كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79)
قوْلُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ} كَلَّا: حَرْفٌ لِلرَّدْعِ والزَّجْرِ وَنَفْيِ ما قَبْلَها وإِبْطالِهِ، وَتأكيدِ ما بعدَها، أَيْ: لَمْ يَفْعَلْ، أَوَ بِمَعْنَى "اِنْتَهِ"، وَالْغَالِبُ أَنْ تَكُونَ مُتْبَعَةً بِكَلَامٍ بَعْدَهَا، فَلَيسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ فِي رَدِّ كَلَامٍ: كَلَّا، وَيَسْكُتُ. ولِلنَّحْوِيِّينَ في هِذا اللَّفْظِ سِتَّةُ مَذَاهِبَ، أَحَدُهَا: أَنَّهَا حَيْثُ وَقَعَتْ فِي القُرْآنِ، فهِيَ حَرْفُ رَدْعٍ وَزَجْرٍ، فقد زَجَرَتْ في هَذِهِ الآيَةِ ذَلِكَ القائِلَ وَرَدَعَتْهُ عمَّا قالَ. وَهُوَ مَذْهَبُ جُمْهُورُ البَصْرِيِّينَ كَالخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدٍ الفَرَاهِيدِيِّ، وسِيبَوَيْهِ، وَأَبي الحَسَنِ سَعِيدٍ الأَخْفَشِ، والمُبرِّدِ أَبي العَبَّاسِ.
وثانيها: أَنَّها رَدٌّ لِمَا قَبْلَهَا. وَهَذَا مَذْهَبُ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ الباهِلِيِّ، وَهُوَ قَريبٌ مِنْ مَعْنَى الرَّدْع.
ثالثُها: أَنَّها للتَأْكِيدِ بِمَعْنَى "نَعَم" أَوْ "حَقًّا. وإِلَيْهِ ذَهَبَ الكِسَائيُّ، وابْنُ الأَنْبَارِيِّ، وَنَصيرُ بْنُ يُوسُف، وابْنُ وَاصِلٍ.
والرَّابِعُ: أَنَّهَا حَرْفُ تَصْديقٍ بِمَعْنَى "نَعَمْ"، وَتَأَتي جَوَابًا، فَلَا بُدَّ حِينَئِذٍ مِنْ أَنْ يتقدَّمَها شَيْءٌ، إِنْ لَفْظًا أَوْ تَقْديرًا. وَقَدْ تُسْتَعْمَلُ في القَسَمِ. وَهُوَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ.
وخامِسُها: قَالَهُ أَبُو حاتِمٍ البسْتِيُّ بِأَنَّهَا حَرْفُ اسْتِفْتَاحٍ.
والسَّادِسُ: أَنَّهَا صِلَةٌ في الكلامِ بِمَعْنَى "إِي". وفيهِ نَظَرٌ فَإِنَّ "إِي" حَرْفُ جَوَابٍ وَلَكِنَّهُ مُخْتَصٌّ بالقَسَمِ.
وَسَيَتَكَرَّرُ ثَلَاثًا وَثَلاثِينَ مَرَّةً في النِّصْفِ الثاني مِنَ القُرْآنِ الكَرِيمِ.
و "سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ" أَيْ: سَنُظْهِرُ لَهُ أَنَّا كَتَبْنَا قَوْلَهُ، وَمْنْ ذَلِكَ قَوْلُ زَائِدِ بْنِ صَعْصَعَةَ الْفَقْعَسِيِّ:
إِذْ مَا انْتَسَبْنَا لَمْ تَلِدْنِي لَئِيمَةٌ .......... وَلَمْ تَجِدِي مِنْ أَنْ تُقِرِّي بِهَا بُدًّا
أَيْ: إِذا بَيَّنَ كلٌّ مِنَّا نَسَبَهُ عُلِمَ أَنِّي لَسْتُ بِابْنِ لَئِيمَةٍ.
أَوْ هُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالى منْ سُورَةِ (ق): {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} الآيةَ: 18، وَصَدَّرَهُ بِالسِّينِ كَمَا يَقولُ المُتَوَعِّدُ: سَوْفَ أَفعلُ كَذَا وأَنْتَقِمُ مِنْكَ، وإنَّ انْتِقامي مِنْكَ آتِيكَ فَلَا تَغْتَرَّ بِطُولِ الزَّمانِ، وسَتَعْلَمُهُ، وَهُوَ تَهْديدٌ وَوَعِيدٌ، بِأَنَّ اللهَ ـ جَلَّ وَعَلا، سَيَأْمُرُ المَلائِكَةَ الحَفَظَةَ المُوكَّلينَ بِهِ فَيَكْتُبُونَ كُلَّ مَا يَقُولُهُ وَمَا يَدَّعِيهِ، فإِذا جاءَ يومُ القيامةِ وحانَ الحِسابُ أَظهَرنا لَهُ صحيفةَ أَعْمَالِهِ فَتَبَيَّنَّ لهُ أَنَّنَا أَحْصَيْنَا عَلَيْهِ كُلَّ كَلِمَةٍ قَالَهَا، وكلَّ فِعْلٍ فعلَهُ، فَوَجَدَ ذَلِكَ كلَّهُ مَحْفُوظًا مُثْبَتًا مُدَوَّنًا فِي صَحِيفَتِهِ، لِيُحَاسَبُ عَلَيْهِ، يوْمَ القيامَةِ، ويُجْازَى بِهِ.
قولُهُ: {وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا} ويَجْعَلُ اللهُ عَذابَهُ فِي نَارِ جَهَنّمَ طويلًا مُمْتَدًّا مُتَّصِلًا بَعْضُهُ بِبَعْضٍ. فَيَزيدُهُ عَذَابًا فَوْقَ عَذَابٍ خالدًا فِيهِ فلا نهايةَ لِعَذَابِهِ، واللهُ أَعْلَمُ.
قوْلُهُ تَعَالى: {كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ} كَلَّا: حَرْفُ رَدْعٍ وَزَجْرٍ. و "سَنَكْتُبُ" السِّينُ: حرفُ تنفيسٍ، و "نَكْتُبُ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وَفاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ "نَحْنُ" للتعظيمِ، يَعُودُ عَلَى اللهِ تَعَالَى. و "مَا" مَوْصُولَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلى السُّكونِ في محلِّ النَّصْبِ بالمفعوليَّةِ، أَوْ نَكِرةٌ مَوْصوفَةٌ، وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها منَ الإعرابِ. وَ "يَقُولُ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وَفاعلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلَى الكافِرِ والجُمْلَةُ صِلَةٌ لِـ "مَا" لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ أَوْ صِفَةٌ لَهَا في محلِّ النَّصْبِ، وَالعائدُ، أَوِ الرَّابِطُ مَحْذوفٌ والتقديرُ: مَا يَقُولُهُ.
قولُهُ: {وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا} الوَاوُ: للعطْفِ، و "نَمُدُّ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفوعٌ عَطْفًا عَلَى "سَنَكْتُبُ" وَفاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ "نَحْنُ" للتعظيمِ، يَعُودُ عَلَى اللهِ تَعَالَى. و "لَهُ" اللامُ: حرفُ جرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "نَمُدُّ"، والهاء: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بحرفِ الجرِّ. و "مِنَ" حرفُ جرٍّ مُتَعلِّقٌ بِحَالٍ مِنْ "مَدًّا" لِأَنَّهُ صِفَةُ نَكِرَةٌ قُدِّمَتْ عَلَيْهَا، و "الْعَذَابِ" مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ. و "مَدًّا" مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ، أَوْ مَفْعُولٌ بِهِ، أَوْ مَنْصُوبٌ بِنَزْعِ الخَافِضِ.
قَرَأَ العامَّةُ: {كَلَّا} بفتْحِ الكافِ وتَشْديدِ اللَّامِ. وَقَرأَ أَبو نُهَيْكٍ عُثْمَانُ بْنُ نُهَيْكٍ الأَزديُّ الفَرَاهِيدِيُّ البَصْرِيُّ: "كَلًّا" بالفَتْحِ وَالتَنْوينِ، وفِيها أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ هِيَ:
أَحَدُهُا: أَنَّهُ مَنْصُوبٌ عَلَى المَصْدَرِ بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ مِنْ لَفْظِهَا تَقْديرُهُ: كَلُّوا كَلاًّ، أَيْ: أَعْيَوْا عَنِ الحَقِّ إِعْياءً، أَوْ كَلُّوا عَنْ عِبَادَةِ اللهِ تَعَالى تَهَاوُنًا بِهَا، وهو مِنْ قَوْلِهم: "كَلَّ السَّيْفُ" إِذَا نَبَا عَنِ الضَّرْبِ، وكَلَّ فُلانٌ، إِذا: تَعِبَ. وَقِيلَ: المَعْنَى: كَلُّوا في دَعْواهُمْ وَانْقَطَعُوا عَنْ مُبْتَغَاهُمْ.
ثانيها: أَنَّه مَفْعُولٌ بِهِ بِفِعلٍ مِنْ مَعْنَى الكَلامِ، والتَقْديرُ: حَمَلُوا كَلًّا، و "الكَلُّ" أَيْضًا: هُوَ الثَّقْلُ. مِنْ قولِهمْ: فُلانٌ كَلٌّ عَلَى النَّاسِ، أَيْ: عالةٌ عَلَيْهِمْ أَوْ عِبْءٌ، كما هوَ في قولِهِ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ النَّحْلِ: {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ} الآية: 76.
ثالثُها: أَنَّ التَنْوينَ هُوَ بَدَلٌ مِنْ أَلِفِ "كَلَّا" التي هِيَ للرَّدْعِ والزَّجْرِ، فَيَكونُ صَرْفًا أَيْضًا. قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَلِقائلٍ أَنْ يَقُولَ: إِنْ صَحَّتْ هَذِهِ الرِّوايَةُ فَهِيَ "كَلَّا" التي للرَّدْعِ، قَلَبَ الوَاقِفُ عَلَيْهَا أَلِفَها نُونًا كَمَا فِي قَوْلِهِ: {قَوَارِيرَاْ} الإِنسان: 15. قالَ الشَّيْخُ أبو حيَّان: وَهَذَا لَيْسَ بِجَيِّدٍ لِأَنَّهُ قَالَ: "التي للرَّدْعِ"، وَالَّتِي للرَّدْعِ حَرْفٌ، وَلَا وَجْهَ لِقَلْبِ أَلِفِهَا نُونًا، وَتَشْبيهُهُ بِـ "قَوَارِيرًا" لَيْسَ بِجَيِّدٍ لِأَنَّ "قَوَاريرًا" اسْمٌ رُجِعَ بِهِ إِلَى أَصْلِهِ، فَالتَّنْوينُ لَيْسَ بَدَلًا مِنْ أَلِفٍ بَلْ هوَ تَنْوينُ الصَّرْفِ، وَهَذَا الجَمْعُ مُخْتَلَفٌ فيهِ: أَيَتَحَتَّمُ مَنْعُ صَرْفِهِ أَمْ يَجُوزُ؟. قَوْلانِ، وَمَنْقُولٌ أَيْضًا أَنَّ لُغَةَ بَعْضِ العَرَبِ يَصْرِفونَ مَا لَا يَنْصَرِفُ، فَهَذَا القَوْلُ: إِمَّا عَلَى قَوْلِ مَنْ لا يَرَى بالتَحَتُّمِ، أَوْ عَلَى تِلْكَ اللَّغَةِ.
والرَّابِعُ: أَنَّهُ نَعْتٌ لِـ "آلِهَة"، قالَهُ ابْنُ عَطِيَّةَ. وَفِيهِ نَظَرٌ، إِذْ لَيْسَ المَعْنَى عَلى ذَلِكَ. وَقَدْ يَظْهَرُ لَهُ وَجْهٌ: أَنْ يَكونَ قَدْ وَصَفَ الآلِهَةَ بالكَلِّ الذي هوَ المَصْدَرُ، بِمَعْنَى "الإِعْيَاء" و "العَجْز"، كَأَنَّهُ قِيلَ: "آلِهَةً كَالَّيْنَ"، أَيْ: عَاجِزينَ مُنْقَطِعِينَ، وَلَمَّا وَصَفَهُمْ بالمَصْدَرِ وَحَّدَهُ.
وَرُوِيَ أَيضًا عَنْ أبي نُهُيكٍ أَنَّهُ قَرَأَهَا "كُلًّا" بِضَمِّ الكَافِ وَالتَنْوِينِ. وَفِيها تَأْويلانِ:
الأَوَّلُ: قالَهُ ابْنُ عطيَّةَ بِأَنَّهُ مَنْصوبٌ بِفَعلٍ مُقَدَّرٍ، أَيْ: يَرْفُضون أَوْ يَجْحَدونَ، أَوْ يُتْرَكُونَ، "كُلاًّ".
الثاني: قَالَهُ أَبُو البَقَاءِ وَاسْتَبْعَدَهُ، وهو أَنْ يَكونَ منْتَصِبًا عَلَى الحَالِ، أَيْ: سَيَكْفُرُونَ جَمِيعًا.
وَحَكَى ابْنُ جَريرٍ عنْ أَبي نُهَيْكٍ أَيْضًا أَنَّهُ قَرَأَ "كُلٌّ" بِضَمِّ الكافِ وَرَفْعِ اللامِ مُنَوَّنَةً عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ خبرُهُ الجُمْلَةُ الفِعْلِيَةُ بَعْدَهُ. وظَاهِرُ عِبَارَةِ هَؤَلاءَ أَنَّهُ لَمْ يُقْرَأْ بِذَلِكَ إِلَّا فِي "كُلَّا" الثانِيَةِ.
قَرَأَ العامَّةُ: {سَنَكْتُبُ} بالنونِ والضميرُ للهِ تباركتْ أَسْماؤهُ. وَقَرَأَ الأَعْمَشُ "سَيَكْتُبُ" بالياءِ التَحْتِيَّةِ والبِنَاءِ للمَفْعُولِ.
قَرَأَ العامةُ: {وَنَمُدُّ} بِفتحِ النُّونِ، وضمِّ الميمِ، وَقَرَأَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ: "وَنُمِدُّ" مِنْ الماضيِ الرُّباعي: "أَمَدَّ". وَقَدْ تَقَدَّمَ القَوْلُ فِي مَدَّهُ وَأَمَدَّهُ في الآيةِ السابقةِ.
وَقَدْ حَسَّنَ بَعْضُهُمْ الوَقْفَ عَلَى "كَلَّا" حيثُما وردَتْ مِنْ كتابِ اللهِ لِأَنَّهُ حَرْفُ رَدْعٍ وزَجْرٍ بِمَعْنَى: "انْتَهِ" إِلَّا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ مِنَ القُرآنِ الكريمِ وَهوَ قوْلُهُ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ المُدَّثِرِ: { كَلَّا وَالقَمَر} الآيةَ: 32، لِأَنَّهُ مَوْصُولٌ بِالْيَمِينِ، فهوَ بِمَثابةِ قَوْلِكَ أَيْ وَرَبِي. وَلَمْ يُجَوِّزِ المُبرِّدُ أَبُو العَبَّاسِ الوَقْفَ عَلَى "كلَّا" فِي مَوْضِعٍ مِنَ الثلاثةِ والثلاثينَ مَوْضِعًا الوارِدَةِ فيهَا مِنْ كتابِ اللهِ العَزيزِ البتَّةَ. أَمَّا الفَرَّاءُ فقدْ قسَّمَها عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ:
أَحَدُهَا: مَا يَحْسُنُ الوَقْفُ عَلَيْهِ ويَحْسُنُ الابْتِداءُ بِهِ. وَهُوَ فِي عَشْرَةِ مَوَاضِعَ هِيَ:
1 ـ قوْلُهُ تَعَالى هُنَا: {كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ} الآيةَ.
2ـ قَوْلِهِ تَعَالَى منْ سُورَةِ مَرْيَمَ: {لِيَكُونُواْ لَهُمْ عِزًّا * كَلَّا} الآيتانِ: (81 و 82).
3 ـ قوْلُهُ مِنْ سُورةِ المؤمنونَ: {لَعَلِّى أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا} الآية: (100).
4ـ قولُهُ مِنْ سُورَةِ سَبَأ: {الذين أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاء كَلَّا} الآيةِ: 27.
5 ـ قولُهُ في الآيَتَينِ: (14 و 15)، مِنْ سُورَةِ المَعَارِج: {ثُمَّ يُنْجِيهِ كَلَّا}.
6 ـ قَوْلُهُ مِنْ سُورَةِ المَعَارِج أَيْضًا: {أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ * كَلَّا} الآيتانِ: (38 و 39).
7 ـ قولُهُ مِنْ سُورَةِ المُدَّثِرِ: {أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا} الآيَتَانِ: (15 و 16).
8 ـ قولُهُ مِنْ سُورَةِ المُدَّثِرِ أَيْضًا: {صُحُفاً مُّنَشَّرَةً * كَلَّا} الآيتانِ: (52 و 53).
9 ـ قَوْلُهُ في الآيتَيْنِ: (16 و 17)، مِنْ سُورَةِ الفَجْرِ: {رَبّي أَهَانَنِ * كَلَّا}.
10 ـ قوْلُهُ في الآيتَيْنِ: (3 و 4)، مِنْ سُورَةِ الهُمَزَةِ: {أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلَّا}.
فَمَنْ جَعَلَهُ فِي هَذِهِ المَوَاضِعِ رَدًّا لِمَا قَبْلَهُ وَقَفَ عَلَيْهِ، وَمَنْ جَعَلَهُ بِمَعْنَى "أَلَا" الَّتِي للتَّنْبِيهِ، أَوْ بِمَعْنَى حَقًّا ابْتَدَأَ بِهِ، وَهُوَ يَحْتَمِلُ ذَلِكَ فِيهَا.
الثانِي: مَا يَحْسُنُ الوَقْفُ عَلَيْهِ ولا يَحْسُنُ الابْتِداءُ بِهِ، وهو في مَوْضِعَيْنِ اثْنَيْنِ:
1 ـ : قَوْلُهُ مِنْ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ عَلَى سَبِيلِ الحِكايَةِ: {فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ * قَالَ كَلَّا} الآيتانِ: (14 و 15).
2 ـ : قوْلُهُ في الآيَتَيْنِ مِنْ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا} الآيَتَانِ: (61 و 62).
الثالِثُ: مَا يَحْسُنُ الابْتِداءُ بِهِ وَلَا يَحْسُنُ الوَقْفُ عَلَيْهِ، وهو فِي تَسْعَةَ عَشَرَ مَوْضِعًا هي:
1 ـ قوْلُهُ تَعَالَى مِنْ سورةِ المُدَّثِرِ: {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ} الآيةَ: 54.
2 ـ قولُهُ في الآيةِ: 32، مِنْ سُورَةِ المُدَّثِرِ أَيْضًا: {كَلَّا والقَمَر}
3 ـ قولُهُ في الآيةِ: 9، مِنْ سُورَةِ الانفطار: {كَلَّا بَلْ تُكَذّبُونَ بالدِّينِ}.
4 ـ قَوْلُهُ مِنْ سُورَةِ القِيَامَةِ: {كَلاَّ لاَ وَزَرَ} الآيةَ: 11.
5 ـ وقَوْلُهُ في الآيةِ: 20، مِنْها: {كُلاٌّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجِلَةَ}.
6 ـ وقَوْلُهُ في الآيةِ: 26، مِنْها: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَرَاقِي}.
7 ـ قولُهُ مِنْ سُورَةِ النَّبَأِ: {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ} الآيةَ: 4.
8 ـ قولُهُ مِنْ سُورَةِ عَبَسَ: {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} الآية: 23.
9 ـ قولُهُ مِنْ سُورَةِ المُطفِّفينَ: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّين} الآيَةَ: 7.
10 ـ وقولُهُ في الآيَةَ: 14، مِنْها: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قلوبِهِمْ ما كانوا يَكْسِبُونَ}.
11 ـ وقولُهُ في الآيَةَ: 15، مِنْها: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}.
12 ـ وقولُهُ في الآيَةَ: 18، مِنْها: {كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّين}.
13 ـ قوْلُهُ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ الفجْرِ: {كَلَّا بَلْ لَّا تُكْرِمُونَ اليَتيمَ} الآيَةَ: 17.
14 ـ وَقَوْلُهُ في الآيَةَ: 21، مِنْها: { كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الأَرِضُ دَكًّا}.
15ـ قولُهُ مِنْ سُورَةِ العلَقِ: {كَلَّا إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى} الآيةَ: 6.
16 ـ وَقَوْلُهُ في الآيَةَ: 15، مِنْها: {كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ}.
17 ـ وَقَوْلُهُ في الآيَةَ: 19، مِنْها: {كَلَّا لاَ تُطِعْهُ}.
18 ـ قولُهُ مِنْ سُورَةِ التَكَاثُر: {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} الآيَةَ: 3.
19 ـ قَوْلُهُ في الآيَةِ: 4، مِنْهَا: {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ}.
وَالرَّابِعُ: مَا لَا يَحْسُنُ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الأَمْرَيْنِ، وهو فِي مَوْضِعَيْنِ:
1 ـ قولُهُ مِنْ سُورَةِ النَّبَأِ: {ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ} الآيةَ: 5.
2ـ قولُهُ مِنْ سُورةِ التكاثُرِ: {ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ} الآيةَ: 4. فَإِنَّهُ لا يَحْسُنُ الوَقْفُ عَلَى "ثُمَّ" لِأَنَّهُ حَرْفُ عَطْفٍ، وَلَا عَلَى "كَلَّا" لِأَنَّ الفَائِدَةَ فِيِما بَعْدُ.