روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 158

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 158 Jb12915568671



الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 158 Empty
مُساهمةموضوع: الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 158   الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 158 I_icon_minitimeالسبت يونيو 16, 2012 7:53 am

تفسير

الدر النظيم من معاني الذكر الحكيم

إعراب وتليل لغوي

للشاعر عبد القادر الأسود

سورة البقرة الاية : 158


إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ
(158)
كان المسلمون ـ في البداية ـ يَروْنَ أنَّ الطَوافَ بالصّفا والمَروةِ منْ أمْرِ الجاهليّة، فلمّا كان الإسلامُ أمسكوا عنهما ، فأنزلَ اللهُ عزّ وجلّ: {إنّ الصفا والمروةَ من شعائرِ اللهِ فمَن حجّ البيتَ أو اعتمر...} قالت أمُّ المؤمنين السيدة عائشة ـ رضي الله عنها: "وقد سنَّ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم الطوافَ بينهما ، فليسَ لأحدٍ أنْ يَترُكَ الطَوافَ بينهما" وروى الترمذيُّ عن عاصم بن سليمان الأحول قال: "سألتُ أنسَ بنَ مالكٍ عن الصفا والمروةِ فقال: كانا من شعائرِ الجاهليّة ، فلمّا كان الإسلامُ أمسكْنا عنهما ، فأنزلَ اللهُ عزّ وجلّ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ...} وهو تطوُّعٌ {فمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} . خرّجه البخاري أيضاً .
وعن ابنِ عبّاسٍ ـ رضي الله عنهما قال: كان في الجاهليّةِ شياطينُ تَعزِفُ الليلَ كلَّه بين الصفا والمروةِ ، وكان بينهما آلهةٌ ، فلمّا ظَهَرَ الإسلامُ قال المسلمون: يا رسول الله ، لا نَطوفُ بين الصفا والمروةِ فإنّهما شِرْكٌ ، فنَزَلت .
وقال الشَعبيُّ: كان على الصفا في الجاهليّةِ صنمٌ يُسمّى "إسافاً" وعلى
المروة صنمٌ يسمّى "نائلةَ" فكانوا يَمْسحونَهما إذا طافوا ، فامتنع المسلمون من الطواف بينهما من أجل ذلك ، فنَزَلت الآية .
وذُكِرَ أنَّ آدمَ عليه السلام وقف عليه فسُمِيَ بِهِ لأنَّه من المُصْطَفَيْن ، وَوَقفتْ حوّاءُ على المَرْوةِ فسُمِّي باسْمِ المرأةِ ، فأُنِّثَ لذلك ، فاطّرَدَ ذلك في التذكير والتأنيثِ وقُدِّمَ المذكَّرُ .
قولُه تعالى: {مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} أي من معالِمِهِ ومواضِعِ عباداتِه ، وهي جمع شَعيرةٍ . والشعائرُ: المتعبَّداتُ التي أَشْعَرَها اللهُ تعالى ، أيْ جعلَها أَعلاماً للنّاسِ ، مِن المَوقِفِ والسَعْيِ والنَحْرِ.
والشِّعارُ: العلامةُ ، يُقال: أَشْعَرَ الهَدْيَ أَعْلَمَه بِغَرْزِ حديدةٍ في سَنامِهِ ، من قولِكَ: أَشعرتُ أيْ أَعلمتُ ، وقال الكُمَيْتُ:
نُقِلُّهم جيلاً فجيلاً تَراهم ... شعائرَ قُرْبانٍ بهمْ يُتَقَرَّبُ
قولُه: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ} أي قَصَدَ ، وأصلُ الحجِّ القصدُ ، قال الشاعر:
فأَشْهَدُ من عوفٍ حلولاً كثيرةً ... يَحِجّون سِبَّ الزِبْرِقانِ المُزَعْفرا
السِبُّ "بالكسر" الكثيرُ السِباب . وسِبُّكَ أيضاً الذي يُسابُّك ، قال الشاعر:
لا تَسْبُبنَني فلستَ بسِبّي ... إنّ سِبّي مِنَ الرجالِ الكريمُ

والسِبُّ أيضاً الخِمارُ ، والعِمامَةُ ، والحَبْلُ في لغةِ هُذَيْلٍ ، قال أبو ذؤيبٍ:
تَدَلّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ ... بجرداءَ مثلَ الوكْف يَكْبو غِرابُها

والسُبوبُ: الحِبالُ . والسِبُّ: شقّةٌ كِتّانٍ رقيقةٌ ، والسَبيبةُ مثلُه ، والجمعُ السُبوبُ والسبائبُ . وحَجَّ الطبيبُ الشَجَّةَ إذا سَبَرَها بالمِيلِ "المِسبار" ، قال الشاعر:
يَحُجُّ مأمومةً في قعرِها لجف

اللّجْفُ: الخَسْفُ . تَلَجَّفَت البئرُ: انخسف أسفلُها . ثمّ اختَصَّ هذا الاسمُ بالقَصْدِ إلى البيتِ الحرامِ لأفعالٍ مخصوصةٍ .
قولُه تعالى: {أَوِ اعْتَمَرَ} أي زار والعمرة: الزيارة ، قال الشاعر:
لقد سما ابن مَعْمَرٍ حين اعْتَمَرْ ... مَغْزًى بعيداً مِن بعيدٍ وضَبَرْ
قوله تعالى : {فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ} أي لا إثم . وأصلُه من الجُنوح وهو الميل ، ومنه الجوانحُ للأعضاء لاعْوِجاجِها .
ولا جُناحَ عليك أنْ تَفعلَ ، إباحة الفعل. وقوله: لا جناح عليك ألاّ تفعل ، وفيه إباحةٌ لترك الفعل ، {فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} دليلٌ على أنّ تركَ الطواف جائزٌ ، وإنّما جاء لإفادة إباحة الطواف لمن كان يتحرّج منه في الجاهلية ، أو لمن كان يطوفُ به في الجاهليّة قصداً للأصنام التي كانت فيه ، فأعلمهم اللهُ ـ سبحانه ـ أنّ الطوافَ ليس بمحظورٍ إذا لم يَقصِد الطائفُ قصداً باطلا" .
روى الترمذي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قَدِمَ مكَّةَ فطافَ بالبيتِ سبعاً فقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} البقرة: 125 وصلى خلف المقام ، ثمّ أتى الحجر فاسْتَلَمَه ثمّ قال: "نبدأُ بما بَدَأَ اللهُ به" فبدأَ بالصفا وقال: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} حديث حسن صحيح . والعملُ على هذا عند أهل العلم أنّه يبدأ بالصفا قبل المروة ، فإن بدأ بالمروة قبل الصفا لم يُجْزِهِ .
واختلف العلماءُ في وُجوبِ السعيِ بين الصفا والمروةِ ، فقال الشافعي وابن حنبل: هو ركن ، وهو المشهور من مذهب مالك ، لقوله عليه السلام: "اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي" . لأن السعي لا يكون إلا متصلا بالطواف .
وقرأ حمزةُ والكسائي "يطَّوَّع" مضارع ، وكذلك {فَمَنْ تَطَّوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} الباقون "تَطَوَّعَ" ماض ، وهو ما يأتيه المؤمنُ من قِبَلِ نفسِه ، فمن أتى بشيء من النوافل فإنّ اللهَ يَشكره . وشكرُ اللهِ للعبدِ إثابتُه على الطاعة .
وقولُه عليه الصلاة والسلام: "خذوا عنّي مناسكَكم" فصار بياناً لمُجْمَلِ
الحجّ ، فالواجبُ أنْ يكونَ فرضاً ، كبيانِه لعددِ الرَكعاتِ في الصلاة ، وما كان مثلَ ذلك إذا لم يُتفق على أنّه سُنّة أو تطوع .
رأى ابن عباسٍ قوماً يطوفون بين الصفا والمروة فقال: هذا ما أَورثتْكم
أُمُّكم أُمُّ إسماعيل ، وهذا ثابتٌ في صحيحِ البخاري .
ولا يجوز أنْ يطوفَ أحدٌ بالبيت ولا بين الصفا والمروة راكباً إلاّ من عُذرٍ ، فإنْ طاف معذوراً فعليه دَمٌ ، وإن طاف غيرَ معذورٍ أعاد ، إن كان بحضرةِ البيت ، وإن غاب عنه أهدى "ضحية" .
إنّما قلنا ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بنفسه وقال: "خذوا عني مناسككم" . وإنّما جوّزنا ذلك من العذر ، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم طاف على بعيرِه واستلمَ الرُكن بمَحْجَنِه ، وقال لعائشة وقد قالت له: إني اشتكي ، فقال: "طوفي من وراء الناس وأنت راكبة" .
ولو أنّه أُغْميَ عليه فطِيفَ به محمولاً ، أوْ وُقِفَ به بعرفات محمولاً كان مجزئاً عنه .
قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا}: "الصَّفا" اسمُها، و{مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ} خبرُها. وفي الكلامِ حَذْفُ مضافٍ، تقديرُه: "طوافُ الصَفات ، أو سَعْيُ الصَفا . وألفُ الصَّفا منقلبة عن واوٍ بدليلِ قَلْبِها في التثنية واواً ، قالوا: صَفَوان، والاشتقاقُ يَدُلُّ عليه أيضاً لأنَّه من الصَّفْوِ ، وهو الخُلُوصُ ، والصَّفا الحَجَرُ الأمْلَسُ وقيل: الذي لا يُخالِطُه غيرُه من طينٍ أو ترابٍ ، ويُفَرَّقُ بين واحدِه وجَمْعِه تاءُ التأنيثِ نحو: صفاً كثيرٌ وصفاة واحدة ، وقد يجمع الصَّفا على فُعول وأَفْعال قالوا: صُفِيٌّ بكسر الصاد وضمِّها كعِصِيّ ، وأصْفاء ، والأصل: صُفُوو وَصْفاو، فَقُلِبَتِ الواوان في "صُفُوو" ياءَين ، والواوُ في أصفاء همزةً ككِساءٍ وبابه . والمَرْوَةُ: الحِجارة الصِّغارُ، فقيل اللَّيِّنَة وقيل: الصُلبة ، وقيل المُرْهَفَةُ الأطْراف ، وقيل البيض وقيل: السُّود ، وهما في الآية عَلَمان لجبلين معروفين . والألفُ واللامُ فيهما للغَلَبةِ كهما في البيت والنجم، وجمعها: مَرْوٌ، كقوله:
وترى المَرْوَ إذا ما هَجَّرَتْ * عن يَدَيْها كالفَراشِ المُشْفَتِرّْ

والشعائر: جمع شَعيرَة وهي العلامةُ ، وقيل: جمع شِعارة ، والمرادُ بها في الآية مناسِكُ الحُجِّ ، والأجود "شعائِر" بالهمزةِ لزيادةِ حرفِ المَدّ وهو عكسُ معائِش ومصائب.
قوله: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ} "مَنْ" شرطيَّةٌ في محلِّ رفع بالابتداءِ، و "حَجَّ" في محلِّ جَزْمٍ، و "البيتَ" نَصْبٌ على المفعولِ به لا على الظرفِ ، والجوابُ قولُه: "فلا جَناحَ" . والحَجُّ لغةً: القَصْدُ مرةً بعدَ أخرى ، قال:
لِراهِبٍ يَحُجُّ بيتَ المَقْدِسِ * في مِنْقَلٍ وبُرْجُدٍ وبُرْنُسِ

والاعتمارُ: الزيارةُ ، وقيل: مطلقُ القصدِ ، ثم صارا عَلَمين بالغَلَبة في المعاني كالبيت والنجم في الأعيان .
وقوله: {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ} الظاهرُ أنَّ "عليه" خبرُ "لا"، و "أَنْ يَطَّوَّفَ" أصلُه: في أَنْ يَطَّوَّفَ ، فَحُذِف حرفُ الجر، فيجيء في محلِّها القولان ، النصبُ أو الجرُّ. والوقفُ في هذا الوجهِ على قولِه "بهما" . وجُوّزَ بعد ذلك أوجهٌ ضعيفةٌ منها: أن يكونَ الكلامُ قد تَمَّ عند قولِه "فلا جُناحَ" على أن يكونَ خبرُ "لا" محذوفاً ، وتقديره "فَلاَ جُنَاحَ في الحج" ويُبْتدَأ بقولِه: {عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ} فيكونُ "عليه" خبراً مقدماً و "أَنْ يطَّوَّفَ" في تأويلِ مصدرٍ مرفوعٍ بالابتداءِ ، فإنَّ الطوافَ واجبٌ ، والجيدُ أن يكونَ "عليه" في هذا الوجهِ خبراً، و"أَنْ يَطَّوَّفَ" مبتدأَ".
ومنها: أن يكونَ {عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ} من بابِ الإِغراءِ ، فيكونَ "أَنْ يَطَّوَّفَ" في محلِّ نصبٍ كقولك ، عليك زيداً ، أي: الزَمْه ، إلاّ أنَّ إغراءَ الغائبِ ضعيفٌ ، حكى سيبويه: "عليه رجلاً لَيْسَني"، قال: وهو شاذ.
وقراءةُ الجمهور "أَنْ يَطَّوَّفَ" بغير لا. وقرأ أنس وابن عباس وابن سيرين وشهر بن حوشب: "أَنْ لا يَطَّوَّفَ" قالوا: وكذلك في مُصْحَفي أُبَيّ وعبدِ الله . وفي هذه القراءةِ احتمالان ، أحدُهما: أنَّها زائدة كهي في قولِه:
{أَلاَّ تَسْجُدَ} وقوله:
وما أَلومُ البيضَ ألاَّ تَسْخَرا * لَمَّا رَأَيْنَ الشَّمَطَ القَفَنْدَرا
وحينئذٍ يتَّحِدُ معنى القراءتين . والثاني: أنها غيرُ زائدةٍ بمعنى أَنَّ رَفْعَ الجُناحِ في فِعْلِ الشيء هو رفعٌ في تَرْكِه، إذ هو تخييرٌ بين الفعلِ والتركِ نحو: {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَآ أَن يَتَرَاجَعَآ} ، فتكونُ قراءةُ الجمهورِ فيها رفعُ الجناحِ في فعلِ الطوافِ نَصَّاً وفي هذه رفعُ الجناحِ في الترك نَصَّاً.
وقرأ الجنهورُ: "يَطَّوَّفَ" بتشديد الطاءِ والواوِ ، والأصلُ: يَتَطَوَّف ، وماضيه كان أصله: "تَطَوَّفَ"، فلمّا أُريد الإِدغامُ تخفيفاً قُلِبَتِ التاءُ طاءٌ وأُدْغِمت في الطاءِ فاحتيج إلى همزة وَصْلٍ لسكونِ أولِه لأجل الإِدغام فأُتي بها فجاء مضارعُه عليه: يَطَّوَّف فانحَذَفَت همزتُ الوصلِ لتحصُّنِ الحرفِ المدغمِ بحرفِ المضارعة ، ومصدرُه على التطَّوفِ رجوعاً إلى أصلِ تَطَوَّفَ.
وقرأ أبو السَّمَّال: "يَطُوف" مخفّفاً ، من طاف يَطُوف وهي سهلة .
وقرأ ابن عباس: "يَطَّاف" بتشديد الطاء مع الألف وأصله: يَطْتَوِف على وزن يَفْتَعِل وماضيه: أطْتَوَف افْتَعَل تحرَّكت الواوُ وانفتحَ ما قبلها فقُلِبَتْ ألفاً ، ووَقَعَتْ تاءٌ الافتعالِ بعدَ الطاءِ فَوَجَبَ قَلْبُها طاءً وإدغامُ الطاءِ فيها كما قالوا: أطَّلَب يَطَّلِبُ، والأصل: اطْتَلَب يَطْتَلِبُ، فصار: اطَّاف وجاء مضارعُه عليه: يَطَّاف .
هذا هو تصريفُ هذه اللفظةِ من كونِ تاءِ الافتعال تُقْلَبُ طاءً وتُدَغَمُ
فيها الطاءُ الأولى .
ومصدر اطَّاف على الاطِّياف بوزن الافْتعال، والأصلُ: اطَّواف فكُسِر ما قبل الواو فقُلِبَتْ ياءً ، وإنّما عَادَتِ الواوُ إلى أصلِها لزوالِ موجب قَلْبها ألفاً ويُوضِّح ذلك قولُهم: اعتاد اعتياداً ، والأصل: اعتِواد فَفُعِل به ما ذَكرْتُ لك .
قوله: {وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً} قرأ حمزةُ والكسائي "تَطَوعَّ" هنا وفي الآية الآتية بعدها: يَطَّوَّعْ بالياء فعلاً مضارعاً ، وقرأه الباقون: "تَطَوَّع" فعلاً ماضياً. فأمَّا على قراءتهما فتكونُ "مَنْ" شرطيةً ليس إلاَّ ، لعملِها الجزمَ . وأصل يَطَّوَّع . يَتَطَوَّع فأُدْغِم على نحو ما تقدّم في "يطّوّف" وهي في محلِّ رفعٍ بالابتداء ، والخبرُ فعلُ الشرطِ على ما هو الصحيحُ كما تقدَّم تحقيقُه .
وقولُه: "فإنَّ الله" جملةٌ في محلِّ جزمٍ لأنَّها جوابُ الشرطِ ، ولا بُدَّ مِنْ عائدٍ مقدَّرٍ أي: فإنَّ الله شاكرٌ له .
وأمَّا على قراءة الجمهورِ فتحتمل وَجْهَيْنِ ، أحدُهما: أن تكونَ شرطيةً ، والكلامُ فيها كما تقدَّم . والثاني: أن تكونَ موصولةً و "تَطَوَّعَ" صلتَها فلا محلَّ له مِنْ الإِعراب حينئذٍ ، وتكونُ في محلِّ رفعٍ بالابتداءِ أيضاً و"فإنَّ الله" خبرُه ، ودَخَلَت الفاءُ لِما تضمَّن مِنْ معنى الشرط ، والعائدُ محذوفُ كما تقدَّم أي: شاكرٌ له ، وانتصابُ "خيراً" على أحدِ أوجهِ: إمَّا على إسقاطِ حرفِ الجرِّ أي: تَطَوَّع بخيرٍ ، فلمَّا حُذِفَ الحرفُ انتصَبَ نحو قولِه:
تَمُرُّونَ الدِّيار ولم تَعُوجُوا .....................

وهو غيرُ مقيسٍ.
الثاني: أن يكونَ نعتَ مصدرٍ محذوفٍ أي: تطُّوعاً خيراً.
والثالثُ: أن يكونَ حالاً من ذلك المصدر المقدَّر معرفةً ، وهذا مذهبُ سيبويه وقد تقدَّم غيرَ مرةٍ ، أو على تضمينِ "تَطَوَّعَ" ، فعلاً يتعدَّى ، أي: مَنْ فَعَلَ خيراً متطوِّعاً به .
وقد تلخَّص مِمَّا تقدَّم أنَّ في قولِه: {فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} وجهين ، أحدُهما: الجزمُ على القولِ بكونِ "مَنْ" شرطيةً والثاني: الرفعُ على القولِ بكونِها موصولةً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 158
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 90
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 45
» الدر النظيم ... سورة البقرة الآية : 60
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 75
» الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 89

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: