روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 110

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 110 Jb12915568671



الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 110 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 110   الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 110 I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 08, 2019 1:47 am

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
(110)


قوْلُهُ ـ تَعَالى شَأْنُهُ: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} أَمْرَهُ أَنْ يُخْبِرَهم أَنَّهُ بَشَرٌ مِثْلَهُمْ، وذَلِكَ لأَنَّهُمْ كانوا يَسْأَلُونَهُ مِنَ الآياتِ والبراهينِ والمعجزاتِ ما هو خارجٌ عَنْ وُسْعِ البِشَرِ وَطاقِتِهم، فَلا يَقْدِرُ عَلى إِنْجازِ الآياتِ الَّتي يَسْأَلُونَهُ إلَّا بأمْرِ اللهِ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَحْكُمَ عَلى اللهِ، أَوْ يُلْزَمَهُ بِشَيْءٍ، إِنَّما ذَلِكَ لَهُ وحدَهُ إِنْ شَاءَ فَعَلَ وَإِنْ لمْ يَشَأْ فَلا يَمْلُكُ أَحَدٌ حملَهُ عَلَيْهِ، فإِذَا جَاءَهم بشيْءٍ مِنَ الآياتِ التي يَسْأَلونَ، فَإنَّما أَتى بِذَلِكَ بأمْرٍ مِنَ اللهِ كدليلٍ عَلَى أَنَّهُ مُرسلٌ منَ اللهِ تعالى، لَا مِنْ ذَاتِ نَفْسِهِ.
ويَجُوزُ أنْ يُحمَلَ هَذَا عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ بَشْرٌ مثلهمْ حتَّى لا يَحْمِلَهُمْ فَرْطُ حُبِّهِمْ لَهُ وتعظيمِهِم إيَّاهُ عَلَى أَنْ يَتَّخِذوهُ إِلَهًا كما فَعَلَتِ الأُمَمُ السَّابِقَةُ بأَنْبِيَائهم، فأَلَّهَتِ اليَهُودُ العُزَيْرَ، وَأَلَّهَتِ النَّصارَ عِيسَى بْنَ مريمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، لِفَرْطِ حُبِّهِمْ إِيَّاهُ وتعظيمِهمْ لَهُ.
قولُهُ: {يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} لكنَهُ ـ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ وإنْ كانَ بَشَرًا مِثْلَهم إِلَّا أَنَّهُ امتازَ عَلَيْهِمْ بما اصطفاهُ اللهُ لَهُ، وَأَرْسَلَهُ مِنْ أَجْلِهِ، وأَوْحَى بِهِ إِليْهِ، وهوَ إِخْبَارُ النَّاسِ أَنَّ لهم إِلهًا واحِدًا هوَ الذي خَلَقَهُمْ ورزَقهمْ وربَّهم، وهو وحدَهُ الذي تَجِبُ عَلَيهمْ عِبادَتُهُ وإِطاعَةُ أَوَامِرِهِ، وتَجَنُّبُ عِصيانِهِ ومُخالفةُ أَوامرِهِ ونَوَاهِيهِ.  
قوْلُهُ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ} أَيْ: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا مَا فِي لِقَاءِ اللهِ مِنْ ثَوَابٍ عَظِيمٍ ونَعِيمٍ مُقِيمٍ، هذا إِنْ كَانَتِ الآيَةُ فِي المُؤْمِنينَ، أَمَّا إِنْ كَانَ المَقْصُودُ بالآيَةِ مُشْرِكو العَرَبِ، الذينَ يُنْكِرُونَ البَعْثَ للحِسَابِ، ولَا يَرْجُونَهُ للثوابِ، فيَكونُ ذَكَرَ لَهُمْ لِقَاءَ رَبِّهِم؛ لِأَنَّهُمْ عَرَفُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَديمَ إِحْسَانِهِ إِلَيْهِمْ وَعظيمَ نِعَمِهِ عَلَيْهِمْ، فَأَمَرَهم أَنْ يَعْمَلوا العَمَلَ الصَّالِحَ لِيَسْتَديمُوا بِذَلِكَ إِحْسانَهُ إِلَيْهِمْ، فَيَحْمِلُهُمْ العَمَلُ عَلى تَوحيدِ اللهِ تَعَالى وَالإِقْرارِ بِرُبوبيَّتِهِ، والإيمانِ بالبَعْثِ للحِسَابِ، وَالثَّوابِ أَوِ العِقَابِ.
قولُهُ: {فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} لِيُثابَ عَلَيْهِ؛ إِذْ إِنَّمَا يَكونُ الثَّوابُ عَلى العَمَلِ الصَّالِحِ دُونَ غَيْرِهِ، وفيهِ إِشارةٌ إِلى أَنَّ المَقْصُودَ مِنَ العِلْمِ هو العَمَلُ الصَّالِحُ، وأَمَّا العِلْمُ فهو مِمَّا لا نِهَايَةَ لَهُ، وعَلَيْهِ فَالأَمْرُ بِطَلَبِ العِلْمِ لَا نِهايَةَ لَهْ لِمَا وَرَدَ مِنْ أَنَّ: (طَلَبَ العِلْمَ مِنَ المَهْدِ إِلَى اللَّحْدِ)، وَمَا طَلَبُهُ إِلَّا للعَمَلِ بِهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
قولُهُ: {وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} يُحْتَمَلُ أَنْ يَكونَ المُرادُ حَقِيقَةَ الإِشْراكِ فِي التَأْلِيهِ وَالعِبادةِ، فَقَدْ أَشْرَكَ عَرَبُ الجاهليَّةِ الأَصْنَامَ والأَوْثانَ معَ اللهِ تَعَالَى في أُلوهِيَّتِهِ وعِبَادَتِهِ. وأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمانِ، عَنْ سَيِّدِنا عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما، أَنَّهُ قَالَ: نَزَلَتْ هذِهِ الآيةُ فِي الْمُشْرِكِينَ الَّذينَ عَبَدُوا مَعَ اللهِ إِلَهًا غَيْرَهُ، وَلَيْسَتْ هَذِهِ فِي الْمُؤمِنِينَ.
وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكونَ المَقْصُودُ هُنَا الشِّرْكُ الخَفِيُّ، وَهُوَ الرِّياءُ فِيَ العِباداتِ وَالأَعْمالِ الصَّالِحَاتِ، وَهُوَ مَا يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ التَوْحِيدِ، فِيمَا يَعْمَلونَهُ مِنْ طاعاتِ، وَمَا يُقَدِّمُونَهُ مِنْ خَيْراتٍ، لِمَا أَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ (أَيْ: البَصْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ)، أَخْبِرْنِي عَنِ الرِّيَاءِ، أَشِرْكٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا بُنَيَّ، أَوَمَا تَقْرَأُ: "فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا".
وأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ أَيْضًا، عَنْ أَبي سَهْلٍ وهوَ كَثِيرُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ (أَيْ: البَصْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ). قَوْلُ اللهِ: "فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا"، قَالَ: فِي الْمُؤمِنِ نَزَلَتْ؟. قُلْتُ: أَشْرَكَ بِاللهِ؟. قَالَ: لَا، وَلَكِنْ أِشْرَكَ بِذَلِكَ الْعَمَلِ عَمَلًا يُرِيدُ اللهَ بِهِ وَالنَّاسَ، فَذَلِكَ يُرَدُّ عَلَيْهِ.
وأَخْرَجَ هَنَّاد، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَالْبَيْهَقِيُّ، عَنْ سَعيدٍ بْنِ جبيرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ" قَالَ: ثَوَابَ رَبِّهِ. "فليعمل عملا صَالحًا وَلَا يُشْركْ" قَالَ: لَا يُرائِي: "بِعبَادةِ رَبِّهِ أَحَدًا".
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "فَمن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ" قَالَ: مَنْ كَانَ يَخْشَى الْبَعْثَ فِي الْآخِرَةِ، "فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا" مِنْ خَلْقِهِ. قَالَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رَبَّكُمْ يَقُولُ: أَنَا خَيْرُ شَريكٍ، فَمَنْ أَشْرَكَ مَعِي فِي عَمَلِهِ أَحَدًا مِنْ خَلْقي تَرَكْتُ الْعَمَلَ كُلَّهِ لَهُ، وَلَمْ أَقْبَلْ إِلَّا مَا كَانَ لِي خَالِصًا. ثُمَّ قَرَأَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا".
وأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ أَبي الدُّنْيَا فِي الْإِخْلَاصِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَالْحَاكِمُ، عَنْ طَاوُسَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَال: قَالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أَقِفُ مَوَاقِفَ أَبْتَغِي وَجْهَ اللهِ، وَأُحِبُّ أَنْ يُرَى مَوْطِني، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: "فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا". أَخْرَجَهُ ابْنُ المُبَارَكِ فِي (كِتَابِ الجِهَادِ)، والْحَاكِمُ في المُسْتدْركِ وَصَحَّحَهُ، وَالْبَيْهَقِيُّ، مَوْصُولًا عَنْ طَاوُسَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: كَانَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يُقَاتِلُ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى مَكَانَهُ فَأَنْزَلَ اللهُ: "فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاء ربِّهِ" الْآيَةَ.
وَأَخْرَجَ هَنَّادُ فِي الزُّهْدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَصَدَّقُ بِالصَّدَقَةِ وأَلْتَمِسُ بهَا مَا عِنْدَ اللهِ، وَأُحِبُّ أَنْ يُقَالَ لِي خَيْرًا: فَنَزَلَتْ: "فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ} الْآيَة.
وَأَخْرَجَ ابْنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي (الصَّحَابَةِ)، وَابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ الصَّغِيرِ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَن أَبي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما، قَالَ: كَانَ جُنْدُبُ بْنُ زُهَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، إِذا صَلَّى، أَوْ صَامَ، أَوْ تَصَدَّقَ، فَذُكِرَ بِخَيْرٍ ارْتَاحَ، فَزَادَ فِي ذَلِكَ لِمَقَالَةِ النَّاسِ فَلامَهُ اللهُ فَنَزَلَ فِي ذَلِكَ: "فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا".
فقدْ أَخْرَجَ الأئمَّةُ: أَحْمَدُ، وَابْنُ أَبي الدُّنْيَا وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ شَدَّاد بْنِ أَوْسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: مَنْ صَلَّى يُرائي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ صَامَ يُرائي فَقَدْ أَشْرَكَ وَمَنْ تَصَدَّقَ يُرائي فَقَدْ أَشْرَكَ. ثُمَّ قَرَأَ: "فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ" الْآيَةَ.
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أيْضًا ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلَينَ وَالآخِرينَ بِبَقيعٍ وَاحِدٍ، يَنْفَدهُمُ الْبَصَرُ، وَيَسْمَعُهُمْ الدَّاعِي، قَالَ: أَنَا خَيْرُ شَريكٍ، كُلُّ عَمَلٍ عُمِلَ لي فِي دَارِ الدُّنْيَا، كَانَ لِي فِيهِ شَريكٌ، فَأَنَا أَدَعُهُ الْيَوْمَ، وَلَا أَقْبَلُ الْيَوْمَ إِلَّا خَالِصًا. ثُمَّ قَرَأَ (إِلَّا عبادَ اللهِ المُخْلَصينَ) الآيَة: 40، مِنْ سورةِ الصَّافَّاتِ. و "فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا".
وَأَخْرَجَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ عَنْ شَدَّاد بْنِ أَوْسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قالَ: سَمِعت رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ، إنَّ اللهَ تَعَالى يَقُولُ: ((أَنَا خَيْرُ قَسيمٍ، لَمَنْ أَشْرَكَ بِي مِنْ أَشْرَكَ بِي شَيْئًا فَإِنَّ عَمَلَهُ قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ لِشَرِيكِهِ الَّذِي أَشْرَكَ بِهِ أَنَا عَنْهُ غَنِيٌّ)).
وَأَخْرَجَ الأئمَّةُ: أَحْمَدُ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُ، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ((أَخَافُ عَلى أُمَّتِي الشِّرْكَ والشَّهْوَةَ الْخَفِيَّةَ)). قُلْتُ: أَتُشْرِكُ أُمَّتَكَ مِنْ بعْدِكَ؟. قَالَ: ((نَعَم، أَمَا إِنَّهُم لَا يَعْبُدُونَ شَمْسًا، وَلَا قَمَرًا، وَلَا حَجَرًا، وَلَا وَثَنًا، وَلَكِنْ يُراؤونَ النَّاسَ بِأَعْمَالِهْمْ)). قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ؟. قَالَ: ((يُصْبِحُ أَحَدُهم صَائِمًا، فَتَعْرِضُ لَهُ شَهْوَةٌ مِنْ شَهَواتِهِ، فَيَتْرُكُ صَوْمَهُ، ويُواقِعُ شَهْوَتَهُ)). وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي الدُّنْيَا فِي (الْإِخْلَاص)، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، وَالحاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَالْبَيْهَقِيُّ، عَنْ شَدَّادَ بْنِ أَوْسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الرِّيَاءَ عَلى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الشِّرْكَ الْأَصْغَرَ.
وَأَخْرَجَ الْحَاكِم وَصَحَّحَهُ، وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَهُوَ يَبْتَغِي عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، قَالَ: ((لَا أَجْرَ لَهُ))، فَأَعْظَمَ النَّاسُ هَذِهِ، فَعَادَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: ((لَا أَجْرَ لَهُ)).
وَأَخْرَجَ الأَئمَّةُ: أَحْمَدُ، وَمُسْلِمٌ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، وَالْبَيْهَقِيُّ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرْويهِ عَنْ رَبِّهِ، قَالَ: (أَنَا خَيْرُ الشُّرَكَاءِ، فَمَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي، فَأَنَا بَرِيءٌ مِنْهُ، وَهُوَ الَّذِي أَشْرَكَ).
وَأخرج ابْنُ سَعْدٍ، وَأَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ ماجَةَ، وَالْبَيْهَقِيُّ، عَنْ أبي سَعْدٍ بْنِ أَبي فُضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَكَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ((إِذا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِّينَ والآخِرينَ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ، نَادَى مُنَادٍ: مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِي عَمَلٍ عَمْلَهُ للهِ أَحَدًا، فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ)).
وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ، وَابْنُ مَنْدَهْ، وَالْبَيْهَقِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ((مَنْ صَامَ رِيَاءً فَقدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ صَلَّى رِيَاءً فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ رِيَاءً فَقَدْ أَشْرَكَ))، فَقَالَ: بَلَى وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: "فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ" فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْقَوْمِ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِم فَقَالَ: ((أَلَا أُفَرِّجُها عَنْكُمْ؟)). قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: ((هِيَ مِثْلُ الْآيَةِ فِي الرُّومِ: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللهِ} الآيَةَ: 39، فَمَنْ عَمِلَ رِيَاءً لَمْ يُكْتَبْ لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ)).
وَأَخْرَجَ الأئمَّةُ: أَحْمَدُ، والحَكيمُ التِّرْمِذِيُّ، وَالْحَاكِمُ، وَصَحَّحَهُ، وَالْبَيْهَقِيُّ، عَنْ أَبي سَعيدٍ الخِدْريِّ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: ((الشِّرْكُ الْخَفِيُّ أَنْ يَقومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي لِمَكَانِ رَجُلٍ)).
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ)). قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ، يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ((الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِذا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذينَ كُنْتُمْ تُراؤونَ فِي الدُّنْيَا، فانْظُروا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهمْ جَزَاءً)).
وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ، وَالْبَيْهَقِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ،  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تُعْرَضُ أَعْمَالُ بَنِي آدَمَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ، يَوْم الْقِيَامَةِ فِي صُحُفٍ مُخْتَتَمَةٍ، فَيَقُولُ اللهُ: أَلْقُوا هَذَا واقْبَلوا هَذَا، فَتَقولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبُّ، وَاللهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُ إِلَّا خَيْرًا. فَيَقُولُ: إِنَّ عَمَلَهُ كَانَ لِغَيْرِ وَجْهِي، وَلَا أَقْبَلُ الْيَوْمَ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهِي)).
وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، وَالْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ لَا بَأْسَ بِهِ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَقُولُ اللهُ تَعَالى: (أَنَا خَيْرُ شَريكٍ، فَمَنْ أَشْرَكَ مَعِيَ أَحَدًا فَهُوَ لِشَريكي)، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَخْلِصُوا الْأَعْمَالَ للهِ فَإِنَّ اللهَ لَا يَقْبَلُ مِنَ الْأَعْمَالِ إِلَّا مَا خَلُصَ لَهُ، وَلَا تَقولُوا هَذَا للهِ وللرَّحِمِ، فَإِنَّهُ للرَّحِمِ، وَلَيْسَ للهِ مِنْهُ شَيْءٌ)).
وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْجِهَادِ وَالغَزْوِ، قَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ: إِنْ قَاتَلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، بَعَثَكَ اللهُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، وَإِنْ قَاتَلتَ مُرائِيًا مُكاثِرًا، عَلَى أَيِّ حَالٍ قَتَلْتَ، أَوْ قُتِلْتَ بَعَثَكَ اللهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ)).
وَأَخْرَجَ الأَئِمَّةُ: أَحْمَدُ، وَالدَّارِمِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالرُّويَانِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((مَنْ غَزَا وَهُوَ لَا يَنْوِي فِي غَزَاتِهِ إِلَّا عِقَالًا فَلَهُ مَا نَوَى)).
وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُنَبِّهٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَبْعَثُنِي فِي سَراياهُ، فَبَعَثَنِي ذَاتَ يَوْمٍ، وَكَانَ رَجُلٌ يَرْكَبُ، فَقُلْتُ لَهُ: إرْحَلْ. قَالَ: مَا أَنا بِخَارِجٍ مَعَكَ. قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: حَتَّى تَجْعَلَ لِي ثَلَاثَةَ دَنَانِير. قُلْتُ: الْآنَ حِينَ وَدَّعْتُ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، مَا أَنَا براجِعٍ إِلَيْهِ، إِرْحَلْ وَلَكَ ثَلَاثَةُ دَنَانِيرَ. فَلَمَّا رَجَعْتُ مِنْ غَزاتي، ذَكَرْتُ ذَلِكَ للنَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ((أَعْطِهَا إِيَّاهُ، فَإِنَّهَا حَظُّهُ مِنْ غَزَاتِهِ)).
وَأَخْرَجَ الأئمَّةُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ، عَنْ أَبي أُمَامَةَ ـ رَضيَ اللهُ عنْهُ، قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا غَزَا يَلْتَمِسُ الْأَجْرَ وَالذِّكْرَ، مَا لَهُ؟. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا شَيْءَ لَهُ)). فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَقُولُ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا شَيْءَ لَهُ)). ثُمَّ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ لَا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا، وابْتُغِيَ بِهِ وَجَهُهُ)).
وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ لَا بَأْسَ بِهِ، عَنْ أَبي الدَّرْدَاءَ ـ رَضيَ اللهُ عنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ)).
وَأَخْرَجَ الأَئِمَّةُ: ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ، وَالْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَابْنُ مَاجَةَ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي (الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ) عَنْ جُنْدُبٍ ـ رَضيَ اللهُ عنْهُ، قَال: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ يُسمِّعْ يُسَمِّعِ اللهُ بِهِ، وَمَنْ يُرائي يُرائي اللهُ بِهِ)).
وَأخرجَ الأَئِمَّةُ: ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ، عَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رَضيَ اللهُ عنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((مَنْ يُرائي يُرائي اللهُ بِهِ، وَمَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ اللهُ بِهِ)).
وَأَخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ، وَأَحْمَدُ، وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبي هِنْدٍ الدَّارِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ((مَنْ قَامَ مَقَامَ رِيَاءٍ أَوْ سُمْعَةٍ رايا اللهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَسَمَّعَ بِهِ)).
وَأَخْرَجَ الأئمَّةُ: ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ـ رَضيَ اللهُ عنْهُما: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ((مَنْ قَامَ بِخُطْبَةٍ لَا يَلْتَمِسُ بِهَا إِلَّا رِيَاءً وَسُمْعَةً، أَوْقَفَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ، يَوْم الْقِيَامَةِ فِي مَوْقِفِ رِيَاءٍ وَسُمْعَةِ)).
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِيَّاكُمْ وَشِرْكَ السَّرائرِ)). قَالُوا: وَمَا شِرْكُ السَّرائرِ؟ قَالَ: ((أَنْ يَقومَ أَحَدُكُمْ يُرِيدُ صَلَاتِهِ جاهِدًا لِيَنْظُرَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَذَلِكَ شِرْكُ السَّرائرِ)).
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضيَ اللهُ عنْهُ: قَالَ: مَنْ صَلَّى صَلَاةً وَالنَّاسُ يَرَوْنَهُ فَلْيُصَلِّ إِذا خَلَا مِثْلَهَا، وَإِلَّا فَإِنَّمَا هِيَ اسْتِهانَةٌ يَسْتَهينُ بِهَا رَبَّهُ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ أَيْضًا عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمانِ ـ رَضيَ اللهُ عَنْهُ: مِثْلَهُ.
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: إِذا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جِيءَ بالدُّنْيا، فَيُمَيَّزُ مِنْهَا مَا كَانَ للهِ، وَمَا كَانَ لِغَيْرِ اللهِ، رُمِيَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمانِ، عَنْ عبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ـ رَضيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: يُجاءُ بالدُّنْيا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالَ: مَيِّزُوا مَا كَانَ للهِ، فَيُمَيَّزُ، ثُمَّ يَقُولُ: أَلْقُوا سائرَها فِي النَّارِ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ عَنْ أَبي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ـ رَضيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: خَطَبنَا رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقوا الشِّرْكَ، فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ))، فَقَالُوا: وَكَيفَ نَتَّقِيهِ وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، يَا رَسُولَ اللهَ؟ قَالَ: ((قُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ، وَنَسْتَغْفِرُ لِمَا لَا نَعْلَمُ)).
وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمانِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ـ رَضيَ اللهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ((إِنَّ يَسِيرًا مِنَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ، وَإِنَّ مَنْ عَادَى أَوْلِيَاءَ اللهِ فَقَدْ بارَزَ اللهَ بالمُحارَبَةِ، وَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْأَبْرَارَ الأَخْفياءَ الأَتْقياءَ، الَّذينَ إِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدوا، وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُدْعَوا، وَلَمْ يُعْرَفوا. قُلُوبُهم مَصَابيحُ الدُّجَى، يَخْرُجُونَ مِنْ كُلِّ غَبْراءَ مُظْلِمَةٍ)). فَوائدُ تَمام: (1/22)، شُعَبُ الإيمانِ للبَيْهَقِيِّ: (14/336)، والمُعْجَمُ الكَبيرُ للطَّبَرانيِّ: (20/153). و "غَبْراءَ مُظْلِمَةٍ": مَسْأَلَةٌ مُشْكِلَةٌ، وَبَلِيَّةٌ مُعْضِلَةٌ.
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ ـ وَضَعَّفَهُ، عَنْ أَبي الدَّرْدَاءِ ـ رَضيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((إِنَّ الاتِّقاءَ عَلى الْعَمَلِ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ فَيُكْتَبُ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ مَعْمُولٌ بِهِ فِي السِّرِّ، يُضْعَّفُ أَجْرُهُ سَبْعينَ ضِعْفًا، فَلَا يَزَالُ بِهِ الشَّيْطَانُ حَتَّى يَذكُرَهُ للنَّاسِ، فَيُكْتَبُ عَلَانِيَةً، ويُمْحَى تَضْعِيفُ أَجْرِهِ كُلُّهُ، ثُمَّ لَا يَزَالُ بِهِ الشَّيْطَانُ حَتَّى يَذْكُرَهُ للنَّاسِ ثَانِيَةً، وَيُحِبُّ أَنْ يُذْكَرَ وَيُحْمَدَ عَلَيْهِ، فَيُمْحَى مِنَ الْعَلَانِيَةِ، وَيُكْتَبَ رِيَاءً، فاتَّقَى اللهُ امْرُؤٌ صَانَ دِينَهُ، فَإِنَّ الرِّيَاءَ شِرْكٌ)). شُعَبُ الإيمانِ للبَيْهَقيِّ حَديث رَقَم: (6813 و: 6864).
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبي أُمَامَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قالَ اللهُ تَعَالى: (مِنْ أَغْبَطِ أَوْلِيَائِي عِنْدِي: مُؤْمِنٌ خَفِيفُ الْحَاذِ، ذُو حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ، أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ، وَأَطَاعَهُ فِي السِّرِّ، وَكَانَ غَامِضًا فِي النَّاسِ، لَا يُشَارُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ. إِنْ صَبَرَ عَلَى ذَلِكَ). قَالَ: ثُمَّ نَقَد رَسُولُ اللهِ ـ صلَّى اللهُ بِيَدِهِ وَقَالَ: ((عُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ، وَقَلَّ تُرَاثَهُ، وَقَلَّتْ بَوَاكِيهِ)). رَواهُ الأئمَّةُ: أَحْمَدُ: (5/252 ـ 255)، والتِرْمِذِيُّ: في الزُّهْدِ مِنْ جامِعِهِ: (7/ 12)، وحَسَّنَهُ. وَابْنُ ماجَهْ: (2/1379)، والبغويُّ في شرْحِ السُنَّةِ: (14/246). قولُهُ: "خَفيفُ الحاذِ" أَيْ: خَفِيفُ الحالِ، قَليلُ المالِ، وأَصْلُهُ: قِلَّةُ اللَّحْمِ، والحَالُ والحاذُ واحِدٌ.
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ النَّضْرِ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا تَعَوَّذُ مِنْهُ جَهَنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَمِئَة مَرَّةٍ، أُعِدَّ ذَلِكَ للمُرائينَ مِنَ الْقُرَّاءِ.
وَأَخْرَجَ الترمذيُّ، والْبَيْهَقِيُّ، وغيرُهما، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ((تَعَوَّذُوا باللهِ مِنْ جُبِّ الحُزْنِ)). قِيلَ: وَمَا جُبُّ الحُزْنِ؟ قالَ: ((وَادٍ في جَهَنَّمَ يُلْقَى فيهِ القُرَّاءُ المُراؤُونَ بأَعْمالِهمِ)). أَخْرَجَهُ البُخارِيُّ فِي التَّاريخِ الكَبيرِ: (2/170)، والتِرْمِذِيُّ: (4/593، رقم: 2383) وقال: حَسَنٌ غَريبٌ. وابْنُ ماجَهْ: (1/94، رقم: 256). والطَّبَرانيُّ في الأَوْسَطِ: (3/261، رقم: 3090)، والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ: (5/339، رقم: 6851).
وَأخرجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبدِ اللهِ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَقُولُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَرَادَ بِهِ غَيْرِي فَأَنا مِنْهُ بَرِيءٌ)).
وَأَخْرَجَ ابْنُ مِرْدُوَيْهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اتَّقوا الشِّرْكَ الْأَصْغَرَ)). قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ؟. قَالَ: ((الرِّيَاءُ، يَوْمَ يُجَازِي اللهُ الْعِبادَ بِأَعْمَالِهِمْ يَقُولُ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذين كُنْتُمْ تُراؤونَ فِي الدُّنْيَا، انْظُرُوا، هَلْ تُصيبونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً)).
وَأَخْرَجَ أَبُو نُعَيْمٌ فِي الْحِلْيَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: كُلُّ مَا لَا يَبْتَغِي بِهِ وَجهَ اللهِ يَضْمَحِلُّ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ عَنْ رَبيعِ بْنِ خُثَيْم، قَالَ: مَا لَمْ يُرَدْ بِهِ وَجْهُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ، يَضْمَحِلُّ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ، عَنْ أَبي الْعَالِيَةِ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: قَالَ لِي أَصْحَابُ سيِّدِنا مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا الْعَالِيَةِ، لَا تعْمَلْ لِغَيْرِ اللهِ فَيَكِلَكَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ، إِلَى مَنْ عَمِلْتَ لَهُ.
هَذا وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبي سُفْيَانٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، أَنَّهُ تَلَا هَذِهِ الْآيَةِ: "فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ" الْآيَةَ. قَالَ: إِنَّهَا آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ مِنَ الْقُرْآنِ.
وجَاءَ في فَضْلِهَا عَدَدٌ مِنَ الأَحاديثِ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُسْنَدِ الشامِيِّينَ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، عَنْ أَبي حَكِيمٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ لَمْ يَنْزِلْ عَلَى أُمَّتِي إِلَّا خَاتِمَةُ سُورَةُ الْكَهْفِ لَكَفَتْهُمْ)).
وَأَخْرَجَ ابْنُ رَاهَوَيْهِ، وَالْبَزَّارُ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، والشِّيرازيُّ فِي الأَلْقابِ عَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ مَنْ قَرَأَ في لَيْلَةٍ: "فَمَنْ كانَ يَرْجو لِقَاءَ رَبِّهِ" الآيةَ، كَانَ لَهُ نُورٌ مِنْ عَدَنِ أَبْيَنَ إِلَى مَكَّةَ، حَشْوُهُ الْمَلَائِكَةُ)). مُسْنَدُ البَزَّارِ بِرَقَم: (3108). والحاكِمُ: (2/402، رقم: 3403)، وَقَالَ: صَحيحُ الإِسْنَادِ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ الضِرِّيسِ عَنْ أَبي الدَّرْدَاءِ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: مَنْ حَفِظَ خَاتِمَةَ الْكَهْفِ كَانَ لَهُ نُورٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ لَدُنْ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ.
قوْلُهُ تَعَالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} قُلْ: فِعْلُ أَمْرٍ مبنيٌّ عَلَى السُّكونِ، وَفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ وجوبًا تقديرُهُ (أَنت) يَعُودُ عَلى سيِّدنا مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإعْرَابِ. وَ "إِنَّمَا" كافَّةٌ وَمَكْفُوفَةٌ تُفيدُ الحَصْرَ. وَ "أَنَا" مَرفوعٌ بالابْتِداءِ. و " بَشَرٌ" خَبَرُهُ مرفوعٌ. و "مِثْلُكُمْ" نَعْتٌ لِـ "بَشَرٌ" مَرْفوعٌ مِثلُهُ، وهوُ مُضافٌ، وكافُ الخطابِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ في محلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إِليْهِ، والميمُ علامةُ الجَمعِ المُذكَّرٍ. وَهذِهِ الجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ: فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَقولُ القولِ لِـ "قُلْ".
قوْلُهُ: {يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}  يُوحَى: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وعلامةُ رفعِهِ ضمُّةٌ مقدَّرةٌ على آخِرِهِ لتعذُّرِ ظهورِها على الأَلِفِ، وهوَ مَبْنيٌّ  للمَجْهولِ (مُغَيَّرْ الصِّيغَةِ). وَ "إِلَيَّ" حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ " يُوحَى" وياءُ المُتَكَلِّمِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بحرفِ الجَرِّ. وَ "أَنَّمَا" كافةٌ وَمَكْفُوفَةٌ مِثْلُ "إِنَّما" إلَّا أَنَّ العُكبريَّ ـ رَحمهُ اللهُ، قالَ بِأَنَّ "مَا" وإنْ كفَّتْ "أَنَّ" عَنْ عَمَلِهَا في نَصْبِ المُبتَدَأِ ورفعِ الخَبَرِ، إِلَّا إِنَّها لم تُخْرِجْها عنْ مَصْدَريَّتِها، وقد تبعَهُ في ذلكَ السُّيُوطِيُّ والجَمَلُ ـ رَحِمَهُما اللهُ تَعَالى. و "إِلَهُكُمْ" مَرْفوعٌ بالابْتِداءِ، مُضافٌ، والميمُ علامةُ جَمْعِ المُذكَّرِ. و "إِلَهٌ" خَبَرُهُ مرفوعٌ. و "وَاحِدٌ" صِفَتُهُ مرفوعَةٌ مثلُهُ، والجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ هَذهِ صِلَةُ "أَنَّ" المَصْدَرِيَّةَ المَكْفوفَةَ، وَ "أَن" مَعَ صِلَتِها فِي تَأْويلِ مَصْدَرٍ مَرْفُوعِ، عَلَى كَوْنِهِ نَائِبًا عنْ فاعِلِ "يُوحَى"، والتقديرُ: يُوحَى إِلَيَّ وَحْدانِيَّةُ اللهِ ـ سُبْحانَهُ وتَعَالَى، وَجُمْلَةُ "يُوحَى" الفعليَّةُ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ صِفَةً ثَانِيَةً لِـ "بَشَرٌ"، وَالمَعْنَى: لَمْ يُوحَ إِلَيَّ إِلَّا وَحْدانِيَّةُ "إِلَهٌ"؛ أَيْ: لا تَعَدُّدُهُ، فَالحَصْرُ نِسْبِيٌّ.
قولُهُ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ} الفاءُ: للاسْتِئْنَافِ، و "مَنْ" اسْمُ شَرْطٍ جَازِمٌ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ بالابْتِداءِ، وخَبَرُهُ جُمْلَةُ الجَوَابِ، أَوْ الشَّرْطِ أَوْ هُمَا معًا، و "كَانَ" فِعْلٌ ماضٍ ناقِصٌ مَبْنِيٌّ عَلى الفتْحِ فِي مَحَلِّ الجَزْمِ بِـ "مَنْ" عَلى كَوْنِهِ فِعْلَ شَرْطٍ لَهَا، واسْمُ "كَانَ" ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيها جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلى "مَنْ". و "يَرْجُو" فعلٌ مُضارعٌ مرفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وعلامةُ رفعِهِ ضَمَّةٌ مُقدَّرةٌ عَلى آخِرِهِ، لِثِقَلِها عَلى الواوِ، وفاعِلُهُ ضميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يعودُ على "مَنْ"، و "لِقَاءَ" مفعولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ، وهوَ مُضافٌ. و "رَبِّهِ" اسْمٌ مجرورٌ بالإضافةِ إِلَيْهِ، وهوَ مضافٌ أَيْضًا، والهاءُ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بالإضافةِ أَيضًا، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هذِهِ في مَحَلِّ النَّصْبِ خَبَرُ "كَانَ"، والتقديرُ: فَمَنْ كانَ رَاجِيًا لِقَاءَ رَبِّهِ.
قولُهُ: {فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} الفاءُ: رَابِطَةٌ لِجَوابِ "مَنْ" الشَّرْطِيَّةِ وُجُوبًا لِكَوْنِ الجَوَابِ جُمْلَةً طَلَبِيَّةً، وَاللَّامُ: حَرْفُ أَمْرٍ وَجَزْمٍ، و "يَعْمَلْ" فِعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزُومٌ بها، وفَاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيِهِ جوازًا تقديرُهُ (هوَ) يَعُودُ عَلى "مَنْ". و "عَمَلًا" مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصوبٌ، أَوْ هوَ مَنْصوبٌ عَلَى المَفْعُولِيَّةِ المُطْلَقَةِ. و "صَالِحًا" صِفَةٌ لَهُ مَنْصُوبَةٌ مِثْلُهُ، وهذِهِ الجُمْلَةُ الِفعْلِيَّةُ فِي مَحَلِّ الجَزْمِ بِـ "مَنْ" الشَّرْطِيَّةِ عَلَى كَوْنِها جَوَابًا لَهَا، وَجُمْلَةُ "مَنْ" الشَّرْطِيَّةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قوْلُهُ: {وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}  الوَاوُ: حرفٌ للعَطْفِ، وَ "لا" حرفٌ للنَّهْيِ والجَزْمِ. وَ "يُشْرِكْ" فِعْلٌ مُضارعٌ مَجْزومٌ بِـ "لا" النَّاهِيَةِ الجازمةِ، وَفاعِلُهُ: ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ جَوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلَى "مَنْ" الشرطيَّةِ. وَ "بِعِبَادَةِ" الباءُ: حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِالفعلِ "يُشْرِكْ"، والباءُ سَبَبِيَّةٌ، أَيْ: بِسببِ. وَقِيلَ: هي بِمَعْنَى "في". وَ  "عِبَادَةِ" اسمٌ مَجْرورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ، وهوَ مُضافٌ. وَ "رَبِّهِ" اسْمٌ مجرورٌ بالإضافَةِ إِليْهِ، وَهُوَ مُضافٌ أَيْضًا، وَالهاءُ: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في مَحَلِّ الجَرِّ بالإِضافَةِ إِلَيْهِ. وَ "أَحَدًا" مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ، وَجُمْلَةُ "لَا يُشْرِكْ" الفِعْلِيَّةِ هَذِهِ فِي مَحَلِّ الجَزْمِ عَطْفًا عَلَى جُمْلَةِ قَوْلِهِ: "فَلْيَعْمَلْ"، عَلَى كَوْنِهَا جَوَابَ "مَنْ" الشَّرْطِيَّةِ الجازمةِ.
قرأَ العامَّةُ: {وَلاَ يُشْرِكْ} العامَّةُ عَلى الياءِ مِنْ تِحْتُ، عُطِفَ بِها عَلى أَمْرٍ. وَرُوِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو أنَّهُ قَرَأَ: "وَلاَ تُشْرِكْ" بالتاءِ مِنْ فوقُ خِطابًا عَلى الالْتِفاتِ مِنَ الغَيْبَةِ إِلَى الخِطابِ ثُمَّ الْتُفِتَ فِي قوْلِهِ "بِعِبَادَةِ رَبِّهِ" إِلَى الأَوَّلِ. وَلَوْ جِيْءَ بهِ عَلى الالْتِفَاتِ الثاني: لَقِيلَ: رَبِّكَ.
 
 
 
بَحَمْدِ اللهِ تَمَّتْ سُورَةُ الكَهْفِ ويليها سُورةُ مريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 110
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 16
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 34
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 65 (1)
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 80
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 96

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: