روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 48

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 48 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 48 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 48   فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 48 I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 27, 2013 10:26 am

 
وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ.
(48)
قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} أَيْ بِالتَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ. فالتبشير هو الإخبارُ بالبُشرى، وهو وعدٌ بما يُلقي في النفسِ السرورَ والاطمئنان، وهي الخبرُ السارُّ، وقَالَ الْحَسَنُ: مُبَشِّرِينَ بِسَعَةِ الرِّزْقِ فِي الدُّنْيَا وَالثَّوَابِ فِي الآخِرَةِ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرْضِ} الأعراف: 96. والإنذارُ هوَ الإخبارُ بالسوءِ في المستقبلِ تحذيرًا وإِعذارًا، والإنذارُ وَهو وعيدٌ بالعذابِ، والجَزاءِِ المماثِلِ للإثم. وقَصَرَ اللهُ تعالى مهِمَّةَ المرسَلينَ على التَبْشيرِ والإنْذارِ؛ لأنَّه ليس عليهم أنْ يحمِلوا النَّاسَ على الهِدايةِ إنْ لم يَهْتَدوا، ولا يَتَحَمَّلون وِزْرَ العُصاةِ إنْ عَصَوْا أَمْرَ رَبِّهم، إنَّما الثَوابُ لمنْ أَطاعَه، والعَذابُ لمن عَصاه، وذَكر سبْحانَه وتَعالى ذلك بالنَصِّ، لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلَّمَ كادت نفسُه تَذهبُ عليهم حَسَراتٍ حتى يُؤمِنوا، فقال له: {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} فاطر: 8. وقالَ تعالى له عليه الصلاةُ والسلامُ: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} الشعراءُ: 3، فقدْ بيَّن اللهُُ سبحانَه وتعالى لِرسولِه أنَّه لا يَهدي مَنْ أَحَبَّ، وأنَّه ليس عليْه هُداهم وأَنَّ غايةَ رِسالَتِه التبشيرُ والإنذارُ كسائرِ المرْسَلين، وأَنَّه بعدَ تَبليغِ الرِّسالةِ يَكونُ الخيرُ لهمْ، والتَبِعَةُ عليهم. وَمَعْنَى "مُنْذِرِينَ" مُخَوِّفِينَ من عِقَابِ اللهِ، فَالْمَعْنَى: إِنَّمَا أَرْسَلْنَا الْمُرْسَلِينَ لِهَذَا لا لِمَا يُقْتَرَحُ عَلَيْهِمْ مِنَ الآيَاتِ، وَإِنَّمَا يَأْتُونَ مِنَ الآيَاتِ بِمَا تظهرُ معَهُ بَراهينُهم وصِدْقُهم.
وقولُه: {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}. أيْ فمَن أَذْعَنَ للحَقِّ، وآمَنَ بما جِئتَ بِه، وجعلَ هواهُ تَبَعًا لما تَدعو إليه، فلَهُ الجزاءُ الأوْفى. ودَعَم الإذعانَ للحقِّ بالعملِ الصالحِ، فالإيمانُ مِنْ غيرِ عَمَلٍ أَجْوَفُ أَجْرَدُ لا يَنْتُجُ بذاتِه، ومَنْ آمَنَ وعَمِلَ صالحًا فإنَّه لا يَحزَنُ على ما فاتَهُ في الماضي لأنَّ الماضي ذهب إلى غيرِ رجعةٍ ولا يُفيدُه حُزْنُه على ما فات شيئًا، بلْ يَطْمَئِنُّ بذِكْرِ اللهِ، ولا يخافُ مِنَ المُستقبلِ لأنَّه يَرجو ما عندَ اللهِ تعالى، وهل يخافُ عبدٌ مُستقبله بِيَدِ مولاه الكريم القادر المقتدر على كلِّ شيءٍ؟.
هذا بالنظرِ إلى ما يوجُِبهُ حُسْنُ الظَّنِّ بالله والثِقَةُ بِهِ تعالى ورَجاءُ عَفْوِهِ ومَغْفِرَتَهِ، أمَّا إذا نظرَ المؤمنُ لإلى عظمة ربِّهِ ومدى تقصيرِهِ في طاعتهِ، فإنّه يكون دائم الخوف والوجلِ من سوء العاقبةِ فقد جاء في الحديث القدسيِّ: (يا ابْنَ آدَمَ لا تَأْمَنْ مَكْري حتى تَجوزَ على الصِراطِ) ورويَ أنَّ اللهَ تعالى قال: (يا إبراهيمُ ما هذا الوَجَلُ الشديدُ الذي أراهُ منك؟ فقال يا رَبِّ كيفَ لا أوجَلُ وآدمُ أبي كان محلَّهُ القربُ منكَ، خَلَقْتَهُ بِيَدِك ونَفَخْتَ فيهِ مِنْ روحِكَ وأمرتَ الملائكةَ بالسُجودِ لَه، فبِمَعْصِيَةٍ واحدةٍ أخْرَجْتَهُ مِنْ جِوارِكَ. فأوحى الله تعالى إليْه: يا إبْراهيمُ أمَا عَرَفْتَ أنَّ معصيَةَ الحَبيبِ على الحَبيبِ شديدةٌ؟). وعن مالكٍ بْنِ دِينارَ قال: دَخَلْتُ جَبَّانةَ البَصْرَةِ فإذا أنَا بسعدونٍ المجنونِ فقلتُ: كيف حالُك، وكيف أنت؟ قال: يا مالكُ كيفَ يكونُ حالُ مُنْ أَمسى وأصبَحَ يُريدُ سَفَرًا بَعيدًا بِلا أُهْبَةٍ ولا زَادٍ، ويُقْدِمُ على رَبٍّ عَدْلٍ حاكِمٍ بين العِبادِ، ثمَّ بَكى بُكاءً شديدًا، فقلتُ: ما يُبكيكَ فقالَ واللهِ ما بَكيتُ حِرْصًا على الدُنيا ولا جَزَعًا مِنَ الموتِ والبِلى، لكنْ بَكِيتُ لِيَوْمٍ مَضى مِنْ عُمْري لم يَحْسُنْ فيه لي عَمَلٌ، أَبكاني واللهِ قِلَّةُ الزَادِ وبُعْدُ المَفازَةِ والعَقَبَةُ الكَؤودُ، ولا أدري بعدَ ذلك أصيرُ إلى الجَنَّةِ أمْ إلى النَّارِ، فسَمِعْتُ منْه كلامَ حِكْمَةٍ، فقُلتُ: إنَّ النَّاسَ يَزعُمونَ أنَّكَ مجنونٌ. فقال: ما بيَ جُنَّةٌ ولكنْ حُبُّ مَولاي خالَطَ قلبي وأحشائي وجَرى بين لحمي ودمي وعِظامي.
إذًا فكما أنَّ الطائرَ لا يطيرُ إلاّ بجناحين، كذلك المؤمنُ يجبُ أنْ يَطيرَ إلى عفوِ ربه ورضوانه وحسنِ ثوابِه بجناحيِ الخوفِ والرَجاءِ، وأن يكونا عنده سواءً، لأنه إذا غلبَ عليه الخوفُ، ربما أوصله إلى القنوطِ من رحمةِ ربِّه فأساء الظنَّ بمولاه الكريم، وإذا غلبَ عليه الرجاءُ ربما يصل به الأمرُ إلى الاستهانة بمعصيتِه، والتهاوُنِ في طاعته.  
قولُه تعالى: {إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ} حالٌ مِنَ "المرسَلين" وفي هذه الحالُ معنى الغَلَبَةِ أيْ: لم نُرْسِلْهُم لأنْ تُقْتَرَحَ عليهم الآيات، بلْ لأنَّ يُبَشِّروا ويُنْذِرُوا. وقرأ إبراهيم ويحيى: "مُبْشِرين" بالتَخفيفِ وقدْ تقدَّمَ أنَّ "أَبْشَر" لغةٌ في "بَشَّرَ".
قولُه: {فَمَنْ آمَنَ} يجوزُ في "مَنْ" أَنْ تَكون شَرْطِيَّةً، وأنْ تَكونَ مَوْصُولةً، وعلى كِلا التَقديريْن فمَحَلُّها رَفعٌ بالابْتِداءِ والخبرِ: "فلا خوف": فإنْ كانت شرطيَّةً فالفاءُ جوابُ الشَرْطِ، وإنْ كانت مَوْصولةً فالفاءُ زائدةٌ لِشِبْهِ الموصولِ بالشَرْطِ، وعلى الأوَّلِ يَكونُ محلُّ الجُمْلَتين الجَزْمَ، وعلى الثاني لا محلَّ للأُولى، ومحلُّ الثانيةِ الرَّفعُ، وحمَلَ على اللَّفظِ فأَفرَدَ في "آمن" و"أصلَح"، وعلى المعنى فجَمَعَ في "فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" ويُقَوِّي كونَها مَوْصولةً مُقابلتُها بالموصولِ بعدَها في قولِه: "والذين كَذَّبوا".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 48
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 15
» فيض العليم ... سورة الأنعام الآية: 31
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 49
» فيض العليم ... سورة الأنعام، الآية: 64
» فيض العليم .... سورة الأنعام، الآية: 79

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: