روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة هود، الآية: 109

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة هود، الآية: 109 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة هود، الآية: 109 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة هود، الآية: 109   فيض العليم ... سورة هود، الآية: 109 I_icon_minitimeالإثنين مارس 07, 2016 9:49 am

فيض العليم .... سورة هود، الآية: 109


فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)


قولُهُ ـ تَبَارَكَ وتعالى: {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ} الخِطابُ للنَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، والمَعْنَى لَهُ ولأُمَّتِهِ، ولم يَقَعْ لأَحَدٍ شَكٌّ لِيُنْهى عنه، ولكنَّه من فَصاحَةِ القَوْلِ في بَيَانِ ضَلالَةِ الكافرين إِخراجُهُ في هذِهِ العِبَارَةِ، فمؤدّاها أَنَّ حالَهم أَوْضَحُ مِنْ أَنْ يُشكَّ فيها، والإشارةُ ب "هؤلاءِ" إلى كَفَرَةِ العَرَبِ ومُشْرِكيهم عَبَدَةِ الأَصْنام، بَعَدَما شَرَحَ ـ سُبْحانَهُ وتعالى، فيما مضى مِنَ الآيِاتِ، أَقاصِيصَ الأقوامِ البائدَةِ مِنَ عُبَّادِ الأَوْثانِ التُّعَسَاءِ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِبَيانِ أَحْوالِ الأَشْقياءِ مِنْ خلْقِهِ، وأَحْوالِ السُّعَداءِ، فقد جاءتْ هذهِ الآيةُ الكريمةُ لِتَشْرَحَ للرَّسُولِ الكريمِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، أَحْوالَ الكُفَّارِ مِنْ قَوْمِهِ، وما سَيُفْعَلُ بِهِمْ، وإلى أينَ سَيَؤولُ مَصيرُهم، أَيْ: فَلا تَشُكَّ أَبَدًا، يا أَيُّها النَّبِيُّ الرَّسُولُ في سوءِ عاقبَةِ هَؤَلاءِ القومَ مِنَ المُشْرِكِينَ بعدَما قَصَصْنَا عليكَ مِنْ أَخْبَارِ الأُمَمِ البائدَةِ قَبْلَهم، وعَلِمْتَ ما حَلَّ بهم مِنْ هَلاكٍ، وما نزلَ فيهم مِنْ عذابٍ، لأنَّهم كانوا على زَيْغٍ وضَلالٍ فيما يَعْبُدونَ، كقومِك هؤلاءِ تَمامًا. إذًا سيصيبُ هؤلاءِ ما أَصابَ الذينَ مِنْ قَبْلِهم، لا شَكَّ في ذلك أَبَدًا ولا ريْبَ، فلا تَبْتَئِسْ بما يَقولونَ، ولا تَيْأَسْ مِنْ نَصْرِ اللهِ لَكَ عَلَيْهم، أَيُّها النَبِيُّ الكريم ـ صَلَّى اللهُ عليكَ وعلى آلِ بيتِكَ وأَصحابِكَ أجمعين، وأَتْباعِكَ إلى يَومِ الدِّينْ. وقد جاءَتِ الفاءُ هُنَا لِتَرْتيبِ النَّهْيِ على ما قُصَّ قبلَ ذلك مِنْ قَصَصِ الأَقوامِ السابقةِ، وما بُيِّنَ في تَضاعيفِها مِنَ وَخِيمِ العَوَاقِبِ في الدُنْيَا والأُخْرى، جرَّاءَ الكُفْرِ والظُّلْمِ والفُجُورِ، والتَّعَنُّتِ والاسْتِكْبارِ على دَعَوَةِ الأَنْبِياءِ ـ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتُ اللهِ وسَلامُهُ، ومُنَاصَبَتِهِمُ العداءَ.
وقال أَبو بَكْرٍ الأَنْباريُّ: قولُهُ تَعَالى: "مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ" لَيْسَ عَلى ظاهِرِهِ؛ لأَنَّهُ لا حُجَّةَ، ولا طَعْنَ عَلَيْهِمْ بِمَعْرِفَةِ أَعْيانِ مَعْبوداتِهم، ولكنَّهُ مِنْ بابِ حَذْفِ المُضافِ، تَلْخيصُهُ: ولا تَكُ في شَكٍّ مِنْ حالِ مَا يَعْبُدونَ في أَنَّها لا تَضُرُّ ولا تَنْفَعُ.
قولُهُ: {مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ} وقومُكَ هؤلاءِ ـ أيُّها الرَّسُولُ الأَمينُ، إنَّما يَعْبُدونَ ما كانَ يَعْبُدُ أَسْلافُهم مِنَ الكَفَرَةِ الظالمينَ، تقليدًا لهمْ وإتِّباعًا دونما علمٍ ولا فهمٍ، وليس عن تفكُّرٍ وتدبُّرٍ وتبصُّرٍ، وهم إنَّما يَفْعَلُونَ مِنَ الآثامِ ما كانوا يَفعلونَ، ويَرْتَكبونَ مِنَ المعاصي المُوبِقاتِ والحَماقاتِ ما كانَ آباؤهم يَرْتَكِبونَ، ويُكَذِّبونَ بالحَقِّ كَما كَذَّبوا، ويُعادونَكَ، ويُحاربونَكَ، كَما فَعَلَ مِنْ قَبْلُ أُمَمٌ أَخَذَها اللهُ بِعَذابٍ بَئيسٍ فَأَهْلَكَها، وهيَ سُنَّةُ اللهِ في الذينَ خَلَوْا مِنْ قبلُ، ولَنْ َيشُذَّ قومُكَ عَنها ولَنْ يستثنوا مِنْها. وكلُّ ذلك إنَّما هو وعيدٌ للكافرين، وتثبيتٌ وطَمْأَنَةٌ للنبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ومَنْ مَعَهُ مِنَ المُؤْمِنينَ.
وَ أَطْلِقَ عَلَى الْأَسْلَافِ (الْآبَاءَ) وَهُمْ عَادٌ وَثَمُودُ، ذَلِكَ لأَنَّ الْعَرَبَ الْعَدْنَانِيِّيِنَ كَانَتْ أُمُّهُمْ جُرْهُمِيَّةً، وَهِيَ امْرَأَةُ إِسْمَاعِيلَ، وَجُرْهُمْ مِنْ إِخْوَةِ ثَمُودَ، وَثَمُودُ وعَادٌ إِخْوَةٌ، وَلِأَنَّ أُمَّ قُرَيْشٍ كَانَتْ مِنْ خُزَاعَةَ وَهِيَ زَوْجُ قُصَيٍّ. وَعِبَادَةُ الْأَصْنَامِ فِي الْعَرَبِ أَتَاهُمْ بِهَا جَدُّ خُزَاعَةَ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى.
قولُهُ: {وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ} التَّوْفِيَةُ: إِكْمَالُ الشَّيْءِ غَيْرِ مَنْقُوصٍ. وَالنَّصِيبُ: أَصْلُهُ الْحَظُّ. وَقَدِ اسْتَعْمَلَ هُنَا "مُوَفُّوهُمْ" وَ "نَصِيبَهُمْ" اسْتِعْمَالًا تَهَكُّمِيًّا كَأَنَّ لَهُمْ عَطَاءً يَسْأَلُونَهُ فَوُفُّوهُ، فَالْمَعْنَى: وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ مِنَ الْعَذَابِ كَمَا وَفَّيْنَا أَسْلَافَهُمْ. وَهو وعْدٌ مِنْهُ تَعالى بِنُصْرَةِ نبيِّهِ وإعلاءِ كلمةِ دينِهِ، وإعزازِ مَنْ آمَنَ بِهِ، وإذْلالِ، مَنْ كَفرَ وكَذَّبَ وحاربَ نبيَّهُ وعاداهُ، بِأَنَّهُ مصيبُ هؤلاءِ ما أصابَ آباءَهم، ولَنْ يَنْقُصَهمْ شَيْئًا ممَّا قدَّرَهُ عَلَيْهم وأَعَدَّهُ لهم. وقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما: ما وُعِدوا بِهِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ. أَخْرَجَهُ عنه عبدُ الرَّزَّاق، وَابْنُ جريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذر، وَابْن أبي حَاتِمٍ، وَأَبُو الشَّيْخِ. وقالَ ابْنُ زَيْدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: نَصيبَهم مِنَ العَذابِ. أَخْرَجَهُ عنه ابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَأَبُو الشَّيْخِ. وأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ عن أَبي العالِيَةِ الرِّياحِيُّ ـ رضِيَ اللهُ عنه، قالَ: نَصيبَهمْ مِنَ الرِّزْقِ. وَأَخْرَجَ أَبُو الشَّيْخِ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رضي اللهُ عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُوَفِّي كلَّ عَبْدٍ مَا كَتَبَ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ، فأجْمِلُوا فِي الْمَطْلَبِ، دَعُوا مَا حَرُمَ، وخُذُوا مَا حَلَّ.
قولُهُ تعالى: {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ} الفاءُ: هيَ الفَصيحَةُ، أَفْصَحَتْ عَنْ جَوابِ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ بِ: إذا عَرَفْتَ ما قَصَصْنَا لَكَ مِنْ قِصَصِ المُتَقَدِّمينَ، وسُوءِ عاقِبَتِهم، وأَرَدْتَ بَيانَ ما هوَ اللازِمُ فأقولُ: "لَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ". و "لا" ناهيَةٌ جازِمَةٌ. و "تَكُ" فعلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بِ "لا" الناهيَةِ، وعلامَةُ جَزْمِهِ سُكُونُ النُّونِ المَحْذوفَةِ للتَّخفيفِ لِكَثْرَةِ اسْتِعْمالِها؛ لأَنَّ أَصْلَهُ تَكونُ، حُذِفَتْ حَرَكَةُ النُّونِ بالجَزْمِ، فالْتَقَى ساكِنانِ، فحُذِفَتِ الواوُ لالْتِقاءِ السَّاكِنَيْنِ، ثمَّ حُذِفَتِ النُّونُ للتَّخْفيفِ، لِكَثْرِةِ اسْتِعْمالِ هَذَا الحَرْفِ كَمَا هوَ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وقالَ أَبو إسْحاقٍ الزَّجَّاجُ في (معاني القرآن وإعرابِهِ: 3/222) عِنْدَ قولِهِ تَعالى في سورةِ النَّحْلِ: {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} الآية: 120: ذَكَرَ الجِلَّةُ مِنَ البَصْرِيِّينَ أَنَّهُ اجْتَمَعَ فِيها كَثْرَةُ الاسْتِعْمالِ، ومَعَ ذَلِكَ أَشْبَهَتِ النُونُ حُروفَ اللِّينِ بِأَنَّها تَكونُ عَلامَةً كَما تَكونُ حُروفُ اللِّينِ عَلامَةً، وأَنَّها غُنَّةٌ تَخْرُجُ مِنَ الأَنْفِ فَلِذلِكَ احْتَمَلَتِ الحَذْفَ. وقالَ أَبو الفَتْحِ المَوْصِلِيُّ في كِتابِهِ: (سِرُّ صِنَاعَةِ الإعْرابِ: 2/238) أَشْبَهُ الحُروفِ الصَّحيحةِ بِحُروفِ المَدِّ: النُّونُ؛ لأَنَّها ضارَعَتْ بالمَخْرَجِ والزِّيادَةِ والغُنَّةِ والسُّكونِ في (لا تكن) حُرُوفَ المَدِّ، فحُذِفَتْ كَما يُحْذَفْنَ إذا وَقَعْنَ طَرَفًا. واسْمُ "تكن" هنا ضَميرٌ يَعودُ عَلَى سيِّدِنا مُحَمَّدٍ ـ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم. و "فِي مِرْيَةٍ" جارٌّ ومجرورٌ في محلِّ نصبِ خَبَرِها، وَالْمِرْيَةُ ـ بِكَسْرِ الْمِيمِ: الشَّكُّ. وَقَدْ جَاءَ فِعْلُهَا عَلَى وَزْنِ فَاعَلَ أَوْ تَفَاعَلَ وَافْتَعَلَ. وَلَمْ يَجِئْ عَلَى وَزْنٍ مُجَرَّدٍ لأنّ أصل المُرَاد الْمُجَادَلَةُ وَالْمُدَافَعَةُ مُسْتَعَارًا مِنْ مَرَيْتُ الشَّاةَ إِذَا اسْتَخْرَجْتُ لَبَنَهَا. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَا يُجَارَى وَلَا يُمَارَى. وَفِي الْقُرْآنِ أَفَتُمارُونَهُ عَلى مَا يَرى؟. وجُمْلَةُ "تكن" في مَحَلِّ النَّصْبِ بالقوْلِ لِجَوابِ "إذا" المُقَدَّرَةِ، وجملةُ "إذا" المُقَدَّرَةِ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها من الإعراب. و "مِمَّا" مِنْ: حرفُ جَرٍّ بمعنى "في" و "ما" حرفٌ مصدريٌّ، أَوِ اسْمٌ موصولٌ مبنيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بِحَرْفِ الجَرِّ، والجارُّ والمَجْرورٌ في مَحَلِّ جَرِّ صِفَةٍ لِـ "مِرْيَةٍ"؛ أَيْ: فلا تَكُ في مِرْيَةٍ ناشِئَةٍ مِمّا يَعْبُدُ هؤلاءِ، أَوْ في ما يَعْبُدُ هؤلاءِ. و "يَعْبُدُ" فِعْلٌ مضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازمِ، و "هَؤُلَاءِ" الهاءُ للتنبيهِ، و "أُلاءِ" اسمُ إشارةٍ مبنيٌّ على الكسرِ في محلِّ رفعِ فاعلِهِ، والجُمْلَةُ هذه صِلَة ُ"ما" المَوصولَةِ فلا محلَّ لها من الإعرابِ، والعائدُ مَحذوفٌ تقديرُهُ: ممّا يَعْبُدُهُ هَؤلاءِ مِنَ الأَصْنَامِ.
قولُهُ: {مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ} مَا: نَافِيَةٌ لا عَمَلَ لها. و "يَعْبُدُونَ" فِعْلٌ مُضارِعٌ مرفوعٌ لتجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وعلامةُ رفعِهِ ثباتُ النونِ في آخرِهِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصلٌ به في محلِّ رفعِ فاعِلِ، والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِتَعْليلِ النَّهْيِ قَبْلَها. و "إِلَّا" أَداةُ اسْتِثْناءٍ مُفَرَّغٍ مِنْ عُمُومِ الْمَصَادِرِ، أَوْ أَداةُ حَصْرٍ، و "كَمَا" الكافُ: حَرْفُ جَرٍّ للتَّشْبيهِ. و "ما" مَصْدَرِيَّةٌ. و "يَعْبُدُ" فِعْلٌ مضارعٌ مرفوعٌ لتجَرُّدِهِ من الناصِبِ والجازمِ، و "آبَاؤُهُمْ" فاعلُهُ مرفوعٌ وهو مضافٌ، و "هم" ضميرُ الغائبينِ متَّصلٌ به في محلِّ جرِّ مضافٍ إِلَيْهِ. و "مِنْ قَبْلُ" جَارٌّ ومَجْرورٌ مُتَعَلِّق ٌبِ "يعبُدُ"، وهذه الجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ صِلَة ُ"ما" المَصْدَرِيَّةِ، و "ما" مَعَ صِلَتِها في تَأْويلِ مَصْدَرٍ مَجْرورٍ، بالكافِ تَقديرُهُ: كَعِبادَةِ آبائهم، وهذا الجارُّ والمَجْرورُ في محلِّ جرِّ صِفَةٍ لِمَصْدَرٍ مَحْذوفٍ تَقديرُهُ، ما يَعبدونَ إلَّا عِبادَةً كائنةً كَعِبادَةِ آبائهم، مِنْ قَبْلُ في كونِها ضَلالًا وتَقْليدًا.
قولُهُ: {وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ} الوَاوُ: للعطفِ، و "إِنَّا" إنَّ: حرفٌ ناصِبٌ ناسِخٌ مشبَّهٌ بالفعلِ للتأكيدِ، و "نا" ضميرُ التعظيمِ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ نصبِ اسْمِ "إنَّ"، "لَمُوَفُّوهُمْ" حرفُ ابْتِداءٍ، أوِ المُزَحْلَقَةُ للتوكيدِ، و "موفو" اسمُ فاعلٍ مرفوعٌ على أنَّهُ خَبَرُ "إنَّ" وعلامةُ رفعِهِ الواوُ لأَنَّهُ مُلْحَقٌ بِجَمْعِ المُذَكَّرِ السالِمِ لأنَّ مُفْرَدَهُ لَيْسَ بِعَلَمٍ ولا صِفَة، وإنَّما جُمِعَ للتَّعظيمِ، وهو مُضافٌ إِلَى المَفْعُولِ الأَوَّلِ "هم" فهوَ ضميرُ الغائبينَ متَّصلٌ بِهِ في مَحَلِّ نصبِ مفعولِهِ الأوَّلِ، ولذك حُذِفَتْ نُونُهُ. و "نَصِيبَهُمْ" مَفْعولُهُ الثاني منصوبٌ وهو مضافٌ، وضميرُ الغائبينَ متَّصلٌ به في محلِّ جرِّ مضافٍ إليه، وهذه الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ معطوفةٌ على جُمْلَةِ قولِهِ: "فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ". و "غَيْرَ" منصوبٌ على أنَّهُ حالٌ مُبَيِّنَةٌ للنَّصيبِ المُوفَى، أَوْ مُؤكّدَةٌ، وهو مضافٌ، و "مَنْقُوصٍ" مَجرورٌ بالإضافَةِ إِلَيْهِ.
قَرَأَ العامَّةُ: {لَمُوَفُّوهُمْ} بتَشْديدِ الفاءِ، وهو مِنْ وَفَّاهُ المُضَعَّفِ بالتشْديدِ. وقَرَأَ ابْنُ مُحَيْصِن: "لَمُوْفُوْهم" بالتَخْفيفِ مِنْ أَوْفَى، كَما هو قولُهُ تَعَالى في سورةِ البقرةِ: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدي} الآية: 40، وقدْ تَقدَّم فيه هناكَ ثلاثُ لغات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة هود، الآية: 109
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة هود، الآية: 20
» فيض العليم ... سورة هود، الآية: 52
» فيض العليم ... سورة هود الآية: 67
» فيض العليم ... سورة هود، الآية: 88
» فيض العليم ... سورة هود، الآية: 104

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: