روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 112

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 112 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 112 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 112   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 112 I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 11, 2020 8:09 pm

وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112)
قوْلُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ} هوَ قَسيمٌ لِقَوْلِهِ في الآيَةِ الَّتي قَبْلَها {مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} وَمُعادِلٌ لَهُ، وَ "مَنْ" صِّلَةٌ وزِينَةٌ أَوْ شَرْطِيَّةٌ جازِمةٌ، فَقَدِ اشْتَرَطَ اللهُ لِقَبُولِهِ عَمَلَ عِبَادِهِ أَنْ َيكونوا مُؤْمِنِينَ بِهِ، فإِذَا كانَ العَبْدُ مُؤمنًا بِرَبِّهِ، وأَخْلَصَ في عَمَلِهِ قَبِلَهُ.
وَ "مِنَ" لِلْجِنْسِ، أَيْ: عَمِلَ أَعْمَالًا مِنْ جِنْسِ الأَعْمَالِ الصَّالِحاتِ الَّتي فِيها صَلاحُ نَفْسِهِ، أَوْ غَيْرِهِ مِنْ خَلْقِ اللهِ ومَنْفَعَتُهِمْ.
وَقِيلَ: هِيَ لِلتَّبْعِيضِ، أَيْ: عمِلَ شَيْئًا مِنَ الأَعْمالِ الصَّالِحَاتِ، وَهِيَ كَثِيرَةٌ لَا تُحْصَى، فَيَكْفي أَنْ يأْتيَ ببَعْضَها؛ لِأّنَّ مقدِرةَ الإِنْسَانِ وطاقتِهِ لَا يَسَعُها الإِتْيانَ بالصَّالِحاتَ كُلِّها، وَلا تَقْوَى عَلى ذَلِكَ، فحسْبُ المُؤْمِنِ أَنْ يَأْتيَ بِبَعضِها. وغيرُهُ ببعْضٍ آخَرَ وغيرُهُ وهكَذا تَجْتَمِعُ كُلُّها لِتُكَوِّنَ الصَّلاحَ الكامِلَ في أُمَّةِ سيِّدِنا محمَّدٍ ـ عليْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، الذي جَمَعَ الكَمَالَ في شَخْصِهِ الكَريمِ، وقدْ تَجَلَّي ذلكَ فِي أَخْلاقِهِ، وصِفاتِهِ، وسُلُوكِهِ وَمُعامَلاتِهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وصحْبِهِ وَسَلَّمَ، يقول: ((الخير فيَّ وَفِي أُمَّتي إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ)).
قوْلُهُ: {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} اشْتَرَطَ الإِيمانَ للعَمَلِ الصَّالِحِ لِأَنَّهُ بِغَيْرِهِ لَا يَكونَ صَالِحًا، فالإيمانُ باللهِ تَعَالى هُوَ للعَمَلِ الصَّالِحِ بِمَثَابَةِ الرَّوحِ للجَسَدِ، فالمُؤمِنُ باللهِ يَعْمَلُ لوجْهِ اللهِ وابتغاءَ مَرضاتِهِ، فيكونُ عملُهُ طاهرًا مُطَهَّرًا مِنَ المَصَالِحِ الشَّخْصِيَّةِ، والحُظوظِ النَّفْسِيَّةِ، والأَغراضِ الدنيويَّةِ الدَّنيَّةِ، ولذلكَ لا يقبلُهُ اللهُ مِنْهُ، ولا يُثيبُهُ في الآخِرةِ عَلَيْهِ، قالَ تَعَالى في الآيةِ: 18، مِنْ سُورَةِ إبراهيمَ ـ عليْهِ السَّلامُ: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ}، وَقالَ في آخِرِ سُورَةِ الكَهْفِ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} الآيَةِ: 110، وقالَ مِنْ سُورةِ النُّورِ: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَاب} الآيَةَ: (39)، أَمَّا المُؤْمِنُ فَإِنَّهُ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ لِيُرْضيَ رَبَّهُ وَيَنَالَ مَثُوبَتَهُ، وَلِذَلِكَ فَإِنَّ اللهَ يَقْبَلُ مِنْهُ عَمَلَهُ وَيُضاعِفُ لَهُ الثَّوابَ عَلَيْهِ، كَمَا قالَ في الآيةِ التي قبلَها: {لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} الآيةَ: 38، مِنْ سُورةِ النُّورِ. والآياتُ والأَحَادِيثُ النَّبَوِيَّةُ الشَّريفةُ الَّتي تَتَناولُ هَذَا المَوْضُوعِ هِيَ كثيرةٌ جِدَّا يَصْعُبُ حَصْرُها.      
قوْلُهُ: {فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} المَعْنَى: فَلَا يَخافُ ظُلْمًا بانْتِقَاصِ أَجْرِهِ عَلَى طَاعَتِهِ للهِ تَعَالى، وَلَا يُنْقَصُ مِنْ جَزَائِهِ الَّذِي وُعِدَ بِهِ شَيْئًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ هُودٍ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ: {وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ} الآيةَ: 109. وقالَ مِنْ سورةِ الشُعَرَاء: {طَلْعُهَا هَضِيمٌ} الآيةَ: 148، أَيْ: دَقيقٌ مُتَرَاكِبٌ، كَأَنَّ بَعْضَهُ يَظْلِمُ بَعْضًا، فَيُنْقِصُهُ حَقَّهُ. كَمَا لَا يُزادُ عَلَيْهِ فِي سَيِّئَاتِهِ، وَلَا يَخَافُ جَزَاءَ الظَّالِمِينَ المُنتظَرَ، لِأَنَّهُ بِإِيمَانِهِ وَعَمَلِهِ الصَّالِحِ وَفَضْلِ ربِّهِ ومَوْلاهُ عَلَيْهِ آمِنٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ. "وَلَا" يَخَافُ "هَضْمًا"، الْهَضْمُ: هوَ النَّقْصُ وَالْكَسْرُ، يُقَالُ: هَضَمْتُ مِنْ حَقِّي أَيْ حَطَطْتُهُ وَتَرَكْتُهُ. وَهْضْمُ الطَّعَامِ: التَّخْفيفُ مِنْ ثِقَلَهُ وتمَثُّلُ الجِسْمِ لَهُ. يُقالُ: امْرَأَةٌ هَضِيمُ الْكَشْحِ ضَامِرَةُ الْبَطْنِ رقيقةُ الخَصْرِ. وَالْفَرْقُ بَيْنَ الظُّلْمِ وَالْهَضْمِ أَنَّ الظُّلْمَ هُوَ الْمَنْعَ مِنَ الْحَقِّ كُلِّهِ، وَالْهَضْمُ الْمَنْعُ مِنْ بَعْضِهِ، وَرَجُلٌ هَضِيمُ الحَقِّ وَمُهْتَضَمُهُ: مَظْلُومٌ. وَتَهَضَّمَهُ وَاهْتَضَمَهُ: ظَلَمَهُ وَانْتَقَصَ مِنْ حَقِّهِ، قَالَ الْمُتَوَكِّلُ اللَّيْثِيُّ:
إِنَّ الْأَذِلَّةَ وَاللِّئَامَ لَمَعْشَرٌ ................... مَوْلَاهُمُ الْمُتَهَضَّمُ الْمَظْلُومُ
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الظُّلْمُ بِمَعْنَى النَّقْصِ الشَّدِيدِ كَمَا فِي قَوْلِهِ مِنْ سُورةِ الكَهْفِ: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا} الآيَةَ: 33، والجَنَّةُ لَا تُوصَفُ بِالظُّلْمِ الذي هُوَ الجَوْرُ؛ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ أُريدَ بالظُّلْمِ هَهُنا النَّقْصُ، أَيْ: لَمْ تُنْقِصْ مِنْ ثمارِها شَيْئًا، بَلْ أَتَتْ بِثِمَارِهَا كُلِّها كاملةً وَافِرَةً وَافِيَةً. إِذًا فمَعْنَى الظُلمِ والهضْمِ الواردِ في هذِهِ الآيةِ أَنَّهُ لَا يَخَافُ إِحْبَاطَ عَمَلِهِ كُلِّهِ أَوْ بَعْضِهِ.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَا يُؤْخَذُ بِذَنْبٍ لَمْ يَعْمَلْهُ، وَلَا تُبْطَلُ حَسَنَةٌ عَمِلَهَا.    
وَأَخْرَجَ الْفِرْيَابِيُّ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ: "وَلَا هَضْمًا" قَالَ: غَصْبًا.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوِلِهِ تَعَالَى: "فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا" قَالَ: "ظُلْمًا" أَنْ يُزَادَ فِي سَيِّئَاتِهِ، "وَلَا هَضْمًا" قَالَ: لَا يُنْقَصُ مِنْ حَسَنَاتِهِ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، فِي قَوْلِهِ: "فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا"، قَالَ: لَا يُخَافُ أَنْ يُظْلَمَ فَيُزَادَ فِي سَيِّئَاتِهِ، وَلَا يُهْضَمُ مِنْ حَسَنَاتِهِ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا" قَالَ: أَنْ يُزَادَ عَلَيْهِ أَكْثَرُ مِنْ ذُنُوبِهِ، "وَلَا هَضْمًا" قَالَ: أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْئًا.
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ عَنِ الْحَسَنِ البَصْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: لَا يُنْقَصُ مِنْ ثَوَابِ حَسَنَاتِهِ، وَلَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ ذَنْبُ مُسِيْءٍ. تَفْسيرُ ابْنِ جَريرٍ: (16/218).
قوْلُهُ تَعَالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ} الواوُ: للعَطْفِ، و "مَنْ" اسْمُ شَرْطٍ جازمٌ مبنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ بالابْتِداءِ، وَخَبَرُهُ جُمْلَةُ الشَّرْطِ، أَوِ الجَوَابِ، أَوْ هُمَا مَعًا. و "يَعْمَلْ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بـ "مَنْ"، وَفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ جَوَازًا تَقْديرُهُ (هُوَ) يَعُودُ عَلَى سيِّدِنا مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، و "مِنَ" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِصِفَةٍ لِمَفْعُولٍ بِهِ مَحْذوفٍ تَقْديرُهُ "أَعْمالًا"، وَ "الصَّالِحَاتِ" مجرورٌ بحرْفِ الجَرِّ. والجُمْلَةُ في محلِّ الجَزْمِ فعْلُ شرْطِ "مَنْ" وَجُمْلَةُ "مَنْ" الشرطِيَّةِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَطْفًا عَلَى جُمْلَةِ قَوْلِهِ: {وَقَدْ خَابَ}. عَلَى كَوْنِهَا في محلِّ النَّصْبِ على الحالِ، أَوْ مُسْتَأْنَفَةً، أَوْ مُعْتَرضةً ـ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ، وَفي الحالينِ ليسَ لها محَلٌّ مِنَ الإعرابِ.  
قوْلُهُ: {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} الواوُ: حاليَّةٌ، و "هوَ" ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبنيٌّ على الفتْحِ في محلِّ الرَّفعِ بالابْتِداءِ. و "مُؤْمِنٌ" خَبَرُهُ مَرْفوعٌ، وهَذِهِ الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ في مَحَلِّ النَّصْبِ على الحالِ مِنْ فاعِلِ "يَعْمَلْ".
قوْلُهُ: {فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} الفاءُ: رَابِطَةٌ لِجَوَابِ "مَنْ" الشَّرْطِيَّةِ، و "لا" نَافِيَةٌ. وَ "يَخَافُ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعودُ عَلَى "مَنْ". و "ظُلْمًا" مَفْعُولُهُ منصوبٌ بِهِ. و "وَلَا" الواوُ: للعَطْفِ و "لا" زائدَةٌ لِتَأْكِيدِ النَّفْيِ، وَ "هَضْمًا" مَعْطُوفٌ عَلى "ظُلْمًا" منصوبٌ بالمفعوليَّةِ مِثْلُهُ، والجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ خَبَرًا لِمُبْتَدَأٍ مَحْذوفٍ تَقْديرُهُ "هُوُ"، وَهَذِهِ الجُمْلَةُ الاسِمِيَّةُ في مَحَلِّ الجَزْمِ جَوَابًا للشِّرْطِ مُقْتَرِنَةٌ بِالفَاءِ.
قَرَأَ الْجُمْهُورُ: {فَلا يَخافُ} بالْرَّفْعِ على الخَبَرِيَّةِ، وَأَلِفٌ مُثْبتَةٌ بَعْدَ الْخَاءِ، على النَّفْيِ وَالاسْتِئْنافِ، أَيْ: فَإِنَّهُ لَا يَخافُ، فكَأَنَّ انْتِفَاءَ خَوْفِهِ أَمْرٌ مُقَرَّرٌ لِأَنَّهُ مُؤْمِنٌ وَيَعْمَلُ الصَّالِحَاتِ. وَقَرَأَ مُجَاهِدٌ، وابْنُ كَثِيرٍ، وَابْنُ مُحَيْصِنٍ: "فَلا يَخَفْ" بِالْجَزْمِ جَوَابًا لِقَوْلِهِ: "وَمَنْ يَعْمَل" فَحَذَفَ الْأَلِفِ التي بَعْدَ الْخَاءِ، عَلَى أَنَّ الْكَلَامَ نَهْيٌ مُسْتَعْمَلٌ فِي الِانْتِفَاءِ. وَكُتِبَتْ فِي الْمُصْحَفِ بِدُونِ أَلِفٍ فَاحْتَمَلَتِ الْقِرَاءَتَيْنِ. وَتُفِيدُ هَذِهِ القِرَاءَةُ عَدَمَ التَّرَدُّدِ فِي حُصُولِ أَمْنِ مَنْ عَمِلَ صالحًا مَنَ الظُّلْمِ وَالْهَضْمِ، فَإِنَّ فِي قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ خُصُوصِيَّةً لَفْظِيَّةً، وَفِي القِرَاءَةِ الثانِيَةِ خُصُوصِيَّةٌ مَعْنَوِيَّةٌ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 112
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 128
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 14 (1)
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 29
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 45
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 61

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: