عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة النساء، الآية: 62 الثلاثاء مايو 21, 2013 6:09 pm | |
| فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ
أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) قولُه تبارك وتعالى: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} فَكَيْفَ يكونُ حالُهم إِذَا نالتهم نَكبةٌ تُظهِرُ نِفاقَهم بسببِ ما عَمِلوا مِن الجِناياتِ كالتَحاكُمِ إلى الطاغوتِ والإعراضِ عن حُكمِكَ.وقولُه: {ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا} ثمّ جاؤوك للاعتذار، والمُرادُ تهويلُ ما دهاهم، حالفين لك بالله ما أَرَدْنَا بتحاكٌمِنا إلى غيرِكَ إِلَّا إحسانًا إلى الخُصومِ وَتَوْفِيقاً بينَهم ولم نُرِدْ بالمُرافعةِ إلى غيرِك عَدَمَ الرِضا بِحُكمِكَ، فلا تُؤاخذْنا بِما فَعَلْنا، وهذا وعيدٌ لَهم على ما فعلوا وأنَّهم سَيَنْدَمون حينَ لا يَنفعُهمُ الندمُ، ويَعتذرون ولا يغني عنهم الاعتذارُ. وقيلَ: جاءَ أصحابُ القَتيلِ طالبين بِدَمِه، وقالوا: إنْ أَرَدْنا بالتَحاكُمِ إلى عُمَرَ رَضيَ اللهُ تعالى عنْه إلَّا أنْ يُحْسِنَ إلى صاحبِنا ويُوفِّقَ بينَه وبين خَصمِه. وقيل: المعنِيُّ بالآيةِ عبدُ اللهِ بنُ أُبيّ والمُصيبةُ ما أصابَه وأصحابَه مِنَ الذُلِّ بِرُجوعِهم مِن غزوةِ بني المُصْطَلِقِ، حين نَزَلَتْ سُورةُ المُنافقين فاضْطُروا إلى الاعتذارِ، وقالوا: ما أَرَدْنا بالكَلامِ بين الفريقين المُتنازعيْن في تِلكَ الغَزْوَةِ إلَّا الخيرَ. أو مصيبةُ الموتِ لَمَّا تَضَرَّعَ إلى رسولِ اللهِ ـ صلى اللهُ عليْه وسلَّمَ في الإقالَةِ والاسْتِغفارِ واسْتَوْهَبَه ثوبَه لِيَتَّقي بِه النَّارَ.وَيُقَالُ: إِنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: "فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ" نَزَلَ فِي شَأْنِ الَّذِينَ بَنَوْا مَسْجِدَ الضِّرَارِ، فَلَمَّا أَظْهَرَ اللَّهُ نِفَاقَهُمْ، وَأَمَرَهُمْ بِهَدْمِ الْمَسْجِدِ حَلَفُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِفَاعًا عَنْ أَنْفُسِهِمْ: مَا أَرَدْنَا بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ إِلَّا طَاعَةَ اللَّهِ وموافقة الكتاب. قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} كيف: يجوزُ أنْ تكونَ في محلِّ نصبٍ، والتقدير: فكيف تَراهم. ويجوزُ أن تكونَ في محلِّ رفعِ خبرٍ لِمُبتدأٍ محذوفٍ، أيْ: فكيف صنيعُهم في وقت إصابةِ المُصيبةِ إيَّاهم؟ و"إذا": معمولةٌ لذلك المُقدَّرِ بعدَ "كيف". و"بما" الباء للسببيَّةِ، و"ما" يجوزُ أنْ تكونَ مصدريةً أو اسْميَّةً، فالعائدُ محذوفٌ. قوله: {ثمَّ جاؤوك يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا} يحلفون: حالٌ مِنْ فاعِلِ "جاؤوك" أي جاؤوك حالفين لك، و"إنْ" نافية أي: ما أَرَدْنا، و"إحسانا" مفعولٌ به، أو استثناءٌ. | |
|