روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 80

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 80 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 80 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 80   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 80 I_icon_minitimeالخميس يوليو 02, 2020 8:09 pm

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى
(80)
قَوْلُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ} نِدَاءٌ عَظيمٌ مِنَ اللهِ العظيمِ نَاداهمْ بِهِ، ذلكَ لأَنَّ إِسْرائِيلَ هوَ عبْدُ اللهِ المُخْلِصُ لَهُ المُقرَّبُ عِنْدَهَ، وهوَ نَبِيُّهُ يَعْقوبُ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، فهُمْ ذُريَّتُهُ مِنْ أَبنائِهِ الذينَ قَدِموا مَعَهُ إِلى مِصْرَ بدعوةٍ كَريمَةٍ مِنْ أَخِيهِمْ يوسُفَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، يومَ كانَ عزيزَ مِصْرَ، فأَقاموا فيها أَعِزَّاءَ مُكَرَّمينَ، ثُمَّ مَا لَبَثَ أهلُ البلادِ أَنْ قلبوا لهم ظهرَ المِجَنِّ فاستعبدوهم واسْتَرَقُّوهم وأذلُّوهمْ، واسْتَغَلُّوهُم أَبْشَعَ اسْتغلالٍ في الأَعمالِ الشاقةِ.
يُذَكِّرُ اللهُ ـ سُبْحانَهُ وَتَعَالى، بَنِي إِسْرائيلَ بِنِعَمٍ عَظِيمَةٍ أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْهِمْ، وفي مُقَدَّمَةِ هَذِهِ النِّعَمِ أَنَّهُ أَنْجَاهُمْ مِنْ عَدُوِّهِمْ فِرْعَونَ الذي كانَ يَسْتَعْبِدُهُمْ ويُذِلُّهُم، ويَسْتَعْمِلُهُمْ في خِدْمَتِهِ هوَ وقومُهُ القِبْطُ، ويَقتلُ أَبناءَهُم، ويستبقي النِّساءَ لخِدْمَتِهِ. فَأَرْسَلَ اللهُ لهم نَبِيَّهُ موسَى ـ عليْهِ السَّلامُ، مُؤيَّدًا بالآياتِ والمُعْجِزاتِ، فَخَلَّصَهُمْ مِنْهُ ونَجَّاهم، وأَغْرَقَ فِرْعونَ وجُنْدَهُ في اليَمِّ ـ كما تقدَّمَ بَيَانُهُ في الآيَةِ التي قبلَها.     
قولُهُ: {وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ} وهَذِهِ نِعْمَةٌ أُخْرى أَنْعَمَها الحقُّ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى، عَلَى بَني إِسْرائيلَ بَعْدَ نِعْمَةِ تَخليصِهِمْ مِنْ أَذى فِرْعَوْنَ وَقَومِهِ، وإنجائهم مِنْهُ، وَواعَدَهُمْ جَانِبَ الطورِ الأَيْمَنِ لِيُعْطيهِمْ المِنْهَجَ السَّلِيمَ القويمَ في الحَيَاةِ. فَتِلْكَ نِعمةٌ تَخُصُّ الجَسَدَ، وَهَذِهِ نِعْمَةٌ تخُصُّ الرُّوحَ لِكَوْنِهَا تَتَعَلَّقُ بِالدِّينِ وكيفيَّةِ التعامُلِ معَ اللهِ خالِقِهِمْ، وفيما بينَهُمْ للسُّلوكِ السَّلِيمِ في الحياةِ الدُّنيا، والفوزِ بنعيمِ اللهِ ورِضْوانِهِ في الحياةِ الأخُرى، ذَلِكَ لِأَنَّهُ أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ الْمَوْقِفِ كِتَابًا فِيهِ بَيَانُ دِينِهِمْ، وَشَرْحُ شَرِيعَتِهِمْ، وقوانينَ الحياةِ التي يَجِبُ عليهِمْ الالتزامُ بها، والسيرُ على نَهْجِها.
والمُوَاعَدَةُ: "مَفَاعَلَةٌ" فَلَا تَكونُ إِلَّا مِنْ فَريقيْنِ، كَ "حارَبَ" و "شارَكَ" وبارزَ، و "حادَثَ" وغيرِها، وَمِنْ نافلَةِ القولِ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ لَمْ يَكُنْ نتيجَةَ مباحثاتٍ ومفاوضاتٍ أَدَّتْ إلى تَرْتِيبِ مَوْعِدٍ للقاءِ بينَهُمْ وبينَ رَبِّهِمْ، كمَا جَرَتِ العادَةُ بينَ الفُرَقَاءِ مِنْ بني الإنسانِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الأُمُورِ، وإِنَّما كانَتْ دعوةٌ مِنَ اللهِ تَعَالى وُجِّهَتْ لَهُمْ عنْ طريقِ نَبِيِّهِمْ مُوسَى ـ عليْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، وَوَعَدوهُ بَتَلْبِيَتِها وِفقَ الوَقْتِ المُحدَّدِ لهَا. وفيهِ إِشارةٌ إلى أَنَّهُ إِذَا وَعَدَكَ إِنْسَانٌ بِشيءٍ وَضَربَ لَكَ مَوْعِدًا وَوَافَقْتَ عَلَيْهِ، كُنْتَ شريكًا لهُ في المُوَاعَدَةِ.
وَالطُّورُ: هو الجَبَلُ الذي ناجى عَلَيْهِ نبيُّ اللهِ موسَى عليْهِ السَّلامُ، رَبَّهُ ـ تباركَتْ أسْماؤُهُ، والجَانِبُ الأَيْمَنُ مِنْهُ: هوَ المَكانُ الذي وُعِدوا أَنْ يَتَلَقُّوا فيهِ مِنْهَجَ السَّمَاءِ الذي يجبُ عليهِمُ التزامَهُ، وَالشَّريعَةَ التَي عَلَيْهِم تَطْبيقُها والعَمَلُ بمُقْتَضَاهَا، وَهُوَ مَكانٌ بَعِيدٌ فِي صَحْرَاءِ سِينَاءَ لَا مَاءَ فيهِ ولَا زَرعَ وَلا نَبَاتَ؛ وَلِذَلِكَ فقدَ ضَمِنَ لَهُمُ اللهُ جلَّ وعَزَّ، طعامَهُمْ فيهِ وشرابَهُمْ، لأَنَّهُمْ ضيوفَهُ في هَذا المَكَانِ، وهو ـ تَبَارَكَ، أَجودُ مَنْ أَقرى الضِيفانَ، وكيفَ وقدْ أَمَرَ عبادَهُ بِذَلِكَ على لسانِ نَبِيِّهِ العَدْنانِ سيِّدِنا مُحَمَّدٍ ـ عليْهِ أفضَلُ الصلاةِ وأَكملُ السَّلامِ، فيما روَى الثِّقاتُ عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ. أَخْرَجَهُ الحُمَيْدِيُّ: (برقم: 575)، وأَحْمَدُ: (4/31، برقم: 16484)، والدَّارِمِيُّ: (برقم: 2036)، ومُسْلِمٌ: (1/50، برقم: 85)، وابْنُ مَاجَةَ: (برقم: 3672)، والنَّسائيُّ في "الكُبْرى.
وَفي رِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ)). أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ: (8/358، برقم: 25409)، وأَحْمَدُ: (2/463، برقم: 9968)، والبُخاريُّ: (برقم: 6018)، ومُسْلِمٌ: (برقم: 4783)، وابْنُ مَاجَةَ: (برقم: 3971)، وابْنُ حِبَّان: (برقم: 506).
قولُهُ: {وَنَزَّلْنَا  عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} هيَ ضيافةُ اللهِ تعالى لِبَنِي إِسْرائيلَ حينَ واعدَهُم على بوِساطةِ نَبِيِّهِمْ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا فيهِ منهاجُ حياةٍ لَهُمْ، وكأَنَّ ربِّي ـ جلَّ جلالُهُ العظيمُ، واعَدَهُمْ في هَذا المكانِ الذي لا ماءَ فيهِ ولا زَرْعَ، وضمِنَ لهُمْ فيهِ ضيافتَهُمْ دونَ أيْ جهْدٍ منهم، لِيَقْطَعَهم عَنْ  التعاطي بالأَسْبابِ، وليتفرَّغوا لِعِبَادَتِهِ ودراسةِ كتابِهِ وتَطبيقِ ما فيهِ مِنْ تعاليمَ. كما يفعلُ اليومَ الكثيرُ مِنْ أَصْحابِ المبادئ والأفكارِ، حيثُ يرتِّبوا دورةً تَدْريبِيَّةٍ لَكَوَادِرِهِمْ في مُعسْكَراتٍ بَعِيدةٍ عَنِ الناسِ، ويؤمنونَ لهم طعامَهُمْ وشرابَهُمْ ونفقَتَهم، لِيَهْضِمُوا المنهج الذي وُضِعَ لهم في أقْصَرِ مُدَّةٍ ممكنةٍ، وحتى لا يَشْغَلَهُمْ عنْ ذَلِكَ شاغلٌ.   
فكانَتْ ضِيَافَةُ رَبِّهِمْ لَهُمْ "المَنَّ"، وَهُوَ سائِلٌ أَبْيَضٌ يُشْبِهُ العَسَلَ، لَذيذُ الطَّعْمِ يَجْمَعُ بَيْنَ طَعْمِ القِشْدَةِ وَطَعْمِ عَسَلِ النَّحْلِ، فَكَانَ يَتَساقَط لَيْلًا قَطَرَاتٍ بِلَّوْرِيَّةً تُشْبِهُ النَّدَى عَلَى وَرَقِ الشَّجَرِ، فَيَجْمَعُونَها صبَاحًا كَشَرابٍ سُكَّريٍّ مُغَذٍ حُلْوٍ لَذيذِ الطَّعْمِ.
وَمَا تزالُ هَذِهِ المادَّةُ الَّتي أَنْعَمَ اللهُ عليهِمْ بها مَوْجُودَةً فِي بِلَادِ العِرَاقِ، حيثُ تَقومُ عَلَيْهَا صِنَاعَةٌ كَبيرَةٌ تُسَمَّى باسْمِ هَذِهِ المادَّةِ.
وَأَمَّا "السَّلْوى" فهوَ طَائِرٌ يُشْبِهُ طَائِرَ السُّمَّانِ، وَهُوَ طائِرٌ شَهِيُّ اللَّحْمِ كانَ يأْتيهِمْ جاهزًا للتَنَاوُلِ دُونَ تَعَبٍ مِنْهُمْ، وَدُونَ أَنْ يبذُلوا أَيَّ مَجْهُودٍ، بَلْ كانوا يَرَوْنَهُ بَيْنَ أَيْديهم مُعَدًّا جَاهِزًا للطَّعامِ.
وَهَكَذَا فقدْ وَفَّرَ لَهُمُ الحَقُّ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، مُقوِّماتِ الحَيَاةِ بَهَتَينِ المَادَّتينِ الغِذائيَّتَينِ اللَّذيذَتَيْنِ النَّافِعَتَيْنِ.
قَوْلُهُ تَعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} يا: أَدَاةُ نِداءٍ، و "بَنِي" مُنَادَى مُضَافٌ مَنْصُوبٌ بالنِّداءِ، وَعَلامَةُ نَصْبِهِ الياءُ لِأَنَّهُ مُلْحَقٌ بِجَمْعِ المُذَكَّرِ السَّالِمِ، و "إسرائيلَ" مَجرورٌ بالإِضافَةِ إِلَيْهِ، وَعَلامَةُ جَرِّهِ الفَتْحَةُ، لأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ بالعَلَمِيَّةِ وَالعُجْمَةِ، وَجُمْلَةُ: النِّداءِ هَذِهِ مَقُولٌ لِقَوْلٍ مَحْذوفٍ، والتَقْديرُ: وَقُلْنَا لَهُمْ بَعْدَ إِغْرَاقِ فِرْعَوْنَ: "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ"، ويجوزُ أنْ تكونَ مُسْتَأْنَفَةً فلا يكونُ لها مَحَلٌّ مِنَ الإعْرابِ.
قَوْلُهُ: {قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ} قَدْ: حَرْفٌ للتَّحقيقِ. وَ "أَنْجَيْنَاكُمْ" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رَفعٍ متحرِّكٍ هو "نا" المُعَظِّمِ نَفْسَهَ ـ سُبْحانَهُ. و "نَا" التعظيمِ هَذِهِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ على السُّكونِ فِي مَحَلِّ الرَّفعِ بِالْفَاعِلِيَّةِ، وَكافُ الخِطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ النَّصِبِ بالمفعوليَّةِ، والميمُ للجمعِ المُذكَّرِ، وَالجُمْلَةُ الفعليَّةُ هذِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَقُولًا لِلْقَوْلٍ المَحْذوفِ، عَلَى كَوْنِهَا جَوابَ النِّداءِ. و "مِنْ" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "أَنْجَيْنَاكُمْ"، و "عَدُوِّكُمْ" مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ، وهوَ مُضافٌ، وَكافُ الخِطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إلَيْهِ، والميمُ للجمعِ المُذكَّرِ.
قولُهُ: {وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ} الوَاوُ: حرفٌ للعَطْفِ، و "وَاعَدْنَاكُمْ" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رَفعٍ متحرِّكٍ هو "نا" المُعَظِّمِ نَفْسَهَ ـ سُبْحانَهُ. و "نَا" التعظيمِ هَذِهِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ على السُّكونِ فِي مَحَلِّ الرَّفعِ بِالْفَاعِلِيَّةِ، وَكافُ الخِطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ النَّصِبِ مَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ وَالمِيمُ للجَمْعِ المُذكَّرِ، وَالجُمْلَةُ الفعليَّةُ هذِهِ مَعْطوفَةٌ عَلَى جُمْلةِ "أَنْجَيْنَاكُمْ". و "جَانِبَ" مَفْعُولُهُ الثاني مَنْصُوبٌ بِهِ، وهوَ مُضَافٌ، وَهوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ أَيْ: إِتْيَانَ جانِبِ. وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكونَ المَفْعُولُ الثاني مَحْذُوفًا. و "جَانِبَ" ظَرْفٌ للوَعْدِ، وَالتَقْديرُ: وَوَاعَدْنَاكُمُ التَّوْرَاةَ فِي هَذَا المَكَانِ؛ لِأَنَّهُ ظَرْفُ مَكَانٍ مُخْتَصٍّ، لَا يَصِلُ إِلَيْهِ الفِعْلُ بِنَفْسِهِ، وَلَوْ قِيلَ: إِنَّهُ تُوُسِّعَ في هَذَا الظَّرْفِ فَجُعِلَ مَفْعُولًا بِهِ، أَيْ: جُعِلَ نَفْسَ المَوْعُودِ، نَحَوَ قولِكَ: "سِيْرَ عَلَيْهِ فَرْسَخَانِ وَبَريدانِ" لَجَازَ. وَقيلَ: لَا يَكُونُ ظَرْفًا لِأَنَّهُ مَحْدُودٌ. وَ " الطُّورِ" مَجْرُورٌ بالإضافةِ إِلَيْهِ. و "الْأَيْمَنَ" صِفَةٌ لِـ "جَانِبَ" مَنْصُوبٌ مِثْلُهُ.
قولُهُ: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} الوَاوُ: للعَطْفِ، و "نَزَّلْنَا" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رَفعٍ متحرِّكٍ هو "نا" المُعَظِّمِ نَفْسَهَ ـ سُبْحانَهُ. و "نَا" التَّعْظيمِ هَذِهِ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي مَحَلِّ الرَّفعِ بِالْفَاعِلِيَّةِ، والجُمْلَةُ مَعْطوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ "وَاعَدْنَا" ولها مِثْلُ ما لها مِنْ إعرابٍ. وَ "عَلَيْكُمُ" عَلَى: حرْفُ جَرٍ مُتَعَلِّقٌ بِـ "نَزَلْنَا"، وكافُ الخِطابِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بِحَرْفِ الجَرِّ، والميمُ علامةُ الجَمْعِ المُذكَّرِ. وَ "الْمَنَّ" مَفْعُولُهُ مَنْصوبٌ بِهِ. وَ "السَّلْوَى" مَعْطُوفٌ عَلَى "الْمَنَّ" مَنْصُوبٌ مِثْلُهُ، وعَلَامَةُ نَصْبِهِ مُقدَّرةٌ عَلَى آخِرِهِ لِتَعَذُّرِ ظُهورِها على الأَلِفِ.
قَرَأَ الجُمهورُ: {أَنجَيْنَاكُمْ} بِنُونِ العَظَمَةِ، وَمِثْلَهَا قرَؤوا: كُلًّا مِنْ "وَاعَدْنَاكُمْ". وَقَرَأَ الأَخَوَانِ: (حَمْزَةُ والكِسَائيُّ)، وَخَلَفٌ: "أَنْجَيْتُكم" وَ "وَاعَدْتُكم" بِتَاءِ المُتَكَلِّمِ. وَقَرَأَ حُمَيْد: "نَجَّيْناكم" بالتَّشْديدِ.
قَرَأَ الجُمْهورُ: {الأَيْمَنَ} بالنَّصْبِ عَلى المَفْعُولِيَّةِ. وَقُرِئَ: "الأَيْمَنِ" بالجرِّ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ خَفْضٌ عَلَى الجِوارِ، كَقَوْلِهِم: جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ. وَجَعَلَهُ الشَّيْخُ أَبو حَيَّانٍ شَاذًا ضَعِيفًا. وَخَرَّجَهُ عَلَى أَنَّهُ نَعْتٌ لـ "الطُّورِ" قالَ: وُصِفَ بِذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنَ اليُمْنِ، أَوْ لِكَوْنِهِ عَلَى يَمِينِ مَنْ يَسْتَقْبِلُ الجَبَلَ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 80
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 128
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 14 (1)
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 29
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 45
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 61

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: