فيضُ العليم ... سورة الرعدِ، الآية: 21
وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21)
قولُهُ ـ تَعَالَى شَأْنُهُ: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} الْوَصْلُ: ضَمُّ شَيْءٍ لِشَيْءٍ. وَضِدُّهُ الْقَطْعُ. وَيُطْلَقُ مَجَازًا عَلَى الْقُرْبِ، وَضِدُّهُ الْهَجْرُ. وَقدِ عُرِفَ بالْإِحْسَانِ وَالْإِكْرَامِ مَجَازًا، وَمِنْهُ: صِلَةُ الرَّحِمِ، أَيِ الْإِحْسَانُ إلى الرَّحِمِ لِأَجْلِ الْقَرَابَةِ الْآتِيَةِ مِنَ الْأُمَّهَاتِ. وَأُطْلِقَتْ عَلَى قَرَابَةِ النَّسَبِ مِنْ جَانِبِ الْآبَاءِ أَيْضًا، لِأَنَّهَا في الغَالِبِ لَا تَخْلُو مِنِ اشْتَرَاكٍ فِي الْأُمَّهَاتِ وَلَوْ بَعُدْنَ. وأَفْرَدَ بِالذِّكْرِ كي لا يَظُنَّ ظَانٌّ أَنَّ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ، لا يَدْخلُ فيهِ أَنْ إِصْلاحُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعِبَادِ. ومنْ ذَلكَ صِلَةُ الرَّحِمِ وهو ما جاءَ في قَولِهِ ـ عَلَيْهِ الصلاةُ والسَّلَامُ: ((ثَلَاثٌ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهَا ذَلَقٌ، الرَّحِمُ تَقُولُ: أَيْ رَبِّ قُطِعْتُ، وَالْأَمَانَةُ تَقُولُ: أَيْ رَبِّ تُرِكْتُ، وَالنِّعْمَةُ تَقُولُ: أَيْ رَبِّ كُفِرْتُ)). وأَخْرَجَ البَغَوِيُّ، عنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ عَادَ أَبَا الدَّرْدَاءِ ـ رضِيَ اللهُ عنهُما، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ: ((أَنَا اللهُ، وَأَنَا الرَّحْمَنُ، وَهِيَ الرَّحِمُ، شَقَقْتُ لَهَا مِنِ اسْمِي اسْمًا، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ)). شَرْحُ السُّنَّةِ: (13/22)، ومُسْنَدُ الإمامِ أَحْمدٍ: (1/194). وأخرجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ في مُصَنَّفِهِ: (8/536)، وعبدُ الرَّزاقِ في مصنفه: (11/172)، وأَبو دَاودَ في سُنَنِه: (2/262)، والتِرْمِذِيُّ في سُنَنِهِ: (6/33)، وقال: حَديثٌ صَحيحٌ. وصَحَّحَهُ أيضًا الحاكِمُ في مُسْتَدْرَكِهِ: (4/157 ـ 158)، وابْنُ حِبَّانَ في مَوارِدِ الظمآن: (ص: 498 ـ 499).
وَأَخْرَجَ الْخَطِيبُ وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْبِرَّ وَالصَّبْرَ لَيُخَفِّفانِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثمَّ تَلا رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذينَ يَصِلونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ويَخْشَوْنَ رَبَّهم وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحسابِ".
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَأَبُو الشَّيْخِ، عَنْ قَتَادَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "وَالَّذينَ يَصِلونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ" قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: اتَّقُوا اللهَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، فَإِنَّهُ أَبْقَى لَكُمْ فِي الدُّنْيَا، وَخَيْرٌ لَكُمْ فِي الْآخِرَةِ، وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَجُلًا مِنْ خَثْعَمَ أَتَى النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِمَكَّةَ فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ؟. قَالَ: ((نَعَم)). قَالَ: فَأَي الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟. قَالَ: ((الإيمانُ بِاللهِ)). قَالَ: ثمَّ مَاذَا؟. قَالَ: ((صِلَةُ الرَّحِمِ)). وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ العاصِ ـ رضيَ اللهُ عنهُما، يَقُول: إِنَّ الْحَلِيمَ لَيْسَ مَنْ ظُلِمَ ثمَّ حَلِمَ، حَتَّى إِذا هَيَّجَهُ قوْمٌ اهْتَاجَ، وَلَكِنَّ الْحَلِيمَ مَنْ قَدَرَ ثمَّ عَفَا، وَإِنَّ الْوَصُولَ لَيْسَ مَنْ وُصِلَ ثمَّ وَصَلَ، فَتِلكَ مُجازَاةٌ، وَلَكِنَّ الْوَصُولَ مَنْ قُطِعَ ثمَّ وَصَلَ، وَعَطَفَ عَلَى مَنْ لَا يَصِلُهُ.
وَأَخَرْجَ ابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَأَبُو الشَّيْخِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ: {ويَقْطَعونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} الآية: 25، مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ المُبارَكَةِ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِذا لَمْ تَمْشِ إِلَى ذِي رَحِمِكَ بِرِجْلِكَ، وَلَمْ تُعْطِهِ مِنْ مَالِكَ، فَقَدْ قَطَعْتَهُ.
وَيَدْخُلُ فِي صِلَةِ الرَّحِمِ، صِلَةُ الْقَرَابَةِ الثَّابِتَةِ بِسَبَبِ أُخُوَّةِ الْإِيمَانِ، وَرِعَايَةُ جَمِيعِ الْحُقُوقِ الْوَاجِبَةِ لِلْعِبَادِ، لقَولِهِ تَعَالى في سُورَةِ الْحُجُرَاتِ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} الآية: 10، وَيَدْخُلُ فِي هَذِهِ الصِّلَةِ إِمْدَادُهُمْ بِإِيصَالِ الْخَيْرَاتِ وَدَفْعُ الْمَضَرَّاتِ عَنْهم بِقَدْرِ الْإِمْكَانِ، وَعِيَادَةُ مَرِيضِهم، وَشُهُودُ جَنَائِزِهم، وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ عَلَيهم، وَالتَّبَسُّمُ فِي وُجُوهِهِمْ، وَكَفُّ الْأَذَى عَنْهُمْ، كما وَيَدْخُلُ فِيهِ كُلُّ حَيَوَانٍ حَتَّى الْهِرَّةُ وَالدَّجَاجَةُ، فَقد رٌوِيَ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ رَضيَ اللهُ تعالى عنهُ، أَنَّ جَمَاعَةً دَخَلُوا عَلَيْهِ بِمَكَّةَ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: مِنْ خُرَاسَانَ. فَقَالَ: اتَّقُوا اللهَ، وَكُونُوا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْعَبْدَ لَوْ أَحْسَنَ كُلَّ الْإِحْسَانِ، وَكَانَ لَهُ دَجَاجَةٌ فَأَسَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُحْسِنِينَ.
قالوا: وكَذلِكَ صِلَةُ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ ـ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، وَمُؤَازَرَتُهُ، وَنُصْرَتُهُ في جِهَادِهِ في سَبيلِ اللهِ تَعَالى، فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ.
وقريبًا مِنْ ذَلِكَ مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَأَبُو الشَّيْخِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "وَالَّذينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ" يَعْنِي مِنْ إِيمَانٍ بالنَّبِيِّينَ وبِالكُتُبِ كُلِّهَا، و "يَخْشَوْنَ رَبَّهم" يَعْنِي يَخَافُونَ فِي قَطْعِيَّةِ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ، و "يَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ" يَعْنِي شِدَّةَ الْحِسَابِ.
وَالحَاصِلُ: أَنَّ قَوْلَهُ تعالى في الآيةِ السابقةِ: {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ} فيهِ إِشَارَةٌ إِلَى التَّعْظِيمِ لِأَمْرِ اللهِ ـ سُبْحانَهُ وتعالى، وَقَوْلَهُ: "وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ" إِشَارَةٌ إِلَى الشَّفَقَةِ عَلَى خَلْقِ اللهِ تعالى. فإنَّ "مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ" عَامٌّ فِي جَمِيعِ الْأَوَاصِرِ وَالْعَلَائِقِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِالْمَوَدَّةِ وَالْإِحْسَانِ لِأَصْحَابِهَا. وَمِنْهَا آصِرَةُ الْإِيمَانِ، وَآصِرَةُ الْقَرَابَةِ التي هِيَ صِلَةُ الرَّحِمِ.
قولُهُ: {وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} الْمَعْنَى: أَنَّهُ وَإِنْ أَتَى بِكُلِّ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ فِي تَعْظِيمِ أَمْرِ اللهِ، وَفِي الشَّفَقَةِ عَلَى خَلْقِ اللهِ إِلَّا أَنَّهُ لَا بُدَّ وَأَنْ تَكُونَ الْخَشْيَةُ مِنَ اللهِ تعالى، وَالْخَوْفُ مِنْهُ، مُسْتَوْلِيًا عَلَى قَلْبِهِ، وَهَذِهِ الْخَشْيَةُ تَقْتَضي أَنْ يَكُونَ خَائِفًا مِنْ أَنْ يَقَعَ زِيَادَةٌ أَوْ نُقْصَانٌ أَوْ خَلَلٌ فِي عِبَادَاتِهِ وَطَاعَاتِهِ، بِحَيْثُ يُوجِبُ فَسَادَ الْعِبَادَةِ، أَوْ يُوجِبُ نُقْصَانَ ثَوَابِهَا. وَأَنْ يخافَ العَبْدُ رَبَّهُ ـ سُبحانَهُ وتَعَالَى، خَوْفَ الْجَلَالِ، ذَلِكَ لِأَنَّ الْعَبْدَ إِذَا حَضَرَ عِنْدَ سُّلْطَانٍ قَاهِرٍ مَهِيبٍ، اسْتَوْلَتِ مَهَابَةُ جَلَالِهِ، وَخَشْيَةُ عَظَمَتِهِ على قَلْبِهِ.
قَولُهُ: {وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} فِيهِ دَليلٌ عَلَى أَنَّ مَنْ خَشِيَ اللهَ ـ تَعالى، وخَافَ جَلَالَهُ، وَهَابَ عَظَمَتَهُ، خَشِيَ حِسَابَهُ، وشَديدَ عِقابِهِ، فَقَامَ بِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى هَذِهِ الخشْيَةِ، مِمَّا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ آنِفًا.
قولُهُ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} الواو: حرفُ عطفٍ. و "الَّذِينَ" اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ في مَحَلِّ الرَّفْعِ بالابْتِداءِ عَطْفًا عَلَى المَوْصُولِ الأَوَّلِ في الآيَةِ السَّابِقَةِ. و "يَصِلُونَ" فِعْلٌ مضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازِمِ، وعلامةُ رفعِهِ ثباتُ النونِ في آخِرِهِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصلٌ بِهِ مَبْنِيٌّ على السُّكونِ في محلِّ الرَّفْعِ فاعِلُهُ، والجُمْلَةُ صِلَةُ المَوْصُولِ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ. و "مَا" مَوْصُولَةٌ، أَوْ مَوْصوفَةٌ مبنيَّةٌ على السكونِ في مَحَلِّ النَّصْبِ مَفْعُولٌ بِهِ. و "أَمَرَ" فِعْلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ، ولفظُ الجلالةِ "اللهُ" فاعِلُهُ مرفوعٌ بِهِ. و "بِهِ" حرفُ جرٍّ مُتَعَلِّقٌ بِهِ، والهاءُ: ضميرٌ متَّصلٌ بِهِ في محلِّ الجرِّ بِحَرْفِ الجرِّ، ومَفْعُولُهُ مَحْذوفٌ تَقْديرُهُ: مَا أَمَرَهُمُ اللهُ بِهِ. و "أَنْ" حَرْفُ نَصْبٍ ومَصْدَرٍ. و "يُوصَلَ" فِعْلٌ مُضارِعٌ مبنيٌّ للمجهولِ مَنْصُوبٌ بِـ "أَنْ" المَصْدَرِيَّةِ، ونائبُ فاعِلِهِ ضَميرٌ مستترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ (هو) يَعودُ عَلَى "مَا"، والجُمْلَةُ في تَأْويلِ مَصْدَرٍ مَجْرورٍ عَلَى كَوْنِهِ بَدَلًا مِنْ الضَميرِ في "به"، والتَّقديرُ: والذينَ يَصْلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِوَصْلِهِ.
قولُهُ: {وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} الواوُ: للعطفِ، وَ "يَخْشَوْنَ" مثلُ "يَصِلونَ" مَعْطوفٌ عَلَيْهِ. و "رَبَّهُمْ" مَفْعولٌ بهِ منصوبٌ وهو مضافٌ، والهاءُ: ضميرٌ متَّصلٌ به في محلِّ الجَرِّ بالإضافةِ إليهِ، والميمُ: علامةُ جمعِ المذكَّرِ.
قولُهُ: {وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} الواوُ للعطْفِ، و "وَيَخَافُونَ" مثلُ "يخشونَ" مَعْطُوفٌ عَلَيْهِ، وَ "سُوءَ" مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ، وهوَ مُضافٌ، و "الْحِسَابِ" مجرورٌ بالإضافةِ إليْهِ.