فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68)
قولُهُ ـ تَعَالَى شأْنُهُ: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ} بَعْدَ أَنْ بَيَّنَ اللهُ ـ تَعَالَى، بِأَنَّهُ سَيُحْشُرُ الخَلْقَ جَمِيعًا، مُؤْمِنينَ وَكافِرينَ، مِنْ قُبُورِهِمْ، وَذَلِكَ يَوْمَ القيامَةِ والْمَعَادِ، وَأَقامَ ـ سُبْحانَهُ، الْحُجَّةِ عَلَى هذَا فِيمَا مَضَى مِنْ آياتٍ بَيِّناتٍ.
فقد أَقْسَمَ اللهُ تعالى، هُنَا عَلَى ذلكَ بِاسْمِهِ العَظِيمِ مُضَافًا إِلَى ضَمِيرِ رَسُولِهِ الكَريمِ ـ عَلَيْهِ أَكْمَلُ الصَّلاةِ وأَتَمُّ التَّسْلِيمِ. وَفي ذَلِكَ مَا لَا يُدْرَكُ مِنَ التَّكريمِ لهُ، والتَّفْخِيمِ والتَّعْظِيمِ لِشَأْنِهِ والرَّفْعِ لِمَنْزِلَتِهِ ـ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ، عِنْدَ رَبِّهِ ـ تَبَارَكَتْ أَسْماؤُهُ.
وَالضَمِيرُ في "لَنَحْشُرَنَّهُمْ" عَائِدٌ إِلَى الْإِنْسانُ المَذْكُورِ في الآيَةِ: 66، السَّابِقَةِ، والْمُرَادُ بِهِ الْجِنْسُ الْمُفِيدُ لِلِاسْتِغْرَاقِ الْعُرْفِيِّ، أَيْ: لَنَحْشُرَنَّ الْمُشْرِكِينَ.
والحَشْرُ: الجَمْعُ، وَالسَّوْقُ إِلَى المَحْشَرِ، بَعْدَ أَنْ يَجْمَعَ ذَرَّاتِهم وأَجْزَاءَهمْ، ويُعيدَهم إِلَى الحَيَاةِ مِنْ جَديدٍ، وَيُخْرِجَهم مِنَ باطنِ الأَرْضِ.
وقد عَطَفَ الشَّيَاطِينَ عَلَيْهِمْ لِلْبَيَانِ بِأَنَّ الكَافِرينَ مَحْشُورُونَ مَعَ قُرَنائهم مِنَ الشَّيَاطِينِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ الصافَّاتِ: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ * فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيم} الآيتانِ: (22 و 23). وَقالَ مِنْ سُورةِ الزُّخْرُفِ: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} الآيةَ: 36، ثمَّ قالَ في الآيةِ: 38، مِنْهَا: {حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}. فَقَدْ رُوِيَ أَنَّ الكَفَرَةَ يُحْشَرُونَ مَعَ قُرَنائِهِمُ الشَّيَاطِينَ الَّتِي كَانَتْ تُغْوِيهِمْ كُلٌّ مُقَيَّدٌ مَعَ شَيْطانِهِ فِي سِلْسِلَةٍ واحِدَةٍ.
وَيَأمُرُ اللهُ تَعَالَى المَلاَئِكَةَ بِأَنْ يُمَيِّزُوا الكُفَّارَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فِي المَوْقِفِ ، وَبِأَنْ يَحْشُروا الظَّالِميِنَ مَعَ قُرَنَائِهِمْ وَأَشْبَاهِهِمْ (أَزْوَاجِهِم) كما قالَ، فَيُحْشَرُ الزُّناةُ مَعَ أَصْحَابِ الزُّناةِ، وَالمُرابونَ معَ المُرابينَ، والمنافقونَ معَ المنافقينَ، وَالكافرونَ وَالمُشْرِكُونَ عَابِدُوا الأَوْثَانِ والأَصْنامِ مَعَ أَوْثانِهِمْ وأَصْنَامِهِمُ الَّتي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللهِ ـ سُبْحانَهُ وتَعَالى.
قولُهُ: {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} وَقَالَ مِنْ سُورَةِ الجاثِيَةِ: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} الآيَةَ: 28، وَأخرج عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث عَن عبد الله بن باباه قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَأَنِّي أَرَاكُم بِالكَوْمِ دُونَ جَهَنَّمَ جَاثِينَ.
وأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا" قَالَ: قيَامًا. وذلكَ لِيَرَى السُّعَداءُ في الأُخْرَى مَا نَجَّاهُمُ اللهُ تَعَالَى مِنْ ذلٍّ وعذابٍ، فتَزْدادُ غِبْطَتُهم وَسُرورُهم، ويَزدادَ الأَشْقِياءُ هناكَ غَيْظًا.
وَ "جِثِيًّا"، جَمْعُ جَاثٍ، وَأَصْلُهُ: "جَثَوْ"، وَ "جَثَوُو" بِوَاويْنِ، فَاسْتُثْقِلَ اجْتِماعُهُمَا بَعْدَ ضَمَّتَيْنِ، فَكُسِرَتِ الثاءُ لِلتَخْفيفِ، فَقُلِبَتِ الواوُ الأُولَى ياءً لِسُكُونِهَا وانْكِسَارِ مَا قَبْلِهَا، فاجْتَمَعَتْ وَاوٌ وَيَاءٌ، وَسَبَقَتْ إِحْداهُما بِالسُّكونِ، فَقُلِبَتِ الواوُ يَاءً، وأُدْغِمَتْ فِيهَا الياءُ الأُولَى، وكُسِرَتِ الجِيمُ إِتْباعًا لِمَا بَعْدَهَا، وَقُرِئَ بِضَمِّهَا، وَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ الماضي "جَثَى" بالمَقْصُورَةِ، إِذَا جَلَسَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ أَوْ عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ، فَيُقالُ: جَثَى يَجْثِي جِثِيًّا، كَمَا يَصِحُّ أَنْ يَكونَ مِنَ "جَثَا" بالمَمْدودَةِ فيُقالُ: جَثَا يَجْثُو جُثُوًّا، لُغتانِ. وَ "جِثِيًّا" جَمْعُ جَاثٍ، جُمِعَ عَلَى "فُعُوْلٍ" نَحْوَ: "قَاعِدٍ" و "قُعود"، وَ "جالِسٍ" و "جُلوس". ففي لامِهِ لُغَتَانِ، الواوُ، والياءِ كَمَا تَقَدَّمَ، فيُقالُ: جَثَا يَجْثُو جُثُوًّا، فَيَكونُ أَصْلَهُ "جُثُوْوٌ" بِوَاوَيْنِ: الأُوْلى زائدَةٌ عَلامَةً للجَمْعِ، والثانِيَةُ لَامُ الكَلِمَةِ، ثُمَّ أُعِلَّتْ إِعْلالَ "عِصِيٍّ" و "دُلِيٍّ". كما يُقالُ: جَثِيَ يَجْثِي جِثايَةً، وعَلَيْهِ يَكونُ الأَصْلُ جُثُوْيًا، فَأُعِلَّ إِعْلالَ "هَيِّن" و "مَيِّتٍ". وَقدْ جَرَتْ عَادَةُ الْعَرَبِ أَنَّهُمْ إِذَا كَانُوا فِي ضَنْكٍ، أَوَ نَزَلَ بِهِمْ خَطْبٍ شَدِيدٍ، جَثَوْا عَلَى رُكَبِهِمْ، قَالَ الْكُمَيْتُ الأَسَدِيُّ:
هُمْ تَرَكُوا سَرَاتَهُمْ جِثِيًّا ....................... وَهُمْ دُونَ السَّرَاةِ مُقَرَّنِينَا
وَقَالَتِ امْرَأَةٌ تَرْثي ميْتًا لَهَا:
فَمَنْ لِلْحُمَاةِ، وَمَنْ لِلْكُمَاةِ ................. إِذَا مَا الْكُمَاةُ جَثَوْا لِلرُّكَبْ
ولهذا البَيْتِ قصَّةٌ طَريفَةٌ ذَكَرَها النُّويْرِيُّ صَاحِبُ كِتَابِ: (نِهَايَةِ الأَرَبِ فِي فُنُونِ الأَدَبِ) في كتابِهِ فَقالَ: قالَ الأَصْمَعِيُّ: كُنْتُ بِالبَادِيَةِ، فَرَأَيْتُ امْرَأَةً عَلَى قَبْرٍ تَبْكِي وَتَقُولُ:
فَمَنْ لِلسُّؤَالِ، وَمَنْ للنَّوَالِ ................ وَمَنْ للمَقالِ، وَمَنْ للخُطَبْ
وَمَنْ للحُماةِ، وَمَنْ للكُمَاةِ .................. إِذا مَا الكُمَاةُ جَثَوْ للرُّكَبْ
إِذا قِيلَ مَاتَ أَبُو مَالِكٍ ................... فَتَى المَكٍرُماتِ قَريعُ العَرَبْ
فَقَدْ مَاتَ عِزُّ بَنِي آدَمٍ .................... وَقَدْ ظَهَرَ النَّكْدُ بَعْدُ الطَّرَبْ
قالَ: فَمِلْتُ إِلَيْهَا، وَسَأَلْتُها عَنْهُ، فَقَالَتْ: فَدَيْتُكَ!. هَذَا أَبُو مَالِكٍ الحَجَّامُ، خِتْنُ أَبي مَنْصُورٍ الحائكِ، فَمَا ظَنَنْتُ إِلَّا أَنَّهُ مِنْ سَاداتِ العَرَبِ.
وَكذلكَ فقَدْ جَرَتِ عَادَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَجَاثَوْا عَلَى رُكَبِهِمْ حِينَ يَدْهَمُهُمْ مِنْ شِدَّةِ الْأَمْرِ الَّذِي لَا يُطِيقُونَ مَعَهُ الْقِيَامَ عَلَى أَرْجُلِهِمْ، أَوْ فِي مَوَاقِفِ الانْتِظَارِ عَلَى أَبْوابِ الْمُلُوكِ وَالأُمَراءِ لِقَضَاءِ حَوَائِجِهِمْ.
وَلَعَلَّ الْمُرَادَ أَنَّ الكافِرينَ يَكُونُونَ فِي الْمَوْقِفِ عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ مِنْ وَقْتِ الْحَشْرِ إِلَى وَقْتَ الْحُضُورِ. وَفيهِ إِشارةٌ إِلَى مَا يَكونُونَ عليْهِ مِنْ ذُّلٍّ في ذَلِكَ المَوْقِفِ العَصَيبِ المَهيبِ، والخَطْبِ الجَلَلِ. وَهَذَا هوَ الظاهِرُ هُنَا فإِنَّ مَعْنَى "جِثِيًّا" فِي الْآيَةِ، أَنَّ جِثِيَّهُمْ هُوَ عَلَى رُكَبِهِمْ، وَهُوَ الْمَشْهُورُ فِي اللُّغَةِ، كما هُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ المُفسِّرينَ.
وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما: "جِثِيًّا" جَمَاعَاتٍ، جَمْعُ جَثْوَةٍ. وهي: المَجْمُوعُ مِنَ التُّرابِ وَالحِجَارَةِ. وَفِي صِحَةِ نَقْلِهِ عَنْهُ نَظَرٌ مِنْ حَيْثُ إِنَّ "فِعْلَةَ" لَا يُجْمَعُ عَلَى فُعُوْلَ.
وَقَالَ الْحَسَنُ البَصْرِيُّ، وَالضَّحَّاكُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: هُوَ جَمْعُ جَاثٍ، أَيْ جَاثِينَ عَلَى الرُّكَبِ.
وَقَالَ السُّدِّيُّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مَعْنَى "جِثِيًّا": قَائِمِينَ عَلَى الرُّكَبِ لِضِيقِ الْمَكَانِ.
وَعَنْ مُقَاتِلٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُ، قال: "جِثِيًّا"، أَيْ: جَمْعًا جَمْعًا، وَهُوَ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ جَمْعُ "جُثْوَةٍ"، أَوْ "جَثْوةٍ"، أَوْ "جِثْوَةٍ" بتَثْليثِ الْجِيمِ، وَهِيَ الْحِجَارَةُ الْمَجْمُوعَةُ وَالتُّرَابُ الْمَجْمُوعُ.
وَفي هَذَا الْمَعْنَى يَقَوْلُ الشاعرُ الجاهِلِيُّ طَرَفَةُ بْنُ الْعَبْدِ مِنْ مُعَلَّقَتِهِ الداليَّةِ الشَّهِيرَةِ:
تَرَى جُثْوَتَيْنِ مِنْ تُرَابٍ عَلَيْهِمَا .......... صَفَائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيحٍ مُنَضَّدِ
وَلَكِنَّ وَزْنَ: "فُعْلَةً"، كَ: "جُثْوَةٍ"، لَمْ يُعْهَدْ جَمْعُهَا عَلَى وَزْنِ: "فُعُولٍ"، كَ: "جُثِيٍّ".
قولُهُ تَعَالَى: {فَوَرَبِّكَ} الفاء: للاسْتِئْنَافِ، والواوُ: حَرْفُ جَرٍّ وَقَسَمِ، مُتَعَلِّقٌ بِفِعْلِ قَسَمٍ مَحْذوفٍ، والتقديرُ: أُقْسِمُ بِرَبِّكَ يِا مُحَمَّدُ ـ صلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَ "رَبِّكَ" ربِّ: اسْمٌ مِنْ أسماءِ الجَلالَةِ، وهذا الاسْمُ مَجْرُورٌ بِواوِ القَسَمِ، مُقْسَمٌ بِهِ، وهوَ مُضافٌ، وكافُ الخِطابِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ، والجُمْلَةُ المَحْذُوفَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ} اللامُ مُوَطِّئَةٌ للقَسَمِ. و "نَحْشُرَنَّ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لِاتِّصالِهِ بِنُونِ التَوْكِيدِ الثَّقِيلَةِ، فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ، لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ والجَازِمِ، وَفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فِيهِ وُجوبًا تقديرُهُ (نَحْنُ) للتعظيمِ يَعُودُ عَلَى اللهِ ـ تَعَالَى، والهاءُ: ضَمِيرٌ متَّصِلٌ بِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ على المَفْعوليَّةِ، والميمُ علامةُ الجَمْعِ المُذكَّرِ، وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هذِهِ واقعةٌ جَوَابًا للقَسَمِ فَليسَ لها مَحَلٌّ مِنَ الإِعْرابِ. و "وَالشَّيَاطِينَ" الواوُ: للعَطْفِ، أَوْ للمَعيَّةِ، و "الشَّيَاطِينَ" مَعْطُوفٌ عَلَى ضَمِيرِ الغائِبِينَ منصوبٌ عَلَى المَفْعُوليَّةِ مِثْلُهُ، أَوْ مَفْعُولٌ مَعَهُ مَنْصُوبٌ، وَعَلامَةُ نَصْبِهِ في الحاليْنِ الياءُ لأَنَّهُ ملحقٌ بِجَمْعِ المُذكَّرِ السَّالِمِ.
قولُهُ: {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} ثُمَّ: حَرْفُ عَطْفٍ وَتَّرْتيبٍ، وَ "لَنُحْضِرَنَّهُمْ" مثلُ: "لَنَحْشُرَنَّهُمْ" معطوفٌ عَلَيْهِ ولهُ مثلُ إِعْرابِهِ. و "حَوْلَ" منصوبٌ على الظَّرْفِيَّةِ المَكانِيَّةِ، مُتَعَلِّقٌ بِـ "نُحْضَرَنَّ"، وهو مُضافٌ. و "جَهَنَّمَ" مَجرورٌ بالإضافَةِ إِلَيْهِ. و "جِثِيًّا" منصوبٌ على الحالِ مِنْ الهاءِ في "نُحْضِرِنَّهُمْ". وَيَجُوزُ أَنْ يَكونَ مَصْدَرًا عَلَى وزنِ "فُعُول".
قَرَأَ العامَّةُ: {جُثِيًّا} بِضَمِّ الْجِيمِ عَلَى الْأَصْلِ، فَقدْ أَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ، أَنَّهُ قَرَأَ "جُثِيًّا" بِرَفْع الْجِيمِ، وَ "عُتِيًّا" بِرَفْع الْعَيْنِ، و "صِلِيًّا" بِرَفْع الصَّادِ. وَقرَأَ الأَخَوانِ (حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ) وَحَفْصٌ "جِثِيًّا" بِكَسْرِ الْجِيمِ إِتْبَاعًا لِلْكَسْرَةِ بَعْدَهُ.