روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيض العليم ... سورة هود، الآية: 87

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيض العليم ... سورة هود، الآية: 87 Jb12915568671



فيض العليم ... سورة هود، الآية: 87 Empty
مُساهمةموضوع: فيض العليم ... سورة هود، الآية: 87   فيض العليم ... سورة هود، الآية: 87 I_icon_minitimeالخميس فبراير 11, 2016 6:16 am

قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ
(87)
قولُهُ ـ تعالى شأْنُهُ: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} قَالُوا في مَعْرِضَ ردِّهم على نبيِّهم ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، لمَّا رَغَّبَهم بما عندَ اللهِ تعالى من خيرٍ باقٍ مستمرٍّ وحذَّرهم مغبَّةَ إصرارهم على معاصيهم: يَا شُعَيْبُ هَلْ صَلاَتُكَ وَإِيمَانُكَ بِرَبِّكَ يَأْمُرَانِكَ بِأَنْ تَدْعُوَنَا إِلَى تَرْكِ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا مِنْ أَصْنَامٍ وَأَوْثَانٍ، وذلك عَلَى سَبِيلِ التَّهَكُّمِ وَالسُّخْرِيَةِ.
لَمَّا كَانَتِ الصَّلَاةُ أَخَصَّ أَعْمَالِهِ الْمُخَالِفَةِ لِمُعْتَادِهِمْ جَعَلُوهَا الْمُشِيرَةَ عَلَيْهِ بِمَا بَلَّغَهُ إِلَيْهِمْ مِنْ أُمُورٍ مُخَالِفَةٍ لِما اعْتَادوا عليهِ، فَإِسْنَادُ الْأَمْرِ إِلَى الصَّلَوَاتِ غَيْرُ حَقِيقِيٍّ إِذْ مِنَ المعلوم لكُلِّ عاقَلٍ أَنَّ الْأَفْعَالَ لَا تَأْمُرُ ولا تنهى. وَالْمَعْنَى أَنَّ صَلَاتَهُ تَأْمُرُهُ بِأَنْ يَتْرُكُوا دينَهم ويُقلِعوا عن عاداتهم، ويتخلوا عمَّا يَجنونَ من أرباح ومكاسب، أَيْ تَأْمُرُهُ بِأَنْ يَحْمِلَهُمْ عَلَى تَرْكِ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ ويغيروا سلوكَهم. إِذْ مَعْنَى كَوْنِهِ مَأْمُورًا بِعَمَلِ غَيْرِهِ أَنَّهُ مَأْمُورٌ بِالسَّعْيِ فِي ذَلِكَ بِأَنْ يَأْمُرَهُمْ بِأَشْيَاءَ. وقد كَانَتِ الصَّلَاةُ مِنْ عِمَادِ الْأَدْيَانِ كُلِّهَا. وَكَانَ الْمُكَذِّبُونَ الْمُلْحِدُونَ فِي كُلِّ أُمَّةٍ عَلَى قد تَمالؤوا على إِنْكَارِهَا وَالِاسْتِهْزَاءِ بِفَاعِلِهَا، بِنَاءً عَلَى التَّنَاسُبِ بَيْنَ السَّبَبِ وَالْمُسَبِّبِ فِي مُخَالَفَةِ الْمُعْتَادِ، قَصْدًا لِلتَّهَكُّمِ بِهِ وَالسُّخْرِيَةِ عَلَيْهِ تَكْذِيبًا لَهُ فِيمَا جَاءَهُمْ بِهِ.
أخرج ابْن عَسَاكِر عَن الْأَحْنَفِ بْنِ قيسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ شُعَيْبًا كَانَ أَكثرَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَاةً. وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ جَريرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ عَنِ الْأَعْمَشِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ" قَالَ: أَقِراءَتُكُ.
قولُهُ: {أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ} أَوْ أَنْ تَمْنَعَنَا عَنِ التَّصَرُّفِ فِي أَمْوَالِنَا بِمَا يُنَاسِبُ مَصْلَحَتِنَا مِنَ الحَذْقِ وَالخَدِيعَةِ، وَبِالشَّكْلِ الذِي نُرِيدُ؟ إِنَّ هَذا غَايَةُ السَّفَهِ. فقد أَخْرَجَ ابْنُ جَريرٍ، وَأَبُو الشَّيْخِ عَنِ ابْنِ زَيْدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ: "يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُك تأمُركَ" الْآيَة، قَالَ: نَهَاهُم عَنْ قَطْعِ هَذِه الدَّنَانِيرِ وَالدَّرَاهِم فَقَالُوا: إِنَّمَا هِيَ أَمْوَالنَا نَفْعَلُ فِيهَا مَا نَشَاءُ، إِنْ شِئْنَا قَطعْنَاهَا وَإِن شِئْنَا أَحْرَقْناها وَإِن شِئْنَا طَرَحْناها. فقد قَالَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ: كَانَ مِمَّا يَنْهَاهُمْ عَنْهُ، وَعُذِّبُوا لِأَجْلِهِ قَطْعُ الدَّنَانِيرِ وَالدَّرَاهِمِ، كَانُوا يَقْرِضُونَ مِنْ أَطْرَافِ الصِّحَاحِ لِتَفْضُلَ لَهُمُ الْقِرَاضَةُ، وَكَانُوا يَتَعَامَلُونَ عَلَى الصِّحَاحِ عَدًّا، وَعَلَى الْمَقْرُوضَةِ وَزْنًا، وَكَانُوا يَبْخَسُونَ فِي الْوَزْنِ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ قَالَ مَالِكٌ: كَانُوا يَكْسِرُونَ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ، وَكَذَلِكَ قَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ الْمُتَقَدِّمِينَ كَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَغَيْرِهِمَا، وَكَسْرُهُمَا ذَنْبٌ عَظِيمٌ. وَجاءَ فِي كِتَابِ أَبِي دَاوُدَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ تُكْسَرَ سَكَّةُ الْمُسْلِمِينَ الْجَائِزَةُ بَيْنَهُمْ إِلَّا مِنْ بَأْسٍ، فَإِنَّهَا إِذَا كَانَتْ صِحَاحًا قَامَ مَعْنَاهَا، وَظَهَرَتْ فَائِدَتُهَا، وَإِذَا كُسِرَتْ صَارَتْ سِلْعَةً، وَبَطَلَتْ مِنْهَا الْفَائِدَةُ، فَأَضَرَّ ذَلِكَ، بِالنَّاسِ، وَلِذَلِكَ حَرُمَ.
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن سعد وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ وَعبدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَن سَعيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، قَالَ: قَطْعُ الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير المَثاقيلِ الَّتِي قد جَازَتْ بَيْنَ النَّاسِ وعَرَفوها مِنَ الْفَسادِ فِي الأَرْضِ، قَالَ: نَهَاهُم عَن قطع هَذِه الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم فَقَالُوا: إِنَّمَا هِيَ أَمْوَالنَا نَفْعل فِيهَا مَا نشَاء إِن شِئْنَا قَطعْنَاهَا وَإِن شِئْنَا أحرقناها وَإِن شِئْنَا طرحناها.
قولُهُ: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} أَهَذا أَنْتَ الحَلِيمُ المُكْتَمِلُ العَقْلِ الرَّشِيدُ؟ وَالْحَلِيمُ: ذُو الْحِلْمِ أَيِ الْعَقْلِ، وَالرَّشِيدُ: الْحَسَنُ التَّدْبِيرِ فِي المَال. قالوا ذلك زيادةً في التهكُّم. فقد أَخْرَجَ ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ "إِنَّك لأَنْت الْحَلِيم الرشيد" اسْتِهْزاءً بِهِ. وَأخرج ابْنُ أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِي الله عَنْهُمَا، "إِنَّك لأَنْت الْحَلِيمُ الرَّشيدُ" قَالَ: يَقُولُونَ: إِنَّك لَسْتَ بِحليمٍ وَلَا رَشِيد.
قولُهُ تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} قَالُوا: فعلٌ ماضٍ مبني على الضمِّ لاتِّصالِهِ بواوِ الجماعةِ، وواوُ الجماعةِ ضميرٌ متَّصلٌ بهِ مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ رفعِ فاعلِهِ، والألِفُ هي الفارقةُ، والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها مِنَ الإعراب. و "يَا شُعَيْبُيا: أَداةُ نِداءٍ للمُتَوسِّطِ بُعْدُهُ، و "شُعَيْبُ" مُنَادى مُفْرَدُ العَلَمِ، مبني على الضمِّ في محلِّ النَّصْبِ عَلَى النِّداءِ، وجُمْلَةُ النِّداءِ في مَحَلَّ النَّصْبِ بِ "قَالُوا". و "أَصَلَاتُكَ" الهمزةُ: للاسْتِفْهامِ الإنْكاريِّ الاسْتِهْزائيِّ. و "صلاتُكَ" مرفوعٌ بالابتداءِ مضافٌ، وكافُ الخطابِ ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ جَرِّ مُضافٍ إِليهِ. و "تَأْمُرُكَ" فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصِبِ والجازمِ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ جوازًا تقديرُهُ "هي" يعودُ على "صلاتك" وكافُ الخطابِ ضميرٌ متَّصلٌ به في محلِّ نَصْبِ مفعولٍ به، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ في مَحَلِّ رَفْعِ خَبَرِ المُبْتَدَأِ، والجُمْلَةُ الاسْمِيَّةُ في مَحَلِّ النَّصْبِ بِ "قَالُوا". و "أَنْ" حرفٌ ناصِبٌ، و "نَتْرُكَ" فعلٌ مضارعٌ مَنْصوبٌ بِ "أنْ"، وفاعِلُهُ ضَميرٌ مستترٌ وُجوبًا تقديرُهُ "نحنُ" يَعودُ عَلى قومِ شُعيبٍ. و "مَا" اسْمٌ موْصولٌ أَوْ نَكِرةٌ مَوْصوفَةٌ، مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ نَصْبِ مَفْعولِ التَرْكِ، والجُمْلَةُ الفعليَّةُ هذه في تَأْويل مَصْدَرٍ مَجْرورٍ بِحَرْفِ الجَرِّ، مَحذوفٍ تَقديرُهُ: بِتَرْكِ عِبَادَةِ ما يَعْبُدُ آباؤنا، والجارُّ والمَجْرورُ مُتَعَلِّقٌ بِـ "تَأْمُرُ". و "يَعْبُدُ" فعلٌ  مضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ من الناصِبِ والجازمِ، و "آباءُ" فاعلُهُ مرفوعٌ به وهو مضافٌ و "نا" ضميرٌ متَّصلٌ في محلِّ الجرِّ بالإضافةِ إليه، والجُمْلةُ هذه صِلَةٌ لِـ "ما" الموصولة فلا محلَّ لها من الإعرابِ، أَوْ صِفَةٌ لَها في محلِّ النَّصب إنْ أُعربتْ "ما" نكرةً موصوفةً، والعائد، أوِ الرابطُ مَحْذوفٌ تَقديرُهُ: ما يَعْبُدُ آباؤنا.
قولُهُ: {أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ} أَوْ: حَرْفُ عَطْفٍ وتقسيمٍ بمعنى الواوِ، التي للجَمْعِ. و "أَنْ" حرفٌ ناصبٌ، و " نَفْعَلَ" فِعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بها، وفاعِلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيه وُجوبًا تقديرُهُ "نحنُ" يعودُ عَلى قومِ شُعَيْبٍ، و "فِي" حرفُ جرٍّ مُتًعَلِّقٍ بِهِ، و " أَمْوَالِنَا" مجرورُ بحرفِ الجرِّ مضافٌ، و "نا" ضميرُ جماعة المتكلمين متصلٌ به في محلِّ جرٍّ بالإضافةِ إليه، و "مَا نَشَاءُ" ما: يجوزُ أنْ تُعربَ موصولةً، ويجوزُ أنْ تُعرَبَ نكرةً موصوفةً، و "نَشَاءُ" فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ الناصبِ والجازمِ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيه وجوبًا تقديرُهُ "نحنُ" يعودُ على قومِ شعيبٍ عليه السلامُ، والجملةُ صِلَةُ "ما" أو صفةٌ لها على أنها مَفعولٌ بِهِ ل "نفعلَ"، وجملةُ "نفعلَ" في تأويلِ مَصْدَرٍ معطوفٍ على "ما" مِنْ قولِهِ: "مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا" والتقديرُ: أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ بِتَرْكِ عبَادَةِ ما يَعْبُدُ آباؤنا؛ أَوْ بِتَرْكِ فِعْلِنَا في أَمْوالِنَا ما نَشاءُ؟ والجملةُ صِلَةُ "ما" أَوْ صِفَةٌ لها كما تقدَّمَ في سابقتها، والعائدُ، أَوِ الرابطُ مَحْذوفٌ تَقديرُهُ: ما نَشاؤُهُ.
قولُهُ: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} إِنَّكَ: حرفٌ ناصبٌ ناسخٌ مشبَّهٌ بالفعل، للتوكيد، وكافُ الخطابِ ضميرٌ متَّصلٌ به في محلِّ نصبِ اسْمِهِ. و "لَأَنْتَ" اللامُ هي المزحلقةُ للتأكيدِ، حرف ابتداء. و "أنت" ضميرٌ مؤكِّدٌ للكافِ، أَوْ ضَميرُ فَصْلٍ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ رفعٍ بالابتداءِ. و "الْحَلِيمُ" خبرُ "إنَّ"، أو خبرُ المبتدأِ "أَنْتَ" والجملةُ خبرُ "إنَّ" و "الرَّشِيدُ" صِفَةٌ ل "الحليم" أو خبرٌ ثانٍ ل "إنَّ" أو للمبتدأِ، وجملَةُ "إنَّ" في مَحَلِّ النَّصْبِ ب "قَالُوا" عَلى كَوْنِها مُعَلِّلَةً لِمَا قَبْلَها.
قَرَأَ الْجُمْهُورُ: {أَصَلَوَاتُكَ} بِصِيغَةِ جَمْعِ صَلَاةٍ. وَقَرَأَهُ حَمْزَةُ، وَالْكِسَائِيُّ، وَحَفْصٌ، وَخَلَفٌ "أَصَلَاتُكَ" بِصِيغَةِ الْمُفْرَدِ.
قرأ الجمهورُ: {نَفْعَلَ} و {نشاء} بنون الجماعة أو التعظيم. وقرأَ زيدُ بْنُ عَلِيٍّ وابْنُ أَبي عَبْلَةَ والضَّحَّاكُ بِنُ قَيْسٍ "تفعل" و "تشاء" بتاء الخطابِ فيهِما. وقرَأَ أَبو عَبْدِ الرَّحمنِ وطَلْحَةُ الأَوَّلَ بالنونِ والثانيَ بالتاءِ، فَمَنْ قرأ بالنون فيهما عَطفه على مفعول "نتركَ" وهو "ما" الموصولة، والتقديرُ: أَصَلَواتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤنا، أَوْ أَنْ نَتْرُكَ أَنْ نَفْعَلَ في أموالِنا ما نَشاءُ، وهو بَخْسُ الكَيْل والوَزْنِ المُقَدَّمِ ذِكْرُهُما. و "أو" للتنويعِ أَوْ بِمَعْنَى الواوِ، قولانِ، ولا يَجوزُ عَطْفُه على مفعولِ "تأمرك"؛ لأنَّ المَعنَى يَتَغَيَّرُ، إذْ يَصيرُ التَقْديرُ: أَصَلَواتُك تَأْمُركَ أَنْ نَفْعَلَ في أموالنا.
ومَنْ قرأ بالتاءِ فيِهِما جازَ أَنْ يَكونَ معطوفًا على مَفعولِ "تأمرك"، وأنْ يَكونَ معطوفًا على مفعول "نترك"، والتقديرُ: أَصَلواتُك تَأْمُرُكَ أَنْ تَفْعَلَ أَنْتَ في أَمْوالِنا ما تَشاءُ أَنْتَ، أَوْ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤنَا، أَوْ أَنْ نَتْرُكَ أَنْ تَفْعَلَ أَنْتَ في أَمْوالِنا ما تَشاءُ أَنْتَ.
ومَنْ قرأ بالنون في الأوَّلِ وبالتاءِ في الثاني كانَ "أن نفعلَ" معطوفًا على مفعولِ "تأمرك"، فقد صار ذَلِكَ ثلاثةَ أَقْسامٍ، قِسْمٍ يَتَعْيَّنُ فيه العطفُ على مفعولِ "نترك" وهي قراءةُ النُونِ فِيهِما، وقِسْمٍ يِتَعَيَّنُ فيهِ العَطْفُ عَلى مفعولِ "تأمرك"، وهي قراءةُ النون في "نفعل" والتاء في "تشاء"، وقسمٍ يجوز فيه الأمرانِ وهي قراءةُ التاءِ فيهِما. والظاهرُ من حيثُ المعنى في قراءة التاءِ فيهما أو في "تشاء" أَنَّ المرادَ ِبقَوْلِهم ذَلِكَ هُوَ إيفاءُ المِكْيالِ والمِيزانِ؛ لأنَّه كانَ يَأْمُرُهم بِهِما. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: المَعْنى: تَأْمُرُكَ بِتَكْليفِ أَنْ نَتْرُكَ، فحذفَ المُضافَ لأنَّ الإِنسانَ لا يُؤْمَرُ بفعلِ غَيْرِهِ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيض العليم ... سورة هود، الآية: 87
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: