روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 40

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 40 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 40 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 40   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 40 I_icon_minitimeالخميس مايو 14, 2020 10:55 am

الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 40


إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40)


قوْلُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ} ذَكَرنا في تَفْسيرِ الآيَةِ الَّتي قَبْلَها أَنَّ أُمَّ مُوسَى ـ عليْهِ السَّلامُ، كانَتْ تُرْضِعُهُ ثمَّ تضَعُه في التَّابوتِ، ثُمَّ تُرْسِلُهُ في البَحْرِ، وَكَانَتْ تُمْسِكُ التَّابُوتَ بِحَبْلٍ تَشُدُّهُ بِهِ إِلى بَيْتِها، لتُخرجَهَ كُلَّما دَعَتِ الحاجَةُ وَسَنَحَتْ لَهَا فُرْصَةُ غِيابِ عَيْنِ الرَّقِيبِ، أَوْ مَنْ قَدْ يَشِي بها إِلَيْهِ، وَأَنَّ الحَبْلَ أَفْلَتَ مِنْ يَدِهَا وَهِيَ تُحَاوِلُ رَبْطَهُ، فَجَرَفتِ المياهُ التَّابُوتَ، فَحَزِنَتْ عَلَيْهِ حُزْنًا شَديدًا، كادَ يُفْقِدُهَا صَوابَها، فَقَالَتْ لِابْنَتِها مَرْيمَ: {قُصِّيهِ، فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} الآيةَ: 11، مِنْ سُورَةِ القَصَصِ. و "قُصِّيهِ": اتْبَعِي أَثَرَهُ، وَتَطَلَّبِي خَبَرَهُ، حَتَّى تَطَّلِعِي عَلَى حَقِيقَةِ أَمْرِهِ.
ثُمَّ إنَّهُ لَمَّا فَشَا الْخَبَرُ بِمِصْرَ أَنَّ آلَ فِرْعَوْنَ أَخَذُوا غُلَامًا كانَ ضِمْنَ تابوتٍ فِي النِّيلِ، فَاضْطُرُّوا إِلَى تَتَبُّعِ النِّسَاءِ المُرْضِعَاتِ لِيَجِدُوا مُرضِعَةً لَهُ، إِلَّا أَنَّهُ لَم يَرْتَضِعُ مِنْ ثَدْيِ أَيِّ امْرَأَةٍ يُؤْتَى بِهَا، فَعَلِمَتْ ذَلِكَ أُخْتُهُ.
قوْلُهُ: {فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ} أَقْبَلَتْ مَرْيَمُ، فَأَخَذَتْهُ وَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا وَنَاوَلَتْهُ ثَدْيَهَا فَقَبِلَهُ. فَقَالُوا لَهَا: تُقِيمِينَ عِنْدَنَا، فَقَالَتْ: إِنَّهُ لَا لَبَنَ لِي، وَلَكِنْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ، وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ. قَالُوا: وَمَنْ هِيَ؟. قَالَتْ: أُمِّي. فَقَالُوا: لَهَا لَبَنٌ؟ قَالَتْ: لَبَنُ أَخِي هَارونَ.
وكانَ هَرُونُ أَكْبَرَ مِنْ مُوسَى بِسَنَةٍ واحدَةٍ، وَقِيلَ: بِثَلَاثٍ، وَرُوِيَ عنْ عبدِ اللهِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُما، أَنَّهُ قالَ: (بِأَرْبَعٍ)، وَذَلِكَ أَنَّ فِرْعَوْنَ رَحِمَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَرَفَعَ عَنْهُمُ الْقَتْلَ أَرْبَعَ سِنِينَ، فَوُلِدَ هَارُونُ فِيهَا.
وَالأَوَّلُ أَرْجَحُ وهو الأَقْرَبُ إِلَى الوَاقِعِ لِأَنَّ لَبَنَ الأُمِّ يَكُونُ وَافرًا في هَذِهِ المُدَّةِ لقولِهِ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ لُقْمَانَ {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْن} الآيةَ: 14، وقالَ مِنْ سورةِ الأحقافِ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} الآيَةَ: 15، وهوَ المَعْرُوفُ والمُعتادُ، فإنَّ أَقْصَى مُدَّةِ الإرضاعِ سَنَتَانِ ثُمَّ يجُفُّ ثَدْيُ الأُمِّ، وَلِذَلِكَ فإنَّ هَذَا النَّقْلَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَيهَ بُعْدٌ، واللهُ أَعْلَمُ.
قولُهُ: {فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ} وقالَ مِنْ سورةِ القصصِ: {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} الآية: 13.
ذَلِكَ أَنَّهم طَلَبُوا مِنْ أُخْتِهِ أَنْ تُحْضِرَ أُمَّهَا. فَجَاءَتْ الأُمُّ فَأَعطتْهُ ثَدْيَهَا، فالْتَقَمَ حَلْمَتَهُ وشَرَعَ في الرَّضاعَةِ، فَطلبتْ مِنْهَا آسِيَةُ أَنْ تُقِيمَ عندها لتُرضِعهُ لها لكنَّها اعتذَرتْ بأَنَّ لديها صبيًّا آخَرَ رضيعًا، فَأَخَذَتْهُ معها لِتُرْضِعَهُ مَعَ أَخِيهِ هَارُونَ، مَعَ جِراياتٍ عظيمةٍ كانَتْ تتوالى عليها مِنْ آسِيَةَ بِنْتِ مُزاحِمٍ زَوجُ فرعونَ.
وتَحَقَّقَ وَعْدُ اللهِ لَهَا: {فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ} الآيةَ: 7، مِنْ سُورَةِ القَصَصِ.
وأَصْلُ "تَقَرَّ عَيْنُهَا" مِنَ الْقَرَارِ. لِأَنَّ عَيْنَ الْإِنْسَانِ تَسْكُنُ عَلَى مَا يُحِبُّهُ، وَلَا تَنْظُرُ إِلَى غَيْرِهِ، ومنْهُ قَولُ المُتَنَبِّي:
وَخَصْرٌ تَثْبُتُ الْأَبْصَارُ فِيهِ ................... كَأَنَّ عَلَيْهِ مَنْ حَدَقٍ نِطَاقًا
وَقِيلَ: أَصْلُهُ مِنَ "الْقُرِّ" وهوَ الْبَرْدُ، لِأَنَّ العَيْنَ حينَ تَبْكي مِنَ السُّرُورِ فإنَّ دَمْعَها يكونُ بَارِدًا، بِخِلَافِ دمعِ عَيْنِ الْمَحْزُونِ فَإِنَّهُ حَارٌّ. تقولُ الْعَرَبُ: أَحَرُّ مِنْ دَمْعِ الْمُقِلَّاتِ. وَهِنَّ اللائي لَا يَعِيشُ لَهُنَّ وَلَدٌ، فَيَشْتَدُّ حُزْنُهُنَّ لِمَوْتِ أَوْلَادِهِنَّ فَتَشْتَدُّ حَرَارَةُ دَمْعِ أَعينِهِنَّ. قَالَ الشَّاعرُ الجاهليُّ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
تَمِيمُ بْنُ مُرٍّ وَأَشْيَاعُهَا ....................... وَكِنْدَةُ حَوْلِي جَمِيعًا صُبُرْ
إِذَا رَكِبُوا الْخَيْلَ وَاسْتَلْأَمُوا .................. تَحَرَّقَتِ الْأَرْضُ وَالْيَوْمُ قُرْ
ويفتحونَ قافَهَا أَيضًا إِتباعًا لـ "الحَرِّ" فَيَقُولونَ "الحَرُّ والقَرُّ"، وقَال جَوادُ العَرَبِ حَاتِمٌ الطَّائِيِّ:
أَوْقِدْ فَإِنَّ اللَّيْلَ لَيْلٌ قَرُّ ....................... وَالرِّيحُ يَا وَاقِدُ رِيحٌ صَرُّ
عَلَّ يَرَى نَارَكَ مَنْ يَمُرُّ ..................... إِنْ جَلَبَتْ ضَيْفًا فَأَنْتَ حُرُّ
قَوْلُهُ: {وَقَتَلْتَ نَفْسًا} لَمَّا كبُرُ سيِّدُنا مُوسَى ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَأَصْبحَ رَجُلًا، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَخْلُصُ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِظُلْمٍ وَلَا سُخْرَةٍ، حَتَّى امْتَنَعُوا بِهِ ـ عليْهِ السَّلامُ، كُلَّ الِامْتِنَاعِ، وذاتَ يَومٍ بَيْنَمَا كانَ يَمْشِي فِي نَاحِيَةٍ مِنْ نواحي الْمَدِينَةِ، إِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ، أَحَدُهُمَا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، وَالْآخَرُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَاسْتَغَاثَهُ الْإِسْرَائِيلِيُّ عَلَى الْفِرْعَوْنِيِّ، فَغَضِبَ مُوسَى غَضَبًا شَدِيدًا، لِأَنَّهُ تَنَاوَلَهُ بالشَّتْمِ وَهُوَ يَعْلَمُ مَنْزِلَتَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَحِفْظَهُ لَهُمْ، وكانَ الناسُ يَظنونَ أَنَّهُ إِنَّمَا يَنصُرُ بَني إسْرائيلَ لِلرَّضَاعِ مِنْهُمْ، ولا يَعْلَمُ أَحَدٌ أَنَّهُ إسرائيليٌّ إِلَّا أُمُّهُ، إِلَّا أَنْ يَكونَ قد أَطْلَعَ اللهُ مُوسَى عَلَى مَا لَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهِ غَيْرَهُ، فَوَكَزَ مُوسَى الْفِرْعَوْنِيَّ فَقَتَلَهُ، وَلَيْسَ يَرَاهُمْ أَحَدٌ إِلَّا اللهُ تَعَالى، فَقَالَ مُوسَى حِينَ رأَى الرجلَ قَتيلًا: {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ}، ثُمَّ قَالَ: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الآية: 16، مِنْ سورة الْقَصَصِ.
فَوصلَ الأمْرُ لفِرْعَوْنَ فَقَالَ: ابْغُونِي قَاتِلَهُ وَمَنْ يَشْهَدُ عَلَيْهِ، فَإِنَّ الْمَلِكَ ـ وَإِنْ كَانَ صَفْوُهُ مَعَ قَوْمِهِ، لَا يَسْتَقِيمُ لَهُ أَنْ يُقِيدَ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ وَلَا ثَبْتٍ، فَاطْلُبُوا لِي عِلْمَ ذَلِكَ، آخُذُ لَكُمْ بِحَقِّكُمْ. فَلَمَّا كانَ مِنَ الغَدِ إِذَا بِمُوسَى ـ عليْهِ السَّلامُ، يرَى ذَلِكَ الْإِسْرَائِيلِيَّ يُقَاتِلُ رَجُلًا آخَرَ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، فَاسْتَغَاثَهُ الْإِسْرَائِيلِيُّ عَلَى الفِرْعَوْنِيِّ، فَقَالَ لَهُ: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} الآيةَ: 18، مِنْ سورةِ القَصَص، فَخَافَ الإسرائيليُّ لَمَّا قَالَ لَهُ ذلكَ، أَنْ يَكُونَ أَرَادَ أنْ يَبْطُشَ بِهِ، فَقَالَ: يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ؟، فَسمِعَ الفرعَوْنيُّ ذلكَ، فَانْطَلَقَ حتّى أَخْبَرَ فِرْعَوْنَ ورجالَهُ بِمَا سَمِعَ، فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ في طَلبِهِ، لِيَقْتَصَّ مِنْهُ، واتَّجَهَ رِجالُ فِرْعَوْنَ يَطْلُبُونَ مُوسَى، وانْطَلَقَ رجُلٌ مِنْ شِيعَةِ مُوسَى فَسَلَكَ طريقًا فرعيَّةً مختَصَرَةً فَسَبَقَهم إِليْهِ، وأَخْبَرَه بِما يُدَبَّرُ لَهُ. فتوجَّهَ موسَى نحوَ مَدْيَنَ هربًا مِنْ بَطْشِ فِرْعَوْنَ.
وذَكَرَ ابْنُ كثيرٍ في تفسيرِهِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبي سُفْيَانٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، سَمِعَ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا الحَدِيثَ فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ أَنْ يَكونَ الفِرْعَوْنِيَّ هُوَ الَّذِي أَفْشَى عَلَى مُوسَى أَمْرَ الْقَتِيلِ، وَقَالَ: إِنَّمَا أَفْشَى عَلَيْهِ الإِسْرائِيلِيُّ، فَأَخَذَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِيَدِهِ، فَانْطَلقَ إِلَى سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ الزُّهْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أَرَأَيْت يَوْمَ حَدَّثنَا النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عَنْ قَتِيلِ مُوسَى مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، مَنْ أَفْشَى عَلَيْهِ؟ الإسْرائيليُّ أَوِ الفِرْعَوْنِيُّ؟ قَالَ: أَفْشَى عَلَيْهِ الفِرْعَوْنِيُّ بِمَا سَمِعَ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّ الَّذِي شَهِدَ ذَلِكَ وَحَضَرَهُ. واللهُ أعلمُ.
قولُهُ: {فنجَّيناكَ مِنَ الغَمِّ وفتنَّاكَ فَتُونًا} يَشْمَلُ كُلَّ مَا جَرَى عَلَى مُوسَى مِنَ الْمِحَنِ مِنْ فِرْعَوْنَ فِي صِغَرِهِ وَكِبَرِهِ، كَالْخَوْفِ عَلَيْهِ مِنَ الذَّبْحِ وَهُوَ صَغِيرٌ، وَكَخَوْفِهِ وَهُوَ كَبِيرٌ مِنْ أَنْ يَقْتُلَهُ بِالْقِبْطِيِّ الَّذِي قَتَلَهُ. وَعَلَى هَذَا فَالْآيَاتُ الَّتِي ذُكِرَتْ فِيهَا تِلْكَ الْمِحَنُ مُبَيِّنَةٌ لِلْفُتُونِ. وجاءَ في حديثِ سَعِيدِ بْنِ جُبيرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ الله عنهُما: أَنَّهُ وُلِدَ في عَامٍ يُقْتَلُ فِيهِ الوِلْدَانُ، وأَلْقَتْهُ أُمُّهُ فِي البَحْرِ، وَقَتَلَ القُبْطِيَّ، وأَجَّرَ نَفْسَهُ عَشْرَ سِنِينَ، وَضَلَّ عَنِ الطَّريقِ، وَتَفَرَّقَتْ غَنَمُهُ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ. وَلَمَّا سَأَلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ ذَلِكَ أَجَابَهُ بِمَا ذَكَرْتُهُ، وَصَارَ يَقُولُ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدَةٍ: فَهَذِهِ فِتْنَةٌ يَا بْنَ جُبَيْرٍ. وقَالَ ما في معناهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. وَقَالَ غَيْرُهُ: وفتنَّاكَ بِفُنُوْنٍ مِنَ الفِتَنِ أَيْ المِحَنِ تُخْتَبَرُ بِهَا. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، وَالخَطِيبُ البغداديُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: إِنَّمَا قَتَلَ مُوسَى الَّذِي قَتَلَ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ خَطَأً، يَقُولُ اللهُ تَعَالى: "وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ".
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ" قَالَ: فنجَّيْناكَ مِنْ قَتْلٍ النَّفْسِ. و "وَفَتَنَّاك فُتُونًا" قَالَ: أَخْلَصْنَاكَ إِخْلاصًا.
قولُهُ: {فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ} وَلَمَّا وَصلَ موسَى إلى مَشارفِ مَدْيَنَ، وكانَ التَّعَبُ وَالعطشُ قدْ بَلَغَ مِنْهُ ما بلَغَ، توجَّهِ إلى بئرٍ في طرفِ المدينةِ ليروي ظَمَأَهُ، فوَجدَ عَلَيْهِ {أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ، وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودانِ} الآيةَ: 23، مِنْ سورةِ الْقَصَصِ. تَحْبِسَانِ غَنَمَهُمَا، فَقَالَ لَهُمَا: مَا خَطْبُكُمَا مُعْتَزِلَتَيْنِ لَا تَسْقِيَانِ مَعَ النَّاسِ؟ قَالَتَا: لَيْسَ لَنَا قُوَّةٌ لنُزَاحِمَ القَوْمَ، وَإِنَّمَا نَسْقِي مِنْ فُضُولِ حِيَاضِهِمْ، فَتقدَّمَ موسَى إلى البئرِ وَجَعَلَ يَغْتَرِفُ فِي الدَّلْوِ مَاءً كَثِيرًا حَتَّى كَانَ أَوَّلَ الرِّعَاءِ، حتى سقى لهما وَانْصَرَفَتَا بِغَنَمِهِمَا إِلَى أَبِيهِمَا، وَانْصَرَفَ مُوسَى ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَسْتَظَلُّ بِشَجَرَةٍ قريبةٍ مِنَ البِئْرِ، متوجِّهًا إِلى مولاهُ بالحمدِ الشُّكْرِ على مَا مَنَحَهُ مِنْ قوةٍ قَائلًا: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} الآيةَ: 24، مِنْ سورةِ القَصَص.
وَاسْتَغربَ أَبُو البِنْتَيْنِ سُرْعَةَ صُدُورِ ابْنَتَيْهِ بِغَنَمِهِمَا على غيرِ العادةِ، فَقَالَ: إِنَّ لَكُمَا الْيَوْمَ لَشَأْنًا، فَأَخْبَرَتَاهُ بِمَا صَنَعَ مُوسَى، فَأَمَرَ إِحْدَاهُمَا أَنْ تَدْعُوَهُ، فَأَتَتْ مُوسَى فَدَعَتْهُ. فَلَمَّا عرفَ ما كانَ منْ أَمْرِ موسَى معَ قومِهِ، قَالَ لَهُ: {لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} الآيةَ: 25، مِنْ سورةِ القَصَص، لأَنَّهُ لَيْسَ لِفِرْعَوْنَ وَلَا لِقَوْمِهِ سُلْطَانٌ عَلَى تِلْكَ البلادِ وأَهْلِها. فَقَالَتْ إِحْدَى البِنْتَيْنِ: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} الآيةَ: 26، منْ سورةِ الْقَصَصِ، فَأَخذَتْهُ الْغَيْرَةُ فقَالَ لَهَا: مَا يُدْرِيكِ مَا قُوَّتُهُ، وَمَا أَمَانَتُهُ؟ فَقَالَتْ: أَمَّا قُوَّتُهُ فَمَا رَأَيْتُ مِنْهُ فِي الدَّلْوِ حِينَ سَقَى لَنَا، لَمْ أَرَ رَجُلًا قَطُّ أَقْوَى فِي ذَلِكَ السَّقْيِ مِنْهُ، وَأَمَّا الْأَمَانَةُ فَإِنَّهُ نَظَرَ إِلَيَّ حِينَ أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ وَشَخَصْتُ لَهُ، فَلَمَّا عَلِمَ أَنِّي امْرَأَةٌ صَوَّبَ رَأْسَهُ فَلَمْ يَرْفَعْهُ حَتَّى بَلَّغْتُهُ رِسَالَتَكَ، ثُمَّ قَالَ لِيَ: امْشِي خَلْفِي وَانْعُتِي لِيَ الطَّرِيقَ، فَلَمْ يَفْعَلْ هَذَا إِلَّا وَهُوَ أَمِينٌ، فَسُرِّيَ عَنْ أَبِيهَا، وَصَدَّقَهَا، وَظَنَّ بِهِ الَّذِي قَالَتْ، فَقَالَ لَهُ: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِين} الآيةَ: 27، مِنْ سورةِ الْقَصَصِ. فَفَعَلَ فَكَانَتْ عَلَى نَبِيِّ اللهِ مُوسَى ثَمَانِ سِنِينَ وَاجِبَةٌ، وَكَانَتْ سَنَتَانِ عِدَةً مِنْهُ، فَقَضَى اللهُ عَنْهُ عِدَتَهُ فَأَتَمَّهَا عَشْرًا. وَقَالَ وَهْبٌ: لَبِثَ عِنْدَ شُعَيْبٍ ـ عَلَيْهِما السَّلَامُ، ثَمَانِيًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، عَشْرَ سِنِينَ مِنْهَا مَهْرُ زَوْجَتِهِ صَفُورَاءَ بِنْتَ شُعَيْبٍ، وَثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً أَقَامَ عِنْدَهُ حَتَّى وُلِدَ لَهُ.
قولُهُ: {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى} قَالَ مُقَاتِلٌ: عَلَى مَوْعِدٍ وَلَمْ يَكُنْ هَذَا الْمَوْعِدُ مَعَ مُوسَى وَإِنَّمَا كَانَ مَوْعِدًا فِي تَقْدِيرِ اللهِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ، أَيْ: جِئْتَ عَلَى الْقَدْرِ الَّذِي قَدَّرْتُ لَكَ أَنَّكَ تَجِيءُ إِلَيَّ فِيهِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَيْسَانَ: عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَهُوَ الْقَدْرُ الَّذِي يُوحَى فِيهِ إِلَى الْأَنْبِيَاءِ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ، أَيْ عَلَى الْمَوْعِدِ الَّذِي وَعَدَهُ اللهُ تعالى وَقَدَّرَهُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ بِالرِّسَالَةِ، وَهُوَ أَرْبَعُونَ سَنَةً.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ" قَالَ: عَشْرَ سِنِينَ. "ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يَا مُوسَى". قَالَ عَلَى مَوْعِدٍ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رَضِي اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ" قَالَ: الْمِيقَات.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ" قَالَ: عَلَى مَوْعِدٍ.
قوْلُهُ تَعَالى: {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ} إِذْ: ظَرْفٌ لِمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ، مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ النَّصْبِ، مُتَعَلِّقٌ بِـ {أَلْقَيْتُ}، أَيْ: أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي فِي وَقْتِ مَشْيِ أُخْتِكَ. وَيَجوزُ أَنْ يكونَ مَنْصوبًا بِقَوْلِهِ {وَلتُصْنَعَ} أَيْ: لِتُرَبَّى وَيُحْسَنَ إِلَيْكَ فِي هَذَا الوَقْتِ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: والعاملُ في "إِذْ تَمْشي" {أَلْقَيْتُ} أَوْ {لِتُصْنَعَ}. وَقالَ العُكْبريُّ: يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِأَحَدِ الفِعْلَيْنِ. يَعْنِي {أَلْقَيْتُ} أَوْ {لِتُصْنَعَ}. وِعِلى هِذِا فَيَجوزُ أَنْ تَكونَ المَسْأَلَةُ مِنْ بابِ التَنَازُعِ؛ لِأَنَّ كُلًّا مِنْ هَذَيْنِ العامِلَيْنِ يَطْلُبُ هَذَا الظَّرْفَ مِنْ حَيْثُ المَعْنَى، وَيَكونُ مِنْ إِعْمَالِ الثاني للحَذْفِ مِنَ الأَوَّلِ. وَهَذَا إِذا جَعْلْتَ "ولِتُصْنَعَ" مَعْطوفًا عَلَى عِلَّةٍ مَحْذوفَةٍ مُتَعَلِّقَةٍ بِـ "أَلْقَيْتُ"، أَمَّا إِذَا جَعَلْتَهُ مُتَعَلِّقًا بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ بَعْدَهُ فَيَبْعُدُ ذَلِكَ، أَوْ يَمْتَنِعُ، لِأَنَّ الثاني صارَ مِنْ جُمْلَةٍ أُخْرَى.
ويَجُوزُ أَنْ يَكونَ "إِذْ تَمْشِي" مَنْصوبًا عَلى البَدَلِ مِنْ {إِذْ أَوْحَيْنا}. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: فَإِنْ قُلْتَ: كَيْفَ يَصِحُّ البَدَلُ وَالوَقْتَانِ مُخْتَلِفَانِ مُتَبَاعِدَانِ؟ قُلْتُ: كَمَا يَصِحُّ وَإِنِ اتَّسَعَ الوَقْتُ وَتَبَاعَدَ طَرَفاهُ أَنْ يَقُولَ لَكَ الرَّجُلُ: لَقِيْتُ فُلانًا سَنَةَ كَذَا، فَتَقُولُ: وَأَنَا لَقِيتُهُ إِذْ ذَاكَ، وَرُبَّما لَقِيَهُ هُوَ فِي أَوَّلِهَا وَأَنْتَ فِي آخِرِها. قالَ الشَّيْخُ أَبو حيَّان: وَلَيْسَ كَمَا ذَكَرَ، لِأَنَّ السَّنةَ تَقْبَلُ الاتِّسَاعَ، إِذَا وَقَعَ لُقِيُّهُمَا فِيهَا، بِخِلافِ هَذَيْنِ الظَّرْفَيْنِ، فإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ضَيِّقٌ لَيْسَ بِمُتَّسِعٍ لِتَخَصُّصِهِمَا بِمَا أُضِيفَا إِلَيْهِ، فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَقَعَ الثاني فِي الظَّرْفِ الذي وَقَعَ فِيهِ الأَوَّلُ؛ إِذِ الأَوَّلُ لَيْسَ مُتَّسِعًا لِوُقُوعِ الوَحْيِ فِيهِ وَوُقوعِ مَشْيِ الأُخْتِ، فَلَيْسَ وَقْتُ وُقُوعِ الفِعْلِ مُشْتَمِلًا عَلى أَجْزَاءٍ وَقَعَ فِي بَعْضِهَا المَشْيُ بِخِلَافِ السَّنَةِ. واعتبرَ السَّمِينُ الحلبيُّ هذا تحاملًا مِنْ أَبي حَيَّان عَلى الزمَخْشريِّ، قالَ: وَهَذَا تَحَمَّلٌ مِنْهُ عَلَيْهِ فَإِنَّ زَمَنَ اللُّقِيِّ أَيْضًا ضَيِّقٌ لَا يَسَعُ فِعْلَيْهِما، وَإِنَّمَا ذَلِكَ مَبْنِيٌّ عَلى التَسَاهُلِ؛ إِذِ المُرادُ أَنَّ الزَّمَانَ مُشْتَمِلٌ عَلَى فِعْلَيْهِما. وَقدْ جَوَّزَهُ العُكبُريُّ أَيْضًا، قالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكونَ بَدَلًا مِنْ "إِذْ" الأُولَى، لِأَنَّ مَشْيَ أُخْتِهِ كانَ مِنَّةً عَلَيْهِ. وَيَعْنِي أَنَّ قَوْلَهُ "إِذْ أَوْحَيْنا" مَنْصُوبٌ بِقَوْلِهِ: "مَنَنَّا" فإِذَا جُعِلَ "إِذْ تَمْشِي" بَدَلًا مِنْهُ كَانَ مُمْتَنًّا بِهِ عَلَيْهِ أَيْضًا. ويجوزُ أَنْ يَكونَ العامِلُ فِي نَصْبِهِ مُضْمَرًا، والتقديرُ: اذْكُرْ إِذْ تَمْشِي. وَعَلى هَذَا فهُوَ مَفْعُولٌ بِهِ إِذْ يَفْسُدُ المَعْنَى عَلَى الظَّرْفِيَّةِ. وَ "تَمْشِي" فِعْلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وعلامةُ نَصْبِهِ ضمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى آخِرِهِ لثِقَلِ ظهورِها على الياءِ. وَ "أُخْتُكَ" فَاعِلُهُ مرفوعٌ بِهِ، وهو مُضافٌ، وكافُ الخطابِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِليْهِ، والجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ الجَرِّ بإضافةِ "إِذْ" إِلَيْهَا.
قولُهُ: {فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ} فَتَقُولُ: الفاءُ: للعطفِ، و "تقولُ" فِعْلٌ مُضارِعٌ مرفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وفاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هيِ) يَعُودُ عَلى "أُخْتُهُ". والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ عَطْفًا على جملةِ "تَمْشِي" على كونِها في محلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ. و "هَلْ" حَرْفٌ للِاسْتِفْهامِ الاسْتِخْبارِيِّ. و "أَدُلُّكُمْ" فِعْلٌ مُضارِعٌ مَرْفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وفاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ وُجُوبًا تَقْديرُهُ (أَنَا) يَعُودُ عَلى "أُخْتُهُ"، وكافُ الخِطابِ ضَمِيرٌ مُتَّصلٌ بِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ بالمَفْعُوليَّةِ، والمِيمُ عَلامَةُ جَمْعِ المُذَكَّرِ، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَقُولُ القولِ لـ "تَقُولُ". و "عَلَى" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "أَدُلُّكُمْ"، و " مَنْ" اسمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلى السُّكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بِحَرْفِ الجَرِّ. و "يَكْفُلُهُ" فِعْلٌ مُضارِعٌ مَرْفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وفاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ جوازًا تَقْديرُهُ (هُوَ) يَعُودُ عَلى الاسْمِ المَوْصولِ "مَنْ"، والهاءُ: ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ النَّصْبِ بالمفعوليَّةِ، والجملةُ صِلَةُ "مَنْ" لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ} فَرَجَعْنَاكَ: الفَاءُ: للعَطْفِ عَلَى مَحْذوفٍ والتَقْديرُ: فَقَالُوا: دُلِّينَا عَلَيْهِ، فَجَاءَتْ بِأَمِّكَ، فَقَبِلْتَ ثَدْيَهَا فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ. و "رَجَعْنَاكَ" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلى السُّكونِ لاتِّصالِهِ بِضَمِيرِ رَفْعٍ مُتَحَرِّكٍ هوَ "نا" المُعَظِّمِ نَفْسِهِ ـ سُبْحانَهُ، وَ "نَا" التَّعْظِيمِ هَذِهِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعِليَّةِ، وكافُ الخطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ النَّصْبِ بالمَفْعُولِيَّةِ. و "إِلَى" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "رَجَع"، و "أُمِّكَ" مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ مُضافٌ، وكافُ الخِطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِليْهِ، وَالجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ لَا مَحَلَّ لَهَا لكونِها معطوفةً عَلَى مُسْتَأْنَفٍ مُقَدَّرٍ، أَيْ: فَأُجِيبَتْ فَجَاءَتْ أُمُّكَ فَرَجَعْنَاكَ إِلى أُمِّكَ.
قوَلُهُ: {كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا} كَيْ: حَرْفٌ نَاصِبٌ، و "تَقَرَّ" فِعْلٌ مُضارعٌ منْصوبٌ بِـ "أنْ" مُضْمَرةٍ بعدَ "كيْ" لأنَّها هنا للتَّعْليلِ فلا تَنْصِبُ بِنَفْسِهَا، لِأَنَّهَا في حقيقتِها حَرْفُ جَرِّ، وَهُوَ مَذْهَبُ البَصْرِيِّينَ جَمِيعًا، أَمَّا الكُوفِيُّونَ فَيَرَوْنَ أَنْ كَيْ تَنْصِبُ الفِعْلَ بنفسِها، سَوَاء تَقَدَّمَهَا اللامُ أَمْ لَمْ يَتَقَدَّمَهَا. وقِيلَ بِأَنَّهُمْ أَجْمَعُوا عَلى جَوَازِ الفَصْلِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَعْمُولِهَا بـ "لا" النافيَةِ وَ "مَا" الزائدَةِ دُونَ سِوَاهُمَا، أَمَّا "كَيْ" المَصْدَرِيَّةُ: وَهِيَ الَّتي تَدْخُلُ عَلَيْهَا اللَّامُ لَفْظًا، كما تَقولُ: أَتَيْتُ كَيْ تُكْرِمَنِي، وكَقَوْلِهِ تَعَالى منْ سُورَةِ الحَديد: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فَاتَكُمْ} الآيةَ: 23. وَ "عَيْنُها" فَاعِلُهُ مَرْفوعٌ بِهُ، مُضافٌ، و "ها" ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في محلِّ الجرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ، والجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ صِلَةُ المَوْصُولِ الحَرْفِيِّ "كَيْ" لا محلَّ لَها مِنَ الإعرابِ، أَوْ هي فِي تَأْويلِ مَصْدَرٍ مَجْرُورٌ بِلَامِ التَعْلِيلِ المُقَدَّرَةِ، والتقديرُ: لِقُرَّةِ عَيْنِهَا. وَذَلِكَ بِحَسَبِ ما تقدَّمَ لنا بَيَانُهُ مِنِ خلافٍ فِي إِعرابِ "كي".
قولُهُ: {ولا تَحْزَنَ} وَ "وَلَا" الواوُ: حرفُ عَطْفٍ، و "لَا" نافيةٌ. و "تَحْزَنَ" فعلٌ مُضارعٌ مَنصوبٌ بـ "كَيْ" عَطْفًا عَلَى "تَقَرَّ"، وفاعِلُهُ ضميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هيَ) يعودُ عَلَى "أُمِّكَ" والجُمْلةُ الفعليَّةُ هَذِهِ مَعْطوفةٌ عَلى جُمْلَةِ "تَقَرَّ". ولها مثلُ إعرابها.
قوْلُهُ: {وَقَتَلْتَ نَفْسًا} الوَاوُ: حَرْفُ عَطْفٍ، وَ "قَتَلْتَ" فعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ لِاتِّصالِهِ بضميرِ رفعٍ متحرِّكٍ هو تاءُ الفاعِلِ، وتاءُ الفاعِلِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ فِي مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ. وَ "نَفْسًا" مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصوبٌ، والجُمْلةُ مُسْتَأْنَفَةٌ فِي حَيِّزِ القَوْلِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
قولُهُ: {فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الغمِّ} الفاءُ: للعطفِ، و "نَجَّيْنَاكَ" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رفعٍ متحرِّكٍ هو "نا" المعظِّمِ نفسَهُ ـ سُبْحانَهُ، و "نا" التعظيمِ هَذِهِ ضميرٌ متَّصِلٌ بهِ مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعليَّةِ، وكافُ الخِطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ النَّصْبِ عَلى المَفْعُولِيَّةِ، وَ "مِنَ" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "نَجَّيْنَاكَ"، و "الغَمِّ" مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ. والجملةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى "قَتَلْتَ" لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ
قولُهُ: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} الوَاوُ: للعطْفِ، و "فَتَنَّاكَ" مثلُ "نَجَّيْنَاكَ" معطوفٌ عليْهِ وَلَهُ مِثْلُ إِعْرابِهِ، وَ "فُتُونًا" مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ منصوبٌ على المَصْدَريَّةِ، وَهُوَ الأَرْجَحُ، ك "قعدَ قُعودًا" و "جَلَسَ جُلوسًا"، إِلَّا أَنَّ ما وزْنُهُ "فُعُولًا" قَلِيلٌ فِي المُتَعَدِّي، وَمِنْهُ: الشُّكُوْرُ، والكُفُورُ، والثُّبُورُ، واللُّزُومُ. كُمَا هوَ في قَولِهِ تَعَالَى مِنْ سُورةِ الفرقان: {لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} الآيةَ: 62، وإِذَا كانَ جَمْعَ "فِتْنَةٍ"، أَوْ فَتْنٍ عَلَى تَرْكِ الاعْتِدادِ بِتَاءِ التَأْنِيثِ كَ "حُجُورٍ" في حَجْرةٍ، وَ "بُدُوْرٍ" فِي بَدْرة، أَيْ: فَتَنَّاكَ ضُرُوبًا مِنَ الفِتَنِ، فَيَكونُ نَصْبُهُ بِنَزْعِ الخَافِضِ، أَيْ: بِضُروبٍ مِنَ الفِتَنِ، والمَعْنَى: ابْتَلَيْنَاكَ وَامْتَحَنَّاكَ بِأَنْوَاعِ الشَّدائِدِ.
قولُهُ: {فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ} فَلَبِثْتَ: الفاءُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، أَوْ عاطِفةٌ، و "لَبِثْتَ" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ لِاتِّصالِهِ بِضَميرِ رَفْعٍ مُتَحَرِّكٍ هوَ تاءُ الفاعِلِ وهي ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الرَّفْعِ بالفاعِليَّةِ، و "سِنِينَ" منصوبٌ على الظَّرْفِيَّةِ الزَّمَانِيَّةِ مُتَعَلِّقٌ بِـ "لَبِثْتَ". و "فِي" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "لَبِثْتَ"، و "أَهْلِ" مجرورٌ بحرفِ الجرِّ مُضافٌ. و "مَدْيَنَ" مَجْرورٌ بالإضافةِ إِلَيْهِ، وعلامةُ جَرِّهِ الفتحةُ نِيَابَةً عَنِ الكَسْرةِ لأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ بالعَلَمِيَّةِ والتَأْنِيثِ المَعْنَوِيِّ. والجملةُ مُسْتَأْنَفةٌ في حيِّزِ القولِ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ، أَوْ مَعْطُوفَةٌ عَلى جملةِ "فَتَنَّاكَ".
قولُهُ: {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ} ثُمَّ: حَرْفٌ للعَطْفِ والتَّرْتِيبِ، و "جِئْتَ" مثلُ "لَبِثْتَ"، مَعْطوفٌ عَلَيْهِ ولهُ مِثْلُ إعرابِهِ. و "عَلَى" حرفُ جرٍّ متعلِّقٌ بحالٍ مِنْ فاعِلِ "جِئْتَ" وَقدَّرَهُ أَبو البقاءِ العُكْبُريُّ: حَاَلَةَ كَوْنِكَ مُوافِقًا لِمَا هُوَ مُقَدَّرٌ لَكَ، أَوْ مُسْتَقِرًّا أَوْ كَائِنًا عَلَى قَدَرٍ مُعَيَّنٍ، وَهَذا تَفْسيرٌ صِنَاعِيٌّ. كَقَوْلِ الشاعر جريرُ بْنُ عَطِيَّة يَمْدَحُ الخليفةَ الراشِدَ الخامسَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
نَالَ الخِلافَةَ أَوْ جاءَتْ عَلَى قَدَرٍ ......... كَمَا أَتَى رَبَّهُ مُوسَى عَلَى قَدَرِ
و "قَدَرٍ" مَجْرُورٌ بحرفِ الجَرِّ. والجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ مَعْطوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ "لَبِثْتَ" لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ.
قوْلهُ: {يَا مُوسَى} يَا: أَداةُ نداءٍ للبعيدِ. و "مُوسَى" مُنَادَى مُفْرَدُ العَلَمِ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ المُقَدَّرِ على آخِرِهِ لتَعَذُّرِ ظُهُورِهِ عَلَى الأَلِفِ، في محلِّ النَّصْبِ على النِّداءِ، وَجُمْلَةُ النِّداءِ هَذِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَقُول القولِ لِـ "قَالَ".
قَرَأَ العامَّةُ: {كَيْ تَقَرَّ} بِفَتْحِ التَّاءِ وَالقافِ. وَقَرَأَتْ فِرْقَةٌ "تَقِرَّ" بِكَسْرِها، وَهُمَا لُغَتَانِ. وَقَرَأَ جَناَحُ بْنُ حُبَيْشٍ: "تُقَرُّ" بِضَمِّ التاءِ وَفَتْحِ القافِ عَلى أَنَّهُ مَبْنِيٌّ للمَفْعُولِ. و "عَيْنُهَا" بالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ نائبٌ عنْ فاعِلِهِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 40
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 1
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 16
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 32
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 48
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 64

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: