فَيْضُ العَليمِ مِنْ مَعاني الذِّكْرِ الحَكيمِ
تفسير ـ أسباب نزول ـ أحكام ـ إعراب ـ تحليل لغة ـ قراءات
اختيار وتأليف:
الشاعر عبد القادر الأسود
الجزءُ الثامنَ عَشَرَ ـ المُجَلَّدُ الخامسُ وَالثلاثونَ
سُورَةُ المؤمنونَ الآية: 24
فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً مَا سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (24)
قولُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ} هَذَا هُوَ جوابُ المَلَأِ عَلَى دَعْوَةِ سَيِّدِنا نُوحٍ لَهمْ لأَنْ يَتَرُكُوا عبادَةَ أَصْنامٍ يَعْبُدُونَها مِنْ دونِ اللهِ، صَنَعُوهَا بأَيْديهِمْ، ثمَّ اتَّخَذُوهَا آلِهَةً لَهُمْ. وَقد وَصَفَهُمْ بالكُفْرِ لِلْإِيمَاءِ إِلَى أَنَّ كُفْرَهُمْ هُوَ الَّذِي أَنْطَقَهُمْ فيما قالوهُ.
وَقَدْ خُولِفَتْ حِكَايَةِ جَوَابِ الْمَلَأِ مِنْ قَوْمِهِ هَؤُلاءِ، في هَذِهِ الآيةِ الكريمةِ الطَّرِيقَةُ الْمَأْلُوفَةُ فِي الْقُرْآنِ الكريمِ حينَ يَنْقُلُ حِكَايَاتِ الْمُحَاوَرَاتِ بَيْنَ الأنْبياءِ وَخُصُومِهِمْ مِنْ أقوامِهِم، وَهِيَ تَرْكُ الْعَطْفِ الَّتِي جَرَى عَلَيْهَا، مِثْلُ قَوْلِهِ مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} الْآيةَ 30. فَقد عَطَفَ هُنَا جَوَابَ الْمَلَأِ مِنْ قَوْمِ نوحٍ بِالْفَاءِ التَّفْريعيَّةِ لِوَجْهَيْنِ اثْنَيْنِ هُمَا:
الأَوَّلُ: أَنَّهُمْ لَمْ يُوَجِّهُوا الْكَلَامَ إِلَيْهِ مُباشَرةً، بَلْ إِنَّهُمْ تَرَكُوهُ وَأَقْبَلُوا عَلَى قَوْمِهِمْ، يُفَنِّدُونَ لَهُمْ مَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ نُوحٌ، لأَنَّ الغايةَ بالنِّسْبةِ إليهِم، عَدَمُ تَخَلَي العامَّةِ عَنْهُمْ، واتِّباعِ نُوحٍ، وبذلكَ يَخْسَرُوا نفوذَهُم وسيطرتهم، ومكاسِبَهُمْ، وهذا هو الأَهَمُّ عِنْدَهُم مِنْ مخاطَبَةِ نُوحٍ إِذْ لا أَمَلَ لهم في دَحْضِ حُجَّتِهِ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ.
وَالثَّانِي: لِبَيانِ أَنَّ المَلأَ مِنْ قومِ نوحٍ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَسْرَعُوا بِتَكْذيبِهِ وَتَزْيِيفِ دَعْوَتِهِ قَبْلَ النَّظَرِ والتمعُّنِ فِيها.
قولُهُ: {مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ} أَرادوا في مَقُولَتِهِم هَذِهِ أَنْ يُثِيرُوا في أَنْفُسِ العامَّةِ الحميَّةَ والأَنَفةَ والشَّمَمَ، بادِّعائِهِمْ أَنَّ نوحًا ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، إِنَّما يبتغي مِنْ وراءِ دَعوتِهِ هَذِهِ التي يدعوا إليْها الناسَ، أَنْ تكونَ لَهُ القيادةُ الرِّئاسةُ والزَّعامةُ والتَّسَلُّطُ عَلَيْهِمْ، ليُغروا صدورَهم ويُؤَلِّبونَهم عَلَيْهِ كَيْ لَا يَسْتَمِعُوا إِلَيْهِ، وَلِيَكونَ ذَلِكَ بِمَثَابَةِ العِلَاجِ الوِقائيِّ لَهُمْ، وَلتَحْصِينِهم مِنْ أَنْ تُؤَثِّرَ فيهمْ دَعْوَتُهُ ـ عليْهِ السَّلامُ.
قولُهُ: {وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً} يَدُلُّ قَوْلُهُمْ هَذَا: عَلَى أَنَّهُمْ مُثْبِتُونَ لِوُجُودِ اللهِ ـ تَعَالَى. ولكِنَّهمْ لمْ يتقبَّلوا مَسْأَلةَ إرسالِ اللهِ رُسُلًا مِنَ البشَرِ، كغيرِهِمْ مِنَ الكَفَرةِ في بقيَّةِ الأَمْمِ، فالمَلائكةُ ـ بِرَأْيِهِمْ، أَحَبُّ إلى اللهِ وأَقْرَبُ وأجْدَرُ بأَنَ يَحْمِلُوا رسالتَهُ. وقدْ رَدَّ اللهُ ـ تَعَالَى، عليهِمْ في غيرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتابِهِ الكَريمِ، كقولِهِ مِنْ سُورةِ الأَنْعَامِ: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} الآيَةَ: 9.
وإِلَّا فكيفَ سَيَرَوْنَ المَلاكَ وأَبْصارُهم غيرُ مُؤهَّلةِ لرؤْيتَهُ، وكيفَ سَيَسْمَعُونَهُ وهوَ لا يَتَكلَّمُ مثلَ ما يَتَكَلَّمُونَ، ثُمَّ إِنَّ الرَّسُولَ قُدْوةٌ لِقَوْمِهِ في كُلِّ ناحيَةٍ مِنْ نَوَاحِي الحَيَاةِ، مِنْ مَأْكَلٍ وَمَشْرَبٍ وَمُعامَلاتٍ وعِبَادَاتٍ، وغيرِ ذَلِكَ، كما جاءَ في دُعاءِ إِبراهيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، لِذُرِّيَّتِهِ: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الآيةَ129، مِنْ سورةِ البَقَرَةِ، وَكَمَا قَالَ ـ تَعَالَى، مِنْ سُورةِ آلِ عُمْرَانَ: {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} الآيةَ: 164. وكما قَالَ مِنْ سُورَةِ الأحزاب: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا} الآيةَ: 21، وكما قالَ مِنْ سُورةِ المُمْتَحِنَةِ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} الآيةَ: 6. فإنَّ التعليمَ بالتَّدْريبِ العمليِّ، أَثْبتُ في ذِهْنِ المُتلقي وأَدْومُ وَأَبْقَى أَثَرًا مِنَ الكلامِ النَّظَرِيِّ، وهذا ما أَثْبَتَهُ في العِلْمُ الحَديثُ، وَسَعَتْ لِتَطْبِيقِهِ التَّرْبِيَةُ الحديثَةُ.
والْمَلَاكُ لَهُ حَيَاةٌ أُخْرَى مُخْتَلِفَةٌ كُلَّ الاخْتِلَافِ عَنْ حَيَاتِهِم، فكيفَ سيدَرِّبُهم، وكيفَ سيجسِّدُ لَهُمُ العلمَ النَّظَريَّ سلوكًا عملِيًّا ليقتوا بِه؟.
قولُهُ: {مَا سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ} فهُمْ كآبائهم، عُقولٌ مُنْغَلِقَةٌ على ما فيهِ مكاسِبُهم ومَصالِحُهُم، وَفِكْرٌ مُتَجَمِّدٌ مُتَجَلِّدٌ، يَسْتَحِيلُ كَسْرُهُ، وَتمريرُ حرارَةِ الحَيَاةِ ونشاطَها فيهِ.
قولُهُ تَعَالى: {فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ} الفاء: للعَطْفِ والتَّعْقِيبِ، ويجوزُ أَنْ تكونَ للاسْتِئنافِ. وَ "قَالَ" فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على الفتحِ. و "المَلَأُ" فَاعِلُهُ مَرْفوعٌ بِهِ. و "الذينَ" اسْمٌ مَوْصولٌ مبنِيٌّ على الفتْحِ في مَحَلِّ الرِّفعِ صِفَةُ "المَلَأُ". وَالْجُمْلَةُ الفعْلِيَّةُ هَذِهِ يجوزُ أَنْ تكونَ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ {أَرْسَلْنا} مِنَ الآيَةِ الَّتِي قَبْلَهَا على كونِها وَاقِعَةً جَوَابًا للقَسَمِ، وَيَجُوزُ أَنْ تكونَ معطوفةً عَلَى جملةِ جوابِ القَسَمِ، ويجوزُ أَنْ تكونَ اسْتِئْنافًا، وفي كلِّ الأَحْوالِ ليسَ لَهَا مَحَلٌّ مِنَ الإِعْرَابِ.
قولُهُ: {كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ} كَفَرُوا: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الضَّمِّ لاتِّصالِهِ بواوِ الجَماعَةِ، وواوُ الجَماعَةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعلِيَّةِ، والأَلِفُ الفارِقَةُ. و "مِنْ" حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِحَالٍ مِنْ ضميرِ الفاعِلِ في "كَفَرُوا"، وَ "قَوْمِهِ" مَجْرُورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ، مُضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إلَيْهِ. وَالْجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ صِلَةُ الاسْمِ المَوْصُولِ "الذينَ" لا مَحَلَّ لَها مِنَ الإِعْرَابِ.
قوْلُهُ: {مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} مَا: نَافِيَةٌ مُهْمَلةٌ. وَ "هَذَا" الهاءُ: للتَّنْبيهِ، و "ذا" اسْمُ إِشارةٍ مبنيٌّ على السُّكونِ في محَلِّ الرَّفعِ بالابْتِداءِ. وَ "إِلَّا" أَدَاةُ اسْتِثْنَاءٍ مُفَرَّغٍ (أَداةُ حَصْرٍ) و "بَشَرٌ" خَبَرُ المُبْتَدَأِ مرفوعٌ. و "مِثْلُكُمْ" صِفَةٌ أُولَى لِـ "بَشَرٌ" مَرْفوعةٌ مِثْلُهُ، وهوَ مُضافٌ، وكافُ الخِطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إلَيْهِ، والميمُ: عَلَامَةُ جمعِ المُذكَّرِ، وهَذِهِ الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولِ لِـ "قالَ".
قولُهُ: {يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ} يُرِيدُ: فِعْلٌ مُضَارِعٍ مَرْفوعٌ لتجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ والجازِمِ، وَفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيِهِ جوازًا تقديرُهُ (هُوَ) يَعُودُ عَلى "بَشَرٌ"، وَالْجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ صِفَةٌ ثَانِيَةٌ لِـ "بَشَرٌ" فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ.
قولُهُ: {أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ} حرفٌ ناصِبٌ مَصْدَرِيٌّ. و "يَتَفَضَّلَ" فِعْلٌ مُضَارِعٌ، مَنْصُوبٌ بِـ "أَنْ" المَصْدَرِيَّةِ هَذِهِ، وَفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ جَوازًا تقديرُهُ (هوَ) يَعُودُ عَلى "بَشَرٌ"، وَ "عَلَيْكُمْ" عَلى: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "يَتَفَضَّلَ"، وكافُ الخِطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إلَيْهِ، والمِيمُ للجَمْعِ المُذَكَّر. وَالْجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ فِي تَأْويلِ مَصْدَرٍ مَنْصُوبٍ عَلَى المَفْعُولِيَّة لِـ "يُريدُ"، والتَّقْديرُ: يُريدُ تَفَضُّلَهُ عَلَيْكُمْ.
قوْلُهُ: {وَلَوْ شاءَ اللهُ} الوَاوُ: اسْتِئْنَافِيَّة. وَ "لوْ" حَرْفُ شَرْطٍ. و "شَاءَ" فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلى الفَتْحِ. ولَفْظُ الجَلَالَةِ "اللهُ" فَاعِلُهُ مَرْفوعٌ بِهِ، والجُمْلَةُ فِعْلُ شَرْطٍ "لَوْ" لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قوْلُهُ: {لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً} اللَّامُ: هيَ الرَابِطَةُ لِجَوَابِ "لَوْ" الشَّرطِيَّةِ، و "أَنْزَلَ" فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلى الفَتْحِ، وَفَاعِلُهُ مُسْتَتِرٌ فِيهِ جوازًا، تَقديرُهُ (هو)، يَعُودُ عَلَى "اللهُ" ـ سُبْحانَهُ وَتَعَالَى. وَ "مَلَائِكَةً" مَفْعُولُهُ مَنْصُوبٌ بِهِ، وَالْجُمْلَةُ الفعليَّةُ هَذِهِ جَوَابٌ لِـ "لَوْ" الشَّرْطِيَّةِ فَلَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ. وَجُمْلَةُ "لَوْ" الشَّرْطِيَّةِ هَذِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ بِـ "قَالَ" عَلَى كَوْنِهَا اسْتِئنافًا لِمَقُولِ قَوْلِها.
قوْلُهُ: {مَا سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ} مَا: نَافِيَةٌ مُهْمَلَةٌ. وَ "سَمِعْنَا" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ لاتَّصالِهِ بضميرِ رفعٍ مُتَحَرِّكٍ هُوَ "نا" الدَّالَّةِ عَلَى الجَمَاعَةِ، و "نا" ضميرُ جماعَةِ المُتَكَلِّمينَ هَذا مُتَّصِلٌ بِهِ، مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعِليَّةِ. و "بِهَذَا" الباءُ: حرفُ جَرٍّ، مُتَعَلِّقٌ بِـ "سَمِعْنَا"، وَ "هَذَا" الهاءُ: للتَّنْبيهِ، وَ "ذا" اسْمُ إشارةٍ مبنيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بحرفِ الجَّرِّ. و "فِي" حَرْفُ جَرٍّ ويَتَعَلَّقُ بِـ "سَمِعْنَا" أَيْضًا، أَوْ بِحالٍ مِنِ اسْمِ الإِشَارَةِ، و "آبَائِنَا" مَجْرورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ، مُضافٌ، وَ "نَا" ضميرُ جماعةِ المتكَلِّمينَ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ على السُّكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِلَيْهِ. و "الْأَوَّلِين" صِفَةٌ لِـ "آبَائِنَا" مَجْرورةٌ، وعلامةُ الجَرِّ الياءُ لأَنَّهُ جمعُ المُذَكَّرِ السَّالمُ. والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ بِـ "قالَ" أَيْضًا على كونِها مَقُوْلَ قَوْلٍ لَها.