روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم .... سورة يونس الآية: 61

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم .... سورة يونس الآية: 61 Jb12915568671



فيض العليم .... سورة يونس الآية: 61 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم .... سورة يونس الآية: 61   فيض العليم .... سورة يونس الآية: 61 I_icon_minitimeالخميس يوليو 23, 2015 6:16 pm

وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
(61)
قولُهُ ـ تَعَالى شأْنُهُ: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ} الخطابُ هنا للنَبيِّ ـ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ، والمُرادُ به النبيُّ وجميعُ الخَلْقِ، ولذلكَ قالَ في آخرِها: "ولا تَعْمَلون مِنْ عَمَلٍ"، ومَعْنى الآيَةِ: إِحاطَةُ عِلْمِ اللهِ تَعالى بِكُلِّ شيءٍ. والشَأْنُ: العَمَلُ المُهِمُّ والحالُ المُهِمُّ. وقد ابْتُدِئَ بِشُؤونِ النَبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، التي مِنْها ما هُوَ مِنْ خَواصِّهِ كَقِيامِ الليلِ، فإنَّه وإنْ كانَ الخِطابُ فيهِ شاملاً للنَبيِّ ـ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّمَ، إلاَّ أَنَّ تَقديمَ ذِكْرِ "شَأْنٍ" في أَوَّلِ الآيَةِ يُخَصِّصُ عُمومَ الخِطابِ في قولِهِ: "تَعْمَلُونَ" فلا يَبْقى مُراداً مِنْهُ إلاَّ ما يَعْمَلُهُ بَقِيَّةُ المُسْلِمين.
قولُهُ: {وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ} أَيْ: وما تَتْلُو شَيْئاً مِنَ القُرآنِ، أَوْ وما تَتْلو مِنَ اللهِ مِنْ قُرآنٍ، أَيْ: تَأْخُذُهُ عَنْهُ. وتِلاوةُ القُرآنِ الكَريمِ أَعْظَمُ شُؤونِهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ولِذا خُصَّتْ بالذِكْرِ، والإضْمارُ قَبْلَ الذِكْرِ لِتَفْخيمِ شَأْنِهِ.
قولُهُ: {وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ} أَيَّ عَمَلٍ كانَ، وهوَ تَعميمٌ للخِطابِ بَعْدَ تخصيصِهِ بمَنْ هوَ رَأْسُهُمْ، حَيْثُ عَمَّمَ ما يَتَناوَلُ الجَليلَ والحَقيرَ، أَيْ: لا تَعْلَمونَ شَيْئاً. وقدْ رُوعِيَ في كلٍّ مِنَ المَقامَينِ ما يَليقُ بِهِ حَيثُ ذَكَرَ أَوَّلاً مِنَ الأَعْمالِ ما فيهِ فَخَامَةٌ وجَلالَةٌ، وثانِياً ما يَتَناوَلُ الجَليلَ والحَقيرَ.
قولُهُ: {إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا} أَيْ: كُنَّا رُقَباءَ مُطَّلِعينَ عَلَيْهِ ظاهراً وباطِناً، وفيهِ وَعْدٌ بالثَوابِ للرَسُولِ على ما هوَ قائمٌ بِهِ مِنْ تَبْليغِ أَمْرِ اللهِ وتَدْبِيرِ شُؤونِ المُسْلِمينَ وتَأْييدِ دِينِ الإسْلامِ، وبالثَوابِ للمُسْلِمينَ على اتِّباعِهِمُ الرَسُولَ فيما دعاهم إِلَيْهِ. وجاءَ هذا الوَعْدُ بِطَريقَةِ التَعْريضِ بحُصولِ رِضَى اللهِ تَعالى في قولِهِ: "إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً" لأنَّهم يَعْلَمونَ أَنَّ عَمَلَهم وعَمَلَ النَبيِّ ما كانَ إلاَّ في مَرْضاةِ اللهِ، فهوَ كَقَوْلِهِ تعالى في سورةِ الشعراءِ: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} الآيتان: 18 و 19. ويَتَضَمَّنُ ذَلِكَ تَنْويهاً بالنبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، في جَليلِ أَعمالِهِ وتَسْلِيَةً له عَمّا يُلاقيهِ مِنَ المُشْرِكينَ مِنْ تَكْذيبٍ وأَذًى، لأنَّ اطِّلاعَ اللهِ عَلى ذَلِكَ وعِلْمَهِ بِأَنَّهُ في مَرْضاتِهِ كافٍ لتَسْلِيَتِه ـ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو كَما قَالَ تعالى في سورة الطورِ: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} الآية: 48، ولذلك توَجَّهَ الخِطابُ ابْتِداءً إلى النَبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ثمَّ تَوَجَّهَ إلَيْهِ وإلى مَنْ مَعَهُ مِنَ المُسْلِمينَ.
قولُهُ: {إذْ تُفيضونَ فيه} أيْ: حِينَ تَخوضُونَ فيهِ وتَنْدَفِعونَ إِلَيْهِ. يُقالُ: أَفاضَ الرَّجُلُ في الأَمْرِ: إذا أَخَذَ فيهِ بجِدٍّ وانْدِفَعَ إِلَيْهِ بقوَّةٍ، ومِنْهُ قولُهُ تعالى في سورة البقرةِ: { فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ} الآية: 198.
قولُهُ: {وما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِثْقالُ ذَرَّةٍ} أَيْ: ما يَغيبُ عَنْهُ ما يُوازِنُ نمْلَةً. ومعنى "يَعْزُبُ" يَغيبُ حتى يَخْفى، فقالوا للبَعيدِ عازِبٌ، ومِنْهُ قولُ طُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ يَذْكُرُ كيفَ يَأْخُذونَ بَيْضَ النَّعامِ (مِنَ الطَويلِ):
عَوَازِبُ لَمْ تَسْمَعْ نُبُوحَ مقامةٍ ............... ولم ترَ نَارًا تِمَّ حَولٍ مجَرَّمِ
سِوى نَار بَيْض أو غَزَالٍ بقَفْرَة ........... أَغَنَّ مِنَ الخُنْسِ المَناخِرِ تَوْأَمِ
ونسبَ للشاعِرِ ابْنُ مُقْبِلٍ أَيْضاً. ومنه الروضُ العازِبُ. قالَ أَبو تمَّامٍ:
وقَلْقَلَ نَأْيٌ مِنْ خراسانَ جَأْشَها .... فقلتُ اطمئنِّي أَنْضَرُ الروضِ عزِبُه
وقيلَ للغائبِ عَنْ أَهْلِهِ: عازبٌ حتى قالوهُ لمنْ لا زَوْجَةَ لَهُ، وفي السِيَرِ أَنَّ بَيْتَ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ كانَ يُقالُ لَهُ: بَيْتُ العُزَّابِ. وقالَ الراغبُ: العازِبُ: المتباعِدُ في طلَبِ الكَلأِ. ويُقالُ: رَجُلٌ عَزَبٌ وامرَأَةٌ عَزَبَةٌ، وعَزَبَ عَنْهُ حِلْمُهُ، أيْ: غابَ، وقومٌ مُعَزَّبون، أيْ: عَزَبَتْ عَنْهم إبِلُهم، وفي الحديث: ((مَنْ قَرَأَ القُرآنَ في أَرْبَعين يَوماً فقدْ عَزَب))، أَيْ: فقد بَعُدَ عهدُهُ بالخَتْمَةِ. الحديث في النهاية 3/227؛ والفائق 2/426، وغريب الحديث لابْنِ قُتَيْبَةَ 3/760)، وقالَ قريباً مِنْه الهَروِيُّ فإنَّهُ قال: أَيْ: بَعُدَ عهدُهُ بما ابْتَدَأَ مِنْهُ وأَبْطَأَ في تِلاوتِه، وفي حديثِ أُمِّ مَعْبَدَ: (والشاءُ عازِبٌ حِيالَ)، والحائلُ: التي ضَرَبَها الفحلُ فلم تَحْمل لجُدُوبة السَّنَةِ. قالَ: والعازِب: البعيدُ الذهابِ في المَرْعَى. وفي الحديث أيضاً: ((أَصْبَحْنا بِأَرْضٍ عَزيبَةٍ صَحْراءَ))، أَيْ: بَعيدةِ المَرْعى. ويُقالُ للمالِ الغائب: عازِبٌ، وللحاضِرِ عاهِنٌ. والمعنى في الآيَة: وما يَبْعُدُ أَوْ ما يَخْفى أَوْ ما يَغيبُ عَنْ رَبِّكَ. و "مثقالُ ذرَّةٍ" وَزْنُ ذرَّةٍ، و "المثقالُ: هو اسْمٌ، لا صِفَةٌ، كِمِعْطار، ومِضْراب. و "الذرَّةُ" مفردٌ جمعهُ ذَرٌّ: وهو صِغَارُ النَمْلِ، جَعَلَها اللهُ مِثالاً على التناهي في الصِغَرِ، إذْ لا يُعْرَفُ في الحيَوانِ المُتَغَذِّي المُتَناسِلِ المُشهورِ النَّوْعِ والمَوْضِعِ أَصْغَرُ مِنْهُ، يُرَى بالعين المجرَّدةِ.
قولُهُ: {فيِ الأرضِ ولا في السَّماءِ} المُرادُ: أَنَّه لا يَغيبُ عَنْهُ شَيْءٌ في الوُجُودِ بِأَسْرِهِ، وخَصَّ الأَرْضَ والسماءَ لأنَّ العامَّةَ لا تَعْرِفُ غيرَهما. وقدَّمَ الأرضَ هُنَا، لأنَّ حقَّها التَقديمُ لذِكْرِ شَهادتِهِ عَلى أَهْلِ الأرْضِ.
قولُهُ: {وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} الكِتابُ المبينُ: هوَ اللَّوْحُ المحفوظُ، كذا قالَ بَعْضُ المُفَسِّرينَ، أَوْ هو عِلْمُهُ تَعالى المحيطُ بالأشياءِ، المُبيّنُ لها على ما هيَ عَلَيْهِ. ويحتَمَلُ أَنْ يُرادَ حُصُولُ الكِتْبَةِ، ويَكونُ القَصْدُ ذِكْرُ الأَعْمالِ المَذْكورَةِ قبلُ، وتَقديمُ "الأَصْغَرِ" في التَرْتيبِ جَرى على قولهم: القَمَرَيْنِ والعُمْرَيْنِ، ومِنْهُ قولُهُ تَعالى في سورة الكَهْفِ: {ما لِهذا الكتابِ لا يُغادِرُ صغيرَةً ولا كَبيرَةً إلاَّ أحصاها} الآية: 49، والقَصْدُ بِذَلِكَ التَنْبيهُ على أَنْ الحكمَ المقصودَ إذ وقعَ على الأَقَلِّ فأَحْرى أَنْ يَقَعَ عَلى الأَعْظَم.
قولُهُ تعالى: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ} الواوُ اسْتِئْنافِيَّةٌ. و "مَا" نافِيَةٌ. و "تَكُونُ" فعلٌ مُضارِعٌ ناقِصٌ، واسمُها ضَميرٌ يَعودُ على محمَّدٍ ـ صلى اللهُ عليه وسلَّم، و "فِي شَأْنٍ" جارٌّ ومجرورٌ خبرُ "تكون" و "في" للظَرْفِيَّةِ المجازِيَّةِ التي بمعنى شِدَّةِ التَلَبُّسِ. والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ. وقيلَ: هي معطوفةٌ على جملةُ {وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَة} مِنَ الآيَةِ السابِقَةِ، عَطْفَ غَرْضٍ عَلى غَرَضٍ، لأَنَّ فَصْلَ الغَرَضِ الأَوْلِ بالتَذْييلِ دَليلٌ عَلى أَنَّ الكلامَ قَدِ نُقِلَ إلى غَرَضٍ آخَرَ.
قولُهُ: {وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ} الواو: عاطفةٌ، و "ما" نافيةٌ، و "تَتْلُو" فِعْلٌ مُضارِعٌ، وفاعلُهُ ضَميرٌ يَعودُ على النبيِّ محمَّدٍ ـ صلى اللهُ عليه وسلَّم. و "مِنْهُ" جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِ "تَتْلُو" فَ "مِن" تَعْلِيلِيَّةٌ والضَميرُ يَعودُ على الشَأْنِ، و "مِنْ قُرْآنٍ" "مِنْ" حرفُ جَرٍّ زائد. و "قُرْآنٍ" مجرورٌ لفظاً بحرفِ الجرِّ الزائدِ، منصوبٌ محلاًّ على أنَّهُ مَفْعُولُ "تَتْلُو" والجملَةُ مَعْطوفةٌ على جملةِ "تَكُونُ".
قولُه: {وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ} الواوُ: عاطفةٌ، "لا" نافيةٌ، ووقعَ النَفْيُ مَرَّتَينِ مرَّةً بحرْفِ "ما"، ومَرَّةً أُخْرَى بحرْفِ "لا" لأَنَّ حَرْفَ "ما" أَصْلُهُ أَنْ يَخْلُصَ المُضارِعُ للحالِ، فقَصَدَ أَوَّلاً اسْتِحْضارَ الحالِ العَظيمِة مِنْ شَأْنِ النَبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ومِنْ قراءتِهِ القُرآنَ الكريمَ. ولمّا نَفَى عَمَلَ الأُمَّةِ جِيءَ بالحَرْفِ الذي الأَصْلُ فيهِ تخليصُهُ المُضارِعَ للاسْتِقْبالِ للتَثْنِيَةِ مِنْ أَوَّلِ الكَلامِ على اسْتِمرارِ ذَلِكَ في الأَزْمِنَةِ كُلِّها. ويُعْلَمُ مِنْ قَرينَةِ العُمومِ في الأَفْعالِ الثلاثةِ بِوِساطَةِ النَكِراتِ الثَلاثِ المُتَعَلِّقَةِ بِتِلْكَ الأَفْعالِ والواقِعَةِ في سِياقِ النَفْيِ أَنَّ ما يَحْصلُ في الحالِ وما يحصلُ في المُسْتَقْبَلِ مِنْ تِلكَ الأَفعالِ سَواءٌ. وهذا مِنْ بَديعِ الإيجازِ والإعْجازِ. و "تَعْمَلُونَ" فِعْلٌ وفاعلٌ، و "مِنْ" زائدَةٌ. و "عَمَلٍ" مجرورٌ لفظاً ب "من" منصوبٌ محلاً على أنَّه مفعولُ "تَعْمَلُونَ".
قولُهُ: {إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا} إلاَّ: أداةُ اسْتِثْناءٍ مُفرَّغٍ مِنْ أَعَمِّ أَحوالِ المُخاطَبينَ بالأفْعالِ الثَلاثَةِ، أَيْ: مِنْ أَعَمِّ الأَحْوالِ، والتَقْديرُ وما تَتَلَبَّسونَ بِشَيْءٍ من الأفعال المذكورةِ في حالٍ مِنَ الأَحْوالِ إلاَّ في حالِ كونِنا رُقباءَ مُطَّلِعينَ عَلَيْهِ حافِظينَ لَهُ، و "كُنّا" فِعْلٌ ناقصٌ واسمُهُ، و "عليكم" مُتَعَلِّقٌ بِ "شُهُودًا" و "شُهُودًا" خَبرُ "كَانَ" وجملَةُ "كَانَ" في محَلِّ النَصْبِ على الاسْتِثْناءِ. والجمعُ بَينَ صِيَغِ المُضارِعِ في الأفعالِ المُعَمَّمَةِ: "تَكُونَ" و "تَتْلُو" و "تَعْمَلُونَ" وبينَ صِيغَةِ الماضِي في الفِعْلِ الواقِعِ في مَوْضِعِ الحالِ مِنْها. "إِلاَّ كُنَّا" للتَنْبيهِ على أَنَّ ما حَصَلَ ويَحْصُلُ وسَيَحصلُ سواءٌ في عِلْم اللهِ تَعالى على طريقةِ الاحْتِباكِ كأَنَّه قيلَ: وما كُنْتُم وتَكونونَ، إلاَّ كُنَّا ونَكونُ عَلَيْكُمْ شُهوداً.
قولُهُ: {إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} إِذْ: ظَرْفٌ لما مَضَى مِنَ الزَمانِ مُتَعَلِّقٌ ب "شُهُودًا"، و "تُفِيضُونَ" فِعْلٌ من الأفعالِ الخمسةِ وفاعِلُه واوُ الجماعة، و "فِيهِ" جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِ "تفيضون"، والجملةُ في محلِّ الجَرِّ بإضافَةِ "إِذْ" إليْها.
قولُهُ: {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ} الواوُ: اسْتِئْنافِيَّةٌ. و "ما" نافيَةٌ، و "يَعْزُبُ" فِعْلٌ مُضارِعٌ، و "عَنْ رَبِّكَ" جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِ "يعزُبُ"، و "مِن" حرفُ جرٍّ زائدة، "مِثْقَالِ" مجرورٌ لفظاً بحرف الجرِّ الزائدِ، مرفوعٌ محلاً على أنَّهُ فاعلُ "يعزُبُ" وهو مضافٌ، و "ذَرَّةٍ" مُضافٌ إِلَيْهِ، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ مُسْتَأْنَفَةٌ و "فِي الأَرْضِ" جارٌّ ومجرورٌ حالٌ مِنْ "ذَرَّةٍ"، أَوْ صِفَةٌ لها، أَوْ حالٌ مِنْ "مِثْقَالِ"، و "وَلا فِي السَّمَاءِ" عطفٌ على "في الأرْضِ" وزيدتْ "لا" لِتَأْكِيدِ نَفْيِ ما قَبْلَها.
وقوله: {وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} الواوُ: اسْتِئْنافيَّةٌ. و "لا" نافيَةٌ للجِنْسِ تَعْمَلُ عَمَلَ "إنَّ"، و "أَصْغَرَ" اسمُها مَنْصوبٌ بها؛ لأنَّهُ شَبيهٌ بالمُضافِ لِعَمَلِهِ في الجارِّ والمجرورِ بعدَهُ، و "مِنْ ذَلِكَ" جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بِهِ. وقرئَ "أَصْغَرُ" بالرَّفْعِ إمَّا عَلى الابْتِداءِ، أَوْ على أَنَّ "لا" عاملَةٌ عَمَلَ "لَيْسَ" و "وَلا أَكْبَرَ" مَعْطوفٌ عَلى "ولا أَصْغَرَ} والخبرُ عَلى كِلا القِراءَتَينِ: النَصْبُ والرَّفْعُ بِوَجْهَيْهِ قولُهُ: "إلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" فَ "إلاَّ" أَدَاةُ اسْتِثْناءٍ مُفَرَّغٍ، و "فِي كِتَابٍ" جارٌّ ومجرورٌ خَبَرٌ "لا" أَوْ خَبرُ المُبْتَدَأِ، و "مُبينٍ" صِفَةٌ لَهُ، وجملةُ "لا" النافيةِ أَوْ جملةُ المُبْتَدَأِ مُسْتَأْنَفَةٌ، مِنْقَطِعَةٌ. وإنَّما جازَ إعْرابُ "أَصْغَرَ" و "أَكْبَرَ} بالنَّصْبِ على أَنَّ "لا" عاملةٌ عَمَلَ إِنَّ؛ لأنَّ "أَصْغَرَ" و "أَكْبَرَ" شَبيهانِ بالمُضافِ تَعَلَّقَ بهِما شَيْءٌ مِنْ تمامِ مَعْناهما، وهوَ العَمَلُ في الجارِّ والمجرورِ.
قرأَ العامَّةُ: {وَمَا يَعْزُبُ} وقرَأَ الكَسائيُّ هُنا وفي سورةِ سَبَأٍ "يَعْزِب" بِكَسْرِ العَينِ، وهما لُغَتانِ في مُضارِعِ عَزَبَ، يُقالُ: عَزَبَ يَعْزِبُ بكسرِ العين، ويَعْزُبُ بضمِّها، أَيْ: غابَ حَتى خَفِيَ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم .... سورة يونس الآية: 61
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة يونس، الآية: 12
» فيض العليم .... سورة يونس الآية: 28
» فيض العليم .... سورة يونس الآية: 44
» فيض العليم .... سورة يونس الآية: 60
» فيض العليم .... سورة يونس الآية: 76

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: