الموسوعة القرآني
فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ
تفسير ـ أسباب نزول ـ أحكام ـ إعراب ـ تحليل لغة ـ قراءات
اختيار وتأليف:
الشاعر عبد القادر الأسود
الجزءُ الثامنَ عَشَرَ ـ المُجَلَّدُ الخامسُ وَالثلاثونَ
سُورَةُ المؤمنونَ، الآية: 61
أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61)
قولُهُ ـ تَعَالى شأْنُهُ: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} أُولَئِكَ: أَيْ: فَريقُ المُؤْمِنينَ بِرَبِّهم الَّذينَ سَبَقَ الحَديثُ عَنْهُمْ، وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ صِفاتِهم في الآياتِ الثلاثِ الأَخِيرَةِ "يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ" أَيْ: يُبَادِرُونَ إِلَى القيامِ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحاتِ. وَقُرِئ: "يُسْرِعُونَ" فِي الْخَيْرَاتِ، والمعنى: يَكُونُوا سِرَاعًا إِلَيْهَا.
وقد أَشارَ إليْهِمْ بـ "أُولئكَ" المُسْتَعْمَلِ في الإشارةِ للبَعيدِ إِشْعارًا بشَرفهِمْ وبُعْدِ رُتْبَتِهِمْ وعُلُوِّ منزلتهم عندَ ربِّهم. واسْتعمِلَ حرفُ الجَرِّ "فِي" الذي يُفيدُ الظَّرفيَّةَ للتَّنبيهِ إِلَى أَنَّهُمْ كَانُوا موجودينَ في حيِّزِ الخَيْرَاتِ مَظْروفينَ فيها، وَيُحَاوِلُونَ الارْتِقَاءَ في هَذا المَقامِ بالازْدِيادِ مِنَ الخَيْرَاتِ للوُصُولِ إِلَى رُتْبَةٍ أَعْلَى.
قَالَ أَبو إسْحاقِ الزَّجَّاجُ ـ رَحمهُ اللهُ: يُقَالُ: "أَسْرَعْتُ" و "سارَعْتُ" فِي مَعْنًى وَاحِدٍ، إِلَّا أَنَّ "سَارَعْتُ" أَبْلَغُ مِنْ "أَسْرَعْتُ". وقَالَ الإِمَامُ الشَّعْرَاوِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ: وَفَرْقٌ بَيْنَ "أَسْرَعَ" و "سَارَعَ"، أَسْرَعَ يُسْرعُ يَعْنِي: بِذَاتِهِ، إِنَّما سَارَعَ يُسَارِعُ أَيْ: يَرَى غَيْرَهُ يُسْرِعُ، فَيُحَاوِلُ أَنْ يَتَفَوَّقَ عَلَيْهِ، فَفِيهِ مُبَالَغَةٌ وَحَافِزٌ عَلَى المُنَافَسَةِ. وَقَالَ الإمامُ القُرْطُبِيُّ ـ رَحمهُ اللهُ: وَيُسَارِعُونَ عَلَى مَعْنَى يُسَابِقُونَ مَنْ سَابَقَهُمْ إِلَيْهَا.
قولُهُ: {وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} أَيْ: وهُم إِلَيْهَا سابقونَ، كلٌّ مِنْهُمْ يُحاولُ أَنْ يَكونَ في مُقدِّمةِ الذينَ يتسابقونَ في تَأْدِيَتِهَا، وكُلٌّ مِنْهُم يُريدُ أَنْ يَكونَ لهُ الحَظُّ الأَكْبَرُ مِنْها.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما: المعنى: سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللهِ السَّعَادَةُ. أَخْرَجَهُ عنْهُ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ. وَقِيلَ: سَبَقُوا الأُمَمَ إْلَى الخَيْرَاتِ.
وَأَحْسَنُ مَا قِيلَ فِيهِ: أَنَّهُمْ يَسْبِقُونَ غيرَهُمْ إِلَى أَوْقَاتِهَا. وَفيهِ دَليلٌ عَلى أَنَّ الصَّلَاةَ فِي أَوَّلِ الْوَقْتِ أَفْضَلُ، كَمَا قَالَ ـ صلَّى اللهُ عليْهِ وَسَلَّمَ، حينَ سُئلَ: أَيُّ الأعمالِ إلى اللهِ؟ قالَ: الْصَّلاةُ على وقتِها .. الحديث. فقد جاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وغيرِهما عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أنَّهُ قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا)). قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟. قَالَ: ((بِرُّ الْوَالِدَيْنِ)). قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟. قَالَ: ((الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ)). وَلَوْ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي. أَخْرَجَهُ الأَئمَّةُ: أَحْمَدُ: (1/409، برقم: 3890) و (1/439، برقم: 4186) و (1/451، برقم: 4313). وَالدَّارِمِيُّ برقم: (1225). والبُخَارِيُّ: (1/140، برقم: 527)، و (8/2، برقم: 5970)، و (4/17، برقم: 2782)، و (9/191، برقم :7534)، وأَخرجَهُ في الأَدَبِ المُفْرَدِ أَيْضًا. وأَخْرجَهُ مُسْلِمٌ في صحيحِهِ: (1/62، برقم: 165) و (1/63، برقم: 166 و 167 و 168). وَالتِّرْمِذِيُّ برقم: (173 و 1898). وَالنَّسَائِيُّ برقم: (292)، وفي "الكُبْرَى" برقم: (1593). وَابْنُ خُزَيْمَةَ: (327).
فَكُلُّ مَنْ تَقَدَّمَ فِي شَيْءٍ فَهُوَ سَابِقٌ إِلَيْهِ، وَكُلُّ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهُ فَقَدْ سُبِقَ إِليْهِ وَفَاتَهُ، وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ فَاللَّامُ فِي "لَها" بِمَعْنَى "إِلَى"، وهوَ كَمَا قَالَ ـ تعالى، مِنْ سورةِ الزَّلْزلةِ: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها} الآيةَ: 5، أَيْ: أَوْحَى إِلَيْهَا. وأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ عَلى ذَلِكَ بَيْتَ الأَعْشَى التَّمِيمِيِّ:
تَجَانَفُ عَنْ جَوِّ الْيَمَامَةِ نَاقَتِي .......... وَمَا قَصَدَتْ مِنْ أَهْلِهَا لِسِوائكا
أَيْ: لِسِوَاكا. فَالسَّبْقُ تَمْثِيلٌ لِلتَّنَافُسِ وَالتَّفَاوُتِ فِي الْإِكْثَارِ مِنَ الْخَيْرَاتِ بِحَالِ السَّابِقِ إِلَى الْغَايَةِ، أَوِ الْمَعْنَى وَهُمْ مُحْرِزُونَ لِمَا حَرَصُوا
عَلَيْهِمْ، فَالسَّبْقُ مُجَازٌ لِإِحْرَازِ الْمَطْلُوبِ لِأَنَّ الْإِحْرَازَ مِنْ لَوَازِمِ السَّبْقِ.
قولُهُ تَعَالَى: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} أُولَئِكَ: اسْمُ إشارةٍ مَبْنيٌّ على الكسْرِ في محلِّ الرَّفعِ بالابْتِداءِ، والكافُ للخطابِ. و "يُسَارِعُونَ" فِعْلٌ مُضارعٌ مَرْفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الَّناصِبِ والجازِمِ، وَعَلامَةُ رَفعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ في آخِرِهِ لأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وَوَاوُ الجَ+مَاعَةِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ. و "فِي" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بـ "يُسَارِعُونَ"، وَ "الْخَيْرَاتِ" مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ، وَالجُمْلَةُ الفعلِيَّةُ هذِهِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ خَبْرُ المُبْتَدَأِ، وَالجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ مِنَ المُبْتَدَأِ والخَبَرِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ خَبَرُ {إِنَّ}؛ أَيْ: خَبَرٌ عَنْ {إِنَّ الَّذينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهم} وَمَا عُطِفَ عَلَى اسْمُ {إِنَّ} أَرْبَعُ مَوْصُولاتٍ، وَخَبَرُهَا جُمْلَةُ أُولَئِكَ هَذِهِ.
قولُهُ: {وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} الوَاوُ: للعطْفِ، و "هُمْ" ضميرٌ مُنْفصِلٌ مبنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالابْتِداءِ. و "لَهَا" اللامُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بْالخبرِ، وَقِيلَ هوَ بِمَعْنَى "إِلَى". إذْ يُقالُ: سَبَقْتُ للشَّيْءِ وَإِلَيْهِ بِمَعْنىً. وَ "هَا" ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بحرفِ الجَرِّ وَفِي هَذَا الضَّميرِ وُجوهٌ، أَظْهَرُهَا: أَنَّهُ يَعُودُ عَلَى "الخَيْرَاتِ" لِتَقَدُّمِهَا فِي اللَّفْظِ. وَقِيلَ: يَعُودُ عَلَى الجَنَّةِ. وَقِيلَ: عَلى الأُمَمِ. "سَابِقُونَ"، وَقُدِّمَ عَلَيْهِ لِلِاخْتِصَاصِ وَمُراعَاةً لِلفَاصِلَةِ. وَ "سَابِقُونَ" خَبَرُ المُبْتَدَأِ مَرفوعٌ، وعلامةُ رَفعِهِ الواوُ لأنَّهُ جمعُ المُذَكَّرِ السَّالمُ، والنُّونُ عِوَضٌ مِنَ التنوينِ في الاسْمِ المُفْرَدِ، وَ "سَابِقونَ" اسْمُ فاعِلٍ مَحْذوفٌ مَفْعُولُهُ، والتَّقْديرُ: سابِقُونَ النَّاسَ إِلَيْهَا. الثاني: وقيلَ: إِنَّ الخَبَرَ هوَ الجَارُّ، كما قَوْلِه:
وَقَصِيدَةٍ رائقةٍ صَوَّغْتُها .................. أَنْتَ لَهَا أَحْمَدُ مِنْ بَيْنِ البَشَرْ
وَقَدْ رَجَّحَّهُ الطَّبَرِيُّ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضِيَ اللهُ عنهما.
وَقِيلَ: اللَّامُ للتَّعْلِيلِ، أَيْ: سَابِقُونَ النَّاسَ لِأَجْلِهَا. وهَذِهِ الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جملةِ "يُسارِعُونَ" الَّتي قبلَها عَطْفَ تَأْكِيدٍ لَّهَا. وَلِأَنَّها تُفيدُ مَعْنًى آخَرَ، وَهُوَ الثُّبُوتُ وَالاسْتِقْرَارُ، بَعْدَمَا دَلَّتِ الأُولَى عَلَى التَّجَدُّدِ والاسْتِمْرَارِ.
وَقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ في تفسيرِهِ (الكَشَّاف): أَيْ: فَاعِلُونَ السَّبْقِ لِأَجْلِهَا، أَوْ سَابِقُونَ النَّاسَ لِأَجْلِهَا. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو حَيَّانَ الأنْدَلُسيُّ في تفسيرِهِ (البَحْرِ المُحيطُ): وَهَذَانِ القَوْلَانِ عِنْدِي وَاحِدٌ. قالَ السَّمِينُ الحلَبيُّ في تَفْسيرِهِ: (الدَّرُ المَصُونُ): لَيْسَا بِوَاحِدٍ، إِذْ مُرَادُهُ بِالتَّقْديرِ الأَوَّلِ أَنْ لَّا يُقَدَّرَ للسَّبْقِ مَفْعُولٌ البَتَّةَ، وَإِنَّما الغَرَضُ الإِعْلَامُ بِوُقوعِ السَّبْقِ منْهُمْ مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إِلى مَنْ سَبَقُوهُ، كَقَولِهِ: {يُحْيِي وَيُمِيتُ} الآيةَ: 258، مِنْ سورةِ البَقَرَةِ، وقولِهِ: {وَكُلُواْ واشربوا} الآيةَ: 187، مِنها. وكَ (يُعْطِي وَيَمْنَعُ)، وَغَرَضُهُ فِي الثَّاني تَقْديرُ مَفْعُولٍ حُذِفَ لِلدَّلالَةِ، وَاللَّامُ لِلْعِلَّةِ فِي كُلٍّ مِنَ التَّقْديريْنِ.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ أَيْضًا: أَوْ إِيَّاهَا سَابِقُونَ، أَيْ: يَنَالُونَهَا قَبْلَ الآخِرَةِ، حَيْثُ عُجِّلَتْ لَهُمْ فِي الدُنْيَا. قالَ السَّمينُ: يَعْنِي أَنَّ "لَهَا" هُوَ المَفْعُولُ بـ "سَابِقُون" وَتَكونُ اللَّامُ قَدْ زِيْدَتْ في المَفْعُولِ. وَقد حَسَّنَ زيادتَها شَيْئَانِ، كُلٌّ مِنْهُما لَوِ انْفَرَدَ لَاقْتَضَى الجَوَازَ: كَوْنُ العَامِلِ فَرْعًا، وَكَوْنُهُ مُقَدَّمًا عَلَيْهِ مَعْمُولُهُ. قَالَ أبو حيَّانَ: وَلَا يَدُلُّ لَفْظُ "لَهَا سابِقُونَ" عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ لِأَنَّ سَبْقَ الشَّيْءِ الشَّيْءَ يَدُلُّ عَلَى تَقَدُّمِ السَّابقِ عَلَى الْمَسْبُوقِ، فَكَيْفَ يَقُولُ: وَهُمْ يَسْبِقُونَ الخَيْرَاتِ؟. وَهَذَا لَا يَصِحُّ. قَالَ السَّمينُ: وَلَا أَدْري: عَدَمُ الصِّحَةِ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ؟ وكأَنَّهُ تَخَيَّلَ أَنَّ السَّابِقَ يَتَقَدَّمُ عَلَى المَسْبُوقِ، فَكَيْفَ يَتَلَاقِيانِ؟ لَكِنَّهُ كانَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُولَ: فَكَيْفَ يَقُولُ: وَهُمْ يَنَالُونَ الخَيْرَاتِ، وَهُمْ لَا يُجامِعُونَهَا لِتَقَدُّمِهِمْ عَلَيْهَا؟ إِلَّا أَنْ يَكونَ قَدْ سَبَقَهُ القَلَمُ فَكَتَبَ بَدَلَ "وَهُمْ يَنَالُونَ": "وَهُمْ يَسْبِقونَ"، وَعَلَى كُلِّ تَقْديرٍ فَأَيْنَ عَدَمُ الصِّحَّةِ؟.
وقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ أَيْضًا: وَيَجُوزُ أَنْ يَكونَ "وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ" خَبَرًا بَعْدَ خَبَرٍ، وَمَعْنَى "وَهُمْ لَهَا" كَمَعْنَى قَوْلِهِ:
وقصيدةٍ رَائِقَةٍ صَوَّغْتُها ................ أَنْتَ لَهَا ـ أَحْمَدُ، مِنْ بَيْنِ البَشَرْ
رائقةٌ: خَالِيَةٌ مِنَ الحَشْوِ وَالتَّعْقيدِ. وَصَوَّغْتُهُا ـ بِالتَّشْديدِ، لِلمُبَالَغَةِ. وأَنْتَ لهَا: أَي أَهْلٌ وَكُفْؤٌ لَهَا. و "أَحْمَدُ" مُنَادَى. يَعْنِي أَنَّ هَذَا الوَصْفَ الَّذي وَصَفَ بِهِ الصَّالِحِينَ غَيْرُ خَارِجٍ مِنْ حَدِّ الوُسْعِ وَالطَّاقَةِ.
وَإِذًا فَقَدْ تَحَصَّلَ فِي اللَّامِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ:
ـ أَحَدُهُا: أَنَّهَا بِمَعْنَى "إِلَى".
الثاني: أَنَّها لِلتَّعْليلِ عَلى بَابِهَا.
ـ الثالثُ: أَنَّها مَزيدَةٌ.
قرأَ العامَّةُ: {أَنَّهم} بفتْحِ الهمزةِ، وَقَرَأَ الأَعْمَشُ: "إِنَّهُمْ" بِالْكَسْرِ عَلَى الاسْتِئْنَافِ، فَالْوَقْفُ عَلَى "وَجِلَةٌ" تَامٌّ، أَوْ كَافٍ.
قرأَ العامَّةُ: {يُسارعونَ} مِنَ "سَارَعَ"، وَقَرَأَ الحُرُّ "يُسْرِعُون" مِنْ أَسْرَعَ. قَالَ الزَّجَّاجُ: "يُسارِعُونَ" أَبْلَغُ، يَعْنِي مِنْ حَيْثُ إِنَّ الْمُفَاعَلَةَ تَدُلُّ عَلى قُوَّةِ الفِعْلِ لِأَجْلِ المُغَالَبَةِ.