وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73)
قولُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا} أَيْ: أَيَكْفُرونَ بِنِعْمَةِ اللهِ، وَيَعْبُدونَ مِنْ دَونِهِ "مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا من السماوات والأرض شَيْئًا" فهو داخِلٌ تَحْتَ الإِنْكارِ التَوْبيخِيِّ، مِنَ الآيةِ السابقةِ وهو قولُهُ: {أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُون}.
وَقد أَفَادَتْ هَذِهِ الْجُمْلَةُ التَّوْبِيخَ عَلَى شُكْرِ مَا لَا يَسْتَحِقُّ الشُّكْرَ، لأَنَّهُمْ عَبَدُوا مَا لَا يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ وَلَا بِيَدِهِ نِعْمَةٌ، وَهُوَ الْأَصْنَامُ، وهيَ لَا تَمْلِكُ مَا يَأْتِيهِمْ مِنَ الرِّزْقِ لِاحْتِيَاجِهَا، وَلَا تَسْتَطِيعُ رِزْقَهُمْ لِعَجْزِهَا، والْعِبَادَةَ شُكْرٌ. فَإِنَّهُ بَعْدَ أَنْ شَرَحَ ـ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى، أَنْوَاعًا كَثِيرَةً فِي دَلَائِلِ التَّوْحِيدِ، بَدَأَ ثُمَّ ذَكَرَ أَقْسَامًا مِنَ النِّعَمِ الْجَلِيلَةِ الشَّرِيفَةِ، أَتْبَعَ ذَلِكَ بالتَشْنِيعِ عَلَيْهِمْ فِي هَذِهِ الْآيَةِ والتَعْجِيبِ مِنْ شَأْنِهِم. والرَّدِّ عَلَيهِمْ، فَهُمْ بَعدَ كلِّ تِلْكَ الدلائلِ عَلَى وحدانيَّةِ اللهِ ـ تَعَالى، وعَظَمَةِ خلقِهِ، وقُدْرَتِهِ عَلى الإِحْيَاءِ بَعْدَ المَوْتِ، وتَتَابُعِ نِعَمِهِ التي لا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى على عِبادِهِ، بعدَ ذَلِكَ كُلِّهِ، تَرَى عَبَدَةَ الأَصْنَامِ، يُشْرِكُونَ في عِبَادَةِ اللهِ أَصْنامًا لهُم اتَّخذوها آلهةً لَهُمْ مِنْ دونِ اللهِ ـ تَعَالَى، معَ علمِهمْ بِأَنَّ هَذِهِ الأصنامَ لا تَسْتَطيعُ أَنْ تَأْتِيَهم بأيِّ رِزْقٍ مِنَ السَّمَاءِ، أَوْ مِنَ الأَرْضِ.
والعِبَادَةُ تعني أَنْ يُطِيعَ العَابِدُ مَعْبُودَهُ، وَهَذِهِ الطاعَةُ تَقْتَضِي تَنْفِيذَ الأَمْرِ واجْتِنَابَ النَّهْيِ. وكُلُّ حَرَكَةٍ فِي الحَيَاةِ تُعِينُ عَلَى عِبَادَةٍ فَهِيَ عِبَادَةٌ. كَمَا أَنَّ اتِّباعَ بَعْضِ المَخْلُوقِينَ بِمُقْتَضَى أَهْوَاءِ النفوسِ، والتَوَكُلَ على مَنْ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَمْلك لَكَ ضَرًّا وَلا نَفْعًا، وَلا يَسْتَطِيعُ لكَ رِزْقًا يُعَدُّ نوعًا مِنْ أَنواعِ العِبادَةِ.
وَيُطْلَقُ الْمِلْكُ عَلَى الْقُدْرَةِ، وَمِلْكُ الرِّزْقِ: يَعني الْقُدْرَةَ عَلَى إِعْطَائِهِ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ المائدةِ: {قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئًا إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وأُمَّهُ} الآية: 17.
قولُهُ: {مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ} الرِّزْقُ الَّذِي يَأْتِي مِنْ جَانِبِ السَّمَاءِ هُوَ الْغَيْثَ الَّذِي يَأْتِي مِنْ جِهَةِ السَّمَاءِ، وغَيْرُهُ كالنَدَى والثَّلْجِ والبَرَدِ، والطُيُورِ التي تسْبحُ فيها. أَمَّا الرِّزْقُ الَّذِي يَأْتِي مِنْ جَانِبِ الْأَرْضِ فَهُوَ النَّبَاتُ والحُبُوبُ وَالثِّمَارُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْهَا، والحيواناتُ التي تَسْرَحُ فِيها، والمعادِنِ والموادِّ المَخْبَوءَةِ في باطِنِها، والأَسْمَاكِ والثَرَوَاتِ المُنْطَوِيَةِ عَلَيْها أَمْواجُ بِحارِها وأَعْمَاقُها. فإِنَّ الأَصْنَامَ التي يَعْبُدُهَا أُولَئِكَ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهم شَيْئًا مِمَّا في السَّمَاءِ، ولا أَنْ تُخرِجَ لَهُمْ شَيْئًا مِمَّا فِي بَاطِنِ الأَرْضِ أَوْ عَلَى ظَهْرِهَا.
والاسْتِطاعَةُ: الْقُدْرَةُ، وَ "لا يَسْتَطِيعُونَ" عَطْفٌ عَلَى "يَمْلِكُ"، فَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ صِلَةِ "مَا"، فَضَمِيرُ الْجَمْعِ عَائِدٌ إِلَى "مَا" الْمَوْصُولَةِ بِاعْتِبَارِ دَلَالَتِهَا عَلَى جَمَاعَةِ الْأَصْنَامِ الْمَعْبُودَةِ لَهُمْ. وَأُجْرِيَتْ عَلَيْهَا صِيغَةُ جَمْعِ الْعُقَلَاءِ مُجَارَاةً لِاعْتِقَادِهِمْ أَنَّهَا تَعْقِلُ وَتَشْفَعُ وَتَسْتَجِيبُ. وَحَذْفُ مَفْعُولِ "يَسْتَطِيعُونَ" لِقَصْدِ التَّعْمِيمِ، أَيْ لَا يَسْتَطِيعُونَ شَيْئًا لِأَنَّ تِلْكَ الْأَصْنَامَ حِجَارَةٌ لَا تَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ.
قولُهُ تَعَالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا} الوَاو: للاستِئنافِ، وَ "يَعْبُدُونَ" فِعْلٌ مُضارِعٌ مَرْفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ والجازِمِ، وعَلامَةُ رَفْعِهِ ثَبَاتُ النُّونِ فِي آخِرِهِ، لأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وواوُ الجَمَاعَةِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفَاعِليَّةِ. والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ. و "مِنْ" حرفُ جَرٍّ متعلِّقٌ بحالٍ مِنْ فاعِلِ "يَعْبُدُونَ"، أَيْ: حالَةَ كَوْنِهِمْ مُتَجَاوِزِينَ اللهَ. وَ "دُونِ" مجرورٌ بحرفِ الجرِّ، وهوَ مُضافٌ. ولفظُ الجلالةِ "اللهِ" مَجْرُورٌ بالإضافَةِ إِلَيْهِ. و "مَا" مَوْصولَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى السُّكونِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَفْعُولٌ بِهِ لـ "يَعْبُدُونَ"، أَوْ هيَ نَكِرةٌ مَوْصُوفَةٌ. و "لَا" نَافِيَةٌ. و "يَمْلِكُ" فِعْلٌ مُضارِعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وَفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلَى "مَا"، و "لَهُمْ" حرفُ جرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "يَمْلِكُ"، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجرِّ بِحَرْفِ الجَرِّ، والميمُ للجمعِ المُذكَّرِ. و "رِزْقًا" مَفْعولٌ بِهِ منصوبٌ بـ "يَمْلِكُ". وَجُمْلَةُ "يَمْلِكُ" صِلَةٌ لِـ "مَا" الموصولةِ فلا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرابِ، أَوْ صَفَةٌ لَهَا في محلِّ النَّصْبِ إِذا أُعْرِبتْ نَكِرةً مَوْصوفةً.
قولُهُ: {مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ} مِنَ: حرفُ جرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "رِزْقًا" لأَنَّهُ اسْمُ مَصْدَرٍ بِمَعْنَى إَعْطاءً، وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: ـ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ إِعْمَالَ المَصْدَرِ مُنَوَّنًا: والمَصْدَرُ يَعْمَلُ مُضافًا بِاتِّفاقٍ؛ لأَنَّهُ فِي تَقْديرِ الانْفِصالِ، وَلا يَعْمَلُ إِذا دَخَلَهُ الأَلِفُ واللامُ؛ لأَنَّهُ قَدْ تَوَغَّلَ في حالِ الأَسْمَاءِ، وبَعُدَ عَنِ الفِعْلِيَّةِ، وتَقْديرُ الانْفِصالِ في الإِضافةِ حَسَّنَ عَمَلَهُ، وَقَدْ جاءَ عامِلًا مَعَ الأَلِفِ واللامَ في قولِهِ:
ضعيفُ النِّكايَةِ أَعْداءَهُ ..................... يَخَالُ الفِرَارَ يُراخِي الأَجَلْ
البيتُ عَلَى المُتَقارِبِ وهو مِنْ شواهِدِ سِيبَوَيْهِ الخمسينَ التي لَمْ يُعْرَفْ قائلوها، وقيلَ هوَ مَصْنُوعٌ ومَعْناهُ: هَذَا الشَّخْصُ قَلِيلُ التَنْكِيلِ والتَعْذيبِ لأَعْدائِهِ؛ خَوْفًا عَلَى حَيَاتِهِ مِنْهُمْ؛ لِظَنِّهِ أَنَّ الفِرَارَ مِنْ مَيْدانِ القِتالِ يُطيلُ الأَجَلَ، ويُؤَخِّرُ المَوْتَ. ومنْ ذلكَ أيضًا قولُ مَالِكِ بْنِ زُغْبَةَ الباهِلِيِّ:
لَقَدْ عَلِمَتْ أُوْلَى المُغِيرة أنَّني .... لحِقْتُ فلم أنْكُلْ عن الضَّرْبِ مِسْمَعا
قال الشَّيْخُ أبو حَيَّانٍ الأندلُسيُّ: أَمَّا قَوْلُهُ (باتِّفاق) إِنْ عَنَى مِنَ البَصْرِيِّينَ فَصَحِيحٌ، وإِنْ عَنَى مِنَ النَّحْوِيِّينَ فَلَيْسَ بِصَحيحٍ؛ إِذْ قَدْ ذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّهُ لا يَعْمَلُ. فإِنْ وُجِدَ بَعْدَهُ مَنْصُوبٌ أَوْ مَرْفُوعٌ قَدَّرَ لَهُ عَامِلًا. وأَمَّا قولُهُ (في تَقْديرِ الانْفِصالِ) فَلَيْسَ كَذَلِكَ؛ لِئَلَّا تَكونَ إِضافتُهُ غَيْرَ مَحْضَةٍ، كَمَا قالَ بِهِ ابْنُ الطَرَاوَةِ وابْنُ بَرْهانٍ. ومَذْهَبُهُمَا فاسِدٌ؛ لأَنَّ هَذا المَصْدَرَ قَدْ نُعِتَ وأُكِّدَ بالمَعْرِفَةِ. وَقَوْلُهُ (لا يَعْمَلُ) إِلَى آخِرِهِ نَاقَضَهُ بِقَوْلِهِ: (وَقَدْ جاءَ عامِلًا) إِلى آخِرِهِ. فَغَايَةُ مَا في هَذَا أَنَّهُ نَحَا إِلَى أَقْوَالٍ قالَ بِها غيْرُهُ. وَأَمَّا المُناقَضَةُ فَلَيْسَتْ صَحِيحَةً؛ لأَنَّهُ عَنَى أَوَّلًا أَنَّهُ لَا يَعْمَلُ في السِّعَةِ، وثانيًا أَنَّهُ قدْ جاءَ عامِلًا في الضَرورةِ، ولِذلكَ قَيَّدَهُ فقالَ: في قولَ الشاعر. بـ "يَمْلِكُ"، وَذَلِكَ عَلَى الإِعْرابَيْنِ الأَوَّلَيْنِ في نَصْبِ "شَيْئًا". الثاني: أَنَّهُ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذوفٍ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِـ "رِزْقًا"، ويَجُوزُ تَعْليقُهُ بِالفِعْلِ "يَمْلِكُ". وَ "السَّمَاوَاتِ" مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ. وَ "والْأَرْضِ" حرفُ عطفٍ، و معطوفٌ على "السماواتِ" مجرورٌ مثلهُ. و "شَيْئًا" مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ نائبٌ عَنِ المَصْدَرِ، عَلَى أَنَّهُ اسْمُ مَصْدَرٍ، واسْمُ المَصْدَرِ يَعْمَلُ عَمَلَ المَصْدَرِ عَلَى خِلافٍ فِي ذَلِكَ. وَنَقَلَ مَكِيٌّ أَنَّ اسْمَ المَصْدَرِ لا يَعْمَلُ عِنْدَ البَصْرِيِّينَ إِلَّا في شِعْرٍ. وَقَدِ اخْتَلَفَ النَّقْلُ عِنْدَ البَصْرِيِّينَ: فَمِنْهُمْ مَنْ نَقَلَ المَنْعَ، وَمِنْهم مَنْ نَقَلَ الجَوازَ. وَقَدْ ذَكَرَ أَبو عليٍّ الفارسيُّ انْتِصابَهُ بـ "رِزْقًا" كَمَا تَقَدَّمَ. وقَدْ رَدَّ عَلَيْهِ ابْنُ الطَّراوَةِ بِأَنَّ الرزْقَ اسم المرزوق كالرَّعْيِ والطَّحْن. ورُدَّ على ابنِ الطراوة: بأنَّ الرِّزْقَ بالكسرِ أيضاً مصدرٌ، وقد سُمِعَ فِيهِ ذَلِكَ. فَظَاهِرُ هَذَا أَنَّهُ مَصْدَرٌ بِنَفْسِهِ وليسَ اسْمَ مَصْدَرٍ. أَيْ: لا يَمْلِكونَ مُلْكًا لا قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا، أَوْ مَفُعُولُ "رِزْقًا" لأَنَّهُ مَصْدَرٌ يَعْمَلُ عَمَلَ الفِعْلِ. وجعلهُ السُيوطيُّ بَدَلًا مِنْ "رِزْقًا"، أَيْ: لا يَمْلِكُ لَهُمْ شَيْئًا. وَهَذَا غَيْرُ مُفِيدٍ؛ إِذْ مِنَ المَعْلومِ أَنَّ الرِّزْقَ شَيْءٌ مِنَ الأَشْياءِ، وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ: أَنَّ البَدَلَ يَأْتي لِأَحَدِ مَعْنَيَيْنِ: البَيَانِ أَوِ التَأْكِيدِ، وَهَذَا لَيْسَ فِيهِ بَيَانٌ هنا؛ لأَنَّهُ أَعَمُّ، وَلَا تَأْكِيدَ فِيهِ. وَ "وَ" حرفُ عَطْفٍ، و "لَا" نافيةٌ لا عَمَلَ لها، و "يَسْتَطِيعُونَ" فِعْلٌ مُضارِعٌ مَرْفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ والجازِمِ، وعَلامَةُ رَفْعِهِ ثَبَاتُ النُّونِ فِي آخِرِهِ، لأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وواوُ الجَمَاعَةِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفَاعِليَّةِ. والجُمْلَةُ مَعْطوفَةٌ عَلى جُمْلَةِ "لَا يَمْلِكُ" عَلَى كَوْنِها صِلَةَ المَوْصولِ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ. ويَجُوزُ فِي هذهِ الجُمْلَةِ الإِخْبَارُ بِنَفْيِ الاسْتِطاعَةِ عَنْهمْ وذلكَ عَلَى سَبيلِ الاسْتِئْنافِ، وَيَكونُ قَدْ جَمَعَ الضَميرَ العائدَ على "ما" باعْتِبارِ مَعْناهَا؛ إِذِ المُرادُ بِذلِكَ آلِهَتُهم، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الضَميرُ عائدًا عَلى العابِدينَ.