روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
بعد الصلاة على الرحمة المهداة

أهلا وسهلا بك في روضتنا

يسرنا تسجيلك

روضة الشاعر عبد القادر الأسود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

روضة الشاعر عبد القادر الأسود

منتدى أدبي اجتماعي يعنى بشؤون الشعر والأدب والموضوعات الاجتماعي والقضايا اللإنسانية
 
مركز تحميل الروضةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسـم الله الرحمن الرحيم  :: الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضــالين ....  آميـــن

 

 فيضُ العليمِ ... سورةُ هود، الآية: 49

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر الأسود

¤° صاحب الإمتياز °¤
¤° صاحب الإمتياز °¤
عبد القادر الأسود


عدد المساهمات : 3986
تاريخ التسجيل : 08/09/2011
العمر : 76
المزاج المزاج : رايق
الجنس : ذكر
فيضُ العليمِ ... سورةُ هود، الآية: 49 Jb12915568671



فيضُ العليمِ ... سورةُ هود، الآية: 49 Empty
مُساهمةموضوع: فيضُ العليمِ ... سورةُ هود، الآية: 49   فيضُ العليمِ ... سورةُ هود، الآية: 49 I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 22, 2015 9:56 am

تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ
(49)


قولُهُ ـ تعالى شأْنُهُ: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ} تِلْكَ: إِشَارَةُ إِلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ خَبَرِ نُوحٍ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَتَأْنِيثُ اسْمِ الْإِشَارَةِ لِأَنَّ الْمُشَارَ إِلَيْهِ الْقِصَّةُ. أَي: هذَا القَصُّ الذِي قَصَصْنَاهُ عَلَيْكَ مِنْ خَبَرِ نُوحٍ وَقَومِهِ هُوَ مِنْ أَخْبَارِ الغَيْبِ السَّالِفَةِ، نُعْلِمُكَ بِهَا عَلَى حَقِيقَتِهَا، وَحْيًا مِنَّا إِلَيكَ كَمَا وَقَعَتْ، وَكَأَنَّكَ تُشَاهِدُهَا.
وَ "أَنْبَاءُ" جَمْعُ نَبَأٍ، وَهُوَ الْخَبَرُ. وَ "أَنْبَاءِ الْغَيْبِ" أي: الْأَخْبَارُ الْمُغَيَّبَةُ عَنِ النَّاسِ، أَوْ عَنْ فَرِيقٍ مِنْهُمْ. وهيَ مُغَيَّبَةٌ عَنِ الْعَرَبِ كُلِّهِمْ لِعَدَمِ عِلْمِهِمْ بِأَكْثَرَ مِنْ مُجْمَلَاتِهَا، وَهِيَ أَنَّهُ قَدْ كَانَ فِي الأزمانِ الغابِرَةِ نَبِيٌّ اسْمُهُ نُوحٌ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وقد غرِقَ قَوْمُهُ بالطُوفَانٌ، وَمَا عَدَا ذَلِكَ فَهُوَ غَيْبٌ كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ قَوْلُهُ تعالى: مَا كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا، فَإِنَّهُمْ لَمْ يُنْكِرُوا ذَلِكَ وَلَمْ يَدَّعُوا عِلْمَهُ. عَلَى أَنَّ فِيهَا مَا هُوَ غَيْبٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى جَمِيعِ الْأُمَمِ أيضًا، كقِصَّةِ ابْنِ نُوحٍ الرَّابِعِ الذي غَرِقَ فيمَنْ غَرِقَ قومِهِ، وَقصَّةِ عِصْيَانِهِ لأَبيهِ، وَمِثْلَ كَلَامِ اللهِ مَعَ نُوحٍ ـ عَلَيْهِ السَّلَامُ، عِنْدَ هُبُوطِهِ مِنَ السَّفِينَةِ، وَكسُخْرِيَةِ قَوْمِهِ بِهِ وَهُوَ يَصْنَعُ السفينةَ، وَمَا دَارَ بَيْنَه وبينَ قَوْمِهِ مِنَ الْمُحَاوَرَةِ، فَإِنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ فِي الْكُتُبِ السابقةِ. وهذا اسْتِئْنَافٌ أُرِيدَ مِنْهُ الامْتِنانُ عَلى النَبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمَوْعِظَةُ وَالتَّسْلِيَةُ. فَالِامْتِنَانُ مِنْ قَوْلِهِ: مَا كُنْتَ تَعْلَمُها. وَالْمَوْعِظَةُ مِنْ قَوْلِهِ: فَاصْبِرْ إِلَخْ. وَالتَّسْلِيَةُ مِنْ قَوْلِهِ: إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ.
قولُهُ: {مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا} أيْ: لَمْ تَكُنْ أَنْتَ تعلمُها، وَلَمْ يَكُنْ قَوْمُكَ يَعْلَمُونَهَا حَتَّى يَقُولَ مَنْ يُكَذِّبُكَ مِنْهُمْ إِنَّكَ تَعَلَّمْتَها مِنْهُ، بَلْ أَخْبَرَكَ اللهُ بِهَا مُطَابِقَةً لِمَا كَانَتْ عَلَيْهِ مُجْرَيَاتُها، كَمَا تَشْهَدُ بِهِ كُتُبُ الأَنْبِيَاءِ السَّالِفِينَ قَبْلَكَ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جريرٍ، وَابْنُ أَبي حَاتِمٍ، وَأَبُو الشَّيْخِ، عَنْ قَتَادَةَ ـ رضي اللهُ عنه، قال: "مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْت وَلَا قَوْمُك مِنْ قَبْلِ هَذَا" أَيْ: مِنْ قَبْلِ الْقُرْآنِ، وَمَا عِلْمُ مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَومُهُ بِمَا صَنَعَ نُوحٌ وَقَومُهُ لَوْلَا مَا بَيَّنَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِي كِتَابِهِ.
قولُهُ: {فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} فَاصْبِرْ يا محمَّدُ عَلَى تَكْذِيبِ مَنْ كَذَّبَكَ مِنْ قَوْمِكَ، وَاصْبِرَ عَلى أّذَاهُمْ لَكَ، كَمَا صَبَرَ الرُّسُلُ قَبْلَكَ عَلَى أَذَى أَقْوَامِهِمْ وتكذيبِهم، فَإِنَّنَا سَنَنْصُرُكَ عليهم، وَنَحُوطُكَ بِعِنَايَتِنَا، وَنَجْعَلُ العَاقِبَةَ لَكَ، بِالفَوْزِ وَالنَّجَاةِ لَكَ وَلأَتْبَاعِكَ المُتَّقِينَ، فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ، كَمَا فَعَلْنَا بِالمُرْسَلِينَ السَّابِقِينَ إِذْ نَصَرْنَاهُمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ.
وَجُمْلَةُ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ عِلَّةٌ لِلصَّبْرِ الْمَأْمُورِ بِهِ، أَيِ اصْبِرْ لِأَنَّ دَاعِيَ الصَّبْرِ قَائِمٌ وَهُوَ أَنَّ الْعَاقِبَةَ الْحَسَنَةَ تَكُونُ لِلْمُتَّقِينَ، فَسَتَكُونُ لَكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ مَعَكَ. وفيه تَنْبيهٌ عَلى أَنَّ الصَبْرَ عاقِبَتُهُ النَّصْرُ والظَفَرُ والفَرَحُ والسُرورُ، كما كان لِنُوحٍ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ. هذا وقد ذُكِرَتْ هذِهِ القِصَّةُ في سُورَةِ يُونُسَ ثمَّ أُعيدتْ ههُنا لأنَّ القِصَّةَ الواحِدَةَ قدْ يُنْتَفَعُ بِها مِنْ وُجوهٍ. ففي سُورَةِ يونس كان الكُفَّارُ يَسْتَعْجِلون نُزولَ العَذابِ، فذَكَرَ تَعالى قِصَّةَ نُوحٍ في بَيانِ أَنَّ قومَهُ كانوا يُكذِّبونَهُ بِسَبَبِ أَنَّ العَذَابَ ما كانَ يَظْهَرُ، ثمَّ في العاقبَةِ ظَهَرَ، فكذا في واقعَةِ سيِّدِنا مُحَمَّدٍ ـ صَلّى الله عليه وسلم، وفي هذِهِ السُورَةِ ذُكِرَتْ هذِه القِصَّةُ لأنَّ الكُفارَ كانوا يُبالِغونَ في الإيذاءِ، فذَكَرَ اللهُ تَعالى هَذِهِ القِصَّةَ لِبيان أَنَّ إِقْدامَ الكُفَّارِ على الإيذاءِ، كان أيضًا في زَمانِ نُوحٍ، إلَّا أَنَّهُ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ، لَمَّا صَبَرَ نالَ وظَفِرَ، فالمرادُ: كُنْ كذلك يا مُحَمَّدُ لِتَنَالَ ما تريد، ولمَّا كانَ وَجْهُ الانْتِفاعِ بِهَذِهِ القِصَّةِ في كُلِّ سُوْرَةٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، لَم يَكُنْ تَكْريرُها خَالِيًا عَنِ الفائِدَةِ. وهو من جملةِ إعجازِ هذا القرآنِ الكريم، أَنَّكَ تقرأُ القصَّةَ الواحدةَ، بأكثرِ من أُسلوبٍ وصِيغَةٍ وفي كلِّ مرَّةٍ يجري التركيزُ على جانبٍ من جوانبها، وكأنها قصًّةٌ أخرى، غير تلك التي قرأتَها منْ قبلُ.
وَالْعَاقِبَةُ: الْحَالَةُ الَّتِي تَعْقُبُ حَالَةً أُخْرَى. وَقَدْ شَاعَتْ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ فِي حَالَةِ الْخَيْرِ كَقَوْلِهِ في سورة طه: {وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى} الآية: 132. وَالتَّعْرِيفُ فِي الْعاقِبَةُ لِلْجِنْسِ. وَاللَّامُ فِي لِلْمُتَّقِينَ لِلِاخْتِصَاصِ وَالْمِلْكِ، فَيَقْتَضِي مِلْكَ الْمُتَّقِينَ لِجِنْسِ الْعَاقِبَةِ الْحَسَنَةِ، فَهِيَ ثَابِتَةٌ لَهُمْ لَا تَفُوتُهُمْ وَهِيَ مُنْتَفِيَةٌ عَنْ أَضْدادِهم.
قولُهُ تعالى: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ} تِلْكَ: اسمُ إشارةٍ للمؤنَّث البعيد ف "تي" للإشارةِ، واللامُ: للبَعيدِ، والكافُ للخطابِ، واسمُ الإشارةِ في محلِّ رفعِ مُبْتَدَأٍ خبرُهُ الجارُّ والمجرورُ "من أنباءِ"، وعليه فجُمْلَةُ "نوحيها" مُسْتَأْنَفَةٌ، والضَميرُ في "نوحيها" عائدٌ على القصَّةِ، أَيْ: الشأْنُ أَنَّا نُوحي إليكَ القصَّةَ ونُعْلِمُك بِهِا ونُظْهِرُكَ على قِصَصِ مَنْ تقدَّمَكَ مَعَ عَدَمِ مُدارَسَتِكَ لأَهْلِ العِلْمِ والأَخْبارِ، ولذلِكَ أَتى بالمُضارِعِ في "نُوحيها"، وهذا أَحْسَنُ مِنْ عَوْدِهِ عَلى "تلك" لأنَّ عَوْدَهُ على الغيبِ يَشْمَلُ ما تقدَّمَ مِنَ القِصَصِ وما لَم يَتَقَدَّمْ مِنْها، ولو أَعَدْتَه على "تلك" اخْتَصَّ بِما مَضى وتَقَدَّمَ.
ويجوزُ أَنْ يَكونَ "تلك" خبرَ مُبْتَدَأٍ محذوفٍ تقديرُهُ: القصَّةُ تلك. وعليه فيجوزُ أنْ يكونَ "مِنْ أنباءِ" حالًا مِنِ اسْمِ الإِشارةِ، ويَجوزُ أَنْ يكونَ الوقفُ على "تلك"، ويكونُ "مِنْ أنباء" مُتَعَلِّقًا بِمَا بَعْدَهُ، وإذ ذاك تكونُ جُمْلةُ "نوحيها" إمَّا مُبَيِّنَةً وشارِحةً للجُمْلَةِ قَبْلَها وإمَّا حالًا منها.
ويجوزُ أَنْ يَكونَ "نوحيها" هوَ الخَبَرَ، و "من أنباء" على وَجْهَيْهِ المُتَقَدِّميْنِ مِنْ كَوْنِهِ حالاً مِنْ "تلك" أَوْ مُتَعَلِّقًا بِ "نوحيها"، وعليه فيجوز أَنْ يُجْعَلَ حالًا مِنْ مَفْعولِ "نوحيها" أيْ: نُوحيها حالَ كونِهِا بعضَ أَنْبَاءِ الغيبِ. و "مِنْ أَنْبَاءِ" جارٌّ ومَجْرورٌ مُضَافٌ و "الْغَيْبِ" مضافٌ إِلَيْهِ، وقد تقدَّم تفصيلُ تعلُّقِه. و "نُوحِيهَا" فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ مِنَ النَّاصِبِ والجازِمِ، وعلامَةُ رفعِهِ ضمَّةٌ مقدَّرةٌ على آخره لثقلِ ظهورِها الياءِ، وفاعلُهُ ضَميرٌ مستترٌ فيه وُجوبًا تقديرُهُ "نحنُ" يَعودُ عَلى اللهِ تعالى، والهاءُ: ضَميرٌ مُتَّصِلٌ بِهِ في محلِّ نصبِ مفعولِهِ، و "إِلَيْكَ" جارٌّ ومجرورٌ مُتعلِّقٌ بِ "نوحي"، والجُمْلَةُ في مَحَلِّ النَّصْبِ على الحالِ من قولِه: "مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ" والعاملُ فيهِ، ما في الإشارةِ مِنْ مَعْنَى الفِعْلِ، وقدْ تقدَّمَ تفصيلُ ذلك آنفًا.
قولُهُ: {مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا} مَا: نافِيَةٌ، و "كُنتَ" فعلٌ ماضٍ ناقصٌ مبنيٌّ على السكونِ لاتِّصالِهِ بضميرِ رفعٍ متحرِّكٍ هو التاءُ، وهي ضميرٌ متَّصلٌ بهِ مبنيٌّ على الفتحِ في محلِّ رفعِ اسْمِهِ، و "تَعْلَمُهَا" فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ لتجرُّدِهِ من الناصبِ والجازمِ، وعلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهرةُ على آخرِهِ، وفاعِلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ وُجوبًا تقديرُهُ "أنتَ" يعودُ على النبيِّ محمَّدٍ ـ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، والهاءُ: ضميرٌ متَّصلٌ به في محلِّ نصبِ مَفْعولِهِ و "عَلِمَ" هُنا: بِمَعْنَى عَرَفَ فيتعدّى لمفعولٍ واحدٍ، و "أَنْتَ" ضميرُ فصلٍ لتَأْكِيدِ ضَميرِ الفاعلِ المُسْتَتِرِ في الفِعْلِ حَتَّى يَعْطِفَ عَلَيْهِ، و "وَلَا قَوْمُكَ" الواوُ: للعطفِ، و "لا" نافيةُ، و "قومُكَ" مَعْطوفٌ عَلى ضَميرِ الفاعِلِ، وهو مضافٌ، وكافُ الخطابِ في ضميرٌ متَّصلٌ به في مَحَلِّ جرِّ مضافٍ إليه، و "مِنْ قَبْلِ هَذَا" جارٌّ ومَجْرورٌ مُضافٌ مُتَعَلِّقٌ بِـ "تَعْلَمُ" واسمُ الإشارةِ "هذا" في محلِّ جرِّ مضافٍ إليه، وجُمْلَةُ "تَعْلَمُ" في مَحَلِّ نَصْبِ خَبَرِ "كنت" وجُمْلَةُ "كنت" مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها من الإعراب، ويجوز في هذه الجملةُ أنْ تَكونَ حالًا مِنَ الكافِ في "إليك"، ويجوزً أَنْ تَكونَ حالًا مِنَ المَفْعولِ في "نُوحيها" ويجوزُ أَنْ تَكونَ خَبَرًا بعدَ خَبَرٍ.
قولُهُ: {فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} فَاصْبِرْ: الفاءُ: هي الفَصيحةُ لأنَّها أَفْصَحَتْ عَنْ جَوابِ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ، تَقديرُهُ: إذا عَرَفْتَ ما أَوْحَيْنا إليْكَ مِنْ قِصَّةِ قومِ نُوحٍ، وإيذائهم لَهُ، وَأَرَدْتَ بَيانَ ما هوَ الأَصْلَحُ لَكَ فأَقولُ لَكَ: اصْبِرْ إِنَّ العاقِبَةِ للمُتَّقينَ. و "اصْبِرْ" فعلُ أَمْرٍ مبنيٌّ على السكونِ الظاهرِ على آخرِهِ، وفاعلُهُ ضَميرٌ مستترٌ فيه وُجوبًا تقديرُهُ "أنتَ" يَعودُ عَلى سيِّدِنا مُحَمَّدٍ ـ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، والجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ هذه في مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولِ لِجَوابِ "إذا" المُقَدَّرَةِ، وجُمْلَةُ "إذا" المُقَدَّرةِ مُسْتَأْنَفَةٌ لا محلَّ لها من الإعراب، و "إِنَّ" حرفٌ ناصِبٌ ناسخٌ مشبَّهٌ بالفعلِ للتأكيدِ، و "الْعَاقِبَةَ" اسْمُهُ منصوبُ به، و "لِلْمُتَّقِينَ" اللامُ حرفُ جرٍّ متعلِّقٌ بخبَرِ "إنَّ" في محلِّ رفعٍ، و "المتَّقينَ" مجرورٌ بحرفِ الجرِّ وعلامةُ جرِّهِ، الياءُ لأنَّهُ جمعٌ مذكَّرٌ سالِمٌ، والنونُ عوَضًا عن التنوين في الاسْمِ المفردِ، وجُمْلَةُ "إنَّ" في مَحَلِّ النَّصْبِ بالقولَ لِجَوابِ "إذا" المُقَدَّرَةِ، عَلى أنَّها مُعَلّلةٌ لِمَا قَبْلَها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيضُ العليمِ ... سورةُ هود، الآية: 49
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيضُ العليمِ ... سورةُ هود، الآية: 47
» فيضُ العليمِ ... سورةُ هود، الآية: 48
» فيضُ العليمِ ... سورةُ هود، الآية: 50
» فيضُ العليمِ ... سورةُ هود، الآية: 51
» فيضُ العليمِ ... سورةُ هود، الآية: 43

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
روضة الشاعر عبد القادر الأسود :: ...:: الروضة الروحانية ::... :: روضة الذكر الحكيم-
انتقل الى: