روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 29

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 29 Jb12915568671



الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 29 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 29   الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 29 I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 06, 2019 7:24 am

وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا
(29)


قولُهُ ـ تَعَالَى شأْنُهُ: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ} أَمْرٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى لِنَبيِّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يُصَارِحَ زُعَمَاءَ قُرَيْشٍ بِأَنَّهُ لَا يَعْدِلُ عَنِ الْحَقِّ الَّذِي جَاءَهُ مِنَ اللهِ ـ جلَّ وعَزَّ، وَأَنَّهُ مُبَلِّغُهُ بِدُونِ هَوَادَةٍ، وَأَنَّهُ لَا يَرْغَبُ فِي إِيمَانِهِمْ بِبَعْضِهِ دُونَ بَعْضٍ، وَلَا يَتَنَازَلُ إِلَى مُشَاطَرَتِهِمْ فِي رَغَبَاتِهِمْ بِشَطْرِ الْحَقِّ الَّذِي جَاءَ بِهِ، وَأَنَّ إِيمَانَهُمْ وَكُفْرَهُمْ مَوْكُولٌ إِلَى أَنْفُسِهِمْ، لَا يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ بِوَعْدِ الْإِيمَانِ يَسْتَنْزِلُونَ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، عَنْ بَعْضِ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ. وكانُوا قَدِ اشْتَرَطُوا عَلَيْهِ مُقابِلَ إِيمانِهِمْ برسالتِهِ أَنْ يُخَصِّصَ لَهُمْ مَجْلِسًا لَا يُشاركُهُمْ فيِهِ فُقَرَاءُ المُسْلِمِينَ وَضُعَفاؤُهم، كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ في تفسيرِنا للآيةِ: 28، السابِقَةِ. وَ "الْحَقُّ" خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ مَعْلُومٍ مِنَ الْمَقَامِ، تقديرُهُ: هَذَا هُوَ الْحَقُّ. و "الحَقُّ" هوَ القُرْآنُ كَمَا رُوِيَ عَنْ قَتادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِيمَا أَخْرَجَهُ عَنْهُ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَقالَ الزَّجَّاجُ أَبُو إِسَحاق: أَيْ الذي أَتَيْتُكُمْ بِهِ الحَقُّ مِنْ رَبِّكمْ. "مَعَاني القُرآنِ وإعرابُهُ" للزَّجَّاجِ: (3/281). وهَذَا مَعنَى قَوْلِ قَتَادَةَ السّابق. وَقَالَ الكِسائيُّ: يَعْنِي هوَ الحَقُّ مِنْ رَبِّكم، وهوَ الإِسْلامُ. وقالَ الأَخْفَشُ: أَيْ قُلْ: هُوَ الحَقُّ. "معاني القرآن" للأخفشِ: (1/618). وَقد عَبَّرَ ـ تَعَالَى، بِرُبويتِهُ لَهُمْ إِذْ قالَ: "رَبِّكُمْ" فَأَضَافَهُم إِلَى ذاتِهِ المُقدَّسَةِ العَلِيَّةِ، لِلتَّذْكِيرِ بِسَابِغِ نِعَمِهِ عَلَيْهِمْ، الأَمْرُ الذي يُوجِبُ عَلَيْهِم الإيمانَ بِهِ وتَوْحيدَهُ، وَعِبادتَهُ وَحْدَهُ دَونَما نِدٍّ وَلا شَريكٍ.
قولُهُ: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} الْأَمْرُ هُنَا فِيهما لِلتَّسْوِيَةِ الْمُكَنَّى بِهَا عَنِ وَعْدِهِ للمُؤْمِنينَ، وَوَعِيدِهِ للكافِرينَ. فَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، فِي قَوْلِهِ: "فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" قَالَ: هَذَا تَهْديدٌ وَوَعِيدٌ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ رَبَاحَ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَأَلتُ عُمَرَ بْنَ حَبيبٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: "فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" قَالَ: حَدَّثنِي دَاوُدُ بْنُ نَافِعٍ أَنَّ مُجَاهدًا ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَانَ يَقُولُ: فَلَيْسَ بِمُعْجِزِي، وعِيدٌ مِنَ اللهِ. وَقَالَ السُّدِّيُّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: هَذَا عَلى وَجْهِ الوَعِيدِ. وَقَالَ قَتَادَةُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ رَبَّكمْ بَيَّنَ ثُمَّ خَيَّرَ؛ يَعْنِي التَخْيِيرَ الذي هُوَ للتَهْديدِ. وَقالَ الزَّجاَّجُ: هَذَا الكَلامُ لَيْسَ بِأَمْرٍ لَّهُمْ، مَا فَعَلُوا مِنْهُ فَهُمْ فِيهِ مُطيعونَ، ولَكِنَّهُ كَلامُ وَعِيدٍ وَإِنْذارٍ، قَدْ بَيَّنَ بَعْدَهُ مَا لِكُلِّ فَريقٍ مِنْ مُؤْمِنٍ وَكافِرٍ. "مَعَانِي القُرْآنِ" لَهُ: (3/281). وَهَذَا ما عليْهِ أَكْثَرُ المفَسِّرينَ.
وَأَخْرَجَ حَنِيشٌ فِي الاسْتقَامَة، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، والوالِبيُّ عَنِ الضحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، فِي قَوْلِهِ ـ تَعَالَى: "فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" يَقُولُ: مَنْ شَاءَ اللهُ لَهُ الْإِيمَانَ آمَنَ، وَمَنْ شَاءَ اللهُ لَهُ الْكُفْرَ كَفَرَ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ في الآيَة: 29، مِنْ سُورَةِ التكْويرِ: {وَمَا تَشَاؤُونُ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.
وَقدْ قُدِّمَ الْإِيمَانَ فِيهِ عَلَى الْكُفْرِ لِأَنَّ إِيمَانَهُمْ باللهِ ورَسولِهِ هوَ المَرْغُوبُ فِيهِ، المَطلوبُ مِنْهُمْ، الذي يَرْضاهُ اللهُ مِنْهُمْ، وَلَيْسَ كُفرُهُمْ، كَمَا قالَ ـ تَعَالَى، في الآيةِ السَّابِعَةِ مِنْ سُورَةِ الزُّمَرِ: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.
قولُهُ: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} أَعْتَدْنا: أَعْدَدْنا وهيَّأْنَا لهُمُ العَتَادَ المُنَاسِبَ لِعَذَابِهِمْ، وَ "الظَّالِمِينَ" هُمُ الذينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهم حِينَ أَشْرَكُوا باللهِ تَعَالى، وكَفَرُوا بِهِ، والشُّركُ أَفدَحُ الظُلْمِ لقولِهِ تعالى مِنْ سُورةِ لُقْمانَ: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم} الآية: 13. وَ "نَارًا" التَّنْوينُ للتَّهْويلِ عَلَيْهمْ وتَعْظيمِ شَأْنِها لِتَخْويفِهِمْ مِنْهَا. وَالسُّرَادِقُ هُنَا: تَخْيِيلٌ لِاسْتِعَارَةٍ مَكْنِيَّةٍ، فقَدْ شَبَّهَ النَّارَ بِالدَّارِ لَهَا سُرَادِقٌ مُبَالَغَةً فِي إِحَاطَتِها بِهِمْ تخويفًا لَّهُمْ، وتهويلًا عَلَيْهِمْ. وَأَيضًا فإِنَّ مِنْ شَأْنِ السُّرَادِقِ أَنْ يَكُونُ لِقُصُورِ المُلُوكِ وبُيُوتِ الأَثْرِياءِ أَهْلِ التَّرَفِ، وإِثْبَاتُهُ هُنَا لِدَارِ عَذَابِهِمْ في الآخِرةِ اسْتِعَارَةٌ تَهَكُّمِيَّةٌ بِهِمْ. والسُّرادِقُ: مَا أَحَاطَ بالشَّيْءِ كالمَضْرِبِ والخِبَاءِ. وَقِيلَ للحائطِ المُشْتَمِلِ عَلَى شَيْءٍ: سُرادِقٌ. وَقِيلَ: هوَ الحُجْزَةُ تَكونُ حَوْلَ الفُسْطاطِ، والحُجْزَةُ: الْحَاجِزُ يَكُونُ مُحِيطًا بِالْخَيْمَةِ يَمْنَعُ الْوُصُولَ إِلَيْهَا، فَقَدْ يَكُونُ مِنْ جِنْسِ الْفُسْطَاطِ أَدِيمًا أَوْ غَزْلًا خَشِنًا، وَقَدْ يَكُونُ غَيْرَ ذَلِكَ كَالْخَنْدَقِ، وغيرِهِ. وقِيلَ: هوَ مَا يُمَدُّ عَلَى صَحْنِ الدَّارِ. وَقِيلَ: كُلُّ بَيْتٍ مِنْ القُطْنِ أَوِ الشَّعرِ أَوِ الوَبَرِ فَهُوَ سُرادِقٌ، قَالَ رُؤْبَةُ بْنُ العجَّاجِ:
يا حَكَمُ بْنَ المُنْذِرِ بْنِ الجارُوْدْ ...... أَنْتَ الجَوَادُ ابْنُ الجَوَادِ المَحْمُودْ
سُرادِقُ المَجْدِ عَلَيْكَ مَمْدودْ
ويُقالُ: بَيْتٌ مُسَرْدَقٌ، أَيْ: مَسْدودٌ كُلُّهُ، أَعْلاهُ وأَسْفلُهُ، كَمَا تَقُولُ: بيتٌ مُسيَّجٌ مسوَّرٌ مُحَصَّنٌ وَمِنْ ذَلِكَ قوْلُ الشَّاعِرِ سَلامَةَ بْنِ جَنْدَلٍ السَّعْدِيِّ يَذْكُرُ قَتْلَ كِسْرَى (أَبْرَويز) للمَلِكِ النُّعْمانِ بْنِ المُنْذِرِ، مَلِكِ المناذِرَةِ العَرَبِ:
هُوَ المُدْخِلُ النُّعْمانَ بَيْتًا سَمَاؤُهُ ...... صُدُورُ الفُيُولِ بَعْدَ بَيْتٍ مُسَرْدَقِ
وكانَ (أَبْرويزُ) مَلِكُ الفُرْسِ قَدْ حَبَسَ المَلِكَ النُّعْمَانَ في حَظِيرَةِ الفِيَلَةِ ـ وكانَ لهُ فيها أَلْفَ فِيلٍ، فَقَتَلَهُ تَحْتَ أَرْجُلِ الفِيَلَةِ أَوِ الفُيولِ، فَهُوَ أَيْضًا جَمْعُ "فِيلٍ". وَقِيلَ: السُّرادِقُ: هوَ الدِّهْلِيزُ. ومنهُ قَوْلُ الفَرَزْدَقِ:
تَمَنَّيْتَهم حَتَّى إِذَا مَا لَقِيْتَهُمْ .......... تَرَكْتَ لَهُمْ قَبْلَ الضِّرابِ السُّرَادِقَا
وقالَ الأَزْهَرِيُّ: وَيُقَالُ للغُبَارِ السَّاطِعِ، والدُّخانِ الشَّاخِصِ المُحِيطِ بِالشَّيْءِ: سُرَادِقٌ. "تَهْذيبُ اللُّغَةِ": (2/1669). وقالَ بْنُ قُتيبةِ: إِنَّهُ دُخَانٌ يُحِيطُ بالكُفَّارِ يَوْمَ القِيامَةِ، وَهُوَ الظِّلُّ ذُو ثَلاثِ شُعَبٍ الذي ذَكَرَهُ اللهُ ـ تَعَالى، فِي الآيَتانِ: (30 و 31)، مِنْ سُورَةِ المُرْسَلاتِ فَقَالَ: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ * لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ}. وَقالَ لَبِيدُ بْنُ ربيعَةَ العامِرِيُّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَذْكُرُ الإِبِلَ:
رَفَعْنَ سُرادِقًا فِي يَوْمِ رِيحٍ ................... يُصَفَّقُ بَيْنَ مَيْلٍ وَاعْتِدَالِ
فأَورَدَها العِراكَ ولم يَذُدْها .............. ولم يُشْفِقْ على نَغَصِ الدِّخَالِ
يَصِفُ الشاعِرُ المُخضْرَمُ لبيدٌ حُمُرَ وَحْشٍ تَعْدُو إِلى الماءِ، مُثيرَةً غُبارًا كَأَنَّهُ سُرادِقٌ، يَرْتَفِعُ مَرَّةً فِي الهَوَاءِ مُسْتَوِيًا، ويَميلُ أُخْرَى، عَلَى حَسَبِ مَا تُمِيلُهُ الرِّيحُ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا" قَالَ: حَائِطٌ مِنْ نَارٍ. وفي روايةٍ لأَبي صالحٍ عَنْهُ قالَ: السُّرَادِقُ: لِسَانٌ مِنْ النَّارِ، يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ فَيُحيطُ بِهِمْ حَتَّى يُفْرَغُ مِنْ حِسَابِهِمْ.
وَأَخْرَجَ الأئمَّةُ: أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ أَبي الدُّنْيَا، فِي (صِفَةُ النَّارِ)، وَابْنُ جَريرٍ، وَأَبُو يَعْلَى، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَابْنُ حِبَّانٍ، وَأَبُو الشَّيْخِ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، عَنْ أَبي سَعيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: السُّرادِقُ: النَّارُ أَرْبَعَةُ جُدُرٍ كُثُفٍ، كُلُّ جِدَارٍ مِنْهَا مَسيرَةَ أَرْبَعُينَ سَنَةً.
وَأَخْرَجَ الأئمَّةُ: أَحْمَدُ، وَالْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ، وَابْنُ أَبي الدُّنْيَا، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْبَحْرَ مِنْ جَهَنَّمَ، ثُمَّ تَلَا: "نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا".
وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي مُصَنَّفِهِ، عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كَانَ لَا يَنَامُ فِي السُّرادِقِ، وَيَقُولُ: لَمْ يُذْكَرِ السُّرَادِقُ إِلَّا لِأَهْلِ النَّارِ.
قولُهُ: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ} الِاسْتِغَاثَةُ: طَلَبُ الْغَوْثِ مِمَّا هُمْ فِيهِ مِنَ العَذَابِ وَشِدَّةِ العَطَشِ. وَالْغَوْثِ، والإغاثَةُ: الْإِنْقَاذُ مِنْ شَدَّةٍ مُلِمَّةٍ، أَوْ تَخْفِيفُ أَلَمٍ شَديدٍ. قوله: {وَإِن يَسْتَغِيثُواْ} ، أي: يَطْلُبوا العَوْنَ. والياءُ في "يستغيثوا" مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ، إِذِ الأَصْلُ هوَ: يَسْتَغْوِثوا، فَقُلِبَتِ الواوُ ياءً لِتَصْريفٍ ذُكِر في الفَاتِحَةِ عِنْدَ قَوْلِهِ تعالى: {نَسْتَعِينُ} الآية: 5، وَهَذَا الكلامُ مِنَ المُشَاكَلَةِ والتَجَانُسِ، وإِلَّا فَأَيُّ إِغاثَةٍ لَّهُمْ فِي ذَلِكَ؟ أَوْ مِنْ بابِ التَهَكُّمِ كَقَوْلِ الشاعِرِ بِشْرِ بْنِ أَبي خَاَزِمٍ:
غَضِبَتْ تَميمٌ أَنْ تُقَتَّلَ عامرٌ .............. يَوْمَ النِّسارِ فَأُعْتِبُوا بالصَّيْلَمِ
وَكَقَوْلِ عَمْرِو بْنِ مَعْدي كَرِبَ الزبيديِّ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ:
وَخَيْلٍ قد دَلَفْتُ لها بِخَيْلٍ ................... تَحِيَّةُ بَيْنِهمْ ضَرْبٌ وَجيعُ
ومِثْلُهُ كَثيرٌ. وَهُمْ في النَّارِ إِذا اسْتَغاثُوا مِنْ حَرِّها، فإنَّما هُمْ يَطْلُبُونَ شَيْئًا يُبَرِّدُ عَلَيْهِمْ جَوْفَهُم، ويُخَفِّفُ عَنْهُمْ مُعاناتِهِم، كَأَنْ يَصُبُّوا المَاءَ عَلَى وُجُوهِهِمْ، مَثَلًا، كَمَا جاءَ فِي الآيَةِ: 50، مِنْ سُورَةِ الْأَعْرَافِ: {وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ}. أَوْ يَسْأَلُونَ شَيْئًا مِنْ الشّرابِ لِيُخَفِّفَ عَنْهُمْ شِدَّةَ الْعَطَشِ. وَقَدْ أَوْمَأَ إِلَى شُمُولِ الْأَمْرَيْنِ بِذِكْرِ وَصْفَيْنِ لِهَذَا الْمَاءِ فَقَالَ: "يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ". وَالْإِغَاثَةُ: مُسْتَعَارَةٌ هُنَا لِلزِّيَادَةِ مِمَّا اسْتُغِيثَ مِنْ أَجْلِهِ عَلَى سَبِيلِ التَّهَكُّمِ، وَهُوَ مِنْ تَأْكِيدِ الشَّيْءِ بِمَا يُشْبِهُ ضِدَّهُ. وَ "الْمُهْلُ" بِضَمِّ الْمِيمِ، كلُّ فِلِزٍ أُذِيبَ، وهوَ هُنَا القَيْحُ وَالصَّديدُ السَّائِلُ مِنْ أَجْسَادِهِمْ أَثناءَ احْتِرَاقِها بِالنَّارِ في جَهَنَّمَ، فَإِنَّهُ يَزِيدُ أَجَوافهُم، أَوْ وُجوهَهُمُ الْتِهَابًا، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أَبي بَكْرٍ الصِدِّيقِ ـ رَضيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُ، حِينَ حَضَرَتْهُ الوَفاةُ: (ادْفِنُوني في ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ، فَإِنَّمَا هُمَا للمُهْلِ وَالتُّرابِ). غَريبُ الحَديثِ، لأَبي عُبَيْدٍ: (3/217)، والفائقُ في غَريبِ الحَديثِ، للزَّمَخْشَرِيِّ: (3/395). وَقَالَ تَعَالَى مِنْ سُورَةِ المَعَارِجِ: {يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ} الآية: 8. وقال الليْثُ بْنُ سَعْدٍ: المُهْلُ: ضَرْبٌ مِنَ القَطِرانِ، يُقَالُ: مَهَلْتُ البَعيرَ فَهُوَ مَمْهُولٌ. وعَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ قالَ: المُهْلُ عِنْدَهُمُ المَلَّةُ (الرَّمادُ الحارُّ) إِذَا حَمِيَتْ جِدًّا رَأَيْتَهَا تَمُوجُ. وقيلَ: المُهْلُ: السُّمُّ. والمَهَلُ (بِفَتْحَتَيْنِ): التُّؤَدَةُ والوَقارُ. قَالَ تَعَالَى مِنْ سُورةِ الطارق: {فَمَهِّلِ الكافرينَ أَمْهِلْهمْ رُوَيْدًا} الآيةَ: 17.
ورَوَى أَبُو سَعيدٍ الخُدْرِيُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَن ِالنَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في قولِهِ: "بِماءٍ كالمُهْلِ" قَالَ: "كَعَكَرِ الزَّيْتِ" أَخْرَجَهُ الإمامُ أَحمَدُ فِي مُسْنَدِهِ: (1/222)، والتِّرْمِذِيُّ في جامِعِهِ: (4/608)، وابْنُ حِبَّانَ فِي صَحيحِهِ: (9/279)، وابنُ جريرٍ الطَبَرِيُّ في تَفْسِيرِهِ (جامِعِ البيان): (25/132)، والبَغَوِيُّ في (مَعَالِمِ التَنْزيلِ): (5/168)، وابْنُ كَثيرٍ فِي تفسيرِهِ: (3/92)، والسُيُوطِيُّ في الدُّرِّ المَنْثُورِ: (4/400)، وَابْنُ حَجَرٍ الهيثميُّ في (الكافي الشافي)، برقم: (103). وهوَ قوْلُ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، في روايَةِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّهُ قالَ: ك (دَرديِّ الزَّيْتِ). ونَحْوَ هَذَا رَوَى عَنْهُ الوَالِبِيُّ والعَوْفِيُّ. وَرَوَى قَتَادَةُ والحَسَنُ البَصْريُّ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، عَنِ ابْنِ مَسْعودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ المُهْلِ، فَدَعَا بِذَهَبٍ وَفِضَّةٍ فَخَلَطَهُما، فَأُذِيبَا حَتَّى إِذا أَزْبَدَا، وانْمَاعَا، قالَ: هَذَا أَشْبَهُ شَيْءٍ فِي الدُّنْيا بالمُهْلِ الذي هُوَ شَرَابُ أَهْلِ النَّارِ) تَفْسيرُ (جامِعُ البَيَانِ) للطبريِّ: (15/158). وهوَ ما اخَتارَهُ الزَّجَّاجُ، قالَ: يَعْني أَنَّهم يُغاثونَ بِماَءٍ كالرَّصاصِ المُذابِ، أَوِ النُّحاسِ، أَوِ الفِضَّةَ. "مَعَاني القُرْآنِ وإِعرابُهُ" للزَّجَّاجِ: (3/282). وَأخرج أَحْمد وَعبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَابْنُ حِبَّان، وَالْحَاكِمُ وَصَححهُ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيمانِ، عَنْ أَبي سَعيدٍ الْخُدْرِيُّ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِهِ ـ تَعالى: "بِمَاء كَالْمُهْلِ" قَالَ: كَعَكَرِ الزَّيْتِ، فَإِذا قُرِّبَ إِلَيْهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِهِ فِيهِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُما، فِي قَوْلِهِ: "كَالْمهْلِ" يَقُولُ: أَسْوَدٌ كَعَكَرِ الزَّيْتِ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وهَنَّادُ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُما، عَنِ الْمُهْلِ قَالَ: مَاءٌ غَليظٌ كَدُرْدِيِّ الزَّيْتِ.
وَأَخْرَجَ هَنَّادُ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، عَنْ سِعيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "كَالْمهْلِ" قَالَ: كَدُرْدِيِّ الزَّيْتِ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: الْمُهْلُ: دُرْدِيُّ الزَّيْتِ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبي مَالِكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "كَالْمْهْلِ" قَالَ: الْمُهْلُ دُرْدِيُّ الزَّيْتِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُما، قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا "الْمُهْلُ"؟ مُهْلُ الزَّيْتِ: يَعْنِي آخِرَهُ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "كَالْمهْلِ" قَالَ: الْقَيْحُ وَالدَّمُ أَسْوَد كَعَكَرِ الزَّيْتِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنِ الضَّحَّاكِ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "كَالْمُهْلِ" قَالَ: أَسْوَد وَهِيَ سَوْدَاءُ وَأَهْلُهَا سُود. وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ خَصِيفٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: "الْمُهْلُ" النُّحاسُ إِذَا أُذِيبَ فَهُوَ أَشَدُّ حَرًّا مِنَ النَّارِ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الحَكَمِ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "كَالْمهْلِ" قَالَ: مِثْلُ الْفِضَّةِ إِذا أُذِيبَتْ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ سَعيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "كَالْمهْلِ" قَالَ: أَشَدُّ مَا يَكونُ حَرًّا.
قولُهُ: {يَشْوِي الْوُجُوهَ} وَهُوَ اسْتِئْنَافٌ ابْتِدَائِيٌّ، وَالتَّشْبِيهُ فِي سَوَادِ اللَّوْنِ وَشِدَّةِ الْحَرَارَةِ فَلَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا حَرَارَةً، وَلِذَلِكَ عَقَّبَ بِقَوْلِهِ: "يَشْوِي الْوُجُوهَ". يُقالُ: شَوَيْتُ اللَّحْمَ أَشْويهِ شَيًّا، وَالاسْمُ مِنْهُ الشِواءُ، والقِطْعَةُ شِواءَةٌ. وشَوَّاهُمْ وأَشْواهُمْ: أَطْعَمَهُم شِواءً. وأَشْواهُ لَحْمًا: أَطْعَمَه إِيَّاه. وَقَدِ انْشَوَى اللَّحْمُ، وَلا يُقالُ "اشْتَوَى". وَاشْتَوَيْتُ: اتَّخَذْتُ شِوَاءً. وذَلِكَ إِذا شَوَيْتَهُ لِنَفْسِكَ خَاصَّةً. وَإِذا تحدَّثْتَ عنِ غَيْرِكِ قُلْتَ: اشْتَوَى فلانٌ لِنفْسِهِ، ومنهُ قولُ لِبِيدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ:
وغُلامٍ أَرْسَلَتْهُ أُمُّهُ ............................... بِأَلُوكٍ فَبَذَلْنَا مَا سَأَلْ
أَوْ نَهَتْهُ فَأَتَاهُ رِزْقُهُ ......................... فَاشْتَوَى لَيْلَةَ رِيحٍ وَاجْتَمَلْ
قوْلُهُ: "بِأَلوك": برسالةٍ، و"اجْتَمَلَ" أَيْ: انْتَفَعَ بِالشَّحْمِ، و الجَميلُ مِنْ أَسْماءِ الشَّحْمُ. وَالشَّيُّ: الإِنْضَاجُ بِالنَّارِ مِنْ غَيْرِ مَرَقَةٍ تَكونُ مَعَ ذَلِكَ الشَّيءِ المَشْوِيَّ.
وَرويَ عَنْ عَبْدِ اللهِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ: (يَشْويهِ حَتَّى يَسْقُطَ لَحْمُ وَجْهِهِ).
قولُهُ: {بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} ذمٌّ للماءِ الذي تحَدَّثنا عنهُ في تفسيرِ الجُمْلَةِ التي قبلَها. و "مُرْتَفَقًا" مَا يُرْتَفَقُ بِهِ. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُما: يُريدُ وَبِئْسَ مَا ارْتَفَقُوا بِهِ. وِاخْتَلَفَتِ العِباراتُ عَنِ المُفَسِّرينَ فِي هَذَا، فَقَالَ مُجاهِدٌ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ: (مُجْتَمَعًا). أَخْرَجَهُ عنْهُ ابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِم، والطَبَرِيُّ: (15/158). وَقَالَ عَطاءٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ: (مَقَرًّا). "مَعالِمُ التنزيل": (5/168). وَقالَ الزَّجَّاجُ: (مَنْزِلًا). معاني القُرْآنِ وإعْرابُهُ" للزَّجَّاجِ: (3/282). وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: (مَجْلِسًا) تَفْسيرُ "غَريبُ القُرْآنِ" لهُ: (1/267). وَمَعْنى هَذِهِ الأَلْفَاظِ وَاحِدٌ، وتَرْجِعُ كُلُّها إِلَى أَصْلٍ وَاحِدٍ، وَذَلِكَ أَنَّ المَنْزِلَ وَالدَّارَ مِمَّا يُرْتَفَقُ بِهِ، ويَجُوزُ أَنْ يَكونَ المَعْنَى مِنَ الاتِّكاءِ عَلَى المِرْفَقِ، جاءَ ذَلِكَ فيما أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ: فِي قَوْلِهِ ـ تَعَالَى: "وَسَاءَتْ مرتفقًا" قَالَ: عَلَيْهَا مُرْتَفِقونَ عَلى الْحَمِيمِ حِينَ يَشْرَبُونَ، والإِرْتِفَاقُ هُوَ المُتَّكَأُ. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ أَبي ذُؤيْبٍ الهذَلِيِّ:
نَامَ الخَلِيُّ وَبِتُّ مُرتفِقًا ................. كَأَنَّ عَيْنِيَ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوحُ
قوْلُهُ تَعَالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ} الواوُ: عاطِفَةٌ، و "قُلِ" فِعْلُ أَمْرٍ مبنيٌّ عَلى السُّكونِ، وحُرِّكَ بالكَسْرةِ لالتقاءِ الساكنينِ، وفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ (أَنتَ) يَعُودُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وَسَلَّمَ، والجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ قَوْلِهِ: {وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ} على كونِها مُسْتَأْنَفَةً لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ. وَ "الْحَقُّ" خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذوفٍ تقديرُهُ؛ هَذَا الذي أُوحِيَ إِلَيَّ الحَقُّ. ويجوزُ أَنْ يكونَ فاعِلًا بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ دَلَّ عَلَيْهِ السِّياقُ، أَيْ: جاءَ الحَقُّ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ في مَوْضِعٍ آخَرَ، إِلَّا أَنَّ الفِعْلَ لا يُضْمَرُ إِلَّا في مَوَاضَعَ مِنْهَا: أَنْ يُجَابَ بِهَ اسْتِفْهامٌ، أَوْ يُرَدَّ بِهِ نَفْيٌ، أَوْ يَقَعَ فِعْلٌ مَبْنِيٌّ للمَفْعُولِ لَا يَصْلُحُ إِسْنادُهُ لِمَا بَعْدِهِ. أَوْ أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ وخَبَرُهُ الجَارُّ بَعْدَهُ. و "مِنْ" حرفُ جَرٍّ متعلِّقٌ بِحالٍ مِنَ الحَقِّ، و "رَبِّكُمْ" مجرورٌ بحرفِ الجَرِّ مُضافٌ، وكافُ الخطابِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إليْهِ، والميمُ للجمعِ المُذَكَّرِ، والجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَقولُ القَوْلِ، لِـ "قُلِ".
قولُهُ: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} الفاءُ: اسْتِئْنافِيَّةٌ، أَوْ فَصِيحَةٌ، و "مَنْ" اسْمُ شَرْطٍ جازِمٌ مبنيٌّ عَلى السُّكونِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ بالابْتِداءِ، وخَبَرُهُ جُمْلَةُ الشَّرْطِ، أَوِ الجَوابِ، أَوْ هُمَا مَعًا. و "شَاءَ" فَعْلٌ مَاضٍ مبنيٌّ على الفتحِ فِي مَحَلِّ الجَزْمِ بِـ "مَنْ" الشرطيَّةِ عَلى كَوْنِهِ فِعْلَ شَرْطٍ لَهَا، وَفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيه جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلى "مَنْ". و "فَلْيُؤْمِنْ" الفاءُ: رابِطَةٌ لِجَوابِ "مَنْ" الشَرْطِيَّةِ وُجُوبًا لِكَوْنِهِ جُمْلَةً طَلَبِيَّةً. وَاللامُ: لامُ أَمْرٍ وَجَزْمٍ، و "يُؤْمِنْ" فِعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزُومٌ بِـ "لامِ الأَمْرِ"، وَفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلى "مَنْ"، والجُمْلَةُ في مَحَلِّ الجَزْمِ بِـ "مَنْ" الشَّرْطِيَّةِ عَلى كَوْنِها جَوابًا لهَا، وجُمْلَةُ "مَنْ" الشَّرْطِيَّةِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَقولُ القولِ لِـ "قُلِ" عَلَى كَوْنِهَا مُسْتَأْنَفَةً لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ، أَوْ مَقُولًا لِجَوابِ "إِذَا" المُقَدَّرَةِ. وَجُمْلةُ "مَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" هي جُمْلَةٌ شَرْطِيَّةٌ مَعْطُوفةٌ عَلى جُمْلَةِ "مَنْ" الشرطيَّةِ الأُولَى، وَلَهَا مِثْلُ إِعْرابِها. ويَجُوزُ أَنْ تَكونَ "مَنْ" مَوْصُولَةً، وَالفَاءُ لِشَبَهِهِ بِالشَّرْطِ. وَالظاهِرُ أَنَّ فاعِلَ "شاءَ" ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلى "مَنْ". وَقِيلَ: ضَميرٌ يَعُودُ عَلى اللهِ، وَبِهِ فَسَّرَ ابْنُ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، كما تقدَّمَ في مبحثِ التفسيرِ، والجمْهورُ عَلى خِلافِهِ، واللهُ أَعْلَمُ.
قولُهُ: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا} إِنَّا: "إنَّ" حرفٌ ناصِبٌ ناسِخٌ مُشَبَّهٌ بالفِعْلِ، و "نا" المُعظِّمِ نفسَهُ ـ سُبْحانَهَ، ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ النَّصْبِ اسْمُها. و "أَعْتَدْنا" فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رفعٍ متحرِّكٍ هو "نَا" المعظِّمِ نفسَهُ ـ سُبحانَهُ وتَعَالى، و "نا" التَّعْظيمِ هَذِهِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ بالفاعليَّةِ. و "لِلظَّالِمِينَ" اللامُ: حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "أَعْتَدْنَا" و "الظَّالِمِينَ" مَجْرورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ، وعلامةُ جَرِّهِ الياءُ لأنَّهُ جمعُ المُذكَّرِ السَّالمُ، والنُّونُ عِوَضٌ مِنَ التنوينِ في الاسْمِ المُفْرَدِ. و "نارًا" مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ خَبَرًا لـ "إنَّ" وَجُمْلَةُ "إِنَّ" مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِتَعْلِيلِ مَا قَبْلها، لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قوْلُهُ: {أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} أَحاطَ: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ. و "بِهِمْ" الباءُ حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "أَحاطَ"، والهاءُ: ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بحرْفِ الجَرِّ، والميمُ عَلامةُ جمعِ المُذكَّرِ. وَ "سُرادِقُها" فَاعِلُهُ مرفوعٌ بِهِ، وهوَ مُضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بالإضافةِ إِليْهِ. وجُمْلةُ "أحاطَ" الفعليَّةُ هَذِهِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى كَوْنِها صِفَةً لِـ "نارًا"، لكنَّها صِفةٌ سَبَبِيَّةٌ.
قوْلُهُ: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا} الواوُ: اسْتِئْنَافِيَّةٌ، و "إِنْ" حرفُ شرْطٍ جازِمٌ، و "يَسْتَغِيثُوا" فِعْلٌ مُضارعٌ مجزومٌ بـ "إنْ" الشرطيَّةِ عَلَى كَوْنِهِ فِعْلَ شَرْطٍ لها، وَعَلامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ مِنْ آخِرِهِ لأَنَّهُ مِنَ الأَفعالِ الخَمْسَةِ، وَواوُ الجَمَاعَةِ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ، والأَلِفُ هي الفارقةُ.
قولُهُ: {يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ} يُغَاثُوا: فِعْلٌ مُضارعٌ مبنيٌّ للمجهولِ مَجْزُومٌ بِـ "إِنْ" الشَّرْطِيَّةِ عَلَى كَوْنِهِ جَوَابًا لَهَا، وعَلَامَةُ جَزْمِهِ حَذْفُ النُّونِ مِنْ آخِرِهِ لأَنَّهُ مِنَ الأفعالِ الخمسةِ، ، وواوُ الجَمَاعَةِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الرَّفعِ نائبًا عَنْ فاعِلِهِ، والألفُ فارقةٌ. و "بِماءٍ" الباءُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "يُغاثُوا"، و "ماءٍ" مجرورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ. و "كَالْمُهْلِ" الكافُ حرفُ جرٍّ وتشبيهٍ متعلِّقٌ بِصِفَةٍ أُولَى لِـ "ماءٍ"، و "الْمُهْلِ" مجرورٌ بِحرفِ الجَرِّ. وَجُمْلَةُ "إِنْ" الشَّرْطِيَّةِ هَذِهِ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها مِنَ الإِعْرابِ.
قولُهُ: {يَشْوِي الْوُجُوهَ} يَشْوِي: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وَعَلامَةُ رفعِهِ ضمَّةٌ مقدَّرةٌ على آخِرِهِ لِثِقَلِ ظهورِها عَلى الياءِ. وفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلَى "ماءٍ". و "الْوُجُوهَ" مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصوبٌ، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ فَي مَحَلِّ الجَرِّ على أَنَّها صِفَةٌ ثانِيَةً لِـ "مَاءٍ"، أَوْ تكونُ في مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى أَنَّها حَالٌ مِنْهُ لِتَخَصُّصِهِ بِالصِّفَةِ. كما يَجُوزُ أَنْ تَكونَ في محلِّ النَّصْبِ على الحَالِ مِنَ كافِ الجَرِّ وَالتَشْبيهِ.
قولُهُ: {بِئْسَ الشَّرَابُ} بِئْسَ: فِعْلٌ ماضٍ لإنشاءِ الذَمِّ، مبنيٌّ على الفتْحِ. و "الشَّرابُ" فاعِلُهُ مَرْفوعٌ بِهِ، والمَخْصُوصُ بِالذَّمِّ مَحْذوفٌ تَقْديرُهُ: (هُوَ) أَيْ: ذَلِكَ الماءُ المُسْتَغاثُ بِهِ، وَجُمْلَةُ "بِئْسَ" فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ على أَنَّها خَبَرٌ للمَخْصُوصِ بِالذَّمِ المَحْذوفِ، والجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ، جَمْلَةٌ إِنْشائِيَّةٌ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرابِ.
قولُهُ: {وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} الواوُ: للعَطْفِ، وَ "ساءَتْ" فِعْلٌ مَاضٍ لإِنْشاءِ الذَّمِ، مَبْنِيٌّ عَلى الفتْحِ، وَالتاءُ: لِتَأْنيثِ الفاعِلِ، وَفاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ جَوَازًا تَقْديرُهُ (هِيَ) يَعُودُ عَلَى النَّارِ. و "مُرْتَفَقًا" منصوبٌ على التَمْييِّزِ، مُحَوَّلٌ عَنْ فَاعِلِ "سَاءَ" وَالأَصْلُ: سَاءَ مُرْتَفَقُهَا، فَحُوِّلَ الإِسْنَادُ مِنَ المُضَافِ إِلى المُضافِ إِلَيْهِ، ثُمَّ حُذِفَ المُضافُ، وَأُقِيمَ المُضافُ إِلَيْهِ مُقامَهُ، فَجِيءَ بِضَمِيرِ الرَّفْعِ، فَاسْتَتَرَ فِي الفِعْلِ، ثُمَّ جِيءَ بِالمُضَافِ المَحْذوفِ تَمْيِيزًا، والمَخْصُوصُ بِالذَّمِّ مَحْذوفٌ تَقْديرُهُ: (هِيَ)؛ أَيْ: النَّارُ، والجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ هَذِهِ مَعْطُوفَةٌ عَلى جُمْلَةِ "بِئْسَ" الاسْمِيَّةِ أَيضًا، عَلَى كَوْنِها جَمْلَةً إِنْشائِيَّةً لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرابِ.
قَرَأَ الجُمْهورُ: {وَقُلِ الحَقُّ} بِكَسْرِ اللامِ تَخَلُّصًا مِنِ الْتِقَاءِ الساكنينِ، ورَفْعِ القافِ مِنْ "الحقُّ" على أنَّهُ خبرٌ لمبتدَّأٍ محذوفٍ كما تقدَّمَ بيانُهُ في مبحثِ الإعرابِ. وَقرَأَ أَبو السَّمَّالِ العَدَوِيُّ قَعْنَب: "وَقُلُ الحقُّ" بِضَمِّ اللامِ حَيْثُ وَقَعَ، كَأَنَّهُ إِتباعٌ لِحَرَكَةِ القافِ. وَبنَصْبِ القَافِ مِنْ "الحَقّ" عَلَى أَنَّهُ صِفَةُ المَصْدَرِ المُقَدَّرِ؛ لِأَنَّ الفِعْلَ يَدُلُّ عَلَى مَصْدَرِهِ وإِنْ لَمْ يُذْكَرْ، فَتَنْصِبُهُ مَعْرِفَةً كَمَا تَنْصِبُهُ نَكِرَةً، وَالتَقديرُ: وَقُل القَوْلَ الحَقَّ، وتُعَلَّقُ "مِنْ" بِمُضْمَرٍ عَلَى ذَلِكَ. أَيْ: جَاءَ مِنْ رَبِّكمْ.
قرأَ العامَّةُ: {فَلْيُؤْمِنْ و فلْيكْفُرْ} بِتَسْكِينِ لامِ الأَمْرِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الحَسَنُ وَالثَّقَفِيُّ "فَلِيُؤْمِنْ و فَلِيَكْفُرْ" بِكَسْرِهِما، عَلَى الأَصْلِ فيهِما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 29
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 3
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 20
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 38
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 53
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 68

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: