روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 86

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية:  86 Jb12915568671



الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية:  86 Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 86   الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية:  86 I_icon_minitimeالأربعاء مايو 01, 2019 4:59 pm

وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلًا (86)


قوْلُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ} هَذَا تَعْرِيضٌ بالْعُلَمَاءِ، وتَحْذِيرٌ صَرِيحٌ لَهُمْ بِسَلبِ عِلْمِهمْ، وَقدْ خُوطِبَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِهَذَا الخطابِ السَّامِي لِأَنَّ عِلْمَهُ أَعْظَمُ عِلْمٍ، فَإِذَا كَانَ بقاءُ عِلْمِهِ خَاضِعًا لِلمَشِيئَةِ الإلهِيَّةِ فَعِلْمُ غَيْرِهِ أَوْلَى. وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الِامْتِنَانِ الإلَهِيِّ على رَسولِهِ ـ عليهِ صلاةُ الله وسلامُهُ، وعلى أهلِ العلمِ، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تعالى بَعْدَهُ: {إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ، إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا}. فإنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ اللهُ ـ تَعَالَى، في الآيَةِ السَّابِقَةِ أَنَّهُ لَمْ يُؤْتِ النَّاسَ إِلَّا القَلِيلَ مِنَ العِلْمِ، بَيَّنَ هُنَا أَنَّهُ لَوْ شَاءَ أَنْ يَذْهَبَ بِهَذا القَلِيلِ مِنَ العِلْمِ، وَيَأْخُذَهُ مِنْهُمْ لَفَعَلَ. وَلَوْ شَاءَ أَنْ يَمْحُوَ حِفْظَ القُرْآنِ مِنَ الْقُلُوبِ والصُّدُورِ، وَكِتَابَتَهُ مِنَ الْكُتُبِ وَالمَصَاحِفِ والسُّطُورِ، وَأَنْ لاَ يَتْرُكَ لَهُ أَثَرًا لَفَعَلَ، حَتَّى يَعُودَ النَّبِيُّ لاَ يَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلَا الإيمَانُ، وَهَذَا وَإِنْ كَانَ أَمْرًا مُخَالِفًا لِلْعَادَةِ إِلَّا أَنَّهُ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَيْهِ، وسَيَحْدُثُ هَذَا فِي آخِرِ الزَّمانِ، وَاللهُ أَعْلَمُ. فَقَدْ أَخرجَ الإمامُ الوَاحِدِيُّ فَي (التَفْسيرُ الوَسِيطُ) لَهُ: (3/126)، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَمَانَةُ، وَآخِرُ مَا يَبْقَى مِنْهُ الصَّلاةُ، وَلَيُصَلِّيَنَّ أَقْوَامٌ لا خَلاقَ لَهُمْ، وَسَيُرْفَعُ الْقُرْآنُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}. وَفي روايةٍ قَالَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ: أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الْأَمَانَةَ، وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ الصَّلَاةَ، وَأَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ كَأَنَّهُ قَدْ نُزِعَ مِنْكُمْ، تُصْبِحُونَ يَوْمًا وَمَا مَعْكمْ مِنْهُ شَيْءٌ. فَقَالَ رَجُلٌ: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! وَقَدْ ثَبَّتْنَاهُ فِي قُلُوبِنَا وَأَثْبَتْنَاهُ فِي مَصَاحِفِنَا، نُعَلِّمُهُ أَبْنَاءَنَا وَيُعَلِّمُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ! قَالَ: يُسْرَى بِهِ فِي لَيْلَةٍ فَيُذْهَبُ بِمَا فِي الْمَصَاحِفِ وَمَا فِي الْقُلُوبِ، فَتُصْبِحُ النَّاسُ كَالْبَهَائِمِ. ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ: "وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ"، الْآيَةَ. وأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ: (7/256، برقم: 35834)، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ في الفِتَنِ: (2/603، برقم: 1685).
وأَخْرَجَ الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُما، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ الْيَمَنِ عَلَى رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: أَبَيْتَ اللَّعْنَ: فَقَالَ رَسُول اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سُبْحَانَ اللهِ، إِنَّمَا يُقَالُ هَذَا للْمَلِكِ، وَلَسْتُ مَلِكًا، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ. فَقَالُوا: إِنَّا لَا نَدْعُوكَ بِاسْمِكَ. قَالَ: فَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ. فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِم، إِنَّا قَدْ خَبَّأْنَا لَكَ خَبيئًا. فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، إِنَّمَا يُفْعَلُ هَذَا بالكاهِنِ، والكاهِنُ والمُتَكَهِّنُ وَالْكهَانَةُ فِي النَّارِ. فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُمْ: فَمَنْ يَشْهَدُ لَكَ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ؟ فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى حَفْنَةِ حَصَا، فَأَخَذَهَا، فَقَالَ: هَذَا يَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ فَقُلْنَ: نَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ. فَقَالُوا لَهُ: أَسْمِعْنَا بَعْضَ مَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ. فَقَرَأَ (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثاقِبٌ} الْآيَاتِ: (1 ـ 10) منها. فَإِنَّهُ لَسَاكِنٌ مَا يَنْبُضُ مِنْهُ عِرْقٌ وَإِنَّ دُمُوعَهُ لَتَسْبِقُهُ إِلَى لِحْيَتِهِ. فَقَالُوا لَهُ: إِنَّا نَرَاكَ تَبْكي، أَمِنْ خَوْفِ الَّذِي بَعَثَكَ تَبْكي؟ قَالَ: بَلْ مِنْ خَوْفِ الَّذِي بَعَثَنِي أَبْكِي إِنَّهُ بَعَثَنِي عَلى طَرِيقٍ مِثْلِ حَدِّ السَّيْفِ، إِنْ زِغْتُ عَنْهُ هَلَكْتُ. ثُمَّ إنَّهُ قَرَأَ: "وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَينَا إِلَيْك ثمَّ لَا تَجِد لَك بِهِ عَلَيْنَا وَكيلا" الآيةَ.
وأَخْرَجَهُ البيهقيُّ في شُعَبِ الإِيمانِ، وأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِمَعْنَاهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ العَزيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ ـ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ يُوشِكُ أَنْ يُنْزَعَ مِنْكُمْ. قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ يُنْزَعُ مِنَّا وَقَدْ أَثْبَتَهُ اللهُ فِي قُلُوبِنَا، وَثَبَّتْنَاهُ فِي مَصَاحِفِنَا! قَالَ: يُسْرَى عَلَيْهِ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ، فَيُنْزَعُ مَا فِي الْقُلُووبِ، وَيَذْهَبُ مَا فِي الْمَصَاحِفِ، وَيُصْبِحُ النَّاسُ مِنْهُ فُقَرَاءَ. ثُمَّ قَرَأَ: "ولَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ". وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ. وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ اليَمانِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمِ جميعًا، قالَ حُذَيْفَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ، حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ، وَلَا صَلَاةٌ، وَلَا نُسُكٌ، وَلَا صَدَقَةٌ، فَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللهِ ـ تَعَالَى، فِي لَيْلَةٍ فَلَا يَبْقَى مِنْهُ فِي الْأَرْضِ آيَةٌ، وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ، الشَّيْخُ الْكَبِيرُ، وَالْعَجُوزُ يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ، وَلَا صِيَامٌ، وَلَا نُسُكٌ، وَلَا صَدَقَةٌ)). قَالَ لَهُ صِلَةُ بْنُ زُفَرٍ العَبْسِيُّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ! وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ، وَلَا صِيَامٌ، وَلَا نُسُكٌ، وَلَا صَدَقَةٌ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ رَدَّدَهَا ثَلَاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ حُذَيْفَةُ فَقَالَ: يَا صِلَةُ! تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ، ثَلَاثًا. خَرَّجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي السُّنَنِ.
وأَخْرَجَ ابْنُ مِرْدُويْهِ، الطَبَرانِيُّ أَيضًا في (المُعْجَمُ الكَبيرِ) عَنْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُما، قالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مَعْصُوبُ الرَّأْسِ مِنْ وَجَعٍ فَضَحِكَ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ، مَا هَذِهِ الْكُتُبُ الَّتِي تَكْتُبُونَ؟! أَكِتَابٌ غَيْرَ كِتَابِ اللهِ؟ يُوشِكُ أَنْ يَغْضَبَ اللهُ لِكِتَابِهِ، فَلَا يَدَعُ وَرَقًا، وَلَا قَلْبًا إِلَّا أُخِذَ مِنْهُ)). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَيْفَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَوْمئِذٍ؟ قَالَ: ((مَنْ أَرَادَ اللهُ بِهِ خَيْرًا أَبْقَى فِي قَلْبِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ)). وأَخْرَجَهُ الطَبَرَانَيُّ أيضًا فِي الأَوْسَطِ: (7/287، برقم: 7514) وأَخْرَجَهَ كَذَلِكَ في كتابِ (الدُعاءِ) لَهُ، وَذَكَرَهُ الإمامُ الثَّعْلَبِيُّ، وَالْغَزْنَوِيُّ، وَغَيْرُهُمَا في كُتُبِ التَفْسِيرِ.
وَأَخرجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَبو بكرِ بْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَابْن جريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِم، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَالْحَاكِم، وَصَحَّحَهُ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمانِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ـ رضِيَ اللهُ عنْهُ، قَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَيُرْفَعُ. قِيلَ: كَيفَ يُرْفَعُ وَقَدْ أَثْبَتَهُ اللهُ فِي قُلُوبِنَا وَأَثْبَتْنَاهُ فِي الْمَصَاحِفِ؟ قَالَ: يَسْرِي عَلَيْهِ فِي لَيْلَة وَاحِدَة فَلَا يَتْرُكُ مِنْهُ آيَةً فِي قَلْبٍ، وَلَا مُصْحَفٍ إِلَّا رُفِعَتْ، فَتُصْبِحونَ وَلَيْسَ فِيكُم مِنْهُ شَيْءٌ، ثُمَّ قَرَأَ: "وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَينَا إِلَيْك".
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي دَاوُدَ فِي الْمَصَاحِفِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: لَيُسْرَيَنَّ عَلَى الْقُرْآنِ فِي لَيْلَة فَلَا يتْرُكُ آيَةً فِي مُصْحَفِ أَحَدٍ إِلَّا رُفِعَتْ. وَأَخرَجَ الطَّبَرَانِيُّ، عَنِ عبدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: يُسْرَى عَلَى الْقُرْآنِ لَيْلًا فَيُذْهَبُ بِهِ مِنْ أَجْوَافِ الرِّجَالِ، فَلَا يَبْقَى فِي الأَرْضِ مِنْهُ شَيْءٌ.
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمانِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: اقْرَؤوا الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، فَإِنَّهُ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُرْفَعَ. قَالُوا: هَذِهِ الْمَصَاحِفُ تُرْفَعُ، فَكَيْفَ بِمَا فِي صُدُورِ النَّاسِ؟. قَالَ: يُعْدَى لَيْلًا، فَيُرْفَعُ مِنْ صُدُورٍهمْ، فَيُصْبٍحُونَ، فَيَقُولُونَ: لَكَأَنَّا كُنَّا نَعْلَمُ شَيْئًا، ثُمَّ يَقَعُونَ فِي الشِّعْرِ.
وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَالْبَيْهَقِيُّ، عَنْ حُذَيْفَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ، حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ، وَلَا صَدَقَةٌ، وَلَا نُسُكٌ، وَيُسْرَى عَلى كِتَابِ اللهِ فِي لَيْلَةٍ، فَلَا يَبْقَى فِي الأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَيَبْقَى الشَّيْخُ الْكَبِيرُ والعَجُوزُ، يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلى هَذِهِ الْكَلِمَةِ: (لَا إِلَه إِلَّا اللهُ)، فَنَحْنُ نَقُولُهَا.
وَأَخْرَجَ الْخَطِيبُ البغداديُّ فِي تَارِيخِهِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليمانِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: يُوشِكُ أَنْ يَدْرُسَ الْإِسْلَامُ، كَمَا يَدْرُسَ وَشْيُ الثَّوْبِ، وَيقْرَأُ النَّاسُ الْقُرْآنَ، لَا يَجِدونَ لَهُ حَلَاوَةً، فَيَبِيتُونَ لَيْلَةً، فَيُصْبِحُونَ وَقَدْ أُسْرِيَ بِالْقُرْآنِ وَمَا قَبْلَهُ مِنْ كِتَابٍ، حَتَّى يُنْتَزَعَ مِنْ قَلْبِ شَيْخٍ كَبِيرٍ، وعَجُوزٍ كَبِيرٍ، فَلَا يَعْرِفُونَ وَقْتَ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ وَلَا نُسُكٍ، حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ مِنْهُم: إِنَّا سَمِعْنَا النَّاسَ يَقُولُونَ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) فَنَحْنُ نَقُولُ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ).
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي دَاوُدَ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: يُسْرَى عَلَى الْقرَانِ فِي لَيْلَةٍ، فَيَقُومُ المُتَهَجِّدونَ فِي سَاعَاتِهِمْ، فَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ، فَيَفْزَعُونَ إِلَى مَصَاحِفِهِمْ فَلَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهَا، فَيَخْرُجُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَيَلْتَقونَ، فَيُخْبِرُ بَعْضُهمْ بَعْضًا بِمَا قَدَ لَقُوا.
وَأَخْرَجَ ابْنُ عَدِيٍّ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُرْسَلُ إِلَى الْقُرْآنِ، وَيُرْفَعُ مِنَ الأَرْضِ.
وَأَخْرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُرْفَعُ الْقُرْآنُ مِنْ حَيْثُ نَزَلَ، لَهُ دَوِيٌّ حَوْلَ الْعَرْشِ كَدَوِيِّ النَّحْل يَقُولُ: أُتْلَى وَلَا يُعْمَلُ بِي.
وَأَخْرَجَ مُحَمَّد بْنُ نَصْرٍ أَيْضًا، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّمَا يُرْفَعُ الْقُرْآنُ حِينَ يُقْبِلُ النَّاسُ عَلَى الْكُتُبِ، ويُكِبُّونَ عَلَيْهَا، ويَتْرُكُونَ الْقُرْآنَ.
وَأَخْرَجَ الدَيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الفِرْدَوْسِ عَنْ مُعَاذَ بْنِ جَبَلٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَطِيعُونِي مَا دُمْتُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، فَإِنْ ذَهَبْتُ فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، أَحِلُّوا حَلَالَهُ، وحَرِّمِوا حَرَامَهُ، فَإِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُسْرَى عَلَى الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ، فَيُنْسَخُ مِنَ الْقُلُوبِ والمَصَاحِفِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَالْحَاكِمُ، وَصَحَّحَهُ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: يُسْرَى عَلى كِتابِ اللهِ فَيُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ، فَلَا يَبْقَى عَلى الأَرْضِ مِنَ الْقُرْآنِ، وَلَا مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ، فَيُنْزَعُ مِنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ، فَيُصْبِحُونَ فِي الصَّلَاةِ لَا يَدْرُونَ مَا هُمْ فِيهِ.
وَأَخْرَجَ أَبُو الشَّيْخِ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، والدَيْلَمِيُّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، وَأَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُسْرَى عَلى كِتابِ اللهِ لَيْلًا، فَيُصْبِحُ النَّاسُ لَيْسَ فِي الأَرْضِ، وَلَا فِي جَوفِ مُسْلِمٍ مِنْهُ آيَةُ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ مِرْدُوَيْهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأنْصاريِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَال: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُرْفَعَ الذِكْرُ وَالْقُرْآنُ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: يُسْرَى عَلى الْقُرْآنِ فِي جَوفِ اللَّيْلِ، يَجِيءُ جِبْرِيلُ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَيَذْهَبُ بِهِ، ثُمَّ قَرَأَ "وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ" الْآيَةَ.
هَذَا وَقدِ احْتَجَّ المُعْتَزِلةُ بِهَذِهِ الْآيَةِ الكريمَةِ لِمَذْهَبْهِمْ، ورَأَوا فِيها دَلِيلًا عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ، فَقَالَ الْكَعْبِيُّ: (وَالَّذِي يُقْدَرُ عَلَى إِزَالَتِهِ وَالذَّهَابِ بِهِ يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُونَ قَدِيمًا، بَلْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مخلوقًا مُحْدَثًا). وَهَذَا اسْتِدْلَالٌ بَعِيدٌ جِدًا عنِ الحقيقةِ، خَاطِئٌ فاسِدٌ، لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهَذَا الذَهَابِ هو إِزَالَةُ الْعِلْمِ بِهِ عَنِ قُلُوبِ الخَلْقِ، وَإِزَالَةُ النُّقُوشَ والرُّسُومِ الدالَّةِ عَلَيْهِ مِنَ الكُتُبِ والصُحُفِ والْمُصاحِفِ، وَذَلِكَ لَا يُوجِبُ كَوْنَ ذَلِكَ الْمَعْلُومِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ مُحْدَثًا. فإنَّ المُرَادَ هو الذَّهابُ بِعِلْمِ المَخْلُوقِينِ بِهِ، وَلَيْسَ الذَّهابُ بِحَقِيقَتِهِ.
قوْلُهُ: {ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلًا} ثُمَّ: لِلتَّرْتِيبِ الرُّتْبِيِّ، لِأَنَّ نَفْيَ الطَّمَعِ فِي اسْتِرْجَاعِ الْمَسْلُوبِ أَشَدُّ عَلَى النَّفْسِ مِنْ سَلْبِهِ. فَذِكْرُهُ أَدْخَلُ فِي التَّنْبِيهِ عَلَى الشُّكْرِ وَالتَّحْذِيرِ مِنَ الْغُرُورِ. وَالْوَكِيلُ: مَنْ يُوكَلُ إِلَيْهِ الْمُهِمُّ. وَالْمُرَادُ بِهِ هُنَا الْمُدَافِعُ عَنْكَ وَالشَّفِيعُ لَكُ. أَيْ: وَإِذَا فَعَلْنا ذَلِكَ، وَذَهَبْنَا بِهِ، أَوْ أَنْسَيْناكَهُ، فَإِنَّكَ لَنْ تَجِدَ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ولا ظَهِيرًا يَسْتَطِيعُ مَنْعَنا مِنْ ذَلِكَ، وَيَحُولُ بَيْنَنا وَبَيْنَ فِعْلِ مَا نُرِيدُهُ، وَلَنْ تَجِدَ لَكَ "وَكِيلًا" يُمْكنُهُ أَنْ يَتَعَهَّدَ لَكَ بِإِعَادَتِهِ إِلَيْكَ، أَوْ مَنْ تَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ فِي رَدِّ شَيْءٍ مِنْهُ إِنْ أَنْتَ أُنْسيتَهُ، كُلَّهُ أَوْ بَعْضَهُ، وكذَلِكَ الأَمْرُ بالنِّسْبَةِ إِلَيْكُمْ أَيَّها البَشَرُ. وَيَدُلُّنا سِياقُ هذِهِ الآيَةِ المُبَارَكَةِ عَلَى أَنَّ شيئًا مِنْ ذَلِكَ لَمْ يَحْدُثُ البَتَّةَ؛ لأَنَّ "إِنْ" في قولِهِ "لَئِنْ" شَرْطِيَّةٌ عَلَّقَتْ ذَلِكَ بالمَشِيئَةِ الإِلَهِيَّةِ، قَالَ: "وَلَئِن شِئْنَا"، والمَعْنَى: ولَوْ شِئْنَا فَعَلْنَا ذَلِكَ، فالفِعْلُ لَمْ يَحْدُثْ أَبَدًا، وإِنَّما أَرادَ تَعالى بَيَانَ إِمْكانِيَّةِ حُدوثِهِ لِيُبَرِّئَ ساحةَ رَسُولِهِ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، مِنْ كلِّ تُهمَةٍ قَدْ يُوَجهُها إِلَيْهِ المُشْرِكُونَ، ولِيُخْليَ مَسْؤوليَّتَهَ مِنْ كلِّ حُكمٍ في القُرْآنِ الكريمِ يُخالِفُ أَهْواءَهم، ويَتَعَارَضُ معَ رَغَباتِهِم ومَصَالِحِهِم. فمَا هوَ بالمُسْتَحيلِ عَلى اللهِ تَعَالَى أَنْ يَسْلُبَنَا كلَّ عَلْمٍ عَلَّمَنَا إِيَّاهُ، أَوْ أَوْحَاهُ إِلى رَسُولِهِ، وإِنْ حَفِظْنَاهُ وكَتَبْنَاهُ، وَنَحْنُ نَرَى فَاقِدَ الذَّاكِرَةِ، كلِّيًا أَوْ جُزْئيَّا، وَالمَريضَ بِمَا يُسَمَّى بِـ (الزهَيْمَرَ) مَثَلًا، لا يَكَادُ يَذْكُرُ شَيْئًا أَبَدًا مِنْ شَرِيطِ حَيَاتِهِ، فَقَدْ عُدْتُ زَمِيلًا لِي يُعَاني مِنْ هَذا المَرَضِ، لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَحْفَظَ اسْمِي، وَلَا أَنْ يُرَدَّدَهُ بِصُورةٍ سَلِيمَةٍ، بِالرغمِ منْ تكريرِهِ عَلى سَمْعِهِ مَرَّاتٍ عَديدَةً، وَقَدْ لَا يَتَمَكَّنُ مِثْلُ هَذَا المَريضِ في بَعْضِ الحالاتِ أَنْ يَسْتَوْعِبَ مَا يَقْرَأُ.
قولُهُ تَعَالَى: {وَلَئِنْ شِئْنا} الوَاوُ: عَاطِفَةٌ، و "لَئِنْ" اللامُ: مُوَطِّئَةٌ للقَسَمِ، و "إِنْ" حَرْفُ شَرْطٍ جَازِمٌ. و "شِئْنا" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على السُّكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رفعٍ متحرِّكٍ هوَ "نا" المُعَظِّمِ نَفْسَهُ ـ سُبْحانَهُ، في مَحَلِّ الجَزْمِ، بِـ "إِنْ" الشَرْطِيَّةِ عَلَى كَوْنِهِ فِعْلَ شَرْطٍ لَهَا، وجَوَابُ الشَرْطِ مَحْذُوفٌ دَلَّ عَلَيْهِ جَوَابُ القَسَمِ، والتَقْديرُ: ذَهَبْنَا بِهِ، عَلى القاعِدَةِ فِي اجْتِمَاعِ الشَّرْطِ وَالقَسَمِ، القاضِيَةِ بِحَذْفِ جَوَابِ المُتَأَخِّرِ مِنْهُمَا اسْتِغْنَاءً عَنْهُ بِجَوَابِ المُتَقَدِّمِ، و "نَا" التعظيمِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ، مبنيٌّ على السُّكونِ فِي محلِّ الرَّفعِ فَاعِلُهُ. وجُمْلَةُ الشَّرْطَ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ القَسَمِ وَجَوابِهِ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
قولُهُ: {لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ} اللامُ: واقِعَةٌ في جَوَابِ القَسَمِ، مُؤَكِّدَةٌ لِلْأُولَى، زِيدَتْ بَعْدَ الشَّرْطِ إِشْعَارًا بِأَنَّ الجَوابَ المَذْكُورَ للقَسَمِ لَا للشَّرْطِ، و "نَذْهَبَنَّ" فِعْلٌ مُضارِعٌ مبنيٌّ على الفتْحِ لاتِّصالِهِ بِنُونِ التَوْكِيدِ الثَّقيلَةِ فَي مَحَلَّ الرَّفْعِ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ وَالجَازِمِ، وَفَاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهَ وُجوبًا تَقْديرُهُ (نحنُ) يَعُودُ عَلَى اللهِ تعالى، والنُّونُ المُشَدَّةُ للتوكيدِ. و "بِالَّذِي" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بـ "نَذْهَبَ" و "الذي" اسمٌ مَوْصولٌ مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الجرِّ بحرفِ الجرِّ. والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هذهِ جَوَابُ القَسَمِ، لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرابِ، وَجُمْلَةُ القَسَمِ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ قَوْلِهِ: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ} مِنَ الآيةِ: 82، السابقةِ مِنْ هذهِ السورةِ المُباركةِ على كونِها جُمْلَةً مُسْتَأْنَفَةً لا مَحَلَّ لَها مِنَ الإعْرابِ. و "أَوْحَيْنا" فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ لاتِّصالِهِ بِضَمِيرِ رَفْعٍ مُتَحَرِّكٍ هُوَ "نَا" المُعَظِّمِ نَفْسَهُ ـ سُبْحانَهُ وتَعَالى، وَ "نَا" التَعْظِيمِ ضَميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ، مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي مَحَلِّ الرَّفعِ فَاعِلُهُ. و "إِلَيْكَ" إِلَى حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "أَوْحَيْنا"، وكافُ الخطابِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بحرفِ الجرِّ، والجُمْلَةُ الفعليَّةُ هذِهِ صَلَةُ المَوْصُولِ لا محلَّ لها منَ الإعرابِ، وَالعائدُ مَحْذوفٌ، والتقديرُ، بالذي أَوْحَيْناهُ إِلَيْكَ.
قولُهُ: {ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلًا} ثُمَّ" حَرْفُ عَطْفٍ بِمَعْنَى الواوِ، و "لا" نافيَةٌ. و "تَجِدُ" فِعْلٌ مُضارِعٌ مرفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ (أَنتَ) يَعُودُ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ ـ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ، وَالجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى جُمْلَةِ "نَذْهَبَ" على كونِها جَوَابَ القَسَمِ، لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرابِ. و "لَكَ" اللامُ: حرفُ جَرٍّ متعلِّقٌ بِحالٍ مِنْ "وَكِيلًا" لِأَنَّهُ صِفَةُ نَكِرَةٍ قُدِّمَتْ عَلَيْهَا، وكافُ الخِطابِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجَرِّ بحرفِ الجرِّ. و "بِهِ" الباءُ حرفُ جرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "تَجِدُ"، والهاءُ: ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بحرفِ الجرِّ. و "عَلَيْنا" عَلَى: حرفُ جرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "وَكِيلًا"، و "نَا" التعظيمِ ضميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ الجرِّ بحرفِ الجرِّ. و "وَكِيلًا" مَفْعُولٌ بِهِ منصوبٌ لِـ "تَجِدُ"، والمعنى: لَا تَجِدُ مَنْ يَتَوَكَّلُ لَكَ عَلَيْنَا؛ أَيْ: مَنْ يَنْصُرُكَ عَلَيْنَا ويرُدُّهُ إِلَيْكَ بَعْدَ سَلْبِهِ منكَ ورَفْعِهِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 86
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 13
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 26
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 36/ 1
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 53
» الموسوعة القرآنية فيض العليم من معاني الذكرِ الحكيم، سورة الإسراء، الآية: 69

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: