الموسوعة القرآنية
فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ
تفسير ـ أسباب نزول ـ أحكام ـ إعراب ـ تحليل لغة ـ قراءات
اختيار وتأليف:
الشاعر عبد القادر الأسود
الجزءُ الثامنَ عَشَرَ ـ المُجَلَّدُ الخامسُ وَالثلاثونَ
سُورَةُ المؤمنونَ، الآية:
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41)
قولُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ} الْفَاءُ: تَقْتَضِي تَعْجِيلَ إِجَابَةِ دَعْوَةِ رَسُولِهِمْ، لأَنَّهَا حَرْفُ عَطْفٍ وَتَعْقِيبٍ. أَيْ: فَدَمَّرَهُمْ اللهُ وأَهلكْهُم عَلَى عَجَلٍ لَمَّا الْتَجَأَ إلَيهِ نَبِيُّهُم طَالبًا مِنْهُ أَنْ يَنْصُرَهُ وَدَعَا عَلَيْهِمْ بالهَلَاكِ لأنَّهُمْ كَذَّبوا بِرِسَالَةِ ربِّهِم إِلَيْهِم. فَالْأَخْذُ هُنَا مُسْتَعَارٌ لِلتَّدْميرِ والْإِهْلَاكِ.
وَالصَّيْحَةُ: صَوْتٌ شديدٌ صَاعِقٌ طاغٍ، وَهَذَا يُقَوِي رأْيَ مَنْ قالَ بأَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَرْنُ هُمْ ثَمُودُ كما تَقَدَّمَ بيانُهُ في تَفْسيرِ الآيةِ: 31، السَّابقةِ، لِقَولِهِ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ الحَاقَّةِ: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} الآيةَ: 5، وَلِقَولِهِ فِي شَأْنِ إِهْلاكِهِمْ: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ} الآيةَ: 83، مِنْ سُورَةِ الْحِجْرِ. وَإِسْنَادُ الْأَخْذِ إِلَيْها مَجَازٌ عَقْلِيٌّ لِأَنَّ الصَّيْحَةَ سَبَبُ الْأَخْذِ، وْأَداتُهُ ومُقارِنتُهُ، فَهيَ تَحْصُلُ مِنْ تَمَزُّقِ كُرَةِ الْهَوَاءِ عِنْدَ نُزُولِ الصَّاعِقَةِ عَلَى الأَرْضِ.
وَ "بالحقِّ" بِالْعَدْلِ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ، فُلَانٌ يَقْضِي بِالْحَقِّ، أَيْ بالعَدْلِ، فَهُوَ عَادِلٌ فِي قَضَائِهِ وأَحَكامِهِ. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ الضَّبِيُّ: أَيْ بِمَا لَا يُدْفَعُ، فهوَ كَقَوْلِهِ مِنْ سُورَةِ (ق): {وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} الآيةَ: 19. فَالْحَقُّ هُنَا هُوَ ما لَا يُدْفعُ، وَلَا يُصْرَفُ، وَلَا يُؤَخَّرُ. وَالْبَاءُ فِيهِ لِلْمُلَابَسَةِ، أَيْ: أَخَذَتْهُمْ أَخْذًا مُلَابِسًا لِلْحَقِّ لَا اعْتِدَاءَ ولا تَجَاوُزَ فِيهِ عَلَيْهِمْ لِأَنَّهُمُ اسْتَحَقُّوهُ بِظُلْمِهِمْ.
قولُهُ: {فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً} تَشْبِيهٌ بَلِيغٌ لِلْهَيْئَةِ فَهُوَ تَشْبِيهُ حَالَةٍ بِحَالَةٍ، أَيْ جَعَلْنَاهُمْ كَالْغُثَاءِ فِي الْبِلَى وَالتَّكَدُّسِ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ فَهَلَكُوا هَلْكَةً وَاحِدَةً فكانُوا شَيْئًا مَهِينًا لَا قِيمَةَ لَهُ، وَلَا نَفْعَ فِيهِ.
وَالْغُثَاءُ: هُوَ حَمِيلِ السَّيْلِ مِمَّا بَلِيَ وَاسْوَدَّ مِنَ الْعِيدَانِ وَأَوَرَاقِ الأَشْجَارِ، وأَبْعَارِ الإِبِلِ وَالأَغْنَامِ، وَأَرْواثِ والخَيْلِ وَالحَمِيرِ وَالبِغَالِ وَالأَبْقَارِ وَغَيْرِها مِنَ المَوَاشيَ وَالحَيَوانَاتِ.
وَكذلِكَ فَقَدْ جَاءَ ذِكْرُ الغُثَاءِ في قَوْلُهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، مِنْ سُورَةِ الأَعْلَى: {فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} الآيَةَ: 5. أَيْ يابسًا.
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ ـ سُبْحانَهُ وَتَعَالَى: "فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً"، قَالَ: جُعِلُوا كَالشَّيْءِ الْمَيِّتِ الْبَالِي مِنَ الشَّجَرِ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً"، قَالَ: كَالرَّميمِ الهَامِدِ الَّذِي يَحْتَمِلُ السَّيْلُ، ثَمُودُ احْتُمِلُوا كَذَلِكَ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً"، قَالَ: هُوَ الشَّيْء الْبَالِي.
وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ مَا يُلْقِيهِ السَّيْلُ أَوِ القِدْرُ مِمَّا لا يُنْتَفَعُ بِهِ، وَبِهِ يُضْرَبُ المَثَلُ في ذَلِكَ.
وَأَصْلُ لامِهِ وَاوٌ، لِأَنَّهُ مِنْ غَثَا الوَادِي يَغْثُو غَثْوًا، وَيُقَالُ كَذَلِكَ: غَثَتِ القِدْرُ غَثْوًا. وَأَمَّا قولُكَ: غَثِيَتْ نَفْسُ فُلَانٍ ـ إِذا خَبُثَتْ، فَهُوَ قَريبٌ مِنْ مَعْنَاهُ، وَلَكِنَّهُ مِنْ مَادَّةِ اليَاءِ، فنقولُ: غَثِيَتْ تَغْثِي غَثَيانًا.
وقدْ تُشَدَّدُ الثَّاءُ فيُقالُ: "الغُثَّاء"، وَقدْ تُخَفَّفُ، وأَمَّا جَمْعُهُ فَشَاذٌّ فهُوَ يُجمعُ عَلَى "أَغْثَاء"، وكانَ القِياسُ أَنْ يُجْمَعَ عَلَى "أَغْثِيَةٍ" ك "أَغْرِبَةٍ"، أَوْ عَلَى "غِثْيَانَ" كَ "غِرْبان" و "غِلْمان". وَأَنْشَدوا عَلَى ذَلكَ قولَ الشَّاعِرِ امْرِئ القَيْسِ إِذْ قالَ:
كَأَنَّ ذُرَى رَأسِ المُجَيْمِرِ غُدْوَةً .......... مِنَ السَّيْلِ والغُثَّاءِ فَلْكَةُ مُغْزَلِ
بِتَشْديدِ الثَّاءِ وَتَخْفِيفِهَا وَالجَمْعِ، أَيْ: وَالأَغْثاءِ.
قولُهُ: {فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} دُعَاءُ شَتْمٍ وَتَحْقِيرٍ لهُمْ بِأَنْ يُبْعَدُوا تَحْقِيرًا لِشَأْنِهِمْ وَكَرَاهِيَةً لَهُمْ، وَهُوَ مُفَرَّعٌ عَلَى حِكَايَةِ تَكْذِيبِهِمْ للدُّعَاءِ عَلَيْهِمْ وَعَلَى أَمْثَالِهِمْ، وَلَيْسَ مُسْتَعْمَلًا فِي حَقِيقَةِ الدُّعَاءِ، لِأَنَّ هَؤُلَاءِ المَلَأَ قَدْ بُعِّدُوا بِالْإِهَلَاكِ.
و "بُعْدًا" أَيْ: بَعُدُوا بُعْدًا، وَالْمَعْنَى: هَلَكُوا هُلْكًا، فإنَّهُ يُقَالُ: بَعُدَ بُعْدًا، وَبَعَدًا ـ بِفَتْحِ الْعَيْنِ، فهوَ نَحْوَ: رَشَدَ رُشْدًا، وَرَشَدًا ـ بِفَتْحِ الشِّينِ، وهو مَصْدَرٌ مَوْضُوعٌ مَوْضِعَ فِعْلِهِ، كما يَقُولُونَ: تَبًّا لِفُلانٍ، و "سُحْقًا لَهُ"، وَ "دُمْرًا"، وَنَحْوَهَا، وَهِيَ مِنْ الْمَصَادِرِ الَّتِي قَالَ سِيبَوَيْهَ بِأَنَّها نُصِبَتْ بِأَفْعَالٍ لَا يُسْتَعْمَلُ إِظْهَارُهَا. وَعَكْسُ هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُهم لَا تَبْعَدْ (بِفَتْحِ الْعَيْنِ)، أَيْ لَا تُفْقَدْ. كما قَالَ مَالِكُ بْنُ الرَّيْبِ:
يَقُولُونَ لَا تَبْعَدُ وَهُمْ يَدْفِنُونِي ............. وَأَيْنَ مَكَانُ الْبُعْدِ إِلَّا مَكَانِيَا
وَيَجُوزُ أَنْ يَكونَ "بُعْدًا" بِمَنْزِلَةِ اللَّعْنِ الَّذِي هُوَ التَّبْعِيدُ مِنَ الْخَيْرِ، وقدْ ذَكَرَ اللهُ ـ تَعَالَى، ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ إِهَانَتِهم والِاسْتِخْفَافِ بِهِمْ، لِيَكُونَوا عِبْرَةً لِمَنْ يَجِيءُ بَعْدَهُمْ.
وقد انْتَصَبَ "فَبُعْدًا" عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ الْمُطْلَقَةِ بَدَلًا مِنْ فِعْلِهِ مِثْلَ: تَبًّا وَسُحْقًا، أَيْ أَتَبَّهُ اللهُ وَأَسْحَقَهُ.
وَالتَّعْرِيفُ فِي "الظَّالِمِينَ" هُوَ لِلِاسْتِغْرَاقِ، فَقد شَمَلَهُمْ جَمِيعًا، وَلِذَلِكَ فإِنَّ هَذِهِ الْجُمْلَةَ هِيَ تَّذْيِيلِ لِلْآيَةِ. وَالْمُرَادُ بِـ "الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" هُمُ الْكَافِرُونَ والمُشْركونَ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ ـ لُقْمَانَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} الآيةَ: 13.
وَقد اخْتِيرَ هَذَا الْوَصْفُ هُنَا لِأَنَّ هَؤُلَاءِ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْإِشْرَاكِ والكُفرِ بربِّهِمْ، وَظَلَمُوا نبيَّهُمْ "هُودًا" عليْهِ السَّلامُ، بقولِهم: إِنَّهُ تَعَمُّدُ الْكَذِبِ عَلَى اللهِ، وَذَلِكَ حينَ قَالُوا: {إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِبًا} الْآيةَ: 38، السَّابقةَ.
وَنُزولُ مِثْلِ هَذا الْعَذَابِ بِهِمْ فِي الدُّنْيا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الَّذِي سَيَنْزِلُ بِهِمْ فِي الْآخِرَةِ أَعْظَمُ.
قوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ} الفاءُ: للعَطْفِ وَالتَّعْقِيبِ. و "أَخَذَتْهُمْ" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتْحِ، والتاءُ السَّاكنةُ لتأنيثِ الفاعلِ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ على المَفْعُولِيَّةِ، والميمُ علامةُ جمعِ المُذكَّرِ. و "الصَّيْحَةُ" فَاعِلُهُ مَرفوعٌ بِهِ. و "بِالْحَقِّ" الباءُ: حرفُ جَرٍّ متعلِّقٌ بِحالٍ مِنَ الصَّيْحَةِ، و "الْحَقِّ" مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ. وَالْجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ "قَالَ" مِنَ الآيةِ التي قبلَها على كونِها مُسْتَأْنَفةً لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قوْلُهُ: {فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً} الفَاءُ: للعَطْفِ والتعقيبِ. و "جَعَلْنَاهُمْ" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رَفْعٍ متحَرِّكٍ هو "نا" المُعَظِّمِ نفسَهَ ـ سُبْحانَهُ، و "نا" التعظيمِ هَذِهِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى المَفْعُولِيَّةِ، والميمُ: للجَمعِ المُذَكَّرِ. وَ "غُثَاءً" مَفعُولُهُ الثَّاني مَنْصُوبٌ بِهِ، وَقَدْ تعدَّى هذا الفعلُ إِلَى مفعوليْنِ اثنينِ لِأَنَّ "جَعَلَ" هنا جاءَ بِمَعْنَى "صَيَّرَ"، وَالْجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ قولِهِ قبلَ ذَلِكَ: "فَأَخَذَتْهُمُ"، عَلَى كَوْنِهَا جُمْلَةً مَعْطوفةً عَلى جُمْلَةٍ مُسْتَأْنَفةٍ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرابِ.
قولُهُ: {فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} الفاءُ: للعَطْفِ. و "بُعْدًا" مفعول بِهِ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مَحْذوفٍ وُجُوبًا لِنِيَابَتِهِ عَنْهُ، والتَّقْديرُ: أَلْزَمْنَا، أَوْ أَوْجَبْنَا بُعْدًا، فهوَ مَصْدَرٌ بَدَلٌ مِنَ اللَّفْظِ بِفِعْلِهِ، وَنَاصِبُهُ وَاجِبُ الإِضْمَارِ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى الدُّعاءِ عَلَيْهِمِ. و "لِلْقَوْمِ" اللامُ: حَرْفُ جَرٍّ مُتَعلِّقٌ بِمَحْذوفٍ لِلبَيَانِ كَمَا هِيَ فِي قَوْلِهِمْ: سَقْيًا لَهُ، وَجَدْعًا لَهُ. وَقَالَ الحُوفِيُّ هِيَ متَعَلِّقةٌ بصِفةٍ لـ "بُعدًا"، وهَذَا مَرْدُودٌ؛ لِأَنَّهُ لَا يُحْفَظُ حَذْفُ هَذِهِ اللَّامِ وَوُصُولُ المَصْدَرِ إِلَى مَجْرُورِهَا البَتَّةَ، وَلِذَلِكَ مَنَعُوا الاشْتِغَالَ في قولِهِ ـ تَعَالَى، مِنْ سورةِ سيِّدِنا محمدٍ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: {والَّذينَ كَفَرُواْ فَتَعْسًا لَّهُمْ} الآيةَ: 8، لِأَنَّ اللَّامَ لَا تَتَعَلَّقُ بِـ "تَعْسًا" بَلْ بِمَحْذُوفٍ، وَإِنْ كَانَ الزَّمَخْشَرِيُّ جَوَّزَ ذَلِكَ. وَ "القومِ" مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ. و "الظَّالِمِينَ" صِفَةٌ لـ "القومِ" مجرورةٌ مِثلُهُ وعلامةُ الجَرِّ الياءُ لأنَّهُ جَمْعُ المُذكَّرِ السَّالمُ، والنُّونُ عِوَضٌ مِنَ التنوينِ في الاسْمِ المُفرَدِ. وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هذِهِ مَعْطُوفَةٌ عَلى جُمْلَةِ "فَجَعَلْنَاهُمْ" فلا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ.