عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: الدر النظيم ... سورة البقرة ، الآية : 64 السبت مارس 03, 2012 2:06 pm | |
| ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) أصل التولي الإعراض المحسوس ثم استعمل في الإعراض المعنوي كعدم القبول ، ويفهم من الآية أنهم امتثلوا الأمر ثم تركوه . والفضل التوفيق للتوبة والرحمة قبولها . والخسران ذهاب رأس المال أو نقصه ، والمراد لكنتم مغبونين هالكين بالانهماك في المعاصي ، أو بالخبط في مهاوي الضلال . قوله تعالى: { فَلَوْلاَ فَضْلُ الله } : " لولا " هذه حرفُ امتناعٍ لوجودٍ ، والظاهرُ أنها بسيطةٌ ، أو هي مركبةٌ من"لَوْ" و" لا " ، و "لو" قبل التركيبِ يمتنعُ بها الشيءُ لامتناع غيره ، و" لا " للنفي ، والامتناعُ نفيٌ في المعنى ، وقد دَخَلَ النفيُ بـ " لا " على أحد امتناعي " لو " ، والنفيُ إذا دخل على النفي صار إيجاباً ، فمِنْ هنا صار معنى"لولا" هذه يمتنع بها الشيءُ لوجودِ غيره ، و" لولا " هذه تختصُّ بالمبتدأ ، ولا يجوزُ أَنْ يلَيها الأفعالُ ، فإنْ وَرَدَ ما ظاهرُه ذلك أُوِّلَ كقولِه : ولولا يَحْسِبون الحِلْم عَجْزاً ............... لَمَا عَدِم المُسيئون احتمالي وتأويلُه أن الأصلَ: ولولا أن يَحْسِبِوا ، فلمَّا حُذِفَتْ ارتفع الفعلُ كقوله : ألا أيُّهذا الزاجري أحضرُ الوغى ... . . . . . . . . . . . . . . أي : أَنْ أَحضرَ ، والمرفوعُ بعدها مبتدأٌ ، وخبرُه واجبُ الحذف للدلالةِ عليه وسَدِّ شيءٍ مَسَدَّه ، والتقديرُ : ولولا فضلُ اللهِ كائنٌ أو حاصل ، ولا يجوز أن يُثْبَتَ إلا في ضرورة شعر ، ولذلك لُحِّن المعري في قوله : يُذيبُ الرُّعْبُ منه كلَّ عَضْبٍ ............. فلولا الغِمْدُ يُمْسِكُه لَسالا حيث أَثْبتَ خبرَها بعدها . {لَكُنْتُم مِّنَ الخاسرين} اللامُ جوابُ لولا . واعلم أنَّ جوابَها إن كان مُثْبَتَاً فالكثيرُ دخولُ اللامِ كهذه الآيةِ ونظائِرها ، ويَقِلُّ حَذْفُها ، وإنْ كان منفيَّاً فلا يَخْلُو : إمَّا أَنْ يكونَ حرفُ النفي " ما " أو غيرَها ، إن كان غيرَها فتركُ اللام واجبٌ نحو : لولا زيدٌ لم أقم ، أو لن أقوم ، لئلاَّ يتوالى لامان ، وإن كان بـ " ما " فالكثيرُ الحَذْفُ ، ويَقِلُّ الإِتيانُ بها ، وهكذا حكمُ جوابِ "لو" الامتناعية ، ولا محلَّ لجوابِها من الإِعرابِ . و{ مِّنَ الخاسرين } في محلِّ نصبٍ خبراً لـ " كان " ، ومِنْ للتبعيض .
| |
|