عَلَى الفَتْحِ، وفاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلَى "آدَمَ" عَلَيْهِ السَّلامُ، والجُمْلَةُ مَعْطوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ "عَهِدْنَا" عَلَى كَوْنِها جَوَابَ القَسَمِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعْرابِ
قوْلُهُ: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} الوَاوُ: عَاطِفَةٌ، و "لَمْ" حَرْفُ جَزْمٍ وَنَفْيٍ وقلْبٍ، وَ "نَجِدْ" فعلٌ مُضارعٌ مَجْزُومٌ بِـ "لم"، وَفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فِيهِ وُجوبًا تقديرُهُ (نَحْنُ) يَعُودُ عَلى اللهِ تَعَالَى. و "لَهُ" اللامُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِالمَفْعُولِ الثاني لِـ "نَجِدْ"، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بحرفِ الجَرِّ. و "عَزْمًا" مَفْعُولٌ أَوَّلُ لِـ "نَجِدْ" إِنْ كَانَ مِنَ الوِجْدانِ بِمَعْنَى العِلْمِ، فَيَنْصِبُ مَفْعُولَيْنِ، وَيُحْتَمَلُ كَوْنُهُ مِنَ الوُجُودِ ضِدَّ العَدَمِ، فَيَنْصِبُ مَفْعُولًا واحِدًا وَهُوَ "عَزْمًا" ويكونُ "لَهُ" حالًا مِنْهُ، أَوْ مُتَعَلِّقٌ بِـ "نَجِدْ".
قرأَ العامَّةُ: {فنَسِيَ} مَبْنِيًّا للمَعْلومِ، وَقَرَأَ اليَمَانِيُّ: "فَنُسِّيَ" بِضَمِّ النُّونِ وَتَشْديدِ السِّينِ مبنيًّا للمَفعولِ، بَمَعْنَى: نَسَّاه الشَّيْطانُ.