عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: فيض العليم ... سورة آل عمران، الآية: 63 الجمعة ديسمبر 14, 2012 4:54 pm | |
| َإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ
(63) قولُهُ جلَّتْ عظمتُه: {فَإِن تَوَلَّوْاْ} أي فَإنْ أعْرَضُوا عَنِ اتِّبَاعِكَ وَتَصْدِيقِكَ، بعدَ كلِّ هذه الآياتِ البَيِّناتِ، وَلَمْ يَقْبَلُوا عَقِيدَةَ التَّوْحِيدِ التِي جِئْتَ بِها، وَلَمْ يُجِيبُوكَ إلى المُبَاهَلَةِ، فَإنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِحَالِ المُفْسِدِينَ الذِينَ يَعْدِلُونَ عَنِ الحَقِّ إلى البَاطِلِ، وَسَيَجْزِيهمُ اللهُ عَلَى خُبْثِ سَرَائِرِهِمِ شَرًّ الجَزَاءِ.قولُه: {فَإِنَّ الله عَلِيمٌ بالمفسدين} منهم، والمعنى على ما يترتَّبُ على عِلمِه "بالمفسدين" مِن عقوبةٍ لهم، فالكلامُ للوَعيدِ ووُضِعَ الظاهرُ موضِعَ الضميرِ تنبيهًا على العِلَّةِ المُقتَضِيَةِ للجزاءِ والعِقابِ وهي الإفسادُ، وقيل: المعنى على أنَّ اللهَ عليم بهؤلاء المُجادلين بغيرِ حَقٍّ وبأنَّهم لا يُقدِمون على مُباهلتِك لِمعرفتِهم نُبوَّتَك وثُبوتَ رِسالتِك، والكلامُ مُنْساقٌ لِتَسلِيتِهِ صلى الله عليه وسَلَّمَ ولا يَخفى ما فيه.قوله تعالى: {فَإِن تَوَلَّوْاْ} يَجوزُ أَنْ يَكونَ مُضارعًا وحُذفتْ منه إحدى التاءيْن تخفيفاً على حدّ قراءة {تَنَزَّلُ الملائكة} القدر: 4. و"تَذَكَّرون" ويؤيِّد هذا نَسَقُ الكلامِ ونظمُه في خطابِ مَنْ تقدَّم في قولِه تعالى "تعالوا" ثمَّ جرى معهم في الخطابُ إلى أَنْ قال لهم: فإنْ تَوَلَّوا.ويجوزُ أنْ يكونَ مستقبَلاً تقديرُه: فإنْ تتولَّوا، لأنَّ حرفَ المُضارَعةِ يُحْذَفُ في هذا النحو من غيرِ خِلافٍ، وقد أجمعوا على الحذف في قوله: {تَنَزَّلُ الملائكة والروح فِيهَا} القدر: 4. ويَجوزُ أنْ يكونَ ماضيًا أي: فإنْ تَوَلَّى وفدُ نجرانِ المَطلوبُ مُباهَلَتُهم، ويكون على ذلك في الكلام الْتِفاتٌ، إذْ فيه انْتِقالٌ مِنْ خِطابٍ إلى غَيْبَةٍ.وقولُه: {بالمفسدين} مِنْ وقوعِ الظاهرِ موقِعَ المُضمَرِ تنبيهًا على العلة المقتضيةِ للجزاء، وكانَ الأصل: فإنَّ الله عليمٌ بكم، على الأول، وبهم، على الثاني. | |
|