عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 95 السبت فبراير 16, 2013 5:35 am | |
| قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
(95) قولُه تبارك وتعالى: {قُلْ صَدَقَ الله} أَيْ قُلْ يَا مُحَمَّدُ صَدَقَ اللَّهُ فِي قَوْله مَا كَانَ إبْرَاهِيم يَهُودِياً وَلاَ نصْرَانِيًا، وأنَّهُ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ فِي التَّوْرَاةِ مُحَرَّمًا. وظَهَرَ صِدْقُه وثَبَتَ في أنَّ كلَّ الطعامِ كان حِلاًّ لبني إسرائيلَ إلاَّ ما حرَّمَ إسرائيلُ على نفسِهِ، وأنَّ محمَّداً ـ صلى اللهُ عليْه وسَلَّم ـ على دِينِ إبراهيمَ ـ عليه السلامُ ـ وأنَّ دينَه الإسلامُ. وفيه تعريضٌ بكَذِبِهم الصريحِ {فاتبعوا مِلَّةَ إبراهيم} مِلَةُ إبراهيمَ الخروجُ إلى اللهِ بالكُلِّيَّةِ، والتَسليمُ لِحُكْمِه، وهي دينُ الإسلامِ فإنَّكم غيرُ متَّبعين مِلَّتَه كما تَزعمون، وقيل: اتَّبِعوا ملَّتَه في اسْتِباحةِ أكلِ لُحومِ الإبِلِ وشُرْبِ أَلبانِها ممّا كان حِلاًّ له {حَنِيفاً} أيْ مائلاً عن سائرِ الأَدْيانِ الباطلَةِ إلى دِينِ الحقِّ، أو مُستقيماً على ما شَرَعَهُ اللهُ تعالى مِنَ الدينِ الحَقِّ في حَجِّهِ ونُسُكِهِ ومأكلِهِ وغيرِ ذلك {وَمَا كَانَ} أي في أمرٍ مِنْ أُمورِ دينِهم أصلاً وفَرْعاً، {مِنَ المُشركين}الذين يدعون من الله إله آخر، ويعبدون سواه. وفيه تعريضٌ بِشِرْكِ أولئك المُخاطَبين، والجُمْلةُ تذييلٌ لِما قبلَها.قولُه تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللهُ} قل: فعلُ أمرٍ وفاعلُه يعود على رسول الله ـ صلى اللهُ عليه وسلَّم ـ وجملةُ {صَدَقَ اللهُ} مقولُ القولِ لا محلَّ لها من الإعراب. وقولُهُ: {مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} تقدَّم إعرابُ قولِه: {مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً} البقرة: 135، فأغنى عن أعادته.والعامةُ على إظهارِ لامِ "قُل" مع الصادِ، وقَرَأَ أَبانُ بْنُ تَغْلِبَ بإدْغامِها فيه، وكذلك أدغمَ اللامَ في السين في قولِه: {قُلْ سِيرُواْ} الأنعام: 11، وسيأتي أنَّ حمزةَ والكسائيَّ وهِشاماً أَدْغموا اللامَ في السينِ مِنْ قولِه تعالى: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ} يوسف: 18. قال أبو الفتح: علةُ ذلك فُشُوُّ هذين الحرفين في الفَمِ وانتشارُ الصوتِ المنَبثِّ عنهما فقارَبَتا بذلك مَخْرَجَ اللامِ فجازَ إدْغامُها فيهما وهو مأخوذٌ مِنْ كلامِ سيبويهِ، فإنَّ سيبويهِ قال: والإِدغامُ يَعني إدْغامَ اللامِ معَ الطاءِ والصادِ وأخواتِهما جائزٌ وليس كَكَثْرَتِه مع الراءِ، لأنَّ هذه الحروفَ تَراخَيْنَ عنْهُا وهي من الثنايا. قال: وجوازُ الإِدْغامِ لأنَّ آخرَ مخرجِ اللاّمِ قريبٌ من مَخْرجِها. وقال أبو البَقاءِ عبارةً تُوضِّحُ ما تقدَّمَ وهي: لأنَّ الصادَ فيها انبِساطٌ وفي اللامِ انْبِساطٌ، بحيث يتلاقى طرفاهُما فصارا متقاربين. | |
|