وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ
(71)
قولُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا} نَجَاةٌ ثَانِيَةٌ لِسَيِّدِنا إبْراهيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، بَعْدَ نَجَاتِهِ الأُولَى، فالضَّميرُ عائدٌ عَلَيْهِ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، فقدْ أَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ أَبي الْعَالِيَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قالَ: "وَنَجَّيْناهُ" يَعْنِي "إِبْرَاهِيمَ" عليْهِ السَّلامُ.
أَمَّا نجاتُهُ الأُولى: فقدْ كانتْ مِنْ النَّارِ فَلَمْ تُحْرقْهُ ولَمْ تُؤْذِهِ، بَلْ كانَتْ عَلَيْهِ سَلامًا وَلَهُ راحةً وَسَعَادةً، إِذْ كانَ اللهُ مَعَهُ حافظًا، وَلَهُ أَنِيسًا. وكانَ جِبْريلُ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، لهُ فِيهَا مُواسِيًا وَجَلِيسًا ـ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ في تَفْسِيرِ الآيةِ الَّتي قَبْلَها.
وأَمَّا الثانِيَةُ: فَكانَتْ مِنَ الْإِقَامَةِ بَيْنَ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَهُ، كَافِرِينَ بِرَبِّهِ، ومُساكنتِهِمْ، فَهَاجَرَ مِنْ دَارِ الشِّرْكِ باللهِ وَفَسَادِ الِاعْتِقَادِ وهَجَرَهَا، فأَبْدَلَهُ اللهُ دَارًا خَيْرًا مِنْهَا، وَهِيَ فِلَسْطِينُ الَّتي بارَكَ اللهُ فِيهَا وَفِيمَا حَوْلَها.
لقدْ كانتْ هِجْرَةُ سيِّدِنا إِبْرَاهِيمَ ـ عليْهِ السَّلامُ، أَوَّلَ هِجْرَةٍ فِي الْأَرْضِ لِأَجْلِ العَقِيدَةِ والدِّينِ. مُصْطَحِبًا مَعَهُ لُوطًا بِنَ أَخيهِ هَارَانَ، الذي آمَنَ بِهِ وصَدَّقَهُ، وَأَخْرَجَ الْحَاكِم وَصَحَّحَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ لُوطُ ابْنَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ.
وَهَاجَرَتْ مَعَ إِبْرَاهِيمَ امْرَأَتُهُ سَارَةُ لأَنَّها آمَنَتْ بهِ، وأَسْلمتْ لرَبِّها مَعَهُ، فَاسْتَدَلَّ بِذَلِكَ العُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الْمَرْءَ لَا يُهَاجِرُ إِلَّا وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ، طَالمَا أَنَّهَا كَانَتْ عَلَى دِينِهِ وَمُعْتَقَدِهِ.
قَوْلُهُ: {إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} وَتِلْكَ الْأَرْضُ: هِيَ أَرْضُ فِلَسْطِينَ مِنْ بِلادِ الشَّامِ التي كانَ يَسْكُنُها قَدِيمًا الكَنْعَانِيِّونَ، وَهَذَا بإِجْماعِ أَهلِ العِلْمِ مِنَ المُؤَرِّخِينَ وَالمُفَسِّرينَ.
فَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنِ الصَّحابيِّ الجَلِيلِ: أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عنْهُ، أَنُهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالى: "وَنَجَّيْناهُ ولوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا للْعَالَمِينَ"، قالَ: الشَّامُ. وَمَا مِنْ مَاءٍ عَذْبٍ إِلَّا يَخْرُجُ مِنْ تِلْكَ الصَّخْرَةِ الَّتِي بِبَيْتِ الْمُقَدَّسِ، يَهْبِطُ مِنَ السَّمَاءِ، إِلَى الصَّخْرَةِ، ثُمَّ يَتَفَرَّقُ فِي الأَرْضِ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ عَنْ الصَّحابيِّ الجَليلِ: أَبي مَالِكٍ عَمْرٍو الأَشْعَرِيِّ الشَّامِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا للْعَالَمِينَ" قَالَ: الشَّامُ.
وَأَخْرَج ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا للْعَالَمِينَ"، قَالَ: الشَّامُ.
وَقدْ وَصَفَهَا اللهُ بِأَنَّها مُباركَةٌ، لأَنَّهُ بَارَكَهَا لِلْعَالَمِينَ، أَيْ لِلنَّاسِ جميعًا، يَعْنِي جَمِيعَ السَّاكِنِينَ بِهَا. وَالْبَرَكَةُ: وَفْرَةُ الْخَيْرِ وَالنَّفْعُ. فَإِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، خَلَقَهَا أَرْضَ أَمْنٍ وَسَلَامٍ، وَأَرْضَ خِصْبٍ وَرَخَاءِ عَيْشٍ. وَوَرَدَ فِي التَّوْرَاةِ: أَنَّ اللهَ ـ تَعَالَى، قَالَ لِنَبيِّهِ إِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: إِنَّهَا تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا.
وكذَلكَ فإِنَّ تُرْبَتَها طاهِرةٌ لِأَنَّها مَمْزُوجَةٌ بِأَجْسَادِ الأَنْبِياءِ الطاهِرينَ، فَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ سَلامٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: بِالشَّامِ مِنْ قُبُورِ الْأَنْبِيَاءِ أَلْفَا قَبْرٍ وَسَبْعُمِئةِ قَبْرٍ، وَإِنَّ دِمَشْقَ مَعْقِلُ النَّاسِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنَ الْمَلَاحِمِ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبي الْعَالِيَةَ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عنْهُ، أَنَّهُ قالَ: "وَنَجَّيْناهُ" يَعْنِي إِبْرَاهِيم، وَ "إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا للْعَالَمِينَ"، قَالَ: هِيَ الأَرْضُ المُقَدَّسَةُ الَّتِي بَارَكَ اللهُ فِيهَا للْعَالَمِينَ، لِأَنَّ كُلَّ مَاءٍ عَذْبٍ فِي الأَرْضِ مِنْهَا يَخْرُجَ، يَعْنِي: مِنْ أَصْلِ الصَّخْرَةِ الَّتِي فِي بَيْتِ الْمُقَدَّسِ، يَهْبِطُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الصَّخْرَةِ، ثُمَّ يَتَفَرَّقُ فِي الأَرْضِ. واللهُ أَعْلَمُ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ـ أَيْضًا، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قالَ: "ونَجَّيْناهُ ولوطًا" أَيْ: كَانَا بِأَرْضِ الْعِرَاقِ فَأَنْجُيَا إِلَى أَرْضِ الشَّامِ. وَكَانَ يُقَال: الشَّام عماد دَار الْهِجْرَة وَمَا نقص من الأَرْض زيد فِي الشَّام وَمَا نقص من الشَّام زيد فِي فلسطين. وَكَانَ يُقَال: هِيَ أَرضُ الْمَحْشَرِ وَالمَنْشَرِ، وَفيهَا يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ـ عَلَيْهِما السَّلَامُ، وَبهَا يُهْلِكُ اللهُ شَيْخَ الضَّلَالَةِ الدَّجَّالَ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ حَسَّان بْنِ عَطِيَّة ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عنْهُ، قَالَ: أَغَارَ مَلِكُ النَّبَطِ عَلَى "لُوطٍ" ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فسَبَاهُ وَأَهْلَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ إِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَأَقْبَلَ فِي طَلَبِهِ فِي عِدَّةِ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثَمِئَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ، فَالْتَقَى هُوَ وَتِلْكَ النَّبَطِ فِي صَحْرَاءَ مَعْفُورٍ فَعَبَّى إِبْرَاهِيمُ مَيْمَنَةً وَمَيْسَرَةً وَقَلْبًا، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ عَبَّى الْحَرْبَ هَكَذَا، فَاقْتَتَلُوا، فَهَزَمَهُمْ إِبْرَاهِيمُ، واسْتَنْقَذَ لُوطًا وَأَهَلَهُ.
لَقَدْ سَهَّلَ اللهُ لِخَلِيلِهِ إبراهيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، الْهِجْرَةَ معَ زوجِهِ "سارةَ" و "لُوطٍ" ابْنِ أَخِيهِ، مِنْ بِلَادِ "الْكَلْدَانِ" في العِرَاقِ، إِلَى بِلَادُ "كَنْعَانَ" في الشَّامِ، وَذَلِكَ بأَنْ غيَّرَ لَهُ لِسانَهُ فتكَلَّمَ لُغَةً جَديدةً سُمِّيَتْ بالعِبرانيَّةِ، نِسْبَةً لِعُبورهِ نَهَرَ الفُراتِ باتِّجاهِ الشَّامِ، وَذَلِكَ لحمايتِهِ مِنْ مُلاحقةِ "نُمْرُوذِ" لَهُ. فَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُما، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ مِنَ النَّارِ، وَهَرَبَ مِنْ "كُوثي"، وَلِسَانُهُ يَوْمَئِذٍ سُرْيانيٌّ، فَلَمَّا عَبَرَ الْفُرَاتَ مِنْ "حَرَّانَ"، غَيَّرَ اللهُ لِسَانَهُ، فَقُلِبَ عِبْرَانِيًّا، حَيْثُ عَبَرَ الْفُرَاتَ، وَبَعَثَ نُمْرُوذُ فِي أَثَرِهِ، وَقَالَ: لَا تَدَعُوا أَحَدًا يَتَكَلَّمُ بالسُّرْيَانِيَّةِ إِلَّا جِئْتُمُوني بِهِ، فَلَقُوا إِبْرَاهِيمَ يَتَكَلَّمُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ، فَلَمْ يَعْرِفُوا لُغَتَهُ، فَتَرَكُوهُ.
قولُهُ تَعَالَى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي} الواو: عَاطِفَةٌ. وَ "نَجَّيْناهُ" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رِفعٍ مُتَحَرِّكٍ هو "نَا" المُعظِّمِ نَفْسَهَ ـ سُبْحانَهُ، و "نا" التَّعظِمِ هَذِهِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في محلِّ الرَّفْعِ بالفاعِلِيَّةِ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ النَّصِبِ عَلَى المَفْعُولِيَّةِ. و "وَلُوطًا"، الوَاوُ: للمَعيَّةِ، وَ "لُوطًا" مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَفْعُولِ مَعَهُ لَا عَلَى الْمَفْعُولِ بِهِ ـ كَمَا قالَهُ بَعْضُهُمْ، لِأَنَّهُ لمْ يَكُنْ مُهَدَّدًا مِنَ قومِهِ كَعَمَّهِ إِبْرَاهِيمَ، فَيَتَعَلَّقَ بِهِ فِعْلُ الْإِنْجَاءِ. وَقَدْ ضَمَّنَ "نَجَّيْناهُ" مَعْنَى الْإِخْرَاجِ، فَعَدَّاهُ بِحَرْفِ الجَرِّ "إِلَى". و "إِلَى" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "نَجَّيْنَا"، عَلَى أَنْ يُضَمَّنَ مَعْنَى (أَخْرَجْناهُ بالنَّجَاةِ) فَلَمَّا ضُمِّنَ مَعْنَى (أَخْرَجَ) تَعَدَّى تَعْدِيتَهُ. أَوْ يَتَعَلَّقُ بِمَحْذوفِ حَالٍ مِنْ ضَمِيرِ المَفْعُولِ بِهِ وَالمَعْطُوفِ عَلَيْهِ، فَلَا تَضْمِينَ فِيهِ؛ أَيْ: حَالَ كَوْنِهِمَا مُهاجِرينَ إِلَى الأَرْضِ، وقدَّرَهُ الشَّيْخُ أَبو حَيَّان: نَجَّيْناه مُنْتَهِيًا إِلَى الأَرْضِ. قالَ السَّمينُ الحلبيُّ: وَفِيهِ نَظَرٌ: مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ قَدَّرَ كَوْنًا مَقَيَّدًا، وَهُوَ كَثِيرًا مَّا يَرُدُّ ذلك عَلَى الزَّمَخْشَرِيِّ وغيرِهِ، وَ "الْأَرْضِ" مجرورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ. و "الَّتِي" اسْمٌ مَوْصولٌ مَبْنِيٌّ عَلى السُّكونِ في مَحَلِّ الجرِّ صِفَةً لِلْأَرْضِ، وَالجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ قَوْلِهِ مِنَ الآيةِ الَّتي قَبْلَهَا: {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا}، عَلَى كَوْنِها مُسْتَأْنَفَةً لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرابِ.
قولُهُ: {بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} بَارَكْنَا: فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رِفعٍ مُتَحَرِّكٍ هو "نَا" المُعظِّمِ نَفْسَهَ ـ سُبْحانَهُ، و "نا" التَّعظِمِ هَذِهِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في محلِّ الرَّفْعِ بالفاعِلِيَّةِ. و "فِيهَا" في: حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "بَارَكْنَا"، و "ها" ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الجَرِّ بِحَرفِ الجَرِّ. و "لِلْعَالَمِينَ" اللامُ: حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ أَيْضًا بِـ "بَارَكْنَا"، وَ "الْعَالَمِينَ" مَجْرُورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ، وعلامةُ جَرِّهِ الياءُ لأَنَّهُ جمعُ المُذَكَّرِ السّالمُ، وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ صِلَةُ الاسْمِ المَوْصُولِ (الَّتي)، لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرابِ، والعائِدُ هوَ الضَّمِيرُ مِنْ قَوْلِهِ: "فيها".