ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89)
قولُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا} إِخْبَارٌ عَنْ ذِي القَرْنَيْنِ أَنَّهُ سَلَكَ طَريقًا آخَرَ وَمَنَازِلَ، تُبْلِغُهُ قِطْرًا آخَرَ مِنْ أَقْطارِ الأَرْضِ، وتُوصِلُهُ إِلَى مَقْصِدِهِ الَّذِي يُسِّرَ لَهُ، أَيْ طَرِيقًا إِلَى المَشْرِقِ، وذَلِكَ زِيَادَةً في طَلَبِ العِلْمِ بِخَلْقِ اللهِ ـ جَلَّ وعَزَّ، وعَجَائِبِهِ التي لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى.
قَوْلُهُ تَعَالى: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا} ثُمَّ: حَرْفُ عَطْفٍ وَتَرَاخٍ. و "أَتْبَعَ" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْحِ، وفاعِلُهُ مُسْتَتِرٌ فِيهِ جوازًا تقديرُهُ (هوَ) يعودُ على "ذي القَرْنَيْنِ". وَ "سَبَبًا" مَفْعُولٌ بِهِ منصوبٌ. وَالجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ: في مَحلِّ الرَّفْعِ عَطْفًا عَلَى جُمْلَةِ قَوْلِهِ ـ سُبْحانَهُ وتَعَالَى: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} الآيةَ: 86، السَّابِقَةِ.
وقدْ تَقَدَّمَ خِلَافُ الْقُرَّاء فِي "فَأَتْبَعَ سَبَبًا" الآيةَ: 86، السَّابِقَةِ فَهُوَ كَذَلِكَ هُنَا.