روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 22

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 22 Jb12915568671



الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 22 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 22   الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 22 I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 28, 2020 5:07 pm

وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى (22)


قولُهُ ـ تَعالى شَأْنُهُ: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ} تَتَوَالَى الآياتُ الإلهيَّةُ، والمُعْجِزَاتُ الربَّانِيَّةُ الَّتي أَيَّدَ اللهُ بِهَا رَسُولَهُ مُوسَى ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، وسَلَّحَهُ بِهَا قَبْلَ أَنْ يُرْسلَهَ إلى فِرْعَوْنَ وقومِهِ لهدايتِهِمْ إلى طريقِ الحقِّ والعَدْلِ، فَيَتْرُكوا تَأْلِيْهَ فِرْعَوْنَ، ويعبدوا الإلهَ الواحِدَ.
وَنَرَى أَنَّ هَذِهِ الآياتِ هي مِنَ النَّوْعِ الذي بَرَعَ فِيهِ أَهْلُ زَمانِهِ، إِذِ انْتَشَرَ السِّحْرُ بَيْنَ أَهلِ ذَلِكَ العَصْرِ بِشَكْلٍ واسِعٍ، فكانَتِ الآياتُ والمُعْجِزَاتُ الَّتِي سَلَّحَ اللهُ بِهَا رَسُولَهُ موسَى فِي هَذَا المَجَالِ، إِلَّا أَنَّ السِّحْرَ ما كانَ ليُحْدِثَ تَغْييرًا في حقيقةِ الأشْياءِ، وإِنَّما هوَ تَأْثيرٌ عَلَى بَصَرِ المُشاهِدِ لِيَرَى في الأشْيَاءِ ما يريدُهُ السَّاحِرُ أَنْ يَرَاهُ فِيهَا وهوَ وهمٌ وليسَ حقيقةً، إِنَّما كانتْ معجزاتُ موسى وآياتُهُ، أَنَّ تقلبُ الأَشياءَ وتُحدِثُ فيها تغييراتٍ حقيقيَّةً وليس توهُّمًا، وهذا ما جَعَلَ السَّحَرَةَ الذينَ انْتَدَبَهُمْ فرعونُ لِمُبَارَزَةِ مُوسَى، يعلنونَ إيمانهمْ بربِّ موسى لأنَّهم عرفوا هَذِهِ الحقيقةَ، وأَيْقَنُوا أَنَّ هَذا لَيسَ فعْلَ سَاحِرٍ، وإنَّما فعلَ الإلَهِ القادِرِ.
وهَذِهِ آيةٌ أُخَرَى جدَيدَةٌ أَتاها اللهُ ـ عَزَّ وجلَّ، رَسُولَهُ مُوسَى ـ عليهِ السَّلامُ، وَسَلَّحَهُ بِهَا قبلَ أَنْ يُكَلِّفَهُ بِتَبْلِيغِ فِرْعَوْنَ وقومِهِ مَضمونَ الرِّسالةِ، لِتَكونَ هَذِهِ الآياتُ المُعجزاتُ دَلِيلَ صِدْقِهِ فِيمَا يُبَلِّغُ عَنْ رَبِّهَ.
وقَالَ هُنَا "وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ"، وَقَالَ فِي الآيَةٍ: 12، مِنْ سُورَةِ النَّمْلِ: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ}، وَقَالَ في الآيَةَ: 32، مِنْ سُورَةِ القَصَصِ: {اسْلُكَ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ}. وَعَلَيْهِ فَيكونُ مَعْنَى "واضْمُمْ يَدَكَ" أَدْخِلْها، لِأَنَّهُ إِذَا أَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَيْبِهِ كَانَ قَدْ ضَمَّهُا إِلَى جَنَاحِهِ، وَالجَيْبُ: هُوَ طَوْقُ القَمِيصِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كانُوا آنَذَاكَ يَجْعَلونَ الجَيْبَ الذي يَضَعُونَ فيهِ نُقُودَهم والأَشياءَ الثَّمِينَةَ لَدَيْهِمْ في الجِهَةِ الدَاخِلِيَّةِ مِنَ الثَّوْبِ، تَحْتَ الإبِطِ الأَيْسَرِ لِتَكونَ بَعِيدةً عَنْ مُتَنَاوَلِ يَدِ السَّارِقِ، فَإِذَا مَا احْتَاجَوا إِخْرَاجَ شَيْءٍ مِنْهَا، أُدْخِلَتِ اليَدُ اليُمْنَى مِنْ طَوْقِ القَمِيصِ إِلَى الجيْبِ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ طَوْقُ القَمِيصِ جَيْبًا.
إِذًا فَالمَعْنَى: وَأَدْخِلْ يَدِكَ اليُمْنَى مِنْ طَوْق قَمِيصِكَ إِلَى تَحْتِ عَضُدُكَ الأَيْسَرِ. وَبِهِ يُفْهَمُ مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ المَعْنَى وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى صَدْرِكَ. لِأَنَّهُ سَيُدُخِلُ يَدَهُ مِنْ طَوْقِ قَمِيصِهِ إِلَى صَدْرِهِ، إِلَى أَنَ تَصِلَ إلى جَيْبِهِ الذي هُوَ تحْتَ إِبْطِهِ الأَيْسَرِ.
وَالمُرَادُ بالجَنَاحِ هُنَا هُوَ العَضُدُ، فَالجَنَاحُ الناحِيَةُ، وَمِنْهُ قَالُوا: جَنَاحَا الْجَيْشِ، والمُرادُ ناحِيَتَاهُ وَطَرَفَاهُ، وَالمَعْنَى مُسْتَعَارٌ مِنْ جَنَاحَيِ الطَّائِرِ، استعارةً تَصْريحيَّةً، لِأَنَّهُ يَجْنَحُ بِهِمَا عِنْدَ الطَّيَرَانِ، أَيْ يَمِيلُ، فإذا أَرَدَا الجُنُوحَ إِلَى جِهَةٍ خَفَقَ بطرفِهِ الذي يَلِي هَذِهِ النَّاحِيَةِ وَثَبَّتَ الآخَرَ فَجَنَّحَ إِلى جِهَةِ كذا أَيْ: مَالَ إِلَيْهَا.
قولُهُ: {تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى} تَخْرُجْ بَيْضَاءَ: أَيْ إِنَّكَ سَاعَةَ تُخْرِجُ يَدَكَ مِنْ جيبِكَ سَتَجِدُهَا بَيْضَاءَ وَلَهَا شُعَاعُ ضَوْءٍ يَبْرُقُ وَيَلْتَمِعُ كَنَّها مِصْباحٌ. وَ "مِنْ غَيْرِ سُوءٍ" أَيْ مِنْ أَيِّ مَرضٍ، فَقَدْ قَالَ عَامَّةُ أَهْلِ التَأْويلِ: "مِنْ غَيْرِ سُوءٍ"، أَيْ: مِنْ غَيْرِ بَرَصٍ، فَكَأَنَّهُم ذَهَبُوا إِلَى أَنَّ البَيَاضَ فِي جِسْمِ الإِنْسَانِ إِذَا اشْتَدَّ بِهِ حَتَّى غَلَّفَ سائِرَ بَدَنِهِ لَا يَكُونَ إِلَّا نتيجةَ إِصابَتِهِ بَمَرَضِ البَرَصِ؛ لِذلِكَ قَالَوا: "مِنْ غَيْرِ سُوءٍ" أَيْ: مِنْ غَيْرِ بَرَصٍ بِكَ، "آيَةً أُخْرَى" سِوَى آيَةِ العَصَا. والسُّوءُ الرَّدَاءَةُ وَالْقُبْحُ فِي كُلِّ شَيْءٍ فَكَنَّى بِهِ هُنَا عَنِ الْبَرَصِ كَمَا كَنَّى عَنِ الْعَوْرَةِ بِالسَّوْأَةِ في الآيةْ: 31، مِنْ سُورَة المائدةُ، عندما قتلَ قابيلُ أَخَاهُ هابِيلَ، قالَ تَعَالَى: {قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي} قيلَ: أَيْ عَوْرَتَهُ لِأَنَّهُ كانَ قَدْ سَلَبَهُ ثِيابَهُ، وَقدْ كانَ الْبَرَصُ أَبْغَضَ الأَسْقامِ إِلَى الْعَرَبِ فَكَانَ جَدِيرًا بِأَنْ يُكَنَّى عَنْهُ.
يُرْوَى أَنَّ سيِّدَنا مُوسَى ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ شَدِيدَ الْأُدْمَةِ (السُمْرةِ)، كَمَا وَصَفَهُ نَبِيُّنا محمَّدٌ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، في حديثِ الإسراءِ والمِعْراجِ، حينَ وَصَفَ الرُّسُلَ الذينَ لَقِيَهُمْ فِي رِحلتِهِ تلكَ، فَقَالَ: ((أَمَّا مُوسَى، فَرَجُلٌ آدَمُ طُوَالٌ، أَجْعَدُ أَقْنَى كَأَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ شَنُوءَةَ)). أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرزَّاقِ والطَبَرِيُّ وَأَبُو نُعيمٍ في مُسْنَدِهِ، وَغَيْرُهمْ، مِنْ حديثِ أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فَكَانَ إِذَا أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي جَيْبِهِ، إِلَى تَحْتَ إِبِطِهِ الْأَيْسَرِ وَأَخْرَجَهَا كَانَتْ تَبْرُقُ مِثْلَ الْبَرْقِ، وَقِيلَ مِثْلَ الشَّمْسِ، مِنْ غَيْرِ بَرَصٍ ثُمَّ إِذَا رَدَّهَا عَادَتْ إِلَى لَوْنِهَا الْأَوَّلِ بِلَا نُورٍ كما كانَتْ.
وَقدْ كانَ الإمامُ الْحَسَنُ البَصْرِيُّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَرَى هَذِهِ المعجزةُ أَعْظَمَ مِنَ المُعْجزَةِ الأُولَى، قَالَ: الْيَدُ أَعْظَمُ فِي الْإِعْجَازِ مِنَ الْعَصَا لِأَنَّهُ تَعَالَى: ذَكَرَ لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرَى عَقِيبَ ذِكْرِ الْيَدِ، وَضَعَّفَ الإمامُ الفخرُ الرازيُّ هَذا الرَّأْيَ قال: لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْيَدِ إِلَّا تَغَيُّرُ اللَّوْنِ، وَأَمَّا الْعَصَا فَفِيهِ تَغَيُّرُ اللَّوْنِ، وَخَلْقُ الزِّيَادَةِ فِي الْجِسْمِ، وَخَلْقُ الْحَيَاةِ وَالْقُدْرَةِ وَالْأَعْضَاءِ الْمُخْتَلِفَةِ وَابْتِلَاعُ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، ثُمَّ عَادَ عَصًا بَعْدَ ذَلِكَ.
فَقَدْ وَقَعَ التَّغَيُّرُ مَرَّةً أُخْرَى فِي كُلِّ هَذِهِ الْأُمُورِ فَكَانَتِ الْعَصَا أَعْظَمَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى} فَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّهُ عَائِدٌ إِلَى الْكُلِّ وَأَنَّهُ غَيْرُ مُخْتَصٍّ بِالْيَدِ.
قولُهُ تَعَالَى: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ} الوَاوُ: حرفٌ للعطفِ، وَ "اضْمُمْ" فعلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ، وَفاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ فِيهِ وُجوبًا تقديرُهُ (أَنْتَ) يَعُودُ عَلَى مُوسَى ـ عَلَيْهِ السَّلامِ، و "يَدَكَ" مَفْعُولُهُ مِنْصوبٌ بِهِ، وهوَ مُضافٌ، وكافُ الخِطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ فِي مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ. وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ عَطْفًا عَلَى جملةِ قوْلِهِ: {فَأَلْقَاهَا} عَلى كَوْنِهَا مَقُولَ القولِ لِـ "قَالَ". و "إِلَى" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "اضْمُمْ"، و "جَنَاحِكَ" مَجْرُورٌ بحرفِ الجرِّ، مُضافٌ، وكافُ الخِطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ فِي مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ.
قوْلُهُ: {تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى} تَخْرُجْ: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بالطَّلَبِ السَّابِقِ، وَفاعِلُهُ: ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هي) يَعُودُ عَلى اليَدِ. و "بَيْضَاءَ" مَنْصوبٌ عَلَى الحَالِ مِنْ فَاعِلِ "تَخْرُجْ"، وَقَدْ مُنِعَ مِنَ التَّنْوينِ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ لأنَّهُ مُنْتَهٍ بِأَلْفِ التَأْنيثِ المَمْدودَةِ. و "مِنْ" حرفُ جرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "بَيْضَاءَ" لِمَا فِيهَا مِنْ مَعْنَى الفِعْلِ، نَحْوَ: ابْيَضَّتْ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ، ويَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِمَحْذوفِ حَالٍ مِنَ الضَّمِيرِ فِي "بَيْضَاءَ"، أَوْ يَتَعَلَّقُ بِـ "تَخْرُجْ"، وَ " غَيْرِ" مَجْرُورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ مُضافٌ. وَ "سُوءٍ" مجرورٌ بالإضافةِ إِلَيْهِ. وَ يُسَمَّى قولُهُ "مِنْ غَيْرِ سُوءٍ" عِنْدَ أَهْلِ البَيَانِ بـ (الاحْتِراس) وَهُوَ: أَنْ يُؤْتَى بِشَيْءٍ يَرْفَعُ تَوَهُّمَ مَنْ يَتَوَهَّمُ غَيْرَ المُرَادِ؛ فإِنَّهُ قَدْ يُرادُ البَرَصُ والبَهَقُ بِذَلِكَ البَيَاضَ، ولذلكَ فقدْ أُتِيَ بـ "مِنْ غَيْرِ سُوءٍ" نَفْيًا لِذَلِكَ التوهُّمِ. وَ "آيَةً" يَجُوزُ أَنْ تَكونَ مَنْصُوبَةً على الحالِ أَيْضًا، أَيْ أَنَّهَا بَدَلٌ مِنْ "بَيْضَاءَ". وَيجوزُ أَنْ تكونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي "بَيْضاءَ"، ويجوزُ أَنْ تكونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي الجَارِّ والمَجْرُورِ، ويجوزُ أَنْ تكونَ مَنْصُوبَةٌ بِفِعْلٍ مَحْذوفٍ قَدَّرَهُ العُكْبُريُّ بـ: "جَعَلْناهَا آيَةً"، أَوْ "آتَيْناكَ آيَةً"، وَقَدَّرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ بـ: "خُذْ آيَةً. وَقدْ رَدَّ الشَّيْخُ أبو حيَّانَ بِأَنَّ هَذَا مِنْ بابِ الإِغْرَاءِ، وَلَا يَجْوزُ إِضْمَارُ الظُّروفِ فِي الإِغْراءِ. قَالَ: لِأَنَّ العامِلَ حُذِفَ، وَنَابَ هَذَا مَنَابَهُ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُحْذَفَ النائِبُ أَيْضًا. وَأَيْضًا فَإِنَّ أَحْكامَهَا تُخَالِفُ العامِلَ الصَّريحَ، فَلَا يَجُوزُ إِضْمَارُها، وَإِنْ جَازَ إِضْمَارُ الأَفْعَالِ. وَ "أُخْرَى" صِفَةٌ لِـ "آيَةً" مَنْصُوبَةٌ مِثْلُها، وَعَلامَةُ نَصْبِها فَتْحَةٌ مُقَدَّرَةٌ آخِرِهِ لِتَعَذُّرِ ظهورِها عَلَى الأَلِفَ، والجُمْلَةُ وَاقِعَةٌ جَوابَ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ غَيْرِ مُقْتَرِنَةٍ بالفاءِ، لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ. فَلَا بُدَّ هُنَا مِنْ حَذْفٍ، والتَّقْديرُ: وَاضْمُمْ يَدَكَ تَنْضَمَّ، وَأَخْرِجْهَا تَخْرُجْ، فَحُذِفَ مِنَ الأَوَّلِ وَالثاني، وَأُبْقِيَ مُقابِلَيْهِمَا لِيَدُلَّا عَلى ذَلِكَ إِيجَازًا وَاخْتِصَارًا، وَإِنَّمَا احْتِيجَ إِلَى هَذَا لِأَنَّهُ لَا يَتَرَتَّبُ عَلَى مُجَرَّدِ الضَّمِّ الخُرُوجُ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 22
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 15
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 31
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 47
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 63
» الموسوعةُ القرآنيةُ (فيضُ العليم مِن معاني الذكْر الحكيم) سورةُ (طه) الآية: 79

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: