عبد القادر الأسود
¤° صاحب الإمتياز °¤
عدد المساهمات : 3986 تاريخ التسجيل : 08/09/2011 العمر : 76 المزاج : رايق الجنس :
| موضوع: الأزمة السورية وعملية الفرز الطائفي والمذهبي الثلاثاء فبراير 07, 2012 10:30 am | |
| الأزمة السورية وعملية الفرز الطائفي والمذهبي
ورّطتهم أمريكا ... هكذا قالها أخ في العروبة مسيحي لبناني ونحن نسمع أصوات القصف المدفعي والصاروخي على مضايا والزبداني ، ويعني أنّ أمريكا هي التي دفعت الشعب الثوري للثورة على حكومتهم لتذبحهم ، ورّطتهم أمريكا ، وكأن أمريكا هي التي أمرت وجهاءَ درعا بأن يثوروا لكرامتهم المهدورة ، وكأنها هي التي أصدرت الأوامر للشرفاء في الجيش العربي السوري بأن يرفضوا قتل أهلهم ، لا لذنب غير أنهم أبوا أن يذلهم ظالم فاجر ، وكأن الشعب السوري ، يحتاج إلى من يعلمه النخوة والشهامة والإباء. ومع اعترافي بأن أمريكا عدوٌّ لدودٌ ، يريد الشرَّ لهذه الأمّة ويتربص بها الدوائر ، ولكن من الذي بدأ القتل ، ومارس الإذلال والغطرسة والتجبّر على أبناء وطنه وشعبه ، فشرّع أبواب البلاد على مصراعيها لكل من هبَّ ودبّ ؟ وكان عليه أن يحرص على كرامة شعبه ودم أبنائه وأموال مواطنيه ، فهو القائد المؤهل لأن (( يحكم العالم وليس الأمة العربية وحسب ، في نظر عضو مجلس الشعب السوري العظيم )) ؟ ومن الذي ورّط الجيش العربي السوريّ ، فأنزله إلى الشارع ليقصف إخوته وأبناءه بالمدفعيّة الثقيلة والصواريخ ، ويدوسهم بالدبّابات ، الأمرُ الذي ما كان للشرفاء في هذا الجيش من خيار سوى التمرُّدِ عليه ، فأدخل البلادَ في نفقٍ لا ضوءَ فيه ولا مخرج منه ؟ أهي أمريكا أيضاً ؟ . إذا كان الأمر كذلك فإنّ مَن ورّطتْه أمريكا هو القائد الذي فعل ذلك كلَّ هذه الأفاعيل وليس الشعب الثائر لكرامته . واللافت في هذه الأزمة أنها أنتجت فرزاً طائفيّاً ومذهبيّاً وإثنيّاً شنيعاً ، كانت إسرائيل وأمريكا والغرب وكلُّ أعداء هذه الأمّة يتمنونه ويسعون إليه منذ زمن بعيد ، إذ رأينا الشيعة يلتفّون حول نظامٍ هو أبعدُ من السنّة عنهم ، لا لشيءٍ إلاّ تحالفَ الأقليّة ضدّ الأكثريّة ، وكذلك المسيحيّون ، والدروز وحتى الأكراد السنّة ، فإنّ قسماً كبيراً منهم يقف موقف المتفرّج أو يمنع الدعم التركي للشعب السوري بالتهديد بالثورة عليها إن هي تدخّلت في سورية ، فقد وضعوا تعصُّبهم القوميّ فوق عقيدتهم الدينية . وكل هؤلاء عانى من فساد هذا النظام وظلمه وبطشه ، ولم يلاق في يوم من الأيام من الأكثريّة السنيّة سوى الاحتضان والمحبّة والتسامح ، ولو أنّ هذه الأكثريّة كانت متعصِّبة لسنيَّتِها ما وصلت أقليّة إلى حكم سوريّة والتحكّم في مُقدّرات الناس ومارست كل أنواع التمييز الطائفي بالهيمنة على الجيش والقوى الأمنية بالدرجة الأولى وعلى باقي مراكز القرار بدرجات متفاوته . وأقول إنّ هذا السلوك وتلك المواقف هي في منتهى الخطورة ، على أصحابها أولاً ، لأنها سوف تدفع الأكثريّة إلى اتخاذ ردّ فعل معاكس ، يهدّد هذه الأقليّات في وجودها ومصالحها ، فقد اتخذت مواقف تعصبيّة غير مبرّرة . صحيحٌ أنّ الكلفةَ ستكون باهظةً على الجميع ، لكن من المستحيل أن تمحو أقليّةٌ أكثريّة ، بل العكس هو ممكن الحدوث . لذلك فأنا أتوجّه إلى كلِّ هذه الأقليات بنداءٍ أخويٍّ ، لتقف مع الحق ، حيثما كان هذا الحقُّ ، وإلاّ فهي لا تُغامر بمصالحها وحسب وإنما تغامر بوجودها أيضاً .
| |
|