روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 71

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 71 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 71 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 71   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 71 I_icon_minitimeالجمعة يونيو 19, 2020 5:48 am

قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71)


قولُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ} وَقَالَ في الآيةِ: 26، مِنْ سُورَةِ العَنْكبوتِ: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ}، يُقالُ: آمَنَ بِهِ، أَيْ حَصَلَ الْإِيمَانُ عِنْدَهُ بِسَبَبِهِ. وآمنَ لَهُ، أَيْ: حَصَلَ عِنْدَهُ الْإِيمَانُ لِأَجْلِهِ. وَأَصْلُ الْفِعْلِ أَنْ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ لِأَنَّ آمَنَهُ بِمَعْنَى صَدَّقَهُ، وَلَكِنَّهُ كَادَ أَنْ لَا يُسْتَعْمَلَ فِي مَعْنَى التَّصْدِيقِ إِلَّا بِأَحَدِ هَذَيْنِ الْحَرْفَيْنِ.
يُخْبِرُ اللهُ تَعَالى عَنْ عِنَادِ فِرْعَوْنَ وَبَغْيِهِ، وَإِصْرارِهِ عَلى كُفْرِهِ، وأَنَّهُ مَازالَ عَلى عُنْجُهانِيَّتِهِ وَصَلَفِهِ، وَمُكَابَرَتِهِ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ، فَمَازالَ يَرَى نَفْسَهُ إِلَهًا، رَغْمَ مَا رَأَى مِنْ بُرْهَانٍ عَظِيمٍ عَلى قُدْرةِ اللهِ تَعَالى، حِينَ جَرَتْ أَمَامَ عَيْنَيْهِ مُعْجِزَةٌ بَاهِرَةٌ، وَآيَةٌ عُظْمَى، وَالَّذِينَ اسْتَنْصَرَ بِهِمْ هُزِموا أَمَامَهُ وَخَذَلُوهُ، وآمَنُوا بِاللهِ العظيمِ الذي لا إِلَهَ غيْرُهُ ولا رَبَّ سِوَاهُ، وخرُّوا لَهُ سُجُّدًا في حَضْرَةِ النَّاسِ كُلِّهِمْ، وغُلِبَ هنالِكَ كُلَّ الْغَلَبِ. وَمَعَ ذَلِكَ أَبى أَنْ يَخْضَعَ للحَقِّ ويُزْعِنَ للحَقِيقَةِ وَيَعْتَرِفَ بِهَزيمَتِهِ. ثُمَّ بَعْدَ هَذَا كُلِّهِ نَرَاهُ يَسْتَغْرِبُ مِنْ سَحَرَتِهُ الذينَ اسْتَعَانَ بِهِم كَيْفَ يَخْذُلونَهُ، وَيَتَخلَّوْنَ عنْهُ وَيَتْرُكُونَهُ، ويُؤْمِنُونَ بِإِلَهِ غَيْرِهَ، وَيَخِرُّونَ لغيرِهِ ساجدينَ، فَيُنْكِرُ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْهُم، ويَنْهَالُ بِالتَأْنِيبِ والتَّبْكيتِ وَالوَعِيدِ، وَيُنْذِرُهمْ بِالعَذابِ الأَليم الشَّديدِ، وَيُعْلِنُ حَرْبَهُ عَلَيْهِمِ.
قولُهُ: {إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ} الكَبيرُ فِي اللُّغَةِ: الرَّئيسُ، وَمِنْ ذلكَ قوْلُهُ تَعَالى مِنْ سورةِ يوسُف ـ عليْهِ السَّلامُ: {قَالَ كَبِيرُهُمْ} الآيةَ: 80، يَعْني رَئِيسُهُمُ الذي هُوَ أَعْلَمُهُمْ، وَلَمْ يُرِدِ الكَبيرَ في السِّنِّ. والكبيرُ أَيْضًا: المُعلِّمُ، يَقُولُ أَهْلُ مَكَّةَ: جِئْتُ مِنْ عِنْدِ كَبيري. "مَجَازُ القُرْآنِ" لِأَبي عُبَيْدَةَ: (2/23). وقال الكِسائِيُّ: الصَّبِيُّ بِالحِجَازِ إِذَا جاءَ مِنْ عِنْدِ مُعَلِّمِهِ قَالَ: جِئْتُ مِنْ عِنْدِ كَبيرِي.
أَرادَ فرعونُ بِقَوْلِهِ هَذَا أَنْ يُشْبِهَ الأَمْرَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى لَا يَتَّبِعُوهُمْ فَيُؤْمِنُوا كَإِيمَانِهِمْ، وَإِلَّا فَقَدْ عَلِمَ فِرْعَوْنُ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَعَلَّمُوا مِنْ مُوسَى شَيْئًا قَطُّ، بَلْ إِنَّهم عَلِمُوا السِّحْرَ قَبْلَ قُدُومِ مُوسَى، بَلْ وَقبلَ وِلَادَتِهِ. فإنَّهُ لَمَّا شَاهَدَ مِنْهُمُ السُّجُودَ وَالْإِقْرَارَ خَافَ أَنْ يَصِيرَ ذَلِكَ سَبَبًا لِاقْتِدَاءِ سَائِرِ النَّاسِ بِهِمْ فِي الْإِيمَانِ بالله تَعَالَى وَبِرَسُولِهِ، فَطَفِقَ يَكَيلُ التُّهَمَ لِنبيِّهِمِ الذي بهِ آمِنُوا، وإلى جانِبِهِ انحازوا، ويُلْقَى عليْهِ شُبْهَةً أُخْرَى، بِأَنَّهُ كَبِيرُهُمُ الَّذِي عَلَّمَهُمُ السِّحْرَ، مُسْتَدِلًّا بأَنَّهم آمَنُوا بِهِ في الحالِ دونَ تَبَصُّرٍ ولا تَفْكِيرِ، وَلَا مُحَاوَلَةِ فِعْلِ شَيْءٍ للرَّدِّ عَلَيْهِ بِسِحْرٍ يَغْلِبُ سِحْرَهُ، وَيَفْضَحُ أَمْرَهُ، ويُعَرِّيهِ أَمامَ النَّاسِ. إِذًا فَهوَ كَبيرُكُم الذي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ، وَأَنْتُمْ تَلامِذَتُهُ وَلَهُ تَتَّبِعُونَ، وَمُريدوهُ فَبِنَهْجِهِ تَلْتَزِمونَ، فقد تَوَافَقْتُمْ عَلَى أَنْ تُظْهِرُوا الْعَجْزَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَمامَهُ تَرْوِيجًا لِأَمْرِهِ وَتَفْخِيمًا لِشَأْنِهِ، كما قالَ في سورة الأعراف: {إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} الْآية: 123. فإِنَّ إِيمَانَكُمْ لَيْسَ عَنِ نَظَرٍ وبَصِيرَةٍ بَلْ هُوَ عَنْ سَبَبٍ آخَرَ.
قوْلُهُ: {فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ} أَيْ: فَلَأَجْعَلَنَّكُمْ مُثْلَةً. يُقْسِمُ عَلَى أَنْ يَقْطَعَ مِنْهُم اليَدَ اليُمْنَى والرِّجْلَ اليُسْرَى تَفَنُّنًا مِنْهُ في تَعْذِيبِهِم والانْتِقَامِ منهُمْ لأَنَّهُم خَذَلُوهُ وكَفَرُوا بِأُلوهِيَّتِهِ، وآمنوا باللهِ تَعَالَى ربِّ موسَى وهارونَ. وفرعونُ هُوَ أَوَّلُ مَنِ ابْتَكَرَ هَذِهِ الطَّريقةَ في التَّعْذيبِ والقَتْلِ والانْتِقَامِ، فقدْ أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمُا، أَنَّهُ قَالَ: فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ. والقَطْعُ: فَصْلُ شَيْءٍ مُدْرَكًا بِالبَصَرِ ـ كَالْأَجْسَامِ، أَوْ مُدْرَكًا بِالبَصِيرَةِ ـ كَالأَشْيَاءِ المَعْقُولَةِ، وصِيغَةُ المُبالغَةِ بالتَضْعيفِ فِيهِ "لَأُقطِّعَنَّ" للتَكثيرِ.
وَأَمَّا مَا جَاءَ فِي الْإِسْلَامِ فِي عُقُوبَةِ الْمُحَارِبِ، فَإِنَّمَا هُوَ قَطْعُ عُضْوٍ وَاحِدٍ عِنْدَ كُلِّ حِرَابَةٍ، فَهُوَ مِنَ الرَّحْمَةِ فِي الْعُقُوبَةِ لِئَلَّا يَتَعَطَّلَ انْتِفَاعُ الْمَقْطُوعِ بِبَاقِي أَعْضَائِهِ مِنْ جَرَّاءِ قَطْعِ يَدٍ ثُمَّ رِجْلٍ مِنْ جِهَةٍ وَاحِدَةٍ، أَوْ قَطْعِ يَدٍ بَعْدَ يَدٍ وَبَقَاءِ الرِّجْلَيْنِ.
وَقِيلَ إِنَّ امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ كَانَتْ تَسْأَلُ: مَنْ غَلَبَ؟. فَقِيلَ لَهَا: مُوسَى وهارونَ. فَقَالَتْ: آمَنْتُ بِرَبِّ مُوسَى وَهَارونَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فِرْعَوْنُ، فَقَالَ: فَخَذُواْ أَعْظَمَ صَخْرَةٍ، فَحَذِّرُوهَا، فَإِنْ أَقَامَتْ عَلَى قَوْلِهَا، فَأَلْقُوهَا عَلَيْهَا. فَنَزَعَ اللهُ رُوحَهَا، فَأُلْقِيَتِ الصَّخْرَةُ عَلَى جَسَدِهَا، وَلَيْسَ فِيهِ رُوحٌ ـ رَحِمَها اللهُ تَعَالَى وَرَضِيَ عَنْها.
قَوْلُهُ: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} وَالتَّصْلِيبُ: مُبَالَغَةٌ فِي الصَّلْبِ. وَالصَّلْبُ: رَبْطُ الْجِسْمِ عَلَى عُودٍ مُنْتَصِبٍ أَوْ دَقُّهُ عَلَيْهِ بِمَسَامِيرَ، وَالْمُبَالَغَةُ رَاجِعَةٌ إِلَى الْكَيْفِيَّةِ أَيْضًا بِشِدَّةِ الدَّقِّ عَلَى الْأَعْوَادِ. وَلِذَلِكَ عدلَ عَنْ حَرْفِ الِاسْتِعْلَاءِ إِلَى حَرْفِ الظَّرْفِيَّةِ تَشْبِيهًا لِشِدَّةِ تَمَكُّنِ الْمَصْلُوبِ مِنَ الْجِذْعِ بِتَمَكُّنِ الشَّيْءِ الْوَاقِعِ فِي وِعَائِهِ. وَالْجُذُوعُ: جَمْعُ جِذْعٍ ـ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَسُكُونِ الذَّالِ، وَهُوَ عُودُ النَّخْلَةِ. أَيْ: وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ عَلَى جُذُوعِ النَّخْلِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ سُوَيْدِ بْنِ أَبِي كَاهِلٍ:
هُمُ صَلَبُوا الْعَبْدِيَّ فِي جِذْعِ نَخْلَةٍ ....... فَلَا عَطَسَتْ شَيْبَانُ إِلَّا بِأَجْدَعَا
وَالأَصْلُ عَلَى جُذُوعِ النَّخْلِ، وَقالَ عَنْتَرَةُ العَبْسِيُّ:
بَطَلٌ كَأَنَّ ثِيابَهُ في سَرْحَةٍ .............. يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ لَيْسَ بِتَوْءَمِ
أَيْ عَلَى سَرحةٍ.
وَإِنَّما قالَ "في" لأَنَّهُمْ سَيَبْدُونُ حِينَ يُصْلَبُونَ عَلَيْهَا كأَنَّهُمْ قُطْعَةٌ مِنْهَا، ولاسْتِمرارِهِمْ مُعْلَّقِينَ عَلَيْهَا مُدَّةً طَوِيلَةً مِنَ الزَّمانِ، فقدْ شَبَّهَ تَمَكُّنَهُم بِتَمَكُّنِ مَنْ حَوَاهُ الجِذْعُ وَاشْتَمَلَ عَلَيْهِ. وَقِيلَ بِأَنَّهُ نَقَرَ جُذوعَ النَّخْلِ فَجَوَّفَها، وَوَضَعَهُم فِيها، فَمَاتُوا جُوعًا وَعَطَشًا. وقدْ فعلَها اللعينُ بهِم ـ رَحِمُهُمُ اللهُ، فَقَطَّعَ وصَلَّبَ حَتَّى مَاتُوا.
قَوْلُهُ: {وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى} أَيْ: وَسَتَجِدُونَ أَنَّ عَذَابِيَ أَشَدُّ مِنَ الْعَذَابِ الَّذِي حُذِّرْتُمُوهُ مِنْ قِبَلِ مُوسَى. يَظُنُّ المَلْعُونُ ـ لشِدَّةِ غُرُورِهِ بِنَفْسِهِ، أَنَّهُ ـ بِمَا ابتكَرَهُ مِنْ وسائلِ التعذيبِ والقَتْلِ، قدْ بَلَغَ ما لمْ يفعلْهُ غيرُهُ مِنْ قَبْلُ، وَمَا لَا يَسْتطيعُهُ غيْرُهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَا أَعَدَّهُ اللهُ لَهُ وللكافرينَ أَمْثَالِهِ مِنْ أَلْوانِ العَذابِ في جَهَنَّمَ، يَوْمَ القِيامَةِ. نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ وحُسْنَ الخِتَامِ.
قوْلُهُ تَعَالَى: {قَالَ} فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيُّ عَلى الفتْحِ، وفاعِلُهُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هوَ) يَعودُ عَلى فرعون، وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ مُسْتَأْنَفةٌ لَا مَحَلَّ لهَا مِنَ الإعْرابِ.
قوْلُهُ: {آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ} آمَنْتُمْ: الهَمْزَةُ: فيهِ للاسْتِفْهامِ التَّوْبيخِيَّ، وقد حُذِفَتِ الهَمْزَةُ الأُولَى، وَسُهِّلَتِ الثانيَةُ، وهوَ فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رَفعٍ متحرِّكٍ هُوَ تاءُ الفاعِلِ، وتاءُ الفاعلِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، والمِيمُ لِتَذْكيرِ الجَمْعِ. و "لَهُ" اللامُ حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "آمنتم"، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بِحَرْفِ الجَرِّ. و "قَبْلَ" مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ الزَّمانيَّةِ، مُتَعَلِّقٌ أَيْضًا بِـ "آمنتم"، وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هذِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَقُولُ القولِ لـ "قَالَ". وَ "أَنْ" حَرْفُ نَصْبٍ وَمَصْدَرٍ، و "آذَنَ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِهِ، وَفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ "أَنا" يَعُودُ عَلى فِرْعَوْنَ. و "لَكُمْ" اللامُ حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "آذّنَ"، وكافُ الخطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بِحَرْفِ الجَرِّ، والميمُ لتذْكيرِ الجمعِ، وَجُمْلَةُ: "آذَنَ" صِلَةُ المَوْصُولِ الحَرْفِيِّ "أَنْ" لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعْرابِ، وَالمَصْدَرُ المُؤَوَّلُ مِنْ "أَنْ" فِي مَحَلِّ الجَرِّ بإضافةِ "قَبْلَ" إِلَيْهِا والتقديرُ: قَبْلَ إِذْنِي لَكُمْ.
قَوْلُهُ: {إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي} إِنَّ: حَرْفٌ ناصِبٌ، ناسِخٌ، مُشَبَّهٌ بالفِعْلِ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ النَّصْبِ اسْمُهُ. و "لَكَبِيرُكُمُ" اللامُ: المُزَحلقةُ للتوكيدِ، (حَرْفُ ابْتِدَاءٍ)، و "كَبِيرُ" خَبَرُ "إِنَّ" مَرْفوعٌ بِها، وَكافُ الخطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بالإِضافةِ إِلَيْهِ، والميمُ للجمعِ المُذكَّرِ، وَجُمْلَةُ "إنَّ" فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَقُولُ القولِ لـ "قَالَ". "الَّذِي" اسْمٌ مَوْصُولٌ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ صِفَةً لـ "كَبِيرُ".
قولُهُ: {عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ} عَلَّمَكُمُ: فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ عَلى الفتْحِ،
وفاعِلُهُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فِيْهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يعودُ عَلَى الاسْمِ المَوْصُولِ "الذي"، وكافُ الخِطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ النَّصْبِ مَفْعُولُهُ الأوَّلُ، والميمُ علامَةُ تذْكيرِ الجَمعِ. و "السِّحْرَ" مَفْعولُهُ الثاني مَنصوبٌ بِهِ، وَالجُمْلَةُ صِلَةُ المَوْصُولِ لا محلَّ لها مِنَ الإعراب.
قَوْلُهُ: {فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ} الفاءُ هِيَ الفَصِيحَةُ أَفْصَحَتْ عَنْ جَوَابِ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ بـ: إِذَا عَرَفْتُمْ مَا قُلْتُ لَكُمْ، وَأَرَدْتُمْ بَيَانَ شَأْنِي فِيكُمْ فَأَقُولُ لَكُمْ لَأُقطِّعَنَّ أَيْديَكم وأَرجُلَكم مِنْ خلافٍ .. . وَاللامُ هيَ المُوَطِّئَةُ لِلْقَسَمِ، و "أُقَطِّعَنَّ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لِاتِّصَالِهِ بِنُونِ التَّوْكِيدِ الثَّقيلَةِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وَفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ (أنا) يَعُودُ عَلَى فِرْعَوْنَ. والنُّونُ المُشَدَّدَةُ هيَ نونُ التوكيدِ الثقيلةِ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ. وَ "أَيْدِيَكُمْ" مَفْعُولُهُ منصوبٌ بِهِ، وكافُ الخِطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بالإضافَةِ إِلَيْهِ، والميمُ لتذْكيرِ الجَمعِ, و "وَأَرْجُلَكُمْ" الواوُ حرفُ عَطْفٍ، و "أَرْجُلَكُمْ" مَعْطُوفٌ عَلَى "أَيْدِيَكُمْ" ولَهُ مِثْلُ إِعْرابِهِ. و "مِنْ" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِحَالٍ مِنَ الأَيْدِي وَالأَرْجُلِ، أَيْ: حَالَةَ كَوْنِهَا مُخْتَلِفَاتٍ فِي الاسْمِ والصِّفَةِ، وَ "خِلَافٍ" مَجْرُورٌ بحرفِ الجَرِّ، وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هذِهِ جَوَابُ القَسَمِ، لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ، وَجُمْلَةُ القَسَمِ: فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مقولُ القولِ لِـ "قَالَ".
قَوْلُهُ: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} الواوُ: حرفُ عَطْفٍ، وَ "لَأُصَلِّبَنَّكُمْ" اللَّامُ: مُوَطِّئَةٌ لِلْقَسَمِ، و "أُصَلِّبَنَّ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَعطوفٌ عَلَى "أُقطِّعنَّ" وَلَهُ مِثْلُ ما لَهُ مِنَ الإعرابِ، وَالجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ قَوْلِهِ: "لِأَقَطِّعَنَّ" عَلي كَوْنِهَا جَوَابَ قَسَمٍ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ. و "فِي" حرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بـ "أُصَلِّبَنَّ"، و "جُذُوعِ" مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ، وَهُوَ مُضافٌ، و "النَّخْلِ" مَجْرُورٌ بالإضافَةِ إِلَيْهِ.
قَوْلُهُ: {وَلَتَعْلَمُنَّ} الواوُ للعطْفِ، واللامُ: مُوَطِّئةٌ للقَسَمِ، وَ "تَعْلَمُنَّ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ والجازِمِ، وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثَبَاتُ النُّونِ في آخِرِهِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَقَدْ حُذِفَتْ لِتَوَالِي الأَمْثَالِ، وواوُ الجَماعَةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ بالفَاعِلِيَّةِ، وَقَدْ حُذِفَتْ أَيْضًا لِالْتِقاءِ السَّاكِنَيْنِ، والنُّونُ المُشَدَّدَةُ هيَ نُونُ التوكيدِ الثَّقيلَةِ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإِعْرابِ وَأَصْلُ الفِعْلِ "لَتَعْلَمُونَنَّ". وَالجُمْلَةُ مَعْطوفَةٌ عَلى جُمْلَةِ "لأُصَلِّبَنَّكم" الَّتي قَبْلَها عَلي كَوْنِهَا جَوَابَ قَسَمٍ لَيْسَ مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ أَيْضًا.
قولُهُ: {أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى} أَيُّ: اسْمُ اسْتِفْهَامٍ مَرْفُوعٌ بالابْتِداءِ، وَهُوَ مُضافٌ، وَ "نَا" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الجرِّ بالإِضافَةِ إِلَيْهِ. و "أَشَدُّ" خَبَرُهُ مرفوعٌ. و "عَذَابًا" تَمْيِيزٌ مُحَوَّلٌ عَنِ المُبْتَدَأِ، مَنْصُوبٌ بِاسْمِّ التَّفْضِيلِ "أَشَدُّ"، وَ "أَبْقَى" مَعْطوفٌ عَلَى "أَشَدُّ" مَرْفوعٌ مِثْلُهُ، وَعَلامَةُ رَفْعِهِ ضَمَّةٌ مُقدَّرةٌ على آخِرِهِ لِتَعَذُّرِ ظهورِها على الأَلِف، وهَذِهِ الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ، سَادَّةً مَسَدَّ مَفْعُولَيْ "تَعْلَمُنَّ" إِنْ كانَتْ عِلْمانِيَّةً عَلى بابِهَا، أَوْ مَسَدَّ مَفْعُولٍ وَاحِدٍ، إِنْ كَانَتْ عِرْفانِيَّةً؛ لِأَنَّ الفِعْلَ عُلِّقَ بِـ "أَيُّ" الاسْتِفْهَامِيَّةِ، وَيَجُوزُ عَلَى جَعْلِهَا عِرْفَانِيَّةً، أَنْ تَكُونَ "أَيُّ" مَوْصُولَةً بِمَعْنَى "الذي"، وَقدْ بُنِيَتْ لِأَنَّهَا قَدْ أُضِيفَتْ، وَحُذِفَ صَدْرُ صِلَتِهَا، وَ "أَشَدُّ" خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذوفٍ، وَالجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ، صِلَةُ: "أَيْ" المَوْصُولَةِ، وَ "أَيُّ" المَوْصُولَةُ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلى المَفْعُولِيَّةِ لِـ "عَلِمَ" العِرْفَانِيَّةِ، كَمَا هِيَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ} فِي أَحَدِ أَوْجُهِ إِعْرَابِهِ.
قَرَأَ قَالُونُ وَوَرْشٌ مِنْ طَرِيقِ الْأَزَرْقِ، وَابْنُ عَامِرٍ، وَأَبُو عَمْرٍو، وأَبُو جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ عَنْ يَعْقُوبَ: {آمَنْتُمْ} بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ بَعْدَهَا مَدَّةٌ، وَهِيَ الْمَدَّةُ النَّاشِئَةُ عَنْ تَسْهِيلِ الْهَمْزَةِ الْأَصْلِيَّةِ فِي فِعْلِ "آمَنَ"، عَلَى أَنَّ الْكَلَامَ هوَ اسْتِفْهَامٌ. وَقَرَأَ وَرْشٌ مِنْ طَرِيقِ الْأَصْفَهَانِيِّ، وَابْنِ كَثِيرٍ، وَحَفْصٍ عَنْ عَاصِمٍ، وَرُوَيْسٍ عَنْ يَعْقُوبَ "آمَنْتُمْ" بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى أَنَّ الْكَلَامَ خَبَرٌ، فَهُوَ خَبَرٌ مُسْتَعْمَلٌ فِي التَّوْبِيخِ. وَقَرَأَ الأَخوانِ (حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ)، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ، وَخَلَفٌ: "أَآمَنْتُمْ" بِهَمْزَتَيْنِ، عَلَى الِاسْتِفْهَامِ أَيْضًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 71
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 10
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 25
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 41
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 57
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 73

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: