وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهًا لَقَدْ قُلْنا إِذًا شَطَطًا (14)
قولُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ} شَدَدْنَا عَلَيْها، وَقَوَّيْنَا عَزيمَتَهَا، وأَلْهَمْنَاهَا الصَّبْرَ عَلَى الشَّدائدِ، ومَتَّنَا روابطَ الأُخُوَّةِ والمحبِّةِ بَيْنَها، ومَنَحْنَاهمُ الثَّبَاتَ على الحقِّ والشَّجَاعَةَ عَلَى مُقارَعَةِ الباطِلِ، والدِّفاعِ عَنْ إِيمانِهم ومُعْتَقَداتِهم. فإِنَّ تَعْدِيَةَ الفِعْلِ "رَبَطْنا" بِحَرْفِ الِاسْتِعْلَاءِ "عَلَى" هُوَ لِلْمُبَالَغَةِ فِي الشَّدِّ لِأَنَّ حَرْفَ الِاسْتِعْلَاءِ مُسْتَعَارٌ لِمَعْنَى التَّمَكُّنِ مِنَ الْفِعْلِ.
وَيُقَالُ: فُلَانٌ رَابِطُ الْجَأْشِ، إِذَا كَانَ لَا تَفْرَقُ نَفْسُهُ عِنْدَ الْفَزَعِ وَالْحَرْبِ وَغَيْرِهَا. وَمِنْهُ الرَّبْطُ عَلَى قَلْبِ أُمِّ مُوسَى، قالَ تعالى منْ سُورةِ القَصَصِ: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} الآيةَ: 10، وَقَالَ مِنْ سُورةِ الأَنْفَالِ: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَام} الآية: 11. فَالرَّبْطُ اسْتِعَارَةٌ لِتَقْوِيَةِ قُلُوبِهِمْ فِي ذَلِكَ المَكانِ والمَوْقِفِ الدَّحْضِ، فَقِيلَ: رَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ: بزيادة اليقينِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ للتَّرَدُّدِ في خَواطِرِهم مجالٌ، وَتَمَّتْ سَكِينَةُ قُلوبِهم. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالى: "وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ" قَالَ: بِالْإِيمَانِ.
قوْلُهُ: {إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} إِذْ قامُوا: هو ظَرْفٌ لِلرَّبْطِ، أَيْ كَانَ الرَّبْطُ فِي وَقْتٍ فِي قِيَامِهِمْ، أَيْ كَانَ ذَلِكَ الْخَاطِرُ الَّذِي قَامُوا بِهِ مُقَارِنًا لَرَبْطِ اللهِ تَعَالَى عَلَى قُلُوبِهِمْ، أَيْ لَوْلَا ذَلِكَ الرَّبْطُ على قلوبِهِمْ مَا أَقْدَمُوا عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ الْعَمَلِ، وَذَلِكَ الْقَوْلِ. فإنَّهمْ قَدْ قامُوا باللهِ للهِ، وَمَنْ قَامَ للهِ، قَعَدَ عَمَّا سِوَى اللهِ. ولِلْعُلَمَاءِ فِي هَذَا القِيَامِ ثلاثةُ أَقْوَالٍ:
أَوَّلُها: أَنَّهم كَانُوا عُظَمَاءَ مَدِينَتِهِمْ، فَخَرَجُوا، فَاجْتَمَعُوا وَرَاءَ الْمَدِينَةِ مِنْ غَيْرِ مِيعَادٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ ـ هوَ أَكْبَرُهم سِنًّا: إِنِّي لَأَجِدُ فِي نَفْسِي شَيْئًا مَا أَظُنُّ أَنَّ أَحَدًا يَجِدُهُ، قَالُوا: مَا تَجِدُ؟ قَالَ: أَجدُ في نَفْسي أَنَّ رَبي رَبُّ السَّمَواتِ وَالْأَرْضِ. وهَذَا القَولُ لِمُجَاهِدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ.
ثانِيها: أَنَّهُمْ قَامُوا بَيْنَ يَدَيْ مَلِكِهِمْ (دِقْيانُوس) الجَبَّارِ، وَقالُوا: رَبُّنَا رَبُّ السَمَواتِ وَالْأَرْضِ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى عِبَادَةِ الطَّوَاغِيتِ، فَثَبَّتَ اللهُ هَؤُلَاءِ الْفِتْيَةَ عَلَى إيمانِهمْ، وأيَّدَهم، وَعَصَمَهُمْ مِنْ ذلكَ المَلِكِ الجَبَّارِ الطاغِيَةِ حَتَّى عَصَوْهُ، وَأَقَرُّوا أمامَهُ بِرُبُوبِيَّةِ اللهِ تَعَالى، وَصَرَّحُوا بِالْبَرَاءَةِ عَنِ الشُّرَكَاءِ وَالْأَنْدَادِ لربِّهم ـ تَبَارَكَتْ أَسْماؤهُ.
ثَالِثُها: أَنَّهُمْ قَالُوا ذَلِكَ عِنْدَ قِيَامِهِمْ مِنَ النَّوْمِ، وَهَذَا بِعِيدٌ لِأَنَّ اللهَ اسْتَأْنَفَ قِصَّتَهُمْ بِقَوْلِهِ: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ. وهذا القَوْلُ منسوبٌ لعَطَاءٍ وَمُقَاتِلٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما.
وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ القِيامُ حَقِيقِيًّا، وذلكَ بِأَنَّهم وَقَفُوا بَيْنَ يَدَيْ المَلِكِ الْمُشْرِكِ، أَوْ أَنَّهمْ وَقَفُوا خُطَبَاءَ فِي مَجَامِعِ قَوْمِهِمْ مُعْلِنِينَ فَسَادَ عَقِيدَةِ الشِّرْكِ. وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْقِيَامُ مُسْتَعَارًا لِلْإِقْدَامِ وَالْتَجَاسُرِ عَلَى عَمَلٍ عَظِيمٍ، وَلِلِاهْتِمَامِ بِالْعَمَلِ أَوِ الْقَوْلِ، تَشْبِيهًا لِلِاهْتِمَامِ بِقِيَامِ الشَّخْصِ مِنْ قُعُودٍ لِلْإِقْبَالِ عَلَى عَمَلٍ مَا، كَقَوْلِ النَّابِغَةِ الذُّبيانيِّ:
إِنِّي كَأَنِّي لَدَى النُّعْمَانِ خَبَّرَهُ .......... بَعْضُ الأَوَدِّ حَديثًا غَيْرَ مَكْذُوبِ
بِأَنَّ حِصْنًا وَحَيًّا مِنْ بَنِي أَسَدٍ .......... قَامُوا فَقَالُوا حِمَانَا غَيْرُ مَقْرُوبِ
ضَلَّتْ حُلومُهُمُ عَنْهمْ وغَرَّهُمُ ........... سَنُّ المُعَيْدِيِّ في رَعْيٍ وتَعْزيبِ
التَعْزيبُ (بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ والزَّايِ المُعْجَمَةِ) أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ بِمَاشِيَتِهِ في المَرْعَى لَا يُريحُها إِلى أَهْلِهَا. وَقَوْلُهُ: (قَامُوا فَقَالُوا) أَيْ: عَزَمُوا رَأْيَهُمْ فَقَالُوا. فَلَيْسَ فِي ذَلِكَ قِيَامٌ بَعْدَ قُعُودٍ بَلْ قَدْ يَكُونُونَ قَالُوهُ وَهُمْ قُعُودٌ. وكَقَوْلِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ:
عَلامَا قَامَ يَشْتُمُني لَئِيمٌ ........................ كخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ في رَمادِ
وكَذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
فَقَامَ يَذُودُ النَّاسَ عَنْهَا بِسَيْفِهِ ........... وَقَالَ أَلَا لَا مِنْ سَبِيلٍ إِلَى هِنْدِ
قولُهُ: {لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهًا} لأَنَّ مَنْ ادَّعَى بِأَنَّ شَيْئًا مِنَ الحوادِثِ لَهُ أَثرٌ مِنْ غَيْرِ اللهِ، فَقَدْ أَشْرَكَ باللهِ، وَمَنْ قَالَ بأَنَّ لَهَا وُجودٌ مَعَ اللهِ، فَقَدْ اتَّخَذَ آلِهَةً مِنْ دُونِ اللهِ.
قوْلُهُ: {لَقَدْ قُلْنا إِذًا شَطَطًا} اسْتِئْنَافٌ بَيَانِيٌّ لِمَا أَفَادَهُ تَوْكِيدُ النَّفْيِ بِـ "لَنْ". وَالشَّطَطُ فِي اللُّغَةِ: مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ، قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ قَدْ أَشَطَّ فِي السَّوْمِ: إِذْ جَاوَزَ الْحَدَّ، وَلَمْ يُسْمَعْ إِلَّا أَشَطَّ يُشِطُّ إِشْطَاطًا وَشَطَطًا، وَحَكَى الزَّجَّاجُ وَغَيْرُهُ: شَطَّ الرَّجُلُ، وَأَشَطَّ: إِذَا جَاوَزَ الْحَدَّ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالى مِنْ سُورَةِ (ص): {خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاط} الآيةَ: 22، وَأَصْلُ هَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ شَطَّتِ الدَّارُ إِذَا بَعُدَتْ، فَالشَّطَطُ البُعْدُ عَنِ الحَقِّ، وَالْمَعْنَى هنا: لَقَدْ قُلْنَا إِذًا قَوْلًا شَطَطًا.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالى: "لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا" قَالَ: كَذِبًا. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ: "لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شًطًطًا" قَالَ: جَوْرًا. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ زَيْدٍ فِي الْآيَةِ قَالَ: الشَّطَطُ الْخَطَأُ مِنَ القَوْلِ.
قولُهُ تَعَالى: {وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ} وَرَبَطْنا: الواوُ: للعَطْفِ، و "رَبَطْنا" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رفعٍ مُتَحَرِّكٍ هو "نا" المُعَظِّمِ نَفْسَهَ ـ سُبْحانَهُ، و "نا" التَّعْظيمِ هذِهِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مَبْنيٌّ عَلَى السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ فَاعِلُهُ. والجملةُ معطوفَةٌ عَلَى جملةِ {زِدْناهُمْ} منَ الآيةِ التي قبلَها على كونِها في مَحَلِّ الرَّفْعِ عَطْفًا عَلى جُمْلَةِ "آمَنُوا" عَلى كَوْنِها صِفَةً لِخَبَرِ "إنَّ". و "عَلى" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "رَبَطْنا"، و "قُلُوبِهِمْ" مجرورٌ بحرفِ الجرِّ، مُضافٌ، والهاءُ: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بِالإِضَافَةِ إِلَيْهِ، والميمُ للجمعِ المُذكَّرِ.
قولُهُ: {إِذْ قامُوا فَقالُوا} إِذْ: ظَرْفٌ لِمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ مُتَعَلِّقٌ بِـ "رَبَطْنا". و "قَامُوا" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَمِّ لاتِّصالِهِ بواوِ الجماعَةِ، وواوُ الجَمَاعةِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مَبْنيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ فَاعِلُهُ، والألِفُ فارقةٌ، والجُمْلَةُ في مَحَلِّ الجَرِّ بإِضَافَةِ "إِذْ" إِلَيْهَا. و "فَقالُوا" الفاءُ: للعَطْفِ، و "قَالُوا" مثلُ "قامُوا" معطوفٌ عَلَيْهِ.
قوْلُهُ: {رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} رَبُّنا: مَرفوعٌ بالابْتِداءِ، مُضافٌ، و "نا" ضميرُ جماعةِ المُتَكَلِّمينَ مَبْنِيٌّ عَلى السُّكونِ في محلِّ الجرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ، وهو عائدٌ عَلَى الفِتْيَةِ أَهْلِ الكَهْفِ. وَ "رَبُّ" خَبَرُ المُبتَدَأِ مَرْفوعٌ، وَهُوَ مُضافٌ. وَ "السَّماواتِ" مَجْرُورٌ بالإضافةِ إِلَيْهِ. وَ "وَالْأَرْضِ" الواوُ: حَرْفٌ للعَطْفِ، وَ "الْأَرْضِ" مَعْطُوفٌ عَلَى "السَّماواتِ" مَجْرورٌ مِثْلُهُ. والجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ هَذِهِ منَ المُبْتَدَأِ وخبَرِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَقُولُ القولِ لِـ "قَالوا".
قولُهُ: {لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلهًا} لَنْ: حرفٌ للنَّصْبِ والنَّفيِ. وَ "نَدْعُوَ" فِعْلٌ مُضارعٌ مَنْصوبٌ بِـ "لنْ"، وَفَاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ "نحنُ" يَعُودُ عَلَى الفِتْيَةِ المُتَكَلِّمينَ، والجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَقُولُ القولِ لِـ "قالوا". و "مِنْ" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِحالٍ مِنْ "إِلهًا". و "دُونِهِ" مَجْرُورٌ بحرْفِ الجَرِّ مُضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بالإضافةِ إِليْهِ. و "إِلهًا" مَفْعُولٌ لـ "نَدْعُوَا" مَنْصُوبٌ بِهِ.
قوْلُهُ: {لَقَدْ قُلْنا إِذًا شَطَطًا} لَقَدْ: اللَّامُ: هِيَ المُوَطِّئَةُ للْقَسَمِ، و "قد" حَرْفٌ للتَحْقيقِ. و "قُلْنا" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رفعٍ مُتَحَرِّكٍ هو "نا" المُعَظِّمِ نَفْسَهَ ـ سُبْحانَهُ، و "نا" التَّعْظيمِ هذِهِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مَبْنيٌّ عَلَى السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ فَاعِلُهُ. والجُمْلَةُ جَوَابُ القَسَمِ، وَجُمْلَةُ القَسَمِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ بـ "قالوا". و "إِذًا" حَرْفُ جَوابٍ وَجَزَاءٍ، وهو مُهْمَلٌ دَالٌّ عَلَى شَرْطٍ تَقْديرُهُ: إِنْ دَعَوْنَا إِلَهًا مِنْ دُونِهِ لَقَدْ قُلْنَا قَوْلًا شَطَطًا. و "شَطَطًا" مَنْصُوبٌ عَلَى المَفْعُولِيَّةِ المُطْلَقَةِ؛ لِأَنَّهُ صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ: قَوْلًا ذَا شَطَطٍ، أَيْ: ذا إِفْراطٍ وَظُلْمٍ، أَوْ هُوَ الشَّطَطُ نَفْسُهُ مُبَالَغَةً. أَوْ مَنْصُوبٌ عَلَى الحالِ مِنْ ضَمِيرِ مَصْدَرِ "قُلْنا"، وهوَ مَذْهَبُ سِيبَويْهِ. أَوْ أَنَّهُ مَفْعُولٌ بِـ "قُلْنَا" لِتَضَمُّنِهِ مَعْنَى الجُمْلَةِ.