فيضُ العليم ... سورة هود، الآية: 91
قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91)
قولُه ـ تعالى شأْنُهُ: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ} قَالُوا مصرِّينَ على كفرهم ومعصيتهم، معبرينَ عنادهم وتعنُّتهم: يَا شُعَيْبُ إِنَّنَا لاَ نَفْهَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ لَنَا عَنْ بُطْلاَنِ عِبَادَةِ آلِهَتِنَا، وَقُبحِ حُريَّةِ التَّصَرُّفِ فِي أَمْوَالِنَا، وَمَجِيءِ عَذَابٍ يُحِيطُ بِنَا، فالفِقْهُ: الفَهْمُ الدَّقيقُ المؤثِّرُ في النَّفسِ الباعثُ على العَمَلِ، والْفِقْهُ اسْمٌ لِعِلْمٍ مَخْصُوصٍ، وَهُوَ مَعْرِفَةُ غَرَضِ الْمُتَكَلِّمِ مِنْ كَلَامِهِ وَاحْتَجُّوا بِهَذِهِ الْآيَةِ وَهِيَ قَوْلُهُ: مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ فَأَضَافَ الْفِقْهَ إِلَى الْقَوْلِ ثُمَّ صَارَ اسْمًا لِنَوْعٍ مُعَيَّنٍ مِنْ عُلُومِ الدِّينِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ اسْمٌ لِمُطْلَقِ الْفَهْمِ. يُقَالُ: أُوتِيَ فُلَانٌ فِقْهًا فِي الدِّينِ، أَيْ فَهْمًا. وَقَالَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ))، صحيحُ البخاري برقم: (71)، وصحيحُ مسلم برقم: (1037) من حديثِ أَميرِ المُؤْمنينَ معاويةَ بْنِ أبي سُفْيان ـ رَضِي اللهُ عنْهُما، ويُفَقِّهْهُ: أَيْ يُفَهِّمْهُ تَأْوِيلَهُ.
والْمُرَادَ: مَا نَفْهَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يُلْقُونَ إِلَيْهِ أَفْهَامَهُمْ لِشِدَّةِ نَفْرَتِهِمْ عَنْ كَلَامِهِ وَهُوَ كَقَوْلِهِ تعالى في سورةِ الأنعام: {وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ} الْآية: 25، أو أَنَّهُمْ فَهِمُوهُ بِقُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّهُمْ مَا أَقَامُوا لَهُ وَزْنًا، فَذَكَرُوا هَذَا الْكَلَامَ عَلَى وَجْهِ الِاسْتِهَانَةِ كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ إِذْ لَمْ يَعْبَأْ بِحَدِيثِهِ: مَا أَدْرِي مَا تَقُولُ. أو أَنَّ هَذِهِ الدَّلَائِلَ الَّتِي ذَكَرَهَا مَا أَقْنَعَتْهُمْ فِي صِحَّةِ التَّوْحِيدِ وَالنُّبُوَّةِ وَالْبَعْثِ، وَمَا يَجِبُ مِنْ تَرْكِ الظُّلْمِ وَالسَّرِقَةِ، فَقَوْلُهُمْ: مَا نَفْقَهُ أَيْ لَمْ نَعْرِفْ صِحَّةَ الدَّلَائِلِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا عَلَى صِحَّةِ هَذِهِ الْمَطَالِبِ.
قولُهُ: {وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ} وَإِنَّا نَرَاكَ ضَعِيفاً فِينَا، لأَنَّ أَكْثَرَ عَشِيرَتِكَ لَيْسَتْ عَلَى دِينِكَ، وَلَوْلاَ عَشِيرَتُكَ الأَقْرَبُونَ لَقَتَلْنَاكَ رَجْمًا بِالحِجَارَةِ، فَهُو في نظرِهِمُ الضَّعِيفُ الَّذِي يَتَعَذَّرُ عَلَيْهِ مَنْعُ الْقَوْمِ عَنْ نَفْسِهِ، وَيجوزُ يكونوا يقصدون: أَنَّ الضَّعِيفَ هُوَ الْأَعْمَى كما في لُغَةِ حِمْيَرَ. وَهَذَا قَوْلٌ ضَعِيفٌ لِوُجُوهٍ: الْأَوَّلُ: أَنَّهُ تَرْكٌ لِلظَّاهِرِ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ، وَالثَّانِي: أَنَّ قَوْلَهُ: فِينا يُبْطِلُ هَذَا الْوَجْهَ أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَوْ قَالَ: إِنَّا لَنَرَاكَ أَعْمَى فِينَا كَانَ فَاسِدًا، لِأَنَّ الْأَعْمَى أَعْمَى فِيهِمْ وَفِي غَيْرِهِمْ، الثَّالِثُ: أَنَّهُمْ قَالُوا بَعْدَ ذَلِكَ وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ فَنَفَوْا عَنْهُ الْقُوَّةَ الَّتِي أَثْبَتُوهَا فِي رَهْطِهِ، وَلَمَّا كَانَ الْمُرَادُ بِالْقُوَّةِ الَّتِي أَثْبَتُوهَا لِلرَّهْطِ هِيَ النُّصْرَةَ، وَجَبَ أَنْ تَكُونَ الْقُوَّةُ الَّتِي نَفَوْهَا عَنْهُ هِيَ النُّصْرَةَ، وَالَّذِينَ حَمَلُوا اللَّفْظَ عَلَى ضَعْفِ الْبَصَرِ لَعَلَّهُمْ إِنَّمَا حَمَلُوهُ عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ سَبَبٌ للضعف.
والرَّهْط جماعةُ الرجل. وقيل: الرَّهْط والرَّاهط لِما دون العَشَرَةِ مِنَ الرِّجالِ، ولا يَقَعُ الرَّهْطُ والعَصَبُ والنَّفَرُ إلَّا عَلى الرِّجالِ. وقيلَ: الرهطُ مِنَ الثَلاثةِ إلى العَشَرَةِ، وقيلَ: إلى السَّبْعَةِ، ويُجْمع على أَرْهُطٍ، وأَرْهُطٌ يُجْمَعُ عَلَى أَراهِطٍ. قال الشاعرُ سَعدُ بْنُ مالكٍ البَكْرِيُّ، أَحَدُ ساداتِ بَكْرِ بْنِ وائلٍ في الجاهليَّةِ، وأحدُ فُرسانِها المعدودينَ:
مِنْ مَجْزوءِ الكاملِ
يا بُؤْسَ للحَرْب التي ....................... وَضَعَتْ أَراهِطَ فاسْتَراحوا
وأَصْلُ الكَلِمَةِ مِنَ الرَّهْطِ، وهوَ الشَّدُّ، ومِنْهُ "التَّرْهيطُ" وهوَ شِدَّةُ الأَكْلِ، والرَّاهِطاءُ: اسْمٌ لجُحْرٍ مِنْ جِحَرَةِ اليَرْبوعِ لأنَّهُ يَتَوَثَّقُ بِهِ ويَحْيَا فيهِ أَوْلادُهُ.
الرَّهْطُ مِنَ الثَّلَاثَةِ إِلَى الْعَشْرَةِ، وَقِيلَ إِلَى السَّبْعَةِ، وَقَدْ كَانَ رَهْطُهُ عَلَى مِلَّتِهِمْ، قَالُوا لَوْلَا حُرْمَةُ رَهْطِكَ عِنْدَنَا بِسَبَبِ كَوْنِهِمْ عَلَى مِلَّتِنَا لَرَجَمْنَاكَ، وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ أَنَّهُمْ بَيَّنُوا أَنَّهُ لَا حُرْمَةَ لَهُ عِنْدَهُمْ، وَلَا وَقْعَ لَهُ فِي صُدُورِهِمْ، وَأَنَّهُمْ إِنَّمَا لَمْ يَرجُموهُ احْتِرَامًا لرَهْطِهُ. والرَّجْمُ فِي اللُّغَةِ عِبَارَةٌ عَنِ الرَّمْيِ، وَذَلِكَ قَدْ يَكُونُ بِالْحِجَارَةِ عِنْدَ قَصْدِ الْقَتْلِ، وَلَمَّا كَانَ هَذَا الرَّجْمُ سَبَبًا لِلْقَتْلِ فقد سَمَّوُا الْقَتْلَ رَجْمًا، وَقَدْ يَكُونُ بِالْقَوْلِ الَّذِي هُوَ الْقَذْفُ، كَقَوْلِهِ تَعالى في سُورَةِ الكَهْفِ: {رَجْمًا بِالْغَيْبِ} الْآية: 22، وذلك لمَّا اختلفوا في عَدَدِ أهلِ الكهفِ، وَكذلك قَوْلُهُ في سُورَةِ سَبَأٍ: {وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ} الآية: 53، وَقَدْ يَكُونُ بِالشَّتْمِ وَاللَّعْنِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: {الشَّيْطَانِ الرَّجِيم} وذلك عَلى لِسَانِ امْرَأَةِ عُمْرانَ حَيْنَ وضَعَتْ مَوْلودًا أُنْثى وسَمَّتْها "مريم" وهي أُمُّ سَيِّدِنا عِيسى ـ عِلَيْهِمُ السلامُ، قالَ تعالى في الآية: 36، من سورة آلِ عمرانَ: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم} وقالَ الآية: 98 من سورةِ النحل: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}، وَقَدْ يَعني الرجمُ الطَّرْدَ كَقَوْلِهِ في سورة المُلكِ: {ولقد زيَّنا السماء الدنيا بمصابيحَ وجعلناها رُجُومًا لِلشَّياطِينِ} الْآية: 5.
قولُهُ: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} وَأَنْتَ لَسْتَ فِينَا بِذِي عِزِّ وَمَنَعَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَحُولَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ رَجْمِكَ، فالقوِيُّ والعَزيزُ عندَ أُولَئِكَ القَوْمِ الكَفَرَةِ، مَنْ عِنْدَهُ الدُنيا والمالُ، وأَمَّا مَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ المالُ فهُوَ عِنْدَهمْ ضَعيفٌ ذلَيلٌ؛ لأنَّهم لا يَعْرِفون دِينَ اللهِ، ولا يُؤْمِنونَ بِالآخِرَةِ، لِذِلِكَ قالُوا ما قالوا. وكُلُّ هَذِهِ الْوُجُوهِ الَّتِي ذَكَرُوهَا لَيْسَتْ دَافِعًا لِمَا قَرَّرَهُ شُعَيْبٌ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، مِنَ الدَّلَائِلِ وَالْبَيِّنَاتِ، بَلْ هِيَ جَارِيَةٌ مجرى مقابَلَةِ الدَّليلِ والحُجَّةِ بالشَّتْمِ والسَّفاهَةِ.
قولُهُ تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ} قَالُوا: فْعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الضمِّ لاتِّصالِهِ بواوِ الجماعةِ، وهو ضميرٌ متَّصلٌ به مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعِ فاعِلٍ، والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ، و الياءُ: أداةُ نداءِ المتوسِّطِ بُعْدُهُ، و "شُعيْبُ" مُنادَى مُفرد العَلَمِ مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ النصبِ على النداءِ، وجملةُ النِّداءِ هذِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ بِ "قَالَ"، و "مَا" نافِيَةٌ لا عملَ لها، و "نَفْقَهُ" فِعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، و "كَثِيراً" مَفْعولٌ بِهِ، وفاعلُهُ ضَميرٌ مستترٌ به وُجوبًا تقديرُهُ "نحنُ" يعَودُ عَلَى قوْمِ نَبِيِّ اللهِ، شُعَيْبٍ ـ عليه السلامُ، وهذه الجملةُ في مَحَلِّ النَّصْبِ بِ "قَالَ" عَلَى كونِها جَوابَ الِّنداءِ. و "مِمَّا" هي "مِنْ" مُدغَمةٌ ب "ما" فَ "مِنْ" حرفُ جرٍّ، و "ما" اسمٌ موصولٌ، أَوْ نَكِرَةٌ مَوْصوفةٌ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ الجرِّ ب "مِن" في محلِّ نصبِ صِفَةٍ لِ "كَثِيرًا"، و "تَقُولُ" فعلٌ مضارِعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازمِ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ "أنتَ" يعودُ على شُعيبٍ ـ عليهِ السلامُ، والجملةُ صِلَةٌ لـِ "مَا" أو صِفَةٌ لَهَا، والعائدُ، أَوِ الرّابِطُ مَحذوفٌ تَقديرُهُ: مِمَّا تَقولُهُ.
قولُهُ: {وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا} الوَاوُ: حرفُ عطف، و "إِنَّا" حرفٌ ناصِبٌ ناسخٌ مشبَّهٌ بالفعلِ للتأكيدِ، و "نا" ضميرٌ متَّصلٌ به مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ نصبِ اسْمِها، و "لَنَرَاكَ" اللامُ: حَرْفُ ابْتِداءٍ، أو المزحلقةُ للتوكيدِ، و "نَرَاكَ" فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ لتَجَرُّدِهِ منَ الناصبِ والجازمِ، وعلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ المقدَّرةُ على آخرِهِ، لتعذُّرِ ظهورِها على الألفِ، والفاعِلُ ضميرٌ مستترٌ فيه وجوبًا تقديرُهُ "نحنُ" يعودُ على قومِ شُعيبٍ، و كافُ الخطابِ ضَميرٌ متَّصلٌ بِهِ في نصبِ مَفْعولِهِ الأوَّل، و "فِينَا" في: حرفُ جرٍّ متعلِّقٌ بِ حالٍ مِنْ "ضَعِيفًا" لأنَّهُ صِفَةُ نَكِرَةٍ قُدِّمَتْ عَلَيْها، و "نا" ضميرٌ متَّصِلٌ به مبنيٌّ عَلى السكونِ في محلِّ جرٍّ بحَرْفِ الجَرِّ، و "ضعيفًا" مفعولٌ به ثانٍ ل "نرى" وجُمْلَةُ "نرى" الفِعْلِيَّةُ في محلِّ رَفْعِ خَبَرِ "إنَّ"، وجُمْلَةُ "إنَّ" في مَحَلِّ النَّصْبِ عطْفًا عَلى جُمْلَةِ قولِهِ: "مَا نَفْقَهُ" عَلى كَوْنِها مقولَ "قَالَ".
قولُهُ: {وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ} الواوُ: عاطفةٌ، و "لولا" حَرْفُ امْتِناعٍ لِوُجودٍ، و "رَهْطُكَ" مُبْتَدَأٌ مرفوعٌ وهو مضافٌ، وكافُ الخطابِ ضميرٌ متَّصلٌ بهُ في محلِّ الجرِّ بالإضافةِ إليهِ، وخَبَرُه مَحْذوفٌ وُجوبًا تَقْديرُهُ: ولولا رَهْطُكَ مَوْجودٌ، و "لَرَجَمْنَاكَ" اللامُ المزحلقةُ للتوكيدِ، وفعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رفعٍ متحرِّكٍ، و"نا" ضميرٌ متَّصلٌ به مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعِ فاعِلٍ، وكافُ الخطابِ ضميرٌ متَّصلٌ بهِ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ نصبِ مفعولِهِ، والجُمْلَةُ جَوابُ "لولا" وجُمْلَةُ "لولا" في محلِّ النَّصبِ عَطْفًا على ما قبلَها على كَوْنِها مَقولَ "قَالَ".
قولُه: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} الوَاوُ: للعطفِ و "ما" حِجازيَّةٌ أَوْ تَميمِيَّةٌ نافيةٌ، و "أَنتَ" ضميرٌ منفصلٌ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ رفعِ اسْمِها أَوْ هو في محلِّ مُبْتَدَأٍ، "عَلَيْنَا" جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بالخبرِ "بِعَزِيزٍ"، و "بعزيزٍ" الباءُ حرفُ جرٍّ زائدٌ، و "عزيزٍ" مجرورٌ لفظًا بحرفِ الجرِّ الزائدِ، منصوبٌ محلًا على أنَّهُ خبرٌ ل "ما" الحجازِيَّةِ، أَوْ في محلِّ رفعٍ خبَرًا للمُبْتَدَأِ، وهذه الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ في مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولِ ل "قَالَ".