روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة هود الآية: 78

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة هود الآية: 78 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة هود الآية: 78 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة هود الآية: 78   فيض العليم ... سورة هود الآية: 78 I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 17, 2015 5:23 am

وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ
(78)
قولُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ} هُو مِنْ إِسْنَادِ الْفِعْلِ إِلَى الْجماعةِ إِذا فَعَلَهُ بَعْضُهَا، أَيْ: جَاءَهُ بَعْضُ قَوْمِهِ، وعَلَيْهِ قَوْلِ الْحَارِثِ بْنِ وَعْلَةَ الْجَرْمِيِّ:
قَوْمِي هُمْ قَتَلُوا أُمَيْمَةَ أَخِي ................ فَإِذَا رَمَيْتُ يُصِيبُنِي سَهْمِي
و "يُهْرَعُونَ" بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ عَلَى صِيغَةِ الْمَبْنِيِّ لِلْمَفْعُولِ وقَدِ الْتَزَمُوا فِيهِ صِيغَةَ الْمَفْعُولِ لِأَنَّهَا فِي الْأَصْلِ مُسْنَدَةٌ إِلَى فَاعِلٍ غَيْرِ مَعْلُومٍ. فلَا يَكُونُ إِلَّا مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ. وَهُوَ المَشْيُ بَيْنَ الْخَبَبِ وَالْجَمْزِ، كَمَشْيُ الْمَدْفُوعِ الذي يُدْفَعُ منْ خلفٍ بقوَّةٍ وقَسْوَةٍ، كَمَشْيِ الْأَسِيرِ الَّذِي يُسْرَعُ بِهِ. أوْ كَسَيْرِ الحانقِ المُغضَبِ، فقَدْ أَخْرَجَ الطِسْتِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، أَنَّ نَافِعَ بْنَ الْأَزْرَقِ قَالَ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنِ قَوْلِهِ: عَزَّ وَجَلَّ: "يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ: قَالَ: يُقْبِلُونَ إِلَيْهِ بِالْغَضَبِ. قَالَ: وَهل تعرف الْعَرَب ذَلِك؟ قَالَ: نَعَم، أَمَا سَمِعتَ الشَّاعِرَ وَهُوَ يَقُول:
أتونا يُهْرَعُونَ وهُم أُسَارَى ................. نَسُوقُهُمُ عَلى رَغْمِ الأُنُوفِ
قالَ الليْثُ بْنُ سَعْدٍ: يُهْرَعُون وَهُمْ أُسَارَى يُساقُونَ، ويُعْجَلُونَ يُقالُ هُرِعُوا وأُهْرِعُوا، وقال أَبو عُبَيْدٍ أُهْرِع الرَّجُلُ إِهْراعًا إِذا أَتاكَ وهوَ يُرْعَدُ مِنَ البَرْدِ، وقدْ يَكونُ الرَّجُلُ مُهْرَعًا مِنَ الحُمَّى والغَضَبِ، أَوْ الخَوْفِ. كما فَسَّرَه بعضُهم. والبَيْتُ لِمُهَلْهِلِ بْنِ رَبيعةَ، وهوَ في دِيوانِهِ. 
قولُهُ: {وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} أَيْ: يَرْتَكِبُونَ الفَوَاحِشَ وفي مُقَدِّمَتِها إِتْيانُ الذُكرانِ مِنَ الرِّجالِ، فَقَدْ صَارَتْ لَهُمْ دَأْبًا لَا يَسْعَوْنَ إِلَّا لَهُ. فَطَوَى ذِكْرَ الْغَرَضِ الَّذِي جاؤوا لِأَجْلِهِ، وهوَ إرادةُ الفاحِشَةِ بضُيُوفِ لَوطٍ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، مَعَ الْإِشَارَةِ إِلَيْهِ.
قولُهُ: {قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} افْتَتَحَ ـ عَلَيْهِ السلامُ، خِطابَهُ لَهُمْ بِنِدَائهم وبإضافتهم لنفسِهِ بِأَنَّهُمْ قَوْمُهُ تذكيرًا لهم بقرابتهِ منهم استعطافًا وتَرْقِيقًا لقلوبهم، واسْتِمالةً لِنُفُوسِهِمْ، خَوفَ أَنْ يُخْزُوهُ في ضَيْفِهِ، لِأَنَّهُ يَعْلَمُ تَصَلُّبَهُمْ فِي عَادَتِهِمُ الْشَّنِيعَةِ الفَظيعَةِ وإدمانهم عَلَيْها، ومدى تمكُّنِها مِنْ نُفُوسِهم، وتَحَكُّمِها في سُلُوكِهم، دَلَّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ في الآيةِ التي تَليها: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ}. وَالْإِشَارَةُ بِ "هؤلاءِ" مُسْتَعْمَلَةٌ فِي الْعَرْضِ، و "بَنَاتي" بَدَلٌ مِنْها، فثَمَّةَ مَحْذوفٌ هنا تَقْدِيرُهُ: فَخُذُوهُنَّ. وعَلَّلَ ذَلِكَ بِأَنَّهُنَّ أَطْهَرُ. وَالمَعْنَى أَنَّهُنَّ حَلَالٌ لَكُمْ، يَحُلْنَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْفَاحِشَةِ، ولَيْسَ المُرادُ مِنِ اسْمِ التَّفْضِيلِ "أَطْهَرُ" الْمُفَاضَلَةَ.
والمَعْروفُ أَنَّهُ كانَ عِنْدَهُ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، بِنْتَانِ، و "هؤُلاءِ" اسْمُ إِشَارَةٍ إِلَى جَمْعٍ، وكذلِكَ "بَناتِي" جمعٌ، فهوَ مِنْ مُعامَلَةِ المُثَنَّى مُعامَلَةَ الجَمْعِ، كَما قَالَ تَعَالَى في سُورَةِ التَحْريمِ: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما} الآية: 4. أَوْ أَنَّ إِطْلَاقَ الْبَنَاتِ هُنَا مِنْ قَبِيلِ التَّشْبِيهِ الْبَلِيغِ، أَيْ هَؤُلَاءِ نِسَاؤُكُم كَبَنَاتِي. وَأَرَادَ نِسَاءً مِنْ قَوْمِهِ. وَبهِ فَسَّرَ مُجَاهِدٌ، وَسعيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَقَتَادَةُ، ـ رضيَ اللهُ عنهم، قولَهُ "هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ" فَإِنَّ قَوْمَهُ الَّذِينَ حَضَرُوا عِنْدَهُ كَثِيرُونَ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى: هَؤُلَاءِ بناتي فَتَزَوَّجُوهُنَّ. فقدْ أَخْرَجَ أَبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ: "قَالَ يَا قوم هَؤُلَاءِ بَنَاتِي" قَالَ: مَا عَرَضَ لُوطٌ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، بَنَاتِهِ عَلى قَوْمِهِ، لَا سِفَاحًا، وَلَا نِكَاحًا، إِنَّمَا قَالَ: هَؤُلَاءِ بَنَاتِي نِسَاؤُكُمْ لِأَنَّ النَّبِيَّ إِذا كَانَ بَيْنَ ظَهْرَيْ قَوْمٍ فَهُوَ أَبوهُمْ، قَالَ اللهُ فِي الْقُرْآن: {وأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهم} سورةُ الْأَحْزَاب، الْآيَة: 6. وفِي قِرَاءَةِ أُبَّيِّ بْنِ كَعْبٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ "وَهُوَ أَبوهُم".
وَأخرجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِم، وَأَبُو الشَّيْخِ، عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رضي اللهُ عنه: "هَؤُلَاءِ بَنَاتِي" قَالَ: لَمْ تَكُنْ بَنَاتُه وَلَكِن كُنَّ مِنْ أُمَّتِهِ، وكُلُّ نَبِيٍّ أَبُو أُمَّتِهِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَن سَعيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، مِثلَ ذلك. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي الدُّنْيَا، وَابْنُ عَسَاكِر، عَنِ السُّدِّيِّ ـ رضي اللهُ عنه، مثلَ ذلك.
أمَّا بناتُهُ من صُلْبِهِ فهُما اثْنَتَيْنِ، وحَتَّى لَوْ كُنَّ ثَلاثَ بَنَاتٍ ـ كَمَا في بَعْضِ الرِّواياتِ، فَيَبْعُدُ أَنْ يَكُنَّ المَقْصوداتِ بقولِهِ: "بَنَاتي" إذْ كَيْفَ تَكْفِيهِمْ بِنْتَانِ أَوْ ثَلَاثٌ وهمْ أُلُوفٌ؟!.
قولُهُ: {فَاتَّقُوا اللهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي} أَيْ لَا تَجْعَلُونِي مَخْزِيًّا عِنْدَ ضَيْفِي إِذْ يَلْحَقُهُمْ أَذًى فِي ضِيَافَتِي، لِأَنَّ الضِّيَافَةَ جِوَارٌ عِنْدِ رَبِّ الْمَنْزِلِ، فَإِذَا لَحِقَتِ الضَّيْفَ إِهَانَةٌ كَانَتْ عَارًا عَلَى رَبِّ الْمَنْزِلِ. وَالضَّيْفٌ: الضَّائِفُ، أَيِ النَّازِلُ فِي مَنْزِلِ أَحَدٍ نُزُولًا غَيْرَ دَائِمٍ، لِأَجْلِ مُرُورٍ فِي سَفَرٍ أَوْ إِجَابَةِ دَعْوَةٍ. وقيل: بأَنَّ الخِزْيَ هنا بمعنى الاسْتِحْياءِ، يُقالُ خَزِيَ الرَّجُلُ إذا اسْتَحى، ومنْهُ قولُ الشاعرِ الحُسَيْنِ بْنِ مُطَيْرٍ مولى بَنِي أَسَد:
مِنَ الْبِيضِ لَا تَخْزَى إِذَا الرِّيحُ أَلْقَعَتْ..بِهَا مِرْطَهَا أَوْ زَايَلَ الْحَلْيُ جِيدُهَا
وَقَوْلُ مُويالَ بْنَ جَهْمٍ المِذْحَجيِّ:
أَلَمْ تَعْلَمِي يا عَمْرَكِ اللهُ أَنَّني ............. كريمٌ على حينَ الكرامُ قليلُ
وَإِنِّي لَا أَخْزَى إِذَا قِيلَ مُمْلِقٌ ............ سَخِيٌّ وَأَخْزَى أَنْ يُقَالَ بَخِيلُ
وقيل هما لِبِشْرِ بْنِ هُذَيْلٍ الفِزارِيِّ. ومنه أيضًا قَولُ ذِي الرُّمَّةِ:
خَزَايَةٌ أَدْرَكَتْهُ بَعْدَ جَوْلَتِهِ ........ مِنْ جَانِبِ الْحَبْلِ مَخْلُوطًا بِهَا الْغَضَبُ
والضَيْفُ: الزائرُ المُسْتَرْفِدُ، قالَ الشاعرُ:
لا تُعْدَمي الدَهْرَ شِفَارَ الجازِرِ ........... للضَيْفِ، والضَيْفُ أَحَقُّ زَائرِ
ويُطْلَقُ على الواحِدِ فأَكْثَرَ، مُذَكَّرًا كانَ أَوْ مُؤَنَّثًا، وَيَجُوزُ فِيهِ التَّثْنِيَةُ وَالْجَمْعُ، وَالْأَوَّلُ أَكْثَرُ. وَأَصْلُ ضَيْفٍ مَصْدَرُ فِعْلِ ضَافَ يَضِيفُ، وَقَدْ يُعَامَلُ مُعَامَلَةَ غَيْرِ الْمَصْدَرِ فَيُجْمَعُ، ومِنْ ذَلِكَ قَولُ عَمْرَو بْنِ كُلْثُومٍ:
نَزَلْتُمْ مَنْزِلَ الْأَضْيَافِ مِنَّا ................... فعجَّلنا القِرى أنْ تَشْتُمونا
قولُهُ: {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ} رَشِيدٌ: بمعنى مُرْشِدٌ يقولُ الحَقَّ ويَرُدُّ هؤلاءِ عَنْ أَضْيافي. وقيلَ: "رَشِيدٌ" بمعنى مُرْشَدٌ، أيْ: أَلَيْسَ فيكم رَجُلٌ أَرْشَدَهُ اللهُ تَعالى إلى الصَّلاحِ. وأَسْعدَهُ بالسَّدادِ والرَّشادِ حَتَّى يَمْنَعَ هذا العَمَلَ القبيح، ونُقلَ عَنِ ابْنُ عَبَّاس ٍـ رضي اللهُ عَنْهما: "رَشيدٌ" مؤمنٌ. وقيلَ: "رَشيدٌ" أَيْ: آمِرٌ بالمعروفِ، ناهٍ عَنِ المُنْكَرِ، وقالَ ذَلِكَ تَعَجُّبًا مِنِ اجْتِماعِهم عَلى الفاحشةِ.
قولُهُ تعالى: {وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ} وَجَاءَهُ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ الظاهِرِ على آخَرِهِ، والهاءُ: ضَميرٌ متَّصلُ به في محلِّ نصبِ مفعولِهِ. و "قَوْمُهُ" فاعلٌ مرفوعٌ مضافٌ والهاءُ: ضميرٌ متَّصلٌ به في محلِّ جرٍّ بالإضافةِ إليهِ، والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها من الإعرابِ. و "يُهْرَعُونَ" فعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ للمجهول، مرفوعٌ لتجرُّدهِ منَ الناصبِ والجازم، وعلامةُ رفعِهِ ثباتُ النونِ في آخرِهِ، والواوُ الدالَّةُ على الجماعةِ ضميرٌ متَّصلٌ به مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعِ نائبِ فاعِلِهِ. و "إِلَيْهِ" جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِهِ، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هذه في مَحَلِّ النَّصْبِ على الحالِ مِنْ "قَوْمُهُ".
قولُهُ: {وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} الوَاوُ: للحال، و "مِنْ قَبْلُ" جارٌّ ومَجْرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِـ "يَعْمَلُونَ". و "كَانُوا" فعلٌ ماضٍ ناقِصٌ مبنيٌّ على الضمِّ لاتِّصالِهِ بواوِ الجماعةِ، وهي ضميرٌ متَّصلٌ به مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعِ اسْمِهِ، والألفُ الفارقةُ. و "يَعْمَلُونَ" فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ من الناصبِ والجازمِ، وعلامةُ رفعِهِ ثبوتُ النونِ في آخرِهِ لأنَّهُ من الأفعالِ الخمسةِ، والواوُ الدالَّةُ على الجماعةِ ضميرٌ متَّصلٌ به مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعِ فاعلِهِ، و "السَّيِّئَاتِ" مفعولٌ به منصوبٌ، وعلامةُ نَصْبِهِ الكسرةُ نيابةً عن الفتحةِ لأنَّهُ جمعُ المؤنَّثِ السالمِ، والجُمْلَةُ في مَحَلِّ النَّصْبِ خَبَرُ "كان" وجُمْلَةُ "كان" في مَحَلِّ النَّصْبَ عَلى الحالِ عطْوفًا عَلى جُمْلَةِ "يُهْرَعُونَ".  
قولُهُ: {قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} قَالَ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ، وفاعلُهُ ضَميرٌ مستترٌ فيه جوازًا تقديرُهُ "هو" يَعودُ على لُوطٍ ـ عليه السلامُ، وهذه الجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها من الإعرابِ. و "يَا قَوْمِ" أداةُ نداءٍ لمتوسِّطِ البُعْدِ، ومُنادَى مُضافٌ مَنْصوبٌ بالنداءِ وعلامةُ النَّصْبِ الفتحةُ المُقَدَّرَةُ عَلى مَا قَبْلِ ياءِ المتكلِّمِ المَحْذوفَةِ للتَخْفيفِ، نَظَرًا لانْشِغَالِ المَحَلِّ بالحَرَكَةِ المُناسِبَةِ للياءِ، وهو مضافٌ، و "الياءُ" المَحْذوفَةُ ضميرٌ متَّصلٌ به في محلِّ مُضافٍ إِلَيْهِ، و "هؤلاءِ" الهاءُ حَرْفُ تَنْبيهٍ، و "أُولاءِ" اسْمُ إِشارَةٍ مَبنِيٌّ على الكسرِ في مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ، و "بناتي" خَبَرُهُ مَرْفوعٌ، وعلامَةُ رَفْعِهِ الضَمَّةُ المُقَدَّرَةُ عَلى ما قبْلِ ياءِ المتكلِّمِ لانشغالِ المحلِّ بالحركةِ المناسِبةِ للياءِ، وهو مضافٌ، وياءُ المتكلِّمِ ضميرٌ متَّصلٌ به مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ جرٍّ بالإضافةِ إليه، ويجوزُ أنْ نَعْرِبِ "بناتي" بدلً مِنْ اسْمِ الإشارةِ "هؤلاء" أو عطفَ بيانٍ له، فيكونَ "أطهرُ" الخَبَرَ، و "هنَّ" ضميرَ فصلٍ. وجُمْلَةُ النِّداءِ في مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولِ ل "قَالَ". وجملةُ "هَؤُلَاءِ بَنَاتِي} الإسْمِيَّةُ في مَحَلِّ النَّصْبِ أيضًا ب "قَالَ" عَلى أَنَّها جوابُ النِداءِ. و "هُنَّ" ضميرُ فصلٍ للغائباتِ، مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ رفعِ مبتدَأٍ، و "أَطْهَرُ" خَبَرُهُ مرفوعٌ. و "لَكُمْ" جارٌّ ومجرورٌ متعلِّقٌ بِالخبرِ "أَطْهَرُ" وهذه الجُمْلَةُ في مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولِ لِ "قَالَ".
قولُهُ: {فَاتَّقُوا اللهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي} الفاءُ: الفاءُ الفَصِيحَةُ؛ لأنَّها أَفْصَحَتْ عَنْ جَوابِ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ، تَقديرُهُ: إذا عَرَفْتُموهُنَّ أَطْهَرَ وأَرَدْتُمْ بَيَانَ ما هوَ الأَصْلَحُ لَكُمْ فأَقولُ لَكم: "اتقوا اللهَ" و "اتَّقوا" فِعْلُ أمرٍ مبنيٌّ على حذفِ النونِ من آخره لأنّ مضارِعَهُ من الأفعالِ الخمسةِ، والواوُ الدالَّةُ على الجماعةِ ضميرٌ متَّصلٌ به مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعِ فاعِلهِ، والألفُ الفارقةُ، ولفظُ الجلالةِ "اللهَ" في محلِّ نصبِ مفعولٍ بِهِ، والجُمْلَةُ في مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولِ لِجَوابِ "إذا" المُقَدَّرَةِ، وجُمْلَةُ "إذا" المُقَدَّرَةُ في مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولِ ل "قَالَ". و "وَلَا" الواوُ: عاطِفَةٌ. و "لا" ناهِيَةٌ جازِمَةٌ. و "تُخْزُونِ" فِعْلٌ مضارعٌ مجزومٌ بها وعلامةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُونِ مِنْ آخِرِهِ لأنَّهُ مِنَ الأَفْعالِ الخَمْسَةِ والواوُ الدلَّةُ على الجماعةِ ضميرٌ متَّصلٌ بِهِ في محلِّ رفعِ فاعِلهِ، والنُونُ: للوِقايَةِ من الكسرِ المناسبِ لياء المُتَكَلِّمِ، وياءُ المتَكلِّمِ مَحْذوفَةٌ اجْتِزاءً عَنْها بالكَسْرَةِ في مَحَلِّ النَّصْبِ على المفعولِيَّةِ، و "فِي ضَيْفِي" مُتَعَلِّقٌ بِهِ، وفِي لِلظَّرْفِيَّةِ الْمَجَازِيَّةِ. فجَعَلَ الضَّيْفَ كَالظَّرْفِ، والجُمْلَةُ مَعْطوفَةٌ عَلى جُمْلَةِ "فَاتَّقُوا اللهَ".
قولُهُ: {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ} الهمزةُ: للاسْتِفْهامِ التَوْبيخيِّ التعجُّبِيِّ. و "ليس" فعلٌ ماضٍ ناقِصٌ مبنيٌّ على الفَتْحِ. و "مِنْكُمْ" جارٌّ ومَجْرورٌ، في مَحَلِّ نَصْبِ خَبَرِ "ليس" المُقَدَّمِ. و "رَجُلٌ" اسْمُها مُؤخَّرٌ مرفوعٌ. و "رَشِيدٌ" صِفَةٌ لِـ "رجلٌ"، وجُمْلَةُ "ليسَ" في مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولِ ل "قَالَ".
قرَأَ العامَّةُ: {يُهْرَعُونَ} مَبْنِيًّا للمَفْعولِ. وقرَأَتْ فِرْقَةٌ: "يَهْرَعون" بِفَتْحِ الياءِ مَبْنِيًّا للفاعلِ مِنْ لُغَةِ "هَرَع".
وقرأ العامةُ: {هُنَّ أَطْهَرُ لكم} بضمِّ الرَّاءِ، ورُوِيَ عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوانَ، وزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، والسُدِّيِّ، وسَعيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، والحَسَنِ، وعِيسى بْنِ عُمُرَ، أَنَّهم قرأوا "هُنَّ أَطْهَرَ لَكُمْ" بالنَّصْبِ عَلى الحالِ كما في تقدَّمَ في الآيةِ: 72، من هذه السورة المباركة قولُهُ تَعالى: {وهذا بَعْلِي شَيْخًا}.
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ: {وَلا تُخْزُونِ} بِحَذْفِ يَاءِ الْمُتَكَلِّمِ تَخْفِيفًا ولدلالة الكَسْرِ عَلَيْها. وَقرأَ أَبُو عَمْرٍو، ونافع، "ولا تُخْزوني" بإثباتِها على الأَصْلِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة هود الآية: 78
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة هود، الآية: 16
» فيض العليم ... سورة هود، الآية: 30
» فيض العليم ... سورة هود الآية: 61
» فيض العليم ... سورة هود الآية: 82
» فيض العليم ... سورة هود، الآية: 98

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: