روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 102

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 102 Jb12915568671



الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 102 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 102   الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 102 I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 29, 2019 4:35 pm

أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا
(102)


قوْلُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا} تَقَدَّمَ حَرْفُ الِاسْتِفْهَامِ هنا عَلَى فَاءِ الْعَطْفِ والتَّفْريعِ لِأَنَّ الاسْتِفْهَامَ لَهُ الصَّدارةُ في الْكَلَامِ دائمًا، وَأَمْثَالُهُ كَثِيرةٌ فِي كتابِ اللهِ العزيزِ. مِنْ ذَلِكَ قولُهُ في الآيةِ: 115، مِنْ سورةِ المُؤمنونَ: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}. وقولُهُ مِنْ سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ: {أَفَهُمْ يُؤْمِنُون} الآيةَ: 6، و {أَفَهُمُ الْغَالِبُون} الآيةَ: 44، و {أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُون} الآيَةَ: 50. وقولُهُ مِنْ سُورةِ الشُّعَرَاءِ: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُون} الآيةَ: 75. وَقوْلُهُ مِنْ سُورةِ الزُّمَر: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ الله} الآيَةَ: 38، إلى آخِرِ ما هُنَالِكَ.
قولُهُ: {أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ} تَفْرِيعٌ لِاتِّخَاذِهِمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللهِ ـ جَلَّ وَعَزَّ، يَزْعُمُونَهَا نَافِعَةً لَهُمْ، تَفْرِيعَ إِنْكَارٍ عَلَى صِلَةِ {الَّذِينَ} مِنْ قولِهِ في الآيَةِ التي قَبْلَها:  {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي}، لِأَنَّ حُسْبَانَهُمْ المَذكورَ أَوَّلَ هَذِهِ الآيَةِ نَاشِئٌ عَنْ كَوْنِ أَعْيُنِهِمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذكْرِ اللهِ ـ تَعَالى، وَعَنْ كَوْنِهِمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا، فَقَدْ حَسَبُوا حُسْبَانًا بَاطِلًا، ولِذَلِكَ فَإِنَّ حُسْبانَهم هَذَا لَمْ يُغْنِ عَنْهُمْ شَيْئًا، وَلِأَجْلِ ذَلِكَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِ مولاهُمْ ـ تَبَارَكَ وتَعَالَى، وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "أَفَحَسِبَ الَّذينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذوا عِبَادي مِنْ دُوني أَوْلِيَاءَ" قَالَ: ظَنَّ كَفَرَةُ بَني آدَمَ أَنْ يَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ.
وَقُرِئَ: "أَفَحَسْبُ" ـ بِتَسْكينِ السِّينِ وَضَمِّ الباءِ، فَيَكُونُ المَعْنَى: أَفَيَكْفِي الذينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دوني أَوْلِيَاءَ؟ فَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ ثَعْلَبٌ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ سيدِنا عَلِيٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، أَنَّهُ قَرَأَ "أَفَحَسْبُ الَّذين كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذوا عِبَادِي مِنْ دُوني أَوْلِيَاءَ"؟. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: بِجَزْمِ السِّينِ وَضَمِّ الْبَاءِ. وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ أَيْضًا، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنِ عِكْرِمَةَ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنْهُ، أَنَّهُ قَرَأَ "أَفَحَسْبُ الَّذينَ كَفَرُوا}، يَقُولُ: أَفَحَسْبُهُمْ ذَلِك؟. وَيَبْقَى الاسِتِفْهامُ لإِنْكَارِ ذَلِكَ عَلَيْهِم، والمَقْصُودُ بـ "عِبادِي" يَجُوزُ أَنْ يكونَ الْمَلَائِكَةُ، وَيَجوزُ أَنْ يَكونَ الشَّيَاطِينُ وَالْجِنُّ، وَيَجُوزُ أنْ يكونَ كُلُّ مَنْ عُبِدَ مِنَ أَخْيَارِ الخَلْقِ وصلحائهم، كَسَيِّدِنَا عِيسَى بْنِ مَرْيمَ ـ عَلَيْهِ الصلاةُ والسَّلَامُ، وَيَجوزُ أَيْضًا أنْ تكونَ الْأَصْنَامُ، وَذَلِكَ بِطَرِيقِ التَّغْلِيبِ. وَاللهُ أَعْلَمُ.
قولُهُ: {إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا} أَعْتَدْنا: مَعْنَاهُ أَعْدَدْنَا، وهَيَّئْنا، فقد أُبْدِلَتِ الدَّالُ الأُوْلَى تَاءً لِقُرْبِ مخرجِ الْحَرْفَيْنِ في اللَّفْظِ، وَ "نُزُلًا" أَيْ مُعَدًّا لِاسْتِضافَتِهم فيها، فإنَّ مِنْ عادةِ أَهْلِ الجودِ والكَرَمِ أَنْ يُعِدوا لأَضْيَافِهِمْ منزلًا خاصًّا بِهِم يُقْرونَهم فيهِ. وَهذا للتهكُّمِ بالكافرينَ والهُزءِ بِهِمْ، كما هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى مِنْ سورةِ آلِ عمرانَ: {فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} الآيةَ: 21، ومِثْلُهُ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ كُلْثُومٍ:
قَرَيْنَاكُمْ فَعَجَّلْنَا قِرَاكُمْ ..................... قُبَيْلَ الصُّبْحِ مَرْداةً طَحونا
وَمِنَ التَّهَكُّمِ والسُّخريةِ والهُزءِ بالخَصْمِ أَيْضًا قَوْلُ الشَّاعِرِ الفَارِسِ الصحابيُّ الجليلُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِ يَكْربَ الزُّبَيْدِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
وَخَيْلٍ قَدْ دَلَفْتُ لَهَا بِخَيْلٍ ................... تحيَّةُ بينِهم ضَرْبٌ وجيعُ
وَقَدْ جَاءَ فِعْلُ إِعْدادِ جَهَنَّمَ نُزلًا للكافرينَ وَتَهْيِئَتِها لاسْتضافَتِهم فيها مُؤَكَّدَ بِـ "إِنَّ" للتَّقْريرِ بِأَنَّهُ لَا مَحِيصَ لَهُمْ عَنْهَا، ولا مَنَاصَ لَهُمْ مِنَ العَذابِ فِيها.
قوْلُهُ تَعَالَى: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا} أَفَحَسِبَ: الهَمْزَةُ: للاسْتِفْهَامِ الإِنْكارِيِّ التَوْبِيخِيِّ دَاخِلَةٌ عَلَى مَحْذوفٍ، والفاءُ: عَاطِفَةٌ عَلَى ذَلِكَ المَحْذوفِ، والتَقديرُ: أَكَفَرَ الَّذينَ كَفَرُوا بِي مَعَ جَلالَةِ شَأَنِي فَحَسِبُوا .. . و "حَسِبَ" فعلٌ ماضٍ منْ أَفعالِ الظَّنِّ، مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ. و "الَّذِينَ" اسمُ مَوْصولٌ مبنيٌّ على الفتْحِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعليَّةِ. و "كَفَرُوا" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلى الضَّمِّ لاتِّصالِهِ بواوِ الجماعةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ الرَّفعِ بالفاعليَّةِ، والألِفُ للتفريق، والجملةُ صِلَةُ الاسْمِ المَوْصُولِ، لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرَابِ. وجُمْلَةُ قولِهِ: "حَسِبَ" الفِعليَّةُ مَعْطوفَةٌ عَلَى الجُمْلَةِ  المَحْذوفَةِ، والجُمْلَةُ المَحْذوفَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ، إِذًا فالجُمْلَتَانِ لَا مَحَلَّ لَهُما مِنَ الإِعْرابِ.  
قولُهُ: {أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ} أَنْ: حَرْفٌ ناصِبٌ مَصْدَرِيٌّ. وَ "يَتَّخِذُوا" فِعْلٌّ مُضارِعٌ مَنْصُوبٌ بِـ "أَنْ" وَعَلامةُ النَّصْبِ حَذْفُ النُّونِ مِنْ آخِرِهِ لِأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وواوُ الجَمَاعَةِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ عَلى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِليَّةِ، وَالأَلِفُ للتَّفْريقِ، وَ "عِبَادِي" مَفْعُولٌ بِهِ أَوَّلُ مَنْصُوبٌ. وَ "مِنْ" حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "أَوْلِياءَ" أَوْ بِحَالٍ مِنْهَا. وَ "دُوني" مَجْرُورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ، وعَلامَةُ جَرِّهِ كَسْرَةٌ مُقَدَّرةٌ عَلَى آخِرِهِ لِثِقَلِ ظُهُورِهَا عَلَى الياءِ. وَ "أَوْلِيَاءَ" مَفْعُولٌ بهِ ثانٍ لِـ "يَتَّخِذوا". وَقَدْ مُنْعِ مِنَ التَنْوينِ لِأَنَّهُ مُلْحقٌ بِالْمُؤَنَّثِ المَمْدُودِ. وَالجُمْلَةُ صِلَةُ المَوْصُولِ الحَرْفِيِّ "أَنْ" فَلَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرابِ. وَ "أَنْ" وَمَا بَعْدَهَا فِي تَأْويلِ مَصْدَرٍ سَادٍ مَسَدَّ مَفْعُولَيْ "حَسِبَ"، لِأَنَّهُ يَشْتَمِلُ عَلَى مَا يَدُلُّ عَلَى الْمَفْعُولَيْنِ فَهُوَ يَنْحَلُّ إِلَى مَفْعُولَيْنِ. وَالتَّقْدِيرُ: أَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا عِبَادِيَ مُتَّخِذِينَ أَوْلِيَاءَ لَهُمْ مِنْ دُونِي.
قولُهُ: {إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا} إِنَّا: هي "إنَّ" حَرْفٌ ناصِبٌ ناسخٌ مُشَبَّهٌ بالفعلِ، وَ "نَا" ضَمِيرُ المُعظِّمِ نَفْسَهُ ـ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ النَّصبِ على كونِهِ اسْمَ "إِنَّ". وَ "أَعْتَدْنَا" فعلٌ ماضٍ، مَبْنِيٌّ عَلى السُّكونِ، لاتِّصالِهِ بضميرِ رفعٍ مُتَحَرِّكٍ هوَ "نَا" المُعظِّمِ نَفْسَهُ ـ سُبْحَانَهُ وتَعَالى، وَضَمِيرُ التَّعْظيمِ هَذَا مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي مَحَلِّ الرَّفعِ بالفاعِلِيَّةِ. وَ "جَهَنَّمَ" مَفْعولٌ بِهِ مَنْصوبٌ. وَ "لِلْكَافِرِينَ" اللامُ: حرْفُ جرٍّ، مُتَعَلِّقٌ بِحَالٍ مِنْ: "نُزُلًا"، لِأَنَّهُ صِفَةُ نَكِرَةٍ قُدِّمَتْ عَلَيْهَا، وَ "الْكَافِرِينَ" اسْمٌ مَجْرُورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ، وَعَلامَةُ جَرِّهِ الياءُ لأَنَّهُ جَمْعُ المُذَكَّرِ السَّالمُ، والنُّونُ عِوَضٌ مِنَ التنوينِ في الاسْمِ المُفرَدِ. وَ "نُزُلًا" مَنْصُوبٌ عَلَى الحَالِ مِنْ "جَهَنَّمَ"، وَهوَ جَمْعُ "نَازِلٍ"، نَحْوَ "شُرُفٍ" جمعُ "شَارِف"، وَيَجُوزُ أَيْضًا أَنْ يَكونَ اسْمَ مَوْضِعِ النُّزُولِ. أَوْ أَنْ يكونَ اسْمَ مَا يُعَدُّ للنَّازِلِينَ مِنَ الضُّيُوفِ، فَيَكونُ مَعْنَى ذَلِكَ عَلَى سَبيلِ التَهَكُّمِ بِهِمْ، وعَلَى هَذَيْنِ الوَجْهَيْنِ الأَخِيرَيْنِ يَكونُ نَصْبُهُ عَلى المَفْعُوليَةِ: أَيْ: صَيَّرْنَا. وَالجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هذِهِ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ خَبَرًا لِـ "إِنَّ"، وَجُمْلَةُ "إِنَّ" هَذِهِ مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِتَعْليلِ الإِنْكارِ المَفْهومِ مِنَ الاسْتِفْهامِ فَلَيْسَ لَهَا مَحَلٌّ مِنَ الإِعْرابِ.
قَرَأَ العامَّةُ: {أَفَحَسِبَ} بِكَسْرِ السِّينِ وَفَتَحِ الباءِ، فِعْلًا مَاضِيًا. وَ "أَنْ يَتَّخِذُواْ" سَادَّةٌ مَسَدَّ المَفْعُولَيْنِ كَمَا تَقَدَّمَ في مَبْحَثِ الإِعْرابِ. وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَرَأَ "أَفَحَسْبُ الَّذينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذوا عِبَادي مِنْ دُوني أَوْلِيَاءَ" قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: بِجَزْمِ السِّينِ وَضَمِّ الْبَاءِ. وَبها قَرَأَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَابْنُ كَثيرٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ فِي آخَرينَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ جميعًا: بِسُكُونِ السِّينِ وَرَفْعِ الباءِ عَلَى الابْتِداءِ، والخَبَرُ "أَنَّ" وَمَا في حَيَّزِها. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: (أَوْ عَلَى الفِعْلِ وَالفاعِلِ لِأَنَّ اسْمَ الفاعِلِ إِذَا اعْتَمَدَ عَلى الهَمْزَةِ سَاوَى الفِعْلَ كَقَوْلِكَ: (أَقَائِمٌ الزَّيْدانِ) وَهِيَ قِراءَةٌ مُحْكَمَةٌ جَيِّدَةٌ. قالَ الشَّيْخُ أَبو حَيَّانَ الأَنْدَلُسِيُّ: وَالذي يَظْهَرُ أَنَّ هَذَا الإِعْرابَ لَا يَجُوزُ لِأَنَّ حَسْبًا لَيْسَ بِاسْمِ فَاعِلٍ فَيَعْمَلُ، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ تَفْسيرِ شَيْءٍ بِشَيْءٍ أَنْ تَجْريَ عَلَيْهِ أَحْكامُهُ. وَقَدْ ذَكَرَ سِيبَوَيْهِ أَشْيَاءَ مِنَ الصِّفاتِ الَّتي تَجْري مَجْرَى الأَسْمَاءِ، وَأَنَّ الوَجْهَ فِيها الرَّفْعُ. ثُمَّ قَالَ: وَذَلِكَ نَحْوَ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ خَيْرٌ مِنْهُ أَبُوهُ، وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ سَوَاءٌ عَلَيْهِ الخَيْرُ وَالشَّرُّ، وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَبٌ لَهُ صَاحِبُهُ، وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ حَسْبُكَ مِنْ رَجُلٍ هُوَ، وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَيُّما رَجُلٍ هُوَ. ثُمَّ قَالَ: وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يُرْفَعَ بِهِ الظَّاهِرُ، فَقَدْ أَجَازُوا فِي "مَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَبي عَشْرَةٍ أَبُوهُ" أَنْ يَرْتَفِعَ "أَبوهُ" بِأَبي عَشْرَةٍ لِأَنَّهُ فِي مَعْنَى وَالِدِ عَشْرَةٍ. وَقَرَأَ أَبُو حَيَوَةَ: "نُزْلًا" بِسُكونِ الزَّايِ، وَهُوَ تَخْفيفُ القراءَةِ الشَهِيرَةِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 102
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 11
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 29
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 46
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 61
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الكهف الآية: 76

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: