يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ
(59)
قولُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ} يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ: أَيْ يَخْتَفِي مِنْهُمْ ويَسْتَتِرُ، ويَتَغَيَّبُ عَنْهُمُ ويحتجِبُ، فلا يغشى مجالِسِهم، والتَّوَارِي: الِاخْتِفَاءُ، مُضَارِعُ وَارَاهُ، وهو مُشْتَقٌّ مِنَ الْوَرَاءِ، وَهُوَ جِهَةُ الْخَلْفِ، مِنَ المُوارَاة، فيُقالُ: وَارَيْتُهُ فَأَنَا أُوَارِيهِ، أَيْ: سَتَرْتُهُ، ومنهُ يُقالُ: وَارَيْتُ المَيِّتَ فِي التُرابِ، أَيْ: دَفَنْتُهُ، وِمِنْهُ قَوْلُ النَبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لِعَلِيِّ بْنِ أبي طالبٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ لَمَّا أَخْبَرَهُ بِوَفَاةِ أَبِيهِ قالَ: ((اذْهَبَ فَوَارِهِ)). فَعَنْ عَلِيٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ أَتَى النَبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالَ: إِنَّ أَبَا طَالِبٍ مَاتَ. قالَ: ((اذْهَبْ فَوَارِهِ)) قالَ: إِنَّهُ مَاتَ مُشْرِكًا. فَقَالَ: ((اذْهَبْ فَوَارِهِ)), فَلَمَّا وَارَيْتُهُ، رَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي: ((اغْتَسِلْ)). أَخْرَجَهُ الإمامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ: (2/112، 136)، وأَبُو دَاودَ في كتابِ الجَنَائزِ، منْ سُننِهِ، باب: الرَّجُلُ يَمُوتُ لَهُ قَرَابَةٌ مُشْرِكٌ: (3214)، والنَّسائيُّ في الطَهَارَةِ مِنْ سُننِهِ، بابُ: الغِسْلُ مِنْ مُوارَاةِ المُشْرِكِ: (1/111)، وفي الجَنَائزِ: (4/79)، بابُ مُوارَاةِ المُشْرِكِ. وقالَ الشَّاعِرُ مِنْ مُخلَّعِ البَسيطِ:
عَلَى صَدىً أسْوَدَ المُوَارِي .............. فِي التُّرْبِ أمْسَى وفِي الصَّفِيحِ
وَ "مِنَ" لِلِابْتِدَاءِ الْمَجَازِيِّ الْمُفِيدِ مَعْنَى التَّعْلِيلِ، أَيْ يَتَوَارَى مِنْ أَجْلِ تِلْكَ الْبِشَارَةِ، كما هِيَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مِنْ سُورَة الْأَنْعَام: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ} الآية: 151.
قولُهُ: {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ} الْهُونُ ـ بِضَمِّ الهاء: الذُّلُّ. وَالْهَوْنُ بِفَتْحِها: الرِّفْقُ وَاللِّينُ، قالَ تعالى في سُورةِ الفُرْقانِ: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} الآية: 63، وَالْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ تعالى هُنَا: "عَلَى هُونٍ" أَيُمْسِكُهَا مَعَ رِضَاهُ بِهَوَانِ نَفْسِهِ، وَعَلَى رَغْمِ أَنْفِهِ؟ وَقِيلَ: أَيُمْسِكُهَا مُهَانَةً ذَلِيلَةً. والجُمْلَةُ بَدَلُ اشْتِمَالٍ مِنْ جُمْلَةِ يَتَوارَى، لِأَنَّهُ يَتَوَارَى حَيَاءً مِنَ النَّاسِ فَيَبْقَى مُتَوَارِيًا مِنْ قَوْمِهِ أَيَّامًا حَتَّى تُنْسَى قَضِيَّتُهُ.
قولُهُ: {أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} الدَّسُّ: إِخْفَاءُ الشَّيْءِ بَيْنَ أَجْزَاءِ شَيْءٍ آخَرَ كَالدَّفْنِ. وَالْمُرَادُ: الدَّفْنُ فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْوَأْدُ. وَكَانُوا يَئِدُونَ بَنَاتِهِمْ، بَعْضُهُمْ يَئِدُ بِحِدْثَانِ الْوِلَادَةِ، وَبَعْضُهُمْ يَئِدُ إِذَا يَفَعَتِ الْأُنْثَى وَمَشَتْ وَتَكَلَّمَتْ، أَيْ حِينَ تَظْهَرُ لِلنَّاسِ لَا يُمْكِنُ إِخْفَاؤُهَا. وَذَلِكَ مِنْ أَفْظَعِ أَعْمَالِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانُوا مُتَمَالِئِينَ عَلَيْهِ وَيَحْسَبُونَهُ حَقًّا لِلْأَبِ فَلَا يُنْكِرُهَا الْجَمَاعَةُ عَلَى الْفَاعِلِ. وَالظَّاهِرُ مِنْ قَوْلِهِ: أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ، أَنَّهُ يَئِدُهَا وَهُوَ دَفْنُهَا حَيَّةً حَتَّى تَمُوتَ. وَقِيلَ: دَسُّهَا إِخْفَاؤُهَا عَنِ النَّاسِ حَتَّى لَا تُعْرَفَ كَالْمَدْسُوسِ فِي التُّرَابِ.
قولُهُ: {أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} أَعْلَنَ اللهُ ـ تَعَالَى، ذَمُّهُ بِحَرْفِ أَلَا لِأَنَّهُ جَوْرٌ عَظِيمٌ قَدْ تَمَالَؤوا عَلَيْهِ، وَخَوَّلُوهُ لِلنَّاسِ ظُلْمًا للمَخْلُوقاتِ، فَأَسْنَدَ تعالى الحُكْمَ إِلَى ضَمِيرِ الْجَمَاعَةِ مَعَ أَنَّ الْكَلَامَ كَانَ جَارِيًا عَلَى فِعْلٍ وَاحِدٍ غَيْرِ مُعَيَّنٍ قَضَاءً لِحَقِّ هَذِهِ النُّكْتَة. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنِ السُّدِّيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُ، فِي قَوْله تعالى: "أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" قَالَ: بِئْسَ مَا حَكَمُوا، يَقُولُ: شَيْءٌ لَا يَرْضَوْنَهُ لأَنْفُسِهِمْ فَكَيْفَ يَرْضَوْنَهُ لِي؟.
و "أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" يَرجِعُ إِلَى قَوْلِهِ تعالى من الآيةِ التي قَبَلَهَا: {وَيَجْعَلُونَ للهِ الْبَنَاتِ} أَيْ: سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ فِي نِسْبَتِهِمْ إِلَى اللهِ مَا هُوَ مُسْتَكْرَهٌ عِنْدَهُمْ، نَافِرٌ عَنْهُنَّ طَبْعُهُمْ، بِحَيْثُ لَا يَحْتَمِلُونَ نِسْبَتَهُنَّ إِلَيْهِنَّ، وَيَئِدُونَهُنَّ اسْتِنْكَافًا مِنْهُنَّ، وَيَنْسُبُونَ إِلَيْهِمْ الذَّكَرَ كَمَا قَالَ: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى}. وَقَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: وَمَعْنَى الْآيَةِ يُدَبِّرُ أَيُمْسِكُ هَذِهِ الْأُنْثَى عَلَى هَوَانٍ يَتَجَلَّدُ لَهُ، أَمْ يَئِدُهَا فَيَدْفِنُهَا حَيَّةً فَهُوَ الدَّسُّ فِي التُّرَابِ؟.
قولُهُ تَعَالَى: {يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ} يَتَوَارَى: فِعْلٌ مَضارعٌ مَرْفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنِ النَّاصِبِ والجازِمِ، وَعَلامَةُ رَفْعِهِ ضَمَّةٌ مُقدَّرةٌ على آخِرِهِ لِتَعَذُّرِ ظُهورِها عَلَى الأَلِفِ، وَفَاعِلُهُ ضَمِيرٌ مُسْتترٌ فيهِ جَوازًا يَعُودُ عَلَى "أَحَدُهُمْ" منَ الآيةِ التي قبلَها، وهذِهِ الجُمْلَةُ الفعليَّةُ جملةٌ مُسْتَأْنَفَةٌ اسْتِئْنافًا بَيانيًا لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرابِ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكونَ حَالًا مِنَ الضَميرِ فِي قولِهِ منَ الآيةِ السابِقةِ: {كَظِيم}. وَيَجوزُ أَنْ تكونَ خَبَرًا ثانيًا للمُبْتَدَأِ: {هو}، فتكونُ حينَئذٍ في مَحَلِّ الرَّفْعِ. وَ "مِنَ" حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِـ "يَتَوَارَى"، وَ "الْقَوْمِ" مَجْرورٌ بِحَرْفِ الجَرِّ. وَ "مِنْ" حَرْفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ أيضًا بِـ "يَتَوَارَى" فَلا يُعْتَرَضُ بِامْتِنَاعِ تَعَلُّقِ حَرْفَيْ جَرٍّ مُتَحَدَيِ اللَّفْظِ بِعَامِلٍ وَاحِدٍ لاخْتِلافِ مَعْنَاهُمَا، فإِنَّ الأُولَى للابْتِداءِ، والثانيَةَ للعِلَّةِ؛ أَيْ: مِنْ أَجْلِ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ، و "سُوءِ" مجرورٌ بحرفِ الجرِّ مُضَافٌ، و "مَا" مبنيَّةٌ على السكونِ في مخلِّ الجرِّ بالإضافةِ، أَوْ نَكِرةٌ مَوْصُوفَةٌ. و "بُشِّرَ" فِعْلٌ مَاضٍ مبنيٌّ للمجهولِ، ونائبُ فاعِلِهِ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلَى "أَحَدُهُمْ". و "بِهِ" الباءُ: حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بـ "بُشِّرَ"، والهاءُ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بحرفِ الجَرِّ، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هَذِهِ صِلَةٌ لِـ "مَا" إنْ أُعرِبتْ موصولةً، أَوْ صِفَةٌ لَهَا في محلِّ الجرِّ إنْ أُعرِبتْ نَكِرةً مَوْصوفةً.
قولُهُ: {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ} الهَمْزَةُ: حَرْفُ اسْتِفْهامٍ يُطْلَبَ بِهَا وَبـ "أَمْ" تَعْيِينُ أَحَدِ الأَمْرَيْنِ. و "يُمْسِكُهُ" فِعْلٌ مَضارعٌ مَرْفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنِ النَّاصِبِ والجازِمِ، وفاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعُودُ عَلى "أَحَدُهُمْ" والهاءُ: ضميرٌ مُتَّصِلٌ بهِ في محلِّ النَّصْبِ مَفْعُولٌ بِهِ. و "عَلَى" حرفُ جَرٍّ متعلِّقٌ بحالٍ إمَّا مِنْ فَاعِلِ "يُمْسِكُهُ"، والتقديرُ: حَالَةَ كَوْنِ أَحَدِهم مُتَلَبِّسًا بِـ "هُون" نَفْسِهِ وَذُلِّها، وإمَّا مِنَ المَفعولِ؛ أَيْ: حَالَةَ كَوْنِ الأُنْثَى مُتَلَبِّسَةً بِـ "هُون" وَذُلٍّ، وَ "هُونٍ" مَجْرورٌ بحرفِ الجَرِّ، وَجُمْلَةُ "يُمْسِكُهُ" الفِعْلِيَّةُ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ مَعْمُولٌ لِمَحْذوفِ حَالٍ مِنْ فاعِلِ "يَتَوَارَى"، والتَقْديرُ: يَتَوارَى أَحَدُهم ذَلِكَ مِنَ النَّاسِ حَالَةَ كَوْنِهِ مُفَكِّرًا "أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ".
قولُهُ: {أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} أَمْ: عَاطِفَةٌ مَتَّصِلَةٌ، و "يَدُسُّهُ" مثلُ "يُمسِكُهُ". و "فِي" حرفُ جَرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِهِ، و "التُّرَابِ" مجرورٌ بحرفِ الجرِّ. والجُمْلَةُ فِي مَحَلٍّ النَّصْبِ عَطْفًا عَلى جُمْلَةِ "أيُمْسِكُهُ".
قولُهُ: {أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} أَلَا: حَرْفُ تَنْبيهٍ، و "سَاءَ" فِعْلٌ ماضٍ لإنْشاءِ الذَّمِ، مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ، وَفاعِلُهُ ضَمِيرٌ مٌسْتَتِرٌ فِيهِ جوازًا تَقْديرُهُ هُوَ أو "الشِّيْءُ". و "مَا" نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى السُّكونِ فِي مَحَلِّ النَّصْبِ على التَمْييزِ لِفَاعِلِ "سَاءَ". و "يَحْكُمُونَ" فِعْلٌ مُضارِعٌ مَرْفوعٌ لِتَجَرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ والجازِمِ، وعَلامَةُ رَفْعِهِ ثَبَاتُ النُّونِ فِي آخِرِهِ، لأَنَّهُ مِنَ الأَفْعَالِ الخَمْسَةِ، وواوُ الجَمَاعَةِ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ مَبْنيٌّ عَلَى السُّكونِ في مَحَلِّ الرَّفعِ بالفَاعِليَّةِ. والجُمْلَةُ في محلِّ النَّصْبِ صِفَةٌ لِـ "مَا"، والرَّابِطُ مَحْذُوفٌ تَقْديرُهُ: سَاءَ الشَّيْءُ شَيْئًا يَحْكُمُونَهُ، وَجُمْلَةُ "سَاءَ" في مَحَلِّ الرَّفْعِ خَبَرٌ للمَخْصُوصِ بالذَّمِ المَحْذوفِ وُجُوبًا، والتقديرُ: حَكْمُهُمْ هَذَا، والجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ جُمْلَةٌ إِنْشائِيَّةٌ لا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الإِعْرابِ.
قرَأَ العامَّةُ: {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ} وَقَرَأَ الْجَحْدَرِيُّ: "أَيُمْسِكُهَا عَلَى هَوَانٍ أَمْ يَدُسُّهَا" بِالتَّأْنِيثِ عَوْدًا عَلَى قَوْلِهِ: بِالْأُنْثَى، أَوْ عَلَى مَعْنَى مَا بُشِّرَ بِهِ، ووَافَقَهُ عِيسَى عَلَى قِرَاءَةِ هَوَانٍ عَلَى وَزْنٍ فَعَالٍ. وَقَرَأَتْ فِرْقَةٌ: "أَيُمْسِكُهُ بِضَمِيرِ التَّذْكِيرِ"، و "أَمْ يَدُسُّهَا" بِضَمِيرِ التَّأْنِيثِ. وَقَرَأَتْ فِرْقَةٌ: عَلَى هَوْنٍ بِفَتْحِ الْهَاءِ. وَقَرَأَ الْأَعْمَشُ: "أَيُمْسِكُهُ عَلَى سُوءٍ"، وَهِيَ تَفْسِيرٌ لَا قِرَاءَةٌ، لِمُخَالَفَتِهَا السَّوَادَ الْمُجْمَعَ عَلَيْهِ. وَمَعْنَى إِمْسَاكِهِ حَبْسُهُ وَتَرْبِيَتُهُ.