لموسوعة القرآنية فَيْضُ العَليمِ ... سورة الحِجر، الآية: 49
نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49)
قولُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} أَمْرٌ مِنْهُ ـ سُبحانَهُ، لرسولِهِ ـ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ، بأَنْ يُخبِرَ عِبادَهُ ويُعلِمَهمْ بِأَنَّهُ واسِعُ الرَّحْمَةِ، عَظِيمُ المَغْفِرَةِ، وَابْتِدَاءُ الْكَلَامِ بِفِعْلِ الْإِنْبَاءِ لِتَشْوِيقِ السَّامِعِينَ إِلَى مَا بَعْدَهُ فهو كَقَوْلِهِ تَعَالَى في سُورَةِ البُرُوج: {هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ} الآية: 17، وَنَحْوِهِ. وَ "عِبَادِي" هُمُ الذينَ عَبَّرَ عَنْهم فِيما سَبَقَ بالمُتَّقِينَ. وهَذِهِ الْآيَةُ وِزَانُ قَوْلِهِ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلَامُ: ((لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنْ الْعُقُوبَةِ مَا طَمِعَ فِي الْجَنَّةِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنْ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ الْجَنَّةِ أَحَدٌ، خَلَقَ اللهُ مِئَةَ رَحْمَةٍ فَوَضَعَ رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ خَلْقِهِ يَتَرَاحَمُونَ بِهَا، وَعِنْدَ اللهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ رَحْمَةً)). أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ: (2/397)، ومُسْلِمٌ: (2755)، وغيرُهما، مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنْهُ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَن قَتَادَةَ ـ رضيَ اللهُ عنهُ، فِي قَوْلِهِ: "نَبِّئْ عبَادي أَنِّي أَنا الغفور الرَّحِيم * وَأَنَّ عَذَابي هُوَ الْعَذَاب الْأَلِيم} قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ نَبِيَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((لَوْ يَعْلَمُ العَبْدُ قَدْرَ عَفْوِ اللهِ لَمَا تَوَرَّعَ مِنْ حَرَامٍ، وَلَوْ يَعْلَمُ قَدْرَ عَذَابِهِ لَبَخَعَ نَفْسَهُ)). رواه الطبري في تفسيره (14/27) وابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله برقم (64) ورواه البزار في مسنده. وقال الهيثمي في المجمع (10/384): "إِسنادُهُ حَسَنٌ". وَأَخْرَجَ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رضيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((إِنَّ اللهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ ـ يَوْمَ خَلَقَهَا، مِئَةَ رَحْمَةٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعينَ رَحْمَةً، وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً، فَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ كُلَّ الَّذِي عِنْدَ اللهِ مِنْ رَحْمَتِهِ لَمْ يَيْأَسْ مِنَ الرَّحْمَةِ، فَلَو يَعْلَمُ الْمُؤمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعَذَابِ لَمْ يَأْمَنْ مِنَ النَّارِ)). رقائقُ الإمامِ البُخَارِيِّ: (برقم: 6469) باب: الرجاء مع الخوف. وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ: (2/343)، عَنْ أَبي هُرَيْرَة ـ رضيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ عَلَى رَهْطٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَهُمْ يَتَحَدَّثونَ فَقَالَ: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكيتُم كَثيرًا)). فَلَمَّا انْصَرَفْنَا أَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ أَنْ يَا مُحَمَّدُ لِمَ تُقَنِّطْ عِبَادي؟، فَرَجَعَ إِلَيْهِم فَقَالَ: ((أَبْشِرُوا وقارِبُوا وسَدِّدُوا)). وأَخرجِ الواحديُّ في تفسيرِهِ (البسيط): (2/119) عنْ أَبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} الآية: 123، مِنْ سورةِ النساءِ، بَكَيْنَا وَحَزَنَّا، وَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَبْقَتْ هَذِهِ الآيَةُ مِنْ شَيْءٍ، قَالَ: ((أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَكُمَا أُنْزِلَتْ وَلَكِنْ أَبْشِرُوا وَقَارِبُوا وَسَدِّدُوا، إِنَّهُ لا يُصِيبُ أَحَدًا مِنْكُمْ مُصِيبَةٌ إِلَّا كَفَّرَ اللهُ تَعَالَى بِهَا خَطِيئَةً، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا أَحَدُكُمْ فِي قَدَمِهِ)).
قالَ الإمامُ الغَزَّالِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ، ورَضِيَ عنهُ، في (مِنْهاجِهِ): وَمِنَ الآياتِ اللَّطِيفَةِ الجامِعَةِ بَيْنَ الرَّجاءِ والخَوْفِ قَوْلُهُ تَعَالَى: "نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"، ثُمَّ قالَ فِي عَقِبِهِ: {وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ} لِئَلَّا يَسْتَوْلَي عَلَيْكَ الرَّجاءُ بِمَرَّةٍ، وَقولُهُ تَعَالى: {شَدِيدِ الْعِقَابِ} سورةُ غَافِر، الآية: 3، ثمَّ قالَ فِي عَقِبِهِ: {ذِي الطَّوْلِ}، لَئِلَّا يَسْتَوْلي عَلَيْكَ الخَوْفُ، وأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ} سورةُ آل عمران: 30، ثمَّ قالَ في عَقِبِهِ: {وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ}، وأَعْجَبُ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ} سورة (ق) الآية: 33، فَعَلَّقَ الخَشْيَةَ باسْمِ الرَّحْمَنِ، دونَ اسْمِ الجَبَّارِ، أَوِ المُنْتَقِمِ، أَوِ المُتَكَبِّرِ، ونَحْوِهِ، لِيَكُونَ تَخْويفًا في تَأْمِينٍ، وتَحْريكًا فِي تَسْكِينٍ، كَمَا تَقُولُ: أَمَا تَخْشَى الوالِدَةَ الرَّحِيمَةَ، أَمَا تَخْشَى الوالِدَ الشَّفِيقَ، والمُرادُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَكونَ الطَّريقُ عَدْلًا، فَلا تَذْهَبْ إِلى أَمْنٍ وَقُنوطٍ. وفي هَذِهِ الآيَةِ لَطَائِفُ:
أُولاها أَنَّهُ ـ سُبْحانَهُ، أَضافَ العِبادَ إِلَى نَفْسِهِ المُقدَّسَةِ، وهَذا تَشْرِيفٌ عَظِيمٌ لَهُمْ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ لمَّا ذَكَرَ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا ـ عَلَيْهِ الصلاةُ والسَّلامُ، في أَرفَعِ مَقامَاتِ القُرْبِ حينَ عُرِجَ بِهِ إلى ما فوق السَّمَاءِ السابعةِ قالَ: {سُبْحانَ الذي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا} الآية: 1، مِنْ سورةِ الإسْراءِ.
والثانِيَةُ: أَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ الرَّحْمَةَ وَالمَغْفِرَةَ بَالَغَ فِي التَأْكِيد فأتى بِأَلْفاظٍ ثَلاثٍ هِيَ: "أَنّي" و "أَنَا" وأَدْخَلَ أَلِفَ التعريفِ ولامَهُ عَلَى اسمِهِ العظيمِ "الغَفُورُ الرَّحِيمُ". بينما لَمْ يَقُلْ أَنِّي أَنَا المُعَذِّبُ لمَّا ذَكَرَ العَذَابَ، ولا وَصَفَ نَفْسَهُ بِذَلِكَ، بَلْ قَالَ: "وأَنَّ عَذَابي هُوَ العَذَابُ الأَلِيمُ".
والثالثةُ: أَنَّهُ لمَّا أَمَرَ رَسُولَهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يُبَلِّغَ العِبادَ هَذَا المَعْنَى فَكَأَنَّما أَشْهَدَهُ عَلَى نَفْسِهِ فِي التِزَامِ المَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ.
وَالرابعةُ: أَنَّه لَمَّا قَالَ: "نَبِّئْ عِبادي" كانَ المعنى نَبِّئْ كُلَّ مَنْ كَانَ مُعْتَرِفًا بِعُبُودِيَّتي، فَدَخَ بِهَذَا جميعُ المُؤْمِنينَ مُطيعُهم وعاصيهم، فدَلَّ ذَلِكَ عَلَى تَغْلِيبِ جانِبِ الرَّحْمَةِ والمَغفرَةِ مِنْهُ تَعَالى، على جانِبِ الانتقامِ والعقابِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ مِرْدُوَيْهِ عَنْ أَنَسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتمْ قَلِيلًا، ولَبَكِيتم كَثيرًا))، فَقَالَ: ((هَذَا الْمَلَكُ يُنَادي لَا تُقْنِطْ عِبَادِي)).
وَفِي أَسْبابِ نُزُولِ هَذِهِ الآيةِ الكَريمَةِ رَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: طَلَعَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، مِنَ البابِ الذي يَدْخُلُ مِنْهُ، بَنُو شَيْبَةَ، وَنَحْنُ نَضْحَكُ، فَقَالَ: أَلَا أَرَاكُمْ تَضْحَكُونَ! ثُمَّ أَدْبَرَ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الْحِجْرِ رَجَعَ إِلَيْنَا الْقَهْقَرَى، فَقَالَ: إِنِّي لَمَّا خَرَجْتُ جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ يَقُولُ الله تعَالى وعَزَّ وَجَلَّ: لِمَ تُقَنِّطُ عِبَادِي؟ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. وأَخْرَجَهُ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، عَنْ مُصْعَبَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى نَاسٍ مِنْ أَصْحَابه يَضْحَكُونَ فَقَالَ: ((اذْكروا الْجنَّةَ واذْكُرُوا النَّارَ، فَنَزَلَتْ: "نَبِّئْ عِبَادي أَنِّي أَنَا الغَفُورُ الرَّحِيمُ". وَأَخْرَجَ البَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ مِرْدُوَيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ـ رضيَ اللهُ عنهُما، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَقدْ عَرَضَ لَهُمْ شَيْءٌ يُضْحِكُهم، فَقَالَ: أَتَضْحَكونَ؟! وَذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ بَيْنَ أَيْدِيكُم؟. فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: "نَبِّئْ عِبَادي أَنِّي أَنَا الغَفُورُ الرَّحِيمُ".
قولُهُ تَعَالَى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} نَبِّئْ: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ، وفَاعِلُهُ ضَميرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ (أَنْتَ) يَعُودُ عَلَى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. و "عِبَادِي" مَفْعولٌ بِهِ منصوبٌ، وهذهِ الجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لَا مَحَلٌّ لها مِنَ الإعرابِ. و "أَنِّي" هيَ "أَنَّ" حرفٌ نَاصِبٌ ناسِخٌ مُشَبَّهٌ بالفعلِ لإِفادةِ التَوْكيدِ، وَالياءُ: ياءُ المُتَكَلِّمِ ضميرٌ متَّصِلٌ بِهِ في محلِّ النَّصْبِ اسْمُ "أَنّ". و "أَنَا" ضميرٌ منفصلٌ مُؤَكِدٌ لِضَميرِ النَّصْبِ (الياء)، أَوْ هو ضَمِيرُ فَصْلٍ، ويجوزُ أَنْ يُعرَبَ مُبْتَدَأً، و "الْغَفُورُ" خَبَرُ "أَنَّ" الأَولُ، أَو خَبَرُ المُبْتَدَأِ "أَنَا". و "الرَّحِيمُ" خَبَرٌ ثانٍ، أَوْ صِفَةٌ لِـ "الْغَفُورُ"، وجُمْلَةُ "أَنَّ" فِي تَأْويلِ مَصْدَرٍ سادٍّ مَسَدَّ مَفْعُولَيْ "نَبِّئْ" الثاني والثالث؛ لأَنَّه يَتَعَدَّى إلى ثلاثةِ مَفاعيلٍ، والتَّقديرُ: نَبِّئْ عِبادي كَوْنِي الغَفُور الرَّحيم، أَوْ هي في مَحلِّ الجَرِّ بِحَرْفِ جَرٍّ مَحذوفٍ؛ أَيْ: بِأَنِّي أَنَا الغَفُورُ الرحيمُ.
قرَأَ العامَّةُ: {نبِّئْ عبادي أنَّي} بتسْكين ياءِ "عبادي" وياءِ "أَنِّي"، وَقَرَأَ ابْنُ كَثيرٍ، ونافعٌ، وأَبُو عَمْرٍو "عِبَادِيَ" وَ "أَنِّيَ" بِتَحْريكِهما.
وفِي هَذِهِ الآيةِ الكريمةِ مِنَ المُحَسِّناتِ البَديعِيَّة مُحَسِّنُ الِاتِّزَانِ إِذَا سَكَنَتْ يَاءُ أَنِّي عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ بِتَسْكِينِهَا، فَإِنَّ الْآيَةَ تَأْتِي مُتَّزِنَةً عَلَى مِيزَانِ بَحْرِ الْمُجْتَثِّ الَّذِي لَحِقَهُ الْخَبْنُ فِي عَرُوضِهِ وَضُرُبِهِ فَأَصْبَحَ وزْنُهُ: (مُتَفْعِلُنْ فَعِلاتُنْ) مَرَّتَيْنِ.