عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 57 الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 4:45 am | |
| وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) قولُه جلَّ شأنُه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ} الإيمان: فعلُ ما يَقتضي الأَمْنَ مِن عذابِ اللهِ. والصَّلاح: فعلُ ما يقتضي الصُلْحَ بينَه وبيْنَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ. والتَوْفِيَةُ: إعطاؤه ما لا يَنْقُصُ عمَّا يُقابلُه، والإِيفاء الزيادة عليه.وعن ابن عباسٍ ـ رضي الله عنهما: "عملوا الصالحات" أي أدوا فرائضي. وعلَّقَ التَوْفِيَةَ على الإيمانِ والعملِ الصَّالِحِ ولم يُعلِّق العذابَ بِسوى الكُفرِ تنبيهًا على دَرَجَةِ الكَمالِ في الإيمان بأنه يُتْبَعَ بالعمل الصالح. وأنَّ الكفرَ لا يَنفَعُ معه عمل فهو ـ وحدَه ـ مُحْبِطٌ للعملِ مُسْتَوْجِبٌ لسَخَطِ اللهِ تعالى وعذابِه. قولُه: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} إذا كان الحقُّ تبارك وتعالى لا يُحِبُّهم فهو يُبْغِضُهم على ما هو الشائع في مثل هذه العبارة، وفيه تنبيهٌ بأنّهُ ـ سبحانه ـ لا يَظْلمُ خلقَه. لأنَّ مَنْ لا يُحِبُّ شيئًا لا يَتعاطاه مع استغنائه عنه. قولُه تعالى: {وَأَمَّا الذين آمَنُوا} الكلامُ فيه كالكلامِ في المَوْصولِ قبلَه، فالموصولُ في الآيتيْن مبتدأٌ خبرُه ما بعد الفاء، أو منصوبٌ بفعلٍ محذوفٍ، وموضِعُ المحذوفِ بعد الصِلةِ ولا يَجوزُ أنْ يُقَدَّرَ قبلَها لأنَّ أمَّا لا يَليها الفعل.وقَرأَ حفصٌ عن عاصمٍ، ورُويْسٌ عن يعقوبَ: {فيوفِّيهم} بياءِ الغَيْبةِ، وزاد رويسٌ ضَمَّ الهاء، وقرأ الباقون بنون المتكلِّم، فقراءةُ حَفْصٍ على الالتِفاتِ مِن التَّكلمِ إلى الغيبة تَفَنُّنًا في الفصاحةِ. وقراءةُ الباقين جاريةٌ على ما تقدَّم من اتِّساقِ النَّظمِ، ولكنْ جاءَ هناك بالمتكلِّم وحدَه وهنا بالمُتكلِّم وحدَه المُعظِّمِ نفسَه اعْتِناءً بالمؤمنين ورفعًا مِنْ شأنهِمْ لَمَّا كانوا مُعظَّمين عندَه. | |
|