وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ
(45)
قولُهُ ـ تعالى شأنُهُ: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ} يُذَكِّرُ اللهُ تَعَالَى النَّاسَ بِتَفَاهَةِ الحَيَاةِ الدُّنْيا، وَبِقِصَرِ مُدَّتِهَا، وَبِسُرْعَةِ زَوَالِهَا، وَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّهُ يُخْرِجُ يَوْمَ القِيَامَةِ الأَمْوَاتَ مِنْ قُبُورِهِمْ فَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ لَمْ يَلْبَثُوا فِي قُبُورِهِمْ إلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، أَوْ أَنَّ حَيَاتَهُمْ فِي الدُّنْيا لَمْ تَكُنْ إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وقالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رضي اللهُ عنهما: رَأَوْا أَنَّ طُولَ أَعْمارِهم في مُقابَلَةِ الخُلودِ كَساعِةٍ. والساعةُ: المِقْدارُ مِنَ الزَمان، والأَكْثَرُ أَنْ تُطْلَقَ على الزَمَنِ القَصيرِ إلاَّ بِقَرينَةٍ، وقدْ خَصَّ "النهارِ" بالذِكْرِ لأنَّ ساعاتِهِ وقِسَمُهُ مَعْروفَةٌ بَيِّنَةٌ للجَميع، فكأنَّ هؤلاء يَتَحَقَّقونَ قِلَّةَ ما لَبِثوا، إذْ كلُّ أَمَدٍ طويلٍ إذا انْقَضى فهوَ واليَسيرُ مِنْهُ سَواءٌ.
قولُهُ: {يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ} يَتَعَارَفُ النَّاسُ فيمَا بَيْنَهُمْ، فَيَعْرِفُ الأَبْنَاءُ الآبَاءَ، وَيَعْرِفُ الآبَاءُ الأَبْنَاءَ، وَيَعْرِفُ الأَقْرِبَاءُ بَعْضَهُمْ بَعْضاً، كَمَا كَانُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيا، وَلَكِنْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ. فقد أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسَنِ البصريِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، في قولِه: {يتعارفون بينهم} قالَ: يَعْرِفُ الرَّجُلُ صاحِبَهُ إلى جَنْبِهِ فلا يَسْتَطيعُ أَنْ يُكَلِّمَهُ. وقيلَ: وهذا التَعارُفُ على جِهَةِ التَلاوُمِ والخِزْيِ بعضُهم من بَعْضٍ. ويجوزُ أنْ يَكونَ هذا التَعارُفُ في الدنيا، ويصبحُ مَعنى الآيةِ: ويَومَ نَحْشُرُهم للقيامَةِ فَتَنْقَطِعَ المَعْرِفَةُ بَيْنَهم والأَسْبابُ، ويَصيرُ تَعارُفُهم في الدُنْيا كَساعَةٍ مِنَ النَهارِ لا قَدْرَ لها. والمعْرِفَةُ في الغالِبِ تَكون لِمَا غابَ عَنِ القَلْبِ بَعْدَ إِدْراكِهِ، فإذا أََدْرَكَهُ قيلَ: عَرَفَهُ، أَوْ تَكونُ لِمَا وُصِفَ لَهُ بِصِفاتٍ قامتْ في نَفْسِهِ، فإِذا رَآهُ وعَلِمَ أَنَّهُ المَوْصُوفُ بها قيلَ: عَرَفَهُ. وقيل: الفرقُ بينَ المعرِفةِ والعلمِ، أنَّ المعرفةَ تُفيدُ تَمْييزُ المَعْروفِ عَنْ غَيرِهِ، والعِلْمُ تَمْييزُ ما يُوصَفُ بِهِ عَنْ غيرِهِ. وقيل: إنَّ المعرفةَ عِلْمٌ بِعَيْنِ الشَيءِ مُفَصَّلاً، والعِلْمُ إِنَّما يَتَعَلَّقُ بالشيْءِ مُجْمَلاً.
والمعرفةُ عِنْدَ المحقِّقين هي العِلْمُ الذي يَقومُ العالِمُ بِمُوجَبِهِ ومُقْتَضاهُ، فلا يُطْلِقونَها على مَدْلولِ العِلْمِ وحدَهُ، بَلْ لا يَصِفونَ بالمَعْرِفَةِ إِلاَّ مَنْ كانَ عالِمًا باللهِ وبالطَّريقِ المُوصِّلِ إِليْهِ وبِآفاتها وقَواطِعِها، ولَهُ حالٌ مَعَ اللهِ يَشْهَدُ لَهُ بالمَعْرِفَةِ. فالعارِفُ عِنْدَهم مَنْ عَرَفَ اللهَ سُبْحانَهُ بأَسمائه وصفاته وأَفعاله، ثمّ صَدَقَ اللهَ في مُعامَلاتِهِ، ثمَّ أَخْلَصَ لَهُ في قُصودِهِ ونِيَّاتِه، ثمّ انْسَلَخَ مِنْ أَخْلاقِهِ الرّديئةِ وآفاتِهِ الدنيئةِ، ثمّ تَطهَّر مِنْ وأَدرانِهِ وأدوائه ومخالَفاتِهِ، ثمَّ صَبَرَ عَلى أَحكامِهِ في نِعَمِهِ وبَلِيَّاتِهِ، ثمَّ دَعا إِلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ مِنْ دِينِهِ وإِيمانِهِ، ثم جَرّدَ الدّعوةَ إِلَيْهِ وحدَهُ بما جاءَ بِهِ رَسُولُهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ولم يَشُبْهَا بآراءِ الرِّجالِ وأَذْواقِهم ومَواجِيدِهم ومَقايِيسِهم ومَعْقولاتهم، ولم يَزِنْ بها ما جاءَ بِهِ الرّسُولُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وعلى آلِهِ وصَحْبِهِ، فهذا الذي يَسْتَحِقُّ اسْمَ العارِفِ على الحَقيقةِ، وإِذا سُمِّيَ بِهِ غيرُهُ فعلى الدّعْوى أو الاسْتِعارَةِ.
قولُهُ: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُدْرِكُ الذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَلِقَائِهِ، وَآثَرُوا الحَيَاةَ الدُّنْيا، القَصِيرَةَ المُنَغَّصَةَ بِالأَكْدَارِ، عَلَى الحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، بِمَا فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ الدَّائِمِ، أَنَّهُمْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ حِينَ يَرَوْنَ مَا صَارَتْ إِلَيْهِ أُمُورُهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَأَنَّهُمْ خَسِرُوا أَهْلِيهِمْ، إِذْ فُرِّقَ بَيْنَهُمْ. وقيل "قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللهِ" أي: كذَّبوا بالعَرْضِ عَلى الله. وقيلَ: يجوزُ أَنْ يَكونَ هذا إخباراً مِنَ اللهِ عزَّ وجَلَّ بَعْدَ أَنْ دَلَّ عَلى البَعْثِ والنُشُورِ، أَيْ: خَسِروا ثَوابَ الجَنَّةَ. وقيلَ: خَسِروا في حالِ لِقاءِ اللهِ، لأنَّ الخُسْرانَ إنَّما هُوَ في تِلكَ الحالةِ التي لا يُرْجى فيها إقالَةٌ ولا تَنْفَعُ تَوْبةٌ.
قولُهُ: {وما كانوا مهتدين} أَيْ: وما كانوا مُهْتَدينَ فيما اخْتَاروهُ لأَنْفُسِهم، مِنْ إيثارِ الخَسيسِ الزائلِ على النَفيسِ الخالِدِ. وقيل: يُريدُ وما كانوا مهتدين في عِلْمِ اللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعالى.
قولُهُ تَعالى: {وَيَوْمَ يحشُرُهم} الواو حرف عطفٍ، و "يوم" مفعولٌ به لفعلِ "اذكر" المحذوف، و "يحشُرُهم" عَطْفٌ على {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً} سورة يونس، الآية: 28. عَطْفَ القِصَّةِ على القِصَّةِ، عَوْداً إلى غَرَضٍ مِنَ الكَلامِ بَعْدَ تَفْصِيلِهِ وتَفْريعِهِ وذَمِّ المَسُوقِ إِلَيْهم وتَقْريعِهم. و "يوم" مَنْصوبٌ على الظَرْفِيَّةِ الزمانيَّةِ. وناصِبُهُ إمَّا الفِعْلُ الذي تَضَمَّنَهُ قولُهُ: {كَأَن لَّمْ يلبثوا} وإمّا أَنَّهُ مَنْصُوبٌ بِ "يَتَعَارَفون". أو أَنَّهُ مَنصوبٌ بمُقَدَّرٍ، أَيْ: اذْكُرْ يومَ.
قولُهُ: {كَأَن لَّمْ يلبثوا} قد تقدَّم الكلامُ على "كأنْ" هذه واسْمُها ضميرُ الشأنِ وجملةُ "لم يلبثوا" خبرها". وقد اخْتَلَفوا في محَلِّ جُمْلَةِ "كَأَن لَّمْ يلبثوا" فقالَ ابْنُ عطيَّةَ بأَنها في محلِّ نَصْبٍ صِفَةً للظَرْفِ "يوم". قالَ الشيخ أبو حيّان: (لا يَصِحُّ لأَنَّ "يومَ يحشرُهم" مَعْرِفةٌ والجَمَلُ نَكِرَاتٌ، ولا تُنْعَتُ المعرفةُ بالنَكِرَةِ). ولا يُقالُ: إنَّ الجُمَلَ التي يُضافُ إلَيْها أَسماءُ الزَمَانِ نَكِرَةٌ عَلَى الإِطلاقِ لأنها إِنْ كانَتْ في التَقْديرِ تَنْحَلُّ إلى مَعْرِفَةٍ فإنَّ ما أُضِيفَ إِلَيْها يَتَعرَّفُ، وإنْ كانَتْ تَنْحَلُّ إلى نَكِرَةٍ كانَّ ما أُضيفَ إِلَيْها نَكِرَةً، تقولُ "مَرَرْتُ" في يومِ قَدِمَ زَيدٌ الماضي. فَتَصِفُ "يوم" بالمعرفة، وتقولُ: جِئْتُ لَيْلَةَ قَدِمَ زَيْدٌ المُبارَكَة عَلَيْنا. وأَيْضاً "فكأنَّ لم يلبثوا" لا يمكن أَنْ يَكونَ صِفَةً لليومِ مِنْ جِهَةِ المَعْنى؛ لأنَّ ذَلكَ مِنْ وَصْفِ المحشورين لا مِنْ وصف يَوْمِ حَشْرِهِم. وقد تكلَّفَ بعضُهم تقديرَ رابطٍ يَرْبطه فقدَّره "كأن لم يَلْبثوا" قبْلَهُ فحُذِفَ قَبْلَهُ، أي: قبل اليوم، وحَذْفُ مثلِ هذا الرباطِ لا يجوز، وقال مَكِيٌّ ابْنُ أَبي طالبٍ أيضاً: الكافُ وما بعدَها مِنْ "كأنْ" صِفَةٌ لليَومِ، وفي الكلامِ حَذْفُ ضميرٍ يَعودُ على الموصوفِ تَقْديرُه: كأنْ لم يَلْبثوا قبلَه، فحُذِفَ "قبل" فصارتِ الهاءُ مُتَّصِلَةً ب "يَلْبثوا" فحُذِفَتْ لطولِ الاسْمِ كما تُحْذَفُ من الصِّلات. ونَقَل هذا التقديرَ أَيْضاً أَبو البَقاءِ ولم يُسَمِّ قائلَهُ فقالَ: وقيل. فَذَكَرَهُ. ويجوز أنْ تَكونَ الجملةُ في محلِّ نصبٍ على الحالِ مِنْ مَفعولِ "يَحْشُرهم"، أيْ: يَحْشُرهم مُشْبهين بمَنْ لم يلبثْ إلاَّ ساعةً، هذا تقديرُ الزمخشري. وممَّنْ جَوَّز الحاليَّةَ أَيْضاً ابْنُ عَطِيَّةَ ومَكِّيٌّ وأَبو البَقاءِ، وجَعَلَهُ بَعْضُهم هُوَ الظاهرُ. ويجْوزُ أَنْ تَكونَ الجُمْلَةُ نَعْتاً لمَصْدَرٍ محذوفٍ، والتقديرُ: يَحْشُرهم حَشْراتٍ كَأْنْ لم يَلْبَثُوا. ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ عَطِيَّةَ وأَبو البَقاءِ ومَكِيٌّ. وقَدَّرَ مَكِيٌّ وأَبو البَقاءِ العائِدَ مَحْذوفاً كَما قَدَّراهُ حَالَ جَعْلِهِما الجُمْلةَ صِفَةً لليوم، وقدْ تَقَدَّمَ مَا في ذلكَ. وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: ويَصِحُّ أنْ يَكونَ قولُهُ: "كَأَن لَّمْ يلبثوا" كلاماً مجملاً. ولم يُبَيِّنِ الفِعْلَ الذي يَتَضَمَّنُهُ "كَأَن لَّمْ يلبثوا". قالَ الشيخُ أبو حيّان الأندلُسيُّ: ولعلَّهُ أَرادَ ما قالَه ُالحُوفيُّ مِنْ أَنَّ الكافَ في مَوْضِعِ نَصبٍ بما تَضَمَّنَتْهُ مِنْ مَعنى الكلامِ وهوَ السُرْعَةُ، فَيَكونُ التَقْديرُ: ويَوْمَ يَحْشُرُهم يُسْرِعونَ كَأَنْ لمْ يَلْبَثوا. وبِناءً على ذلك يَكونُ "يُسْرِعونَ" حالاً مِنْ مَفعولِ "يَحْشرهم" ويكون "كَأَن لَّمْ يلبثوا" حالاً مِنْ فاعِلِ "يُسْرعون"، ويجوزُ أَنْ تَكونَ "كأنْ لم" مُفَسِّرةً ل "يُسْرعون" المقدَّرَةِ.
قولُه: {يَتَعَارَفُونَ} هذه الجملةُ في محلِّ نَصْبٍ على الحالِ مِنْ فاعِلِ "يَلْبثوا". وهوَ العاملُ، كأنَّهُ قالَ: مُتَعارِفين، والمعنى اجتمعوا متعارفين. ويجوزُ أَنْ تونَ حالً مِنْ مَفْعولِ "يَحْشُرهم" أيْ: يَحْشُرهم مُتَعارِفين والعاملُ فعلُ الحَشْرِ، وعلى هذا فَمَنْ جوَّز تعدُّدَ الحالِ جوَّزَ أَنْ تَكونَ "كأَنْ لم" حالاً أُولى، وهذه حالٌ ثانية، ومَنْ مَنَعَ ذلك جَعَلَ "كأَنْ لم" على ما تقدَّمَ مِنْ غيرِ الحاليَّةِ. قالَ أَبو البقاءِ: وهيَ حالٌ مُقَدَّرَةٌ لأَنَّ التَعَارُفَ لا يَكونُ حالَ الحَشْرِ. ويجوزُ أنْ تكونَ جملةُ: "يَتَعارَفون" مُسْتَأْنَفَةٌ.
قولُه: {إلاَّ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ} إلاَّ: أَداةُ حصرٍ، و "ساعةً" نصبٌ على الظرفيَّةِ الزمانيَّةِ. و "مِنَ" للتَبْعيضِ، ومحلُّها النَّصبُ صفةً ل "سَاعَةً"، وهو وَصْفٌ غيرُ مُرادٍ مِنْهُ التَقْييدُ إذْ لا فَرْقَ في الزَمَنِ القَليلِ بينَ كونِهِ مِنَ النَّهارِ أَوْ مِنَ اللَّيلِ وإنما هذا وَصْفٌ خَرَجَ مخْرجَ الغالِبِ لأنَّ النَهارَ هُو الزَمَنُ الذي تَسْتَحْضِرُهُ الأَذْهانُ في المُتَعارَفِ.
قولُهُ: {قَدْ خَسِرَ} وهذه الجملةُ مُسْتَأْنَفَةٌ، أَخْبَرَ اللهُ تَعالى بِأَنَّ المُكَذِّبينَ بِلِقائِهِ خاسِرونَ لا مَحالَةَ، ولذلك أَتى بِحَرْفِ التَحْقيقِ. ويجوزً أَنْ تَكونَ في محلِّ نَصْبٍ بإضمارِ قَوْلٍ، أَيْ: قائلينَ قَدْ خَسِرَ الذين. وهذا القولُ المُقَدَّرُ إمّا أَنَّهُ حالٌ مِنْ مَفْعولِ "يحشرهم" أي: يحشرُهم قائلين ذلك. وإمّا أَنَّهُ حالٌ مِنْ فاعلِ "يتعارفون".
قولُهُ: {وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ} يجوزُ أنْ يَكونَ عطْفاً على قولِهِ: "قد خَسِر" فيكونُ حُكْمُهُ حُكْمَهُ. ويجوزُ أَنْ تَكونَ عطْفاً على صِلَةِ "الذين"، وهيَ كالتَوْكِيدِ لِلْصِلَةً؛ لأَنَّ مَنْ كَذَّبَ بِلِقاءِ اللهِ غَيرُ مُهْتَدٍ.
قرَأَ الجُمهورُ: {وَيَومَ نَحْشُرُهم} بِنُونِ العَظَمَةِ على أنَّه ضَميرٌ للمُتَكَلِّمِ، وهو الله تعال, وَقَرَأَ الأَعْمَشُ، وحَفْصٌ عَنْ عاصِمٍ: "يَحْشُرهم" بِياءِ الغَيْبَةِ، والضميرُ للهِ تَعالى لِتَقَدُّمِ اسمِهِ الجليلِ في قولِهِ: {إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ}.