خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
(3)
قولُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} أَيْ: أَنَّهُ تعالى، أَوْجَدَ الأَرضَ والسَّمَاواتِ وما بينَهما، وما فيهِما على هَذِهِ الصِفَةِ التي هُما عَلَيْها، وقَدَّرَ الفَنَاءَ لَهُما غَايَةً، والزَّوالَ نِهايةً، للدَّلالَةِ عَلَى عظيمِ قُدْرَتِهِ، وتفرُّدِهِ ووَحْدانِيَّتِهِ، وهو اسْتِئْنَافٌ بَيَانِيٌّ ناشِئٌ عَنْ قَوْلِهِ قبلَ ذلكَ في الآيةِ الأُولى: {سُبْحانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}، لِأَنَّهُمْ إِذَا سَمِعُوا ذَلِكَ تَرَقَّبُوا دَلِيلَ تَنْزِيهِهِ عَنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ شُرَكَاءُ. فَابْتُدِئَ بِالدَّلَالَةِ عَلَى اخْتِصَاصِهِ بِالْخَلْقِ وَالتَّقْدِيرِ وَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَا يُخْلَقُ لَا يُوصَفُ بِالْإِلَهِيَّةِ كَمَا أَنْبَأَ عَنْهُ التَّفْرِيعُ بَعْدَ ذَلِكَ في الآيةِ: 17 بقولِهِ عَقِبَ هَذِهِ الْأَدِلَّةِ: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}. وَأَعْقَبَ قَوْلَهُ: {سُبْحانَهُ} بِقَوْلِهِ: {وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ} تَحْقِيقًا لِنَتِيجَةِ الدَّلِيلِ، كَمَا يُذْكَرُ الْمَطْلُوبُ قَبْلَ ذِكْرِ الْقِيَاسِ فِي صِنَاعَةِ الْمَنْطِقِ، ثُمَّ يُذْكَرُ ذَلِكَ الْمَطْلُوبُ عَقِبَ الْقِيَاسِ فِي صُورَةِ النَّتِيجَةِ تَحْقِيقًا لِلْوَحْدَانِيَّةِ، لِأَنَّ الضَّلَالَ فِيهَا هُوَ أَصْلُ انْتِقَاضِ عَقَائِدِ أَهْلِ الشِّرْكِ، وَلِأَنَّ إِشْرَاكَهُمْ هُوَ الَّذِي حَدَا بهُمْ إِلَى إِنْكَارِ نُبُوَّةِ مَنْ جَاءَ يَنْهَاهُمْ عَنِ الشِّرْكِ، فَلَا جَرَمَ أَنْ كَانَ الِاعْتِنَاءُ بِإِثْبَاتِ الْوَحْدَانِيَّةِ وَإِبْطَالِ الشِّرْكِ مُقَدَّمًا عَلَى إِثْبَاتِ صِدْقِ الرَّسُولِ ـ عَلَيْهِ صَّلَاةُ اللهِ وَسَلَامُهُ، الْمُبْدَأُ بِهِ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى في الآيةِ التي قبلَ هَذِهِ: {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ} الآية: الثانيةِ منْ هذه السُورَةِ. وَقد عُدِّدَتْ دَلَائِلُ مِنَ الْخَلْقِ، كُلِّهَا مُتَضَمِّنَةً نِعَمًا جَمَّةً عَلَى النَّاسِ إِدْمَاجًا لِلِامْتِنَانِ بِنِعَمِ اللهِ عَلَيْهِمْ، وَتَعْرِيضًا بِأَنَّ الْمُنْعَمَ عَلَيْهِمُ، الَّذِينَ عَبَدُوا غَيْرَهُ، قَدْ كَفَرُوا نِعْمَتَهُ عَلَيْهِمْ حِيْنَ شَكَرُوا مَا لَمْ يُنْعِمْ عَلَيْهِمْ بشيءٍ، وَنَسُوا مَنِ انْفَرَدَ بِالْإِنْعَامِ، وَذَلِكَ أَعْظَمُ الْكُفْرَانِ، كَمَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ قولُهُ في ا: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ} الآية: 17، مِنْ سُورَة النَّحْل، وقولُهُ في الآيةِ: : 34، مِنْ سُورَة إِبْرَاهِيم: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوها}.
وَالِاسْتِدْلَالُ بِخَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ سَائِرِ الْأَدِلَّةِ وَأَجْمَعُ لِأَنَّهَا مَحْوِيَّةٌ لَهُمَا، وَلِأَنَّهُمَا مِنْ أَعْظَمِ الْمَوْجُودَاتِ، فَلِذَلِكَ ابْتُدِئَ بِهِمَا، لَكِن مَا فِيهِ مِنْ إِجْمَالِ الْمَحْوِيَّاتِ اقْتَضَى أَنْ يُعَقَّبَ بِالِاسْتِدْلَالِ بِأَصْنَافِ الْخَلْقِ وَالْمَخْلُوقَاتِ فَثَنَّى بِخَلْقِ الْإِنْسَانِ وَأَطْوَارِهِ، وَهُوَ أَعْجَبُ الْمَوْجُودَاتِ الْمُشَاهَدَةِ، ثُمَّ بِخَلْقِ الْحَيَوَانِ وأَحْوالِهِ لِأَنَّهُ يَجْمَعُ الْأَنْوَاعَ الَّتِي تَلِي الْإِنْسَانَ فِي إِتْقَانِ الصُّنْعِ، مَعَ مَا فِي أَنْوَاعِهَا مِنَ الْمِنَنِ، ثُمَّ بِخَلْقِ مَا بِهِ حَيَاةُ الْإِنْسَانِ وَالْحَيَوَانِ، وَهُوَ الْمَاءُ وَالنَّبَاتُ، ثُمَّ بِخَلْقِ أَسْبَابِ الْأَزْمِنَةِ وَالْفُصُولِ وَالْمَوَاقِيتِ، ثُمَّ بِخَلْقِ الْمَعَادِنِ الْأَرْضِيَّةِ، وَانْتَقَلَ إِلَى الِاسْتِدْلَالِ بِخَلْقِ الْبِحَارِ ثُمَّ بِخَلْقِ الْجِبَالِ وَالْأَنْهَارِ وَالطُّرُقَاتِ وَعَلَامَاتِ الِاهْتِدَاءِ فِي السَّيْرِ. وَسَيَأْتِي تَفْصِيلُهُ.
وَالْبَاءُ فِي قَوْلِهِ: بِالْحَقِّ لِلْمُلَابَسَةِ. وَهِيَ مُتَعَلِّقَةٌ بِـ "خَلَقَ" إِذِ الْخَلْقُ هُوَ الْمُلَابِسُ لِلْحَقِّ. وَالْحَقُّ: هُنَا ضِدُّ الْعَبَثِ، فَهُوَ هُنَا بِمَعْنَى الْحِكْمَةِ وَالْجَدِّ أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ مِنْ سُورَةِ الأَنْبِياءِ: {وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ مَا خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ} الآية: 16، وَقَوْلِهِ في الآيةِ: 27، مِنْ سُورَة (ص): {وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلًا}. وَالباطِلُ: ضدُّ الْحَقِّ، والحقُّ وَالصِّدْقُ إنَّما يُطْلَقَانِ وَصْفَيْنِ للِكَمَالِ. أَيْ أَنَّهُ ـ جَلَّ وعَلَا، لَمْ يَخْلُقِ السَّمَاواتِ والأَرْضَ ومَا فِيهِمَا عَبَثًا، إِنَّما خَلَقَهمْ لإِظْهَارِ الحَقِّ، ولِأَمْرٍ كائنٍ أَرَادَهُ، وحِكْمَةٍ قدَّرَها، ومِحْنَةٍ قَضَاهَا، وجَزَاءٍ أَعَدَّهُ، وغَيْرِ ذَلِكَ، فقد خَلَقَهَا بالحَقِّ، وهو يَحْكُمُ فِيها بالحَقَّ، وهوَ مُحِقٌّ في خَلْقِهَا، وتَكْلِيفِ مَا خَلَقَ فِيها بما يَشَاءُ، وكلِّ ما يَعْقُبُ ذَلِكَ التَكْليفِ ويترتَّبُ عليهِ مِنْ حَشْرٍ ونَشْرٍ وحسابٍ، وثَوابٍ بعدَ ذَلِكَ وعِقابٍ.
قولُهُ: {تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} أَيْ: تَقَدَّسَ ـ سُبحانَهُ وتَعَالَى، وتَرَفَّعَ عَنْ إِشْراكِهِمْ وما جَعَلُوهُ لَهُ شَريكًاً في مُلكِهِ، وكُلُّهم خلقٌ مِنْ خلقِهِ، فكيفَ يُشَارِكُهُ في أمرِهِ مَنْ هوَ مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ في وجودِهِ وبَقَائِهِ. فَالْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَنْ يُبْرِزُ الْخَلَائِقَ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ، لَا يَصِحُّ أَنْ يُعْبَدَ مَعَهُ مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ.
وَقد أَوْضَحَ ـ تعالى، هَذَا الْمَعْنَى فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ مِنْ كتابِهِ العزيزِ، فقالَ في الآيةِ: 21، مِنْ سورةِ البَقَرةِ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ}، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْمَعْبُودَ هُوَ الْخَالِقُ دُونَ غَيْرِهِ، وَقَال في سورةِ الرَّعْد: {أَمْ جَعَلُوا للهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} الآية: 16، وَقَالَ في سورةِ الفرقانِ: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا * وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا} الآيات: 1 ـ 3، وَقَال في سورةِ لُقْمان: {هَذَا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} الآية: 11، وَقَالَ في سُورةِ فاطِر: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ} الْآيَةَ: 40، وَقَالَ في الآية: 4، مِنْ سُورةِ الأحقاف: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، وَقالَ في سورةِ الأَعْرافِ: {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} الآية: 191. وغير ذلكَ منْ آياتٍ تتناولُ هَذَا المَعْنَى.
قولُهُ تَعَالَى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلى الفَتْحِ الظاهِرِ، وفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلَى "اللهِ" تَعَالَى. و "السَّمَاوَاتِ" مَفْعُولٌ بِهِ مصوبٌ، وعلامةُ نَصْبِهِ الكَسْرَةُ نِيابةً عَنِ الفَتْحَةِ لأنَّهُ مُلْحقٌ بجمعِ المُؤنَّثِ السِّالِمِ، و "وَالْأَرْضَ" حرفُ عَطْفٍ ومعْطُوفٌ عَلَى "السَّمَاوَاتِ" منصوبٌ مثلها. و "بِالْحَقِّ" الباءُ: حرْفُ جَرٍّ، مُتَعَلِّقٌ بِصِفَةٍ لِمَصْدَرٍ مَحْذوفٍ، تَقْديرُهُ: خَلْقًا مُتَلَبِّسًا بالحَقِّ والحِكْمَةِ، لا بالعَبَثِ، أَوْ بِحالٍ مِنْ فاعِلِ "خَلَقَ"؛ أَيْ: حالَةَ كَوْنِهِ مُحِقًّا. وَ "الْحَقِّ" اسْمٌ مَجْرورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ. وهذهِ الجُمْلَةُ الفعليَّةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعْرابِ
قولُهُ: {تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} تَعَالَى: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ المُقدَّرِ عَلَى آخِرِهِ، لِتَعَذُّرِ ظهورِهِ على الألِفِ، وفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلَى "الله" تَعَالَى، والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ، أَوْ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ حالٌ ثانيَةٌ مِنْ فاعِلِ "خَلَقَ"، أَيْ: خَلَقَ السَمَواتِ والأَرضَ حَالَةَ كَوْنِهِ مُتَعَالِيًا عَنِ النَّقائِصِ. و "عَمَّا" عن: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "تَعَالَى"، وَ "مَا" موصولةٌ مبنيَّةٌ على السكونِ في محلِّ الجرِّ بحرفِ الجرِّ، أَوْ نَكِرةٌ مَوْصُوفَةٌ، أَوْ هيَ مَصْدَرِيَّةٌ، و "يُشْرِكونَ" فِعْلٌ مُضارِعٌ مرفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النّاصِبِ والجازِمِ، وعَلامَةُ رَفْعِهِ ثَبَاتُ النُّونِ في آخِرِهِ لأَنَّهُ مِنَ الأفْعَالِ الخَمْسَةِ، والواوُ، وواوُ الجَماعةِ، ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ فاعِلُهُ. والجُمْلةُ الفعلِيَّةُ هذهِ واقعةٌ صِلَةً لِلمَوصُولِ الاسْمِيِّ "مَا"، فَلَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعْرابِ، أَوْ هِيَ صِفَةٌ لَهَا، في مَحَلِّ الجَرِّ، إِنْ أُعْرِبتْ "ما" نَكِرَةً مَوْصُوفَةً، والعائدُ، أَوِ الرَّابِطُ مَحْذوفٌ، والتَقْديرُ: عَمَّا يُشْرِكونَهُ بِهِ مِنْ خَلْقِهِ، أَوْ تُعْرَبُ هَذَهِ الجُمْلَةُ صِلَةٌ لِـ "ما" المَصْدَريَّةِ ـ إِنْ أُعْرِبتْ "ما" مَصْدَرِيَّةً، فَلا عائِدَ لَهَا عِنْدَ الجُمْهُورِ، أَيْ: عَنْ إِشْراكِهِمْ بِهِ غَيْرَهُ.
قرأَ الجمهورُ: {عَمَّا يُشْرِكُونَ} بياءٍ مُثَنَّاةٍ تحتيَّةٍ، وَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ "عَمَّا تُشْرِكُونَ" بِمُثَنَّاةٍ فَوْقِيَّةِ.